لا شك أن العسل هو أحد أجمل وأحب الأطعمة على الإطلاق لكل إنسان، فنادرًا إن لم يكن من المستحيل أن تجد شخصًا يعزف عن تناول العسل لسبب أو لآخر إلا إذا كان له تأثير يتعارض مع مرضٍ أَلَمَّ به؛ فالعسل بمختلف أنواعه دومًا لذيذ الطعم حلو المذاق وفاتح للشهية، فضلًا عن وظائفه الحيوية وفوائده الصحية التي لا تُحْصَى ولا تُعَدُّ لمعظم أعضاء الجسم إن لم يكن جميعها. ويعتبر عسل الحنطة السوداء أحد الأنواع الشهيرة بفوائدها الغذائية والعلاجية وغيرها من الفوائد للشعر والبشرة وغيرهما؛ وهذا ليس بغريب إذ علمنا أن عسل الحنطة السوداء هو ذاك الرحيق الذي يمتصه النحل من زهور الحنطة السوداء وهي ذاتها غنية جدًا بمواد غذائية عديدة ينصح أطباء التداوي بالأعشاب باستخدامها كثيرًا، ولطالما أُجْرِيَت دراسات أثبتت صلاحية الحنطة السوداء لعلاج الكثير من الأزمات الصحية وبالفعل تدخل حاليًا في صناعة الكثير من الأدوية.
استكشف هذه المقالة
ما هو عسل الحنطة السوداء ؟
عسل الحنطة السوداء هو تلك المادة التي ينتجها النحل بعد امتصاصها رحيقًا من تزهر نبتة الحنطة السوداء، وهو مادة مغذية جدًا، وتتميز بنكهتها القوية الجميلة، وهو في الغالب داكن اللون وصعب التأثر بالأجواء المحيطة؛ إذ يتميز بقدرته على الاحتفاظ بخواصه لأطول فترة ممكنة، وفي أحيان عديدة قد يتدرج لونه ليبدو كالأصفر النحاسي أو الأرجواني أو الأسود وما بينهم من درجات لونية.
وجدير بالذكر أن عسل الحنطة السوداء يشتهر بطعمه غير الحلو مثل باقي أنواع العسل كما أن مزاجه يشبه كثيرًا دبس السكر، ورغم ذلك إلا أنه يحوي العديد من التراكيب السكرية حيث أن عناصره الرئيسية تشبه باقي أنواع العسل من مغذيات وعناصر نادرة ومركبات مضادة للأكسدة وبالطبع مادة الفركتوز التي تتواجد بكميات كبيرة فيه، وكذلك مادة الجلوكوز التي تتواجد في مكوناته أكثر من العسل فاتح اللون، وفي الغالب عند شراء برطمان عسل حنطة سوداء متوسط الحجم فإنه يحتوي على حوالي 30% من الجلوكوز وحوالي 40% من الفركتوز.
فوائد عسل الحنطة السوداء
أثبتت الدراسات التحليلية التي تم إجراؤها على عسل الحنطة السوداء انه يحوي الكثير جدًا من العناصر الغذائية الضرورية لصحة جسم الإنسان والحفاظ على نضارته وقوته إذا ما داوم عليه، فهو يحوي بين طياته عناصر الفيتامينات والكثير من الحديد المفيد جدًا للمناعة والحفاظ على الجسم من الأمراض المعدية والأوبئة، كما أن الحديد مفيد جدًا للسيدات الحوامل ويساعد كثيرًا في تحسين مستوى الهيموجلوبين في الدم وكذا منع تطور فقر الدم إلى مستويات خطيرة قد تضر الأمهات في المستقبل.
كما أن عسل الحنطة السوداء يحتوي على نوعي فيتامينات C و B، وكميات مناسبة من البروتين والماغنسيوم والزنك واليود، ولذلك فإنه مطهر مميز وقوي جدًا ويتميز بأنه لا يفقد صلاحيته ولا خصائصه المطهرة والمضادة للبكتيريا حتى إذا استمر تخزينه لفترات طويلة.
