تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » كيف تتجنب عضة الصقيع ؟ وما أسبابها وأعراضها المختلفة؟

كيف تتجنب عضة الصقيع ؟ وما أسبابها وأعراضها المختلفة؟

على الرغم من أن الكثير من الناس لا زال يتعامل معها باستهانة، تعتبر عضة الصقيع من الأمراض التي لها ما لها من الخطورة على الإنسان. ولذا فمن المهم الإلمام بكل ما يتعلق بها لتفاديها وحسن التعامل معها عند الإصابة بها.

عضة الصقيع

تعرف الحروق الخاصة بالشتاء علميا بقضمة الصقيع أو عضة الصقيع أو قضمة الثلج. ومن الشائع والمعروف لدى كثير من الناس أن أشعة الشمس لها من الأضرار الكثير والكثير، ولكن الحقيقة أن التعرض للأشعة فوق البنفسجية مع برد الشتاء القارس يمكن أن يتسبب في إصابة الإنسان بحروق أشد خطورة من تلك التي تسببها حرارة الصيف، خاصة مع جفاف الجلد الذي يصحب فصل الشتاء. ومن المهم للغاية الإلمام بطبيعة هذا المرض وأعراضه حتى يتمكن الإنسان من التعامل الصحيح معه فور ملاحظة وجود هذه الأعراض وقبل أن يتفاقم الأمر. وعن أعراض عضة الصقيع وأسبابها والعلاج المناسب لها نكتب في هذا المقال.

ما هي عضة الصقيع؟

عضة الصقيع ما هي عضة الصقيع؟

عضة الصقيع هي عبارة عن تعرض الجلد وأنسجته، كل ما تحته من طبقات، لدرجة متدنية للغاية من الحرارة، اثنان تحت الصفر إلى أربعة تحت الصفر، أو للرياح الشديدة الباردة، وذلك لفترات طويلة، تمتد من ساعتين لأكثر. وتصيب عضة الصقيع الأنسجة الرخوة الموجودة بنهاية جميع أطراف الجسد، كشحمة الأذن والأنف وأنامل الأصابع، وهي الأماكن التي تتواجد بها الشرايين النهائية وتقل فيها الدورة الدموية بشكل عام. ولأن تلك الشرايين تكون دقيقة للغاية، فإن التعرض للبرودة الشديدة لفترات طويلة يؤدي إلى حدوث انكماش أو انقباض بها؛ الأمر الذي يمنع تدفق الدم عن ذلك الطرف المعرض للبرودة، ويصيب الإنسان بمرض عضة الصقيع.

أسباب عضة الصقيع

بمجرد قراءة اسم المرض، أول ما يتبادر إلى أذهاننا أن البرودة الشديدة هي المسبب الأول والأخير له؛ بيد أن هذا ليس بصحيح؛ فمن الأسباب الأخرى للإصابة بمرض عضة الصقيع هو التدخين، سواء كان سلبيا أم إيجابيا. وهذه المعلومة قد تخفى على الكثير من الناس، وقد لا يستوعبها الكثيرين أيضا. والسبب المنطقي لكون التدخين من الأسباب الرئيسية لحدوث عضة الصقيع هو أن مادة النيكوتين الموجودة به تؤدي إلى تصلب الشرايين وانقباض الأوعية الدموية؛ وهذا هو السبب في أن المدخنين من أكثر الناس عرضة للإصابة بالضغط الشرياني والتهابات المفاصل. وإذا كان الشخص مدخنا وتعرض للصقيع لفترة قصيرة، فسيكون بالطبع أكثر تأثرا به من غير المدخن.

كذلك يكون الأشخاص الذين يتناولون عقاقير مثل مثبطات البيتا التي تستخدم لعلاج القلق والتوتر وخفقان القلب الشديد، يكونون أكثر عرضة للإصابة بمرض عضة الصقيع ؛ لأن تلك العقاقير تقلل من جريان الدم للجلد. وإلى جانب ذلك يصاب بهذه الحروق الباردة أولئك الذين يعانون من مرض نقص التروية للأوعية المحيطية، والأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية، والأشخاص المصابين بمرض السكري والتهاب المفاصل.