يقول أطباء القلب أن عسل الحنطة السوداء كان دومًا الوسيلة الطبيعية الأفضل والمصدر المغذي الرئيسي لعضلة القلب، ذ أن المركبات الكربوهيدراتية الموجودة فيه يتيسر على الدم أن يمتصها بسرعة وسهولة لتصل سيعًا إلى القلب وتعالج من الخلل البيولوجي الحادث فيه.
وعند الحديث عن الأوعية الدموية نجد أن المنتج أيضا يتميز بآثاره الإيجابية القوية للغاية على نظام الأوعية الدموية بالكامل، حيث يسهل عملية الدورة الدموية كما يضمن الحماية والوقاية اللازمة لتجنب تصلبات الشرايين وما إلى ذلك من أمراض.
ويستخدم عسل الحنطة السوداء كثيرًا في تطهير الكبد والقضاء على فيروساته وما قد يصيبه من أوبئة أو على الأقل يقلل من مضاعفاتها وآثارها السلبية السريعة على صحة الجسم؛ ولذا ينصح الأطباء مرضى الكبد بالحرص على تناوله يوميًا وبشكل متكرر مع مراعاة أن يتعارض مذاقه الحلو مع أمراض السكر وغيرها.
ومن ناحية أخرى نجد أن عسل الحنطة السوداء يستخدم كثيرًا لمكافحة أمراض الجهاز التنفسي وتطهير الشعب الهوائية والتخلص من أية التهابات قد تصيبها وتوسيع مجرى التنفس وتحسين وظائف الرئتين والجهاز التنفسي بشكل عام.
كل هذه الفوائد الطبية لعسل الحنطة السوداء علاوةً على كونه غذاء حيوي يعطي القوة والحيوية ويمد الجسم بطاقة كبيرة للغاية تساعده على متابعة كافة أمور يومه؛ ولذلك يحرص الرياضيون ومدربي الألعاب الرياضية وألعاب القوى على أن يتناول الأفراد هذا العسل كطعام دائم يوميًا ملعقة أو أكثر بانتظام لتعطيهم نشاطًا بدنيًا كبيرًا.
يتميز عسل الحنطة السوداء بأنه غني بمضادات الأكسدة والتي تتواجد فيه بكميات كبيرة للغاية ومضادات الأكسدة هذه هي عبارة عن مواد كيميائية تمنع انتشار الجزيئات والعناصر الضارة التي تتسبب في تلف الخلايا، وكانت جامعة كورنيل قد أثبتت في دراسة لها أن مضادات الأكسدة الموجودة في عسل النحل وتحديدًا عسل الحنطة السوداء مفيدة كثيرًا لأمراض الأوعية الدموية؛ وذلك لأنها تساعد على فرز وتكوين الكوليسترول الجيد بينما تسهم بشدة في تكسير وتقليل الكوليسترول الضار، كما تساهم مضادات الأكسدة كثيرًا في منع بيروكسيد الدهون، بالإضافة لاحتوائه على نسبة كبيرة من مركبات الفينول الهامة جدًا لصحة الجسم؛ ولذا عند شراء عسل الحنطة السوداء يفضل أن يختار الشخص ذاك النوع الذي يحوي مضادات الأكسدة بكميات كبيرة.
يتميز عسل الحنطة السوداء باحتوائه على كميات كبيرة جدا من المعادن الهامة مثل البوتاسيوم، ووفقًا لمركز ماريلاند الطبي الشهير فإن البوتاسيوم الموجود في عسل الحنطة السوداء يساهم بشدة في دعم وظائف صحة الأعصاب والقلب والعضلات، كما يحتوي العسل كذلك على عنصر البيتين وهو ذاك المركب الهام الذي يساعد كثيرًا في جاهزية وظائف الكبد وتحسنها بشكل كبير، كما يقلل كثيرًا من خطر الإصابة بأمراض القلب.
يتميز عسل الحنطة السوداء بأنه يمد الجسم بنسبة كبيرة من السعرات الحرارية ويوفر للجسم طاقة كبيرة رغم تناول ملعقة صغيرة أو ملعقتين، حيث أن ملعقة واحدة من هذا العسل تحتوي على 64 سعر حراري وذلك وفقا لما ذكرته قاعدة بيانات المغذيات الوطنية التابعة لوزارة الزراعة الأمريكية.
من المزايا الصحية العجيبة لعسل نحل الحنطة السوداء أنه يساعد كثيرًا في علاج والتئام الجروح وذلك لكونه قادر على امتصاص الرطوبة والتخلص من البكتريا، كما أن عسل الحنطة السوداء يتميز باحتوائه على نسبة عالية من السكر مقابل نسبة منخفضة من PH، ولذلك فهو مناسب جدًا للقضاء على البكتيريا والميكروبات الأخرى من أن تنمو داخل الجرح.
دائمًا ما ينصح الأطباء مرضى السعال بضرورة تناول عسل الحنطة السوداء وذلك لما يتمتع به من فاعلية كبيرة لعلاج السعال الليلي عند الأطفال، وهذا السعال هو ما ينتج في الغالب عن عدوى الجهاز التنفسي مثل نزلات البرد، ويصل مستوى تأثير عسل الحنطة السوداء على السعال مثل أو أفضل من مستوى تأثير الكثير من أدوية السعال.
تؤكد الدراسات الحديثة أن البوتاسيوم يساهم كثيرًا في التقليل من نسب الوفيات بنسبة تصل إلى حوالي من 15 إلى 20 % كما انه مناسب جدًا لتنظيم ضغط الدم ومنع تعرض الإنسان لمخاطر السكتات الدماغية المختلفة، كما أنه يساهم كثيرًا في تخفيف حدة أية أمراض لها علاقة بالجهاز القلبي الوعائي.
وتقول الدراسات الحديثة في هذا المجال أن عسل الحنطة السوداء يحتوي كميات كبيرة من الصوديوم، الأمر الذي يسهم في تنشيط عمل الأنزيمات الهاضمة، وما يترتب عليه من توفير بيئة صحية لعملية الهضم، وكذا تزويد الجسم بالطاقة اللازمة.
ويعتبر الكالسيوم أحد أهم العناصر التي تتوافر بكثافة في عسل الحنطة السوداء، وهو العنصر المفيد جدًا لتقوية العظام ومعالجة مشكلات هشاشة العظام لدى الأطفال وكبار السن، كما أن الكالسيوم يفيد كثيرًا في عملية تخثر الدم وخفض ضغط الدم، وكذلك يساهم كثيرًا في تطهير الجسم مما يسمى بالنويدات المشعة وأملاح المعادن الثقيلة.
يتواجد عنصر الفوسفور بكثافة في مكونات عسل الحنطة السوداء، والفسفور معروف بإمداداته للجسم من الطاقة الحيوية اللازمة لحياة الإنسان والقيام بمهامه وممارسة نشاطاته اليومية، كما أن الفسفور يقوم بدور حيوي هام جدًا ضمن عملية التمثيل الغذائي، بالإضافة لقدرته الكبيرة على تنشيط عمل فيتامين B، وإسهاماته الكبيرة في تقوية مينا الأسنان.
وعن ضغط الدم كذلك نجد عنصر الماغنسيوم والذي يوجد بنسب كبيرة في عسل الحنطة السوداء يساهم في تقليل ضغط الدم، كما أنه يحسن من عمل البنكرياس، ويعين الجسم كثيرًا ليقوم بإعادة ترتيب الهرمونات خلال سن اليأس، وأيضا مناسب جدًا لفترة ما قبل الطمث.
ورغم أن عسل الحنطة السوداء يحوي كمية كبيرة من الفيتامينات إلا أنه أيضًا يحوي عنصرًا هامًا للغاية يساعد الجسم على امتصاص هذه الفيتامينات وهو عنصر المنجنيز الذي يسرع من امتصاص الفيتامينات E و C و B، كما أن المنجنيز ينظم عمل الجهاز التناسلي، ومفيد للغاية من أجل خفض مستوى الكوليسترول في الدم حتى لا تحدث تصلبات في الشرايين.
يحتاج الجسم كثيرًا في فترات الشباب والمراهقة لإنتاج خلايا جديدة وتنظيم الهرمونات، وهو ما يوفره الزنك بشكل كبير، والزنك متوافر بكميات كبيرة في عسل الحنطة السوداء الذي يستخدم في التئام الجروح والقيام بوظائف وقائية للجسم.