أعراض عضة الصقيع

إذا أصيب الإنسان بعرض عضة الصقيع يحدث له ما يسمى بالحروق الباردة. وفي بداية الإصابة بتلك الحروق يحدث أن يكسو اللون الأحمر الجلد المعرض للبرد الشديد لمدة طويلة؛ وفي حال استمر التعرض للبرودة لفترة أطول يتحول هذا اللون الأحمر إلى اللون الأزرق ثم بعدها يشحب الجلد تماما. والسبب في ذلك أن الطرف المصاب هذا أصبح على وشك الموت وفقد الحياة وجريان الدم به. وقد تسوء الأمور وتصل آثار عضة الصقيع إلى المفاصل، مما يؤدي إلى فقد الإحساس بها. وفي بعض الحالات يصاحب هذه الأعراض الشعور بالحكة والتنميل الشديد.

علاج عضة الصقيع

لمرض عضة الصقيع درجات ثلاث؛ وعلاج كل درجة يختلف تماما عن الدرجة الأخرى؛ وفي حال تم علاج مرحلة ما بشكل لا يناسبها فإن الأمر حتما يتدهور. لهذا السبب فإن الجزء الأهم في علاج عضة الصقيع هو مدى خبرة الشخص المعالج ومدى معرفته وإلمامه بأكبر قدر من المعلومات بخصوص المرض وعلاجه المناسب. وعلى الرغم من أن أعراض عضة الصقيع تتشابه تماما وأعراض الحروق الشديدة للشمس، فإن علاج كلا المرضين وأسلوب التعامل معهما يختلف تماما. وفي حالة إصابة الإنسان بالدرجة الأولى من عضة الصقيع، درجة احمرار الجلد، يمكنه عمل تدليك خفيف للطرف المصاب؛ كما يمكن تحريك العضو البارد حركات سريعة حتى يساعد على إعادة سير الدم فيه. أما إن تجاوز الشخص المرحلة الأولى ودخل المرحلة الثانية، مرحلة ازرقاق الجلد، أو المرحلة الثالثة، مرحلة شحوب الجلد، فلا يناسبه عمل تدليك، لأن التدليك في هاتين الحالتين قد يجرف جزءا من الجلد أو يصيب المفاصل بأذى.

وفي بعض الحالات يصاب الإنسان بعضة الصقيع وهو في مكان ناء بعيد عن أي مرفق أو مستشفى، خاصة أولئك الذين يهوون استكشاف المناطق القطبية المليئة بالثلج أو أولئك الذي شردتهم الحروب وتركتهم في العراء بلا مأوى لمدة طويلة. والعلاج في مثل هذه الحالة يستلزم وضع الطرف المصاب في ماء ساخن، بحيث تصل درجة حرارته إلى 60 درجة مئوية حتى تتمدد الأوعية الدموية من جديد ويسري الدم فيها معيدا لها الحياة. ويساعد هذا الأسلوب في العلاج على ارتخاء طبقات الجلد؛ الأمر الذي يعمل على تخفيف الضغط على الأوعية الدموية.

وبمجرد وضع العضو المصاب بالماء الساخن يميل لونه للأزرق، ومن ثم تتشكل على الجلد فقاعات تشبه تماما تلك التي تنتج عن الحروق بالسوائل؛ وهذه الفقاعات يدل مرآها على بداية العلاج ودخول مرحلة الأمان. وعند رؤية تلك الفقاعات فلا يفضل فقأها، حتى لا يؤدي ذلك إلى حدوث التهابات تؤذي الجلد، وإنما تترك لتفقؤ وحدها وتتخلص من السائل الموجود بها. وإذا كانت هناك صعوبة في وضع الطرف المصاب بالماء الساخن، كالأنف وشحمتي الأذن، يمكن عمل كمادات ساخنة للمكان، مع تدفئة الجو العام المحيط بالشخص حتى يتأثر الطرف بالتدفئة ويبدأ طريق العلاج. وإذا كانت هناك صعوبة في الحصول على النار، يمكن إيجادها باستخدام الأحجار الموجودة بكل مكان، وذلك عن طريق حكها ببعض بقوة حتى يظهر الشرر منها. ولا يفضل استخدام النار المباشرة، لأنها من الممكن أن تتلف أجزاء من الجلد دون أن يشعر الإنسان.