بالإضافة لكل ما سبق من عناصر ومواد هامة، نجد أن عسل الحنطة السوداء يحوي كذلك كميات لا بأس بها من عنصر النحاس الذي هو ضروري ورئيسي لكي يقوم الجسم بعمله الطبيعي، كما أن النحاس يدخل كثيرًا في عمليات تكون الدم.
كيف تستخدم عسل الحنطة السوداء ؟
عند الرغبة في استعمال عسل الحنطة السوداء من أجل معالجة الجروح وسرعة التئامها، فإنه يتم وضع العسل على الجرح مباشرةً ثم تم تغطية الجرح باستعمال ضمادة نظيفة مطهرة، ويراعي تكرار العملية صباح ومساء كل يوم للحصول على نتائج أفضل.
إذا كان استعمال عسل الحنطة السوداء بهدف الحصول على طاقة ومكملات غذائية كبيرة فإنه يُنْصَح بمزج العسل مع الأطعمة الصحية الأخرى مثل خبز القمح الكامل أو الزبادي العادي أو الزبادي بالفواكه أو حتى الزبادي اليوناني، كما يمكن للمريض أو من يعاني الأنيميا أن يتناول عسل الحنطة السوداء يوميًا سواءً ملعقة صغيرة أو ملعقتين على أن يكون العسل خامًا غير مخلوط بأية إضافات أخرى سكرية أو سائلة، كما يمكن أن يتم مزجه مع باقي الأطعمة والمشروبات مثل الشوفان والبان كيك أو حتى العصائر.
ولأن عسل النحل به كمية كبيرة من الجلوكوز والفركتوز فإنه يعد مُحَلًّى طبيعيًا يمكن أن تتم إضافته إلى مختلف أنواع الحلوى أو حتى المشروبات اليومية العادية مثل الشاي أو القهوة.
لمن يستعمل عسل الحنطة السوداء بهدف التخلص من السعال وأعراضه وآلامه ومشكلاته المتكررة، فإنه ينصح بخلطه مع كوب دافئ من شاي الأعشاب أيا كان نوعها سواء ورق الجوافة أو غيرها من الأعشاب الطبيعية التي تمنع السعال وتطهر الجهاز التنفسي.
خواص وسمات عسل الحنطة الجيد
تنتشر في الأسواق العديد من عبوات عسل الحنطة السوداء لكن وللأسف الشديد معظمها مزيف وممزوج بمواد أخرى كالسكر والماء ولكنه ليس عسلًا خامًا، ولذلك فإنه لا يؤتي النتيجة الطبيعية المرجوة منه غذائيًا وصحيًا ويجب على المستهلك أن يتأكد جيدًا من مكوناته ومن مصدر تعبئته وتوزيعه بالأسواق قبل شراءه.
ولكي يتم التحقق من جودة عسل الحنطة السوداء فإنه يفضل التأكد من لونه الداكن بشكل كبير، وكذا رائحته الحارة بشكل محسوس، وبالإضافة لذلك فإنه عند تناوله يستشعر الإنسان بمذاق به مرارة؛ فإذا اشترى أحد عسل الحنطة الطبيعي ووجده لذيذًا دون أية مرارة فهذا دليل على كونه عسلًا غير أصلي أو ممزوج بمواد أخرى، وفي الغالب من السهل الحصول على عسل الحنطة السوداء في أشهر الصيف حيث تنتشر زهور الحنطة وما ينتج عنها من رحيق يتغذى عليه النحل.
من المعلوم أن عسل الحنطة السوداء تظل ألوانه متجانسة جميعها دون ظهور أي امتزاجات أوما يُطْلَق عليه بياض التشريب، كما أن أية سوائل زائدة قد تخرج على هيئة طبقات منفصلة، ورغم ذلك فإن عسل الحنطة السوداء يذوب جيدًا في الماء الساخن ولا ينتج عنه أية شوائب ولذلك دائمًا ما يصفه أخصائيي العلاج بالأعشاب لمرضى الصدر وغيرهم ليتناولوه بعد ذوبانه في كوب من الماء الساخن.
نصائح هامة عند تناول عسل الحنطة السوداء
عسل الحنطة السوداء بكل تأكيد له من الفوائد والمميزات ما له، ولكن أيضًا له بعض العيوب والأضرار التي تنتج عن سوء الاستخدام أو سوء التخزين؛ فعلى سبيل المثال نجد أن عسل الحنطة السوداء يفقد صلاحيته إذا تم تخزينه في درجات حرارة عالية بشكل غير مناسب، كما أنه يفقد صلاحيته إذا تم تعريضه للضوء لفترات طويلة.
عند تناول عسل الحنطة السوداء لا يجب الإفراط فيه بشكل غير محسوب خاصة إذا كنت مريض سكر خاصةً وأن عسل الحنطة السوداء يحتوي على كميات كبيرة جدا من الجلوكوز والفركتوز تصل لنسب أعلى بضعفي وأحيانًا ثلاثة أضعاف العسل الأبيض العادي.
كما يجب الانتباه لعدم الإفراط في تناول عسل الحنطة السوداء إذا كان الشخص ممن يعانون الحساسية لأيٍ من مكوناته وفي معظم الأحيان يصف الطبيب جرعة بمقدار ملعقة أو ملعقتين يوميًا فقط لا غير.
يحتوي عسل الحنطة السوداء على نسبة كبيرة من السعرات الحرارية، ولذا يجب مراعاة ذلك لمن يعانون من أمراض السمنة والزيادة في الوزن ويحتاجون إلى نسبة قليلة من السعرات الحرارية، كما لا يجب الإكثار من تناوله بشكل مبالغ فيه وبشكل دوري حتى لا يعتاد عليه الجسم.
فوائد عسل الحنطة السوداء للبشرة
- يعالج حب الشباب بسبب خواصه التطهيرية للجلد ومسام الجلد، الأمر الذي يجعله قادرًا على قتل الجراثيم والفطريات وتخفيف تهيج الجلد واحمراره.
- يستخدم عسل الحنطة السوداء من أجل تقشير البشرة عبره مواده المضادة للأكسدة والأنزيمات التي يحويها.
- يستخدم عسل الحنطة السوداء لترطيب البشرة عبر تخلله لطبقات الجلد خاصةً إذا تم مزجه مع زيت الزيتون.
- التخفيف من حروق الشمس وآثارها على الجلد، ويمكن مزجه بزيوت الصبار للحصول على أفضل النتائج.
فوائد عسل الحنطة السوداء للشعر
- يستخدم كماسك للشعر يساعد على لمعانه ونضارته عند خلطه بالماء الدافئ.
- يتم خلط عسل الحنطة السوداء مع بعض مستحضرات التنظيف لإنتاج بلسم للشعر يجعله ناعمًا ولامعًا.
الخواص البيولوجية لنبتة الحنطة السوداء
تتميز نبتة الحنطة السوداء باختلاف فترات نمو المحصول ونضجه من نبتة لأخرى من نفس النوع حسب اختلاف الصنف؛ فنجد أن الصنف المبكر يحتاج حوالي من 60 إلى 70 يومًا، بينما الصنف المتوسط فنجده يتطلب فترة تمتد ما بين 70 إلى 90 يومًا حتى تنمو وتنضج، أما الصنف المتأخر فهو الذي يتطلب حوالي من 90 إلى 120 يومًا كاملة.
تتعرض بذور الحنطة السوداء لعملية إنتاش، وهذه العملية تحدث عندما تصل درجة حرارة التربة إلى 7 أو 8 درجات مئوية، بينما يكون النمو الطبيعي المثالي للنبتة عند درجات حرارة تتراوح ما بين 12 إلى 13 درجة مئوية.
لكي يتم إنتاش بذور الحنطة السوداء فإنها تحتاج لامتصاص كمية من المياه تعادل ما يقرب من 40 إلى 50 % من وزنها.
تتعرض بذور الحنطة السوداء للضرر والتلف في بعض الأحيان وفي بعض الظروف، ومنها أن تنخفض حرارة التربة وحينها تتعفن البذور بشكل جزئي، وقد تموت تلك البذور تمامًا في حال كانت الظروف غير ملائمة، أما في حين انخفضت درجات الحرارة إلى ما تحت الصفر بثلاث أو أربع درجات، أو حدث صقيع ما فإن كل ما نمى من النبتة لا شك سيموت ثانيةً مهما كان مستوى النضج والنمو الذي وصل إليه؛ وذلك لأن نبات الحنطة السوداء شديد الحساسية لانخفاض درجات الحرارة، وكذا ارتفاع درجة الحرارة نجده ضار بالنبتة جدًا في مرحلة الإزهار.