عضة الصقيع العميقة

ذكرنا سلفا أن عضة الصقيع تحدث على ثلاث درجات؛ والدرجة الثالثة منها تسمى بعضة الصقيع العميقة أو الشديدة. وعادة يصل الأمر إلى هذا الحد في حال استمر الشخص في درجة حرارة منخفضة ولم يسرع بعلاج الجزء المصاب. ومن أهم الأعراض التي تظهر على الجلد عند وصول عضة الصقيع إلى هذا الحد هو تحوله إلى اللون الأزرق أو الأسود. والحقيقة أن عضة الصقيع العميقة تؤثر بالسلب على الأنسجة والعضلات، بل والعظام والمفاصل، للجزء المصاب؛ ولذا يحدث في بعض الأحيان أن يضطر الطبيب للبتر.

أدوية علاج عضة الصقيع

في حال أصيب الشخص بعضة الصقيع، لا يمكنه على الإطلاق استخدام أي أدوية قبل استشارة الطبيب؛ ولعل العلاج الوحيد الذي يستطيع تناوله لحين استشارة الطبيب هو المسكنات؛ وذلك إذا لم يكن بمقدوره تحمل الألم الناتج عن العضة.

علاج عضة الصقيع بالأعشاب

هناك من الطرق الطبيعية ما يمكن أن يسهم في التخلص من عضة الصقيع نهائيا؛ ومن هذه الطرق استخدام مغلي النارينج، وهي ثمرة تشبه البرتقالة، حتى أنها تسمى بالبرتقال المر؛ ويكون ذلك بتقطيع الثمرة إلى أجزاء وغليها بالماء، ومن ثم وضع العضو المصاب بالماء عندما يتخلص من درجة الحرارة العالية ويصل للدفء؛ ويستمر الشخص في وضع العضو المصاب بهذا الماء حتى يبرد تماما. ويمكن كذلك دهن العضو المصاب بزيت النارينج أو زيت البرتقال. هذه تعتبر أفضل الطرق الفعالة للتخلص من عضة الصقيع بطريقة طبيعية آمنة.

الوقاية من عضة الصقيع

عضة الصقيع الوقاية من عضة الصقيع

في حال كنت ممن يقطنون مكانا من تلك الأماكن المعروفة بانخفاض درجة الحرارة، فيفضل قيامك بعملية الإحماء قبل الخروج من المنزل، حتى يتوزع الدم في جميع أنحاء الجسم، وخاصة الأطراف. كذلك ينصح بالابتعاد عن الكحول والأدوية المهدئة والتدخين، حتى نحتفظ بدرجة حرارة الجسم أثناء التواجد في وسط بارد.

وختاما عليك القيام بكل ما بوسعك حتى تقي نفسك من عضة الصقيع ومخاطرها. وفي حال أصبت بها، فلتختار العلاج المناسب والمعالج الكفء؛ لأن الطبيب المعالج قد يقوم بعمل تدليك مثلا أو أي نوع للعلاج، ولأنك بسبب الإصابة لا تشعر بألم، فقد تتلف بعض أجزاء وطبقات الجلد وقد ينكسر أحد المفاصل دون شعور منك ولا أي ردة فعل.

ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.

سارة الدالي

مترجمة وكاتبة، تخرجت في كلية اللغات والترجمة الفورية بجامعة الأزهر الشريف. محبة للقراءة والكتابة في جميع المجالات، وخاصة مجال الرواية.

أضف تعليق

ثمانية + 7 =