يؤثر مستوى الرطوبة بشكل كبير للغاية على حياة نبات الحنطة السوداء، فعند انخفاض درجة رطوبة التربة النسبية تتأثر البذور في التربة، وبشكل عام نجد أن أية تغيرات مناخية طارئة تؤثر في نمو النبات خاصةً في فترة الإزهار، وذلك أيًا كانت هذه التغيرات المناخية تتعرض بالحرارة أو الرطوبة أو الجفاف أو البرودة أو الضباب أو الأمطار… إلخ.
جدير بالذكر أن يتم التلقيح المثالي لأزهار الحنطة السوداء يتم عندما ترتفع حرارة الجو إلى درجة ملائمة تتراوح في الغالب ما بين 15إلى20 درجة مئوية، والتلقيح الذاتي يتطلب كذلك توفير شتى العناصر الغذائية الضرورية بالإضافة للرطوبة اللازمة في التربة، وكذا الدفء ودرجات الحرارة اللازمة.
عندما تبدأ عملية الإزهار في نبات الحنطة السوداء فإن النمو الخضري للنبتة يتسارع أيضًا في الارتفاع والفروع الجانبية.
دراسة لقياس تأثير عسل الحنطة السوداء على السعال عند الأطفال
في عام 2007 تم نشر دراسة بكلية الطب جامعة بنسلفانيا بالولايات المتحدة بهدف قياس أو عقد مقارنة توضح أثر تناول عسل الحنطة السوداء على الأطفال الذين يتعرضون للسعال بشكل كثيف عند نومهم، خاصةً أولئك الذين يعانون من التهابات حادة في منطقة المجاري التنفسية العليا والشعب الهوائي، وتم تقسيمهم لفئات معينة تناول بعضها عسل الحنطة السوداء ضمن مضادات السعال، بينما أطفال آخرون لم يتناولوا شيئًا.
وقد تبنت الدراسة طريقة ذكية لقياس تأثيره، حيث تم عمل استبيان وعرضه على الآباء خلال يومين متتاليين، بحيث أن اليوم الأول يمر دون استعمال عسل الحنطة السوداء مع العلاج، بينما في اليوم الثاني يتم تناول العسل مع مضادات السعال، وكان قد شارك في هذه الدراسة عدد 105 طفلًا من أعمار تراوح ما بين 2 إلى 18 سنة وجميعهم يعانون من التهابات في المجاري التنفسية العليا والشعب الهوائية، مع ظهور أعراض ليلية للسعال.
في هذه الدراسة تم تقسيم الأطفال المشاركين إلى ثلاثة أقسام، بحيث تم توزيع عينة من عسل الحنطة السوداء على الفئة الأولى، بينما تم توزيع العسل المخلوط بمضاد السعال على الفئة الثانية، وفي الفئة الثالثة لم يتم إعطاءها أي شيء، والفئتين الأولى والثانية تناولتا الجرعات المحددة قبل موعد نومهم بنصف ساعة.
وبالفعل كانت هنالك اختلافات كبيرة في شدة وتكرار السعال بين الفئات الثلاثة، وكذلك تعمق الطفل في النوم كما لاحظ والديه؛ ففي الفئة الأولى التي تناولت عسل الحنطة السوداء قد نام الأطفال هانئين مستمتعين بنومهم دونما أية مشكلات، بينما الفئتين الثانية والثالثة ممن تناولوا العسل ممزوجًا بمضادات السعال وممن لم يتناولوا أي شيء فإنهما تشابها في النتائج ذاتها؛ ولعل هذا هو أفضل دليل على أن لعسل الحنطة السوداء دور كبير في تخفيف أعراض السعال المصاحبة لالتهابات الشعب الهوائية ومجاري التنفس العليا، فضلًا عن كونه يحسن من التعمق في النوم.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.
أضف تعليق