بريشتينا هي عاصمة كوسوفو ، ويعتقد الكثير من الرحالة العالميين أنها أقبح عاصمة أوروبية على الإطلاق، ورُبما التاريخ الحديث لهذه المِنطقة هو الذي يجعل منها مكانًا ليس على مستوى التوقعات، ولا على مستوى دولة تقع في القارة العجوز الأوروبية، وفي هذا المقال سيتم الحديث عن أهم حيثيات القبح الموجودة في المدينة، وما هي التفسيرات لهذا السوء والفقر الذي جعل هذه العاصمة بهذا الشكل.
استكشف هذه المقالة
ما هي عاصمة كوسوفو وما تأثير الحرب عليها؟
في تسعينيات القرن الماضي كانت هناك حرب قائمة في كوسوفو، وأدت هذه الحرب إلى هجرة ما يُقارب 750 ألف شخص من أصول ألبانية إلى مناطق أخرى مجاورة مثل النمسا وألبانيا، وبعد انتهاء هذه الحرب دخل الباقيين من ألبان كوسوفو في صراع على هذا الجزء من كوسوفو ضد الصربيين الموجودين هناك على الرغم من كون الألبان هم الأقلية، ولكنهم كانوا يرون أن هذه المنطقة تمثل ثقافتهم وهويتهم، وفي عام 2008 تم إعلان كوسوفو دولة مستقلة عن صربيا، كل هذه الحيثيات أثرت في الحالة العامة لكوسوفو، ولتكون عاصمتها ليست سوى مدينة ترابية غير لائقة بأن تكون عاصمة لدولة أوروبية.
ملامح بريشتينا عاصمة كوسوفو
هناك الكثير من التناقضات، حيث المساجد العملاقة التي تم تشيدها منذ عدة قرون وكانت يومًا منارة إسلامية وسط أوروبا، ولكن من ناحية أخرى حول هذه المساجد توجد الكثير من التماثيل لرجال عاديين يعتبرهم الناس هناك أبطال شعبيين، أيضًا فندق غراند المملوك لدولة كوسوفو، من المفروض أنه كان ضمن أهم الفنادق وأنظفها هناك، ولكنه الآن ورغم أنه مملوك من الدولة، عبارة عن نزل رخيص نوافذه مكسورة، ولا أحد يهتم به، الشوارع هناك عبارة عن أزقة، الرائحة السيئة غالبة على المكان، الشوارع ترابية، الشقق المستأجرة هناك ليست على المستوى المطلوب، حيث لا يوجد ماء، وهي مشكلة تواجه الكثير من الأحياء، كما أن المباني إسمنتية ومربعة الشكل، على طراز عشوائي وغير جمالي بالمرة، وحسب موقع لونلي بلانيت الذي يعتبر من أهم المراجع السياحية العالمية على الإنترنت، فهذه المدينة ليست الأفضل لزيارتها في مدن البلقان.
مبنى مكتبة كوسوفو الوطنية في عاصمة كوسوفو
يشتهر هذا المبنى بأنه بشع، أو أبشع مبنى مكتبة في العالم، تم تشييده على الطِراز الشيوعي القديم عام 1982، وحسب وصف الزوار لهذا المبنى فهو عبارة عن كتل خرسانية عشوائية كونت مبنى، حيث لا يوجد أي نوع من أنوع الجمال فيه، وحسب موقع فيرتشوال توريست الشهير والذي يضع تقييمات عامه للأماكن السياحية حول العالم، فإن هذه المكتبة من أبشع المعالم الأثرية في العالم، حيث المكتبة لها واجهة غريبة جدًا، فواجهتها معدنية ملفوفة بسلك شائك، وكأنها سجن وليست مكتبة عامة، ولكن على الرغم من ذلك قد يكون هناك طابع جمالي من داخل المكتبة حيث أرضيتها رخامية مزينة بالفسيفساء، بجانب العديد من القباب التي تجعل من المكتبة ذات هيئة داخلية جيدة.
المقاهي العشوائية
عاصمة كوسوفو “بريشتينا” تحتوي على عدد مهول من المقاهي في الشوارع، فبين كل 100 متر تقريبًا مقهى في الشارع، الكراسي للخارج، والناس تجلس على طاولات قديمة عادي جدًا، وقد أحصت جمعية أوروبية للذائقة عدد هذه المقاهي، وجدتها أكثر من 100 مقهى في هذه المدينة فقط، وهذا رقم كبير بالنسبة لمدينة صغيرة واحدة عدد سكانها يقدر تقريبًا ب200 ألف نسمة فقط، معظم المقاهي لها طابع متداخل، ما بين المعمار البلقاني والشرق أوسطي والأوروبي الحديث، يقدمون قهوة الميكاتو والشاي وأشياء طبيعية أخرى، وحينما تم إحصاء الناس الذي يجلسون على هذه المقاهي، وجدوا أن الذين يعانون من البطالة هم أكبر نسبة من الرواد، ثم الموظفين، ثم أصحاب المعاشات كبار السن، ويُقال أن العديد من هذه المقاهي، هي التي كانت بها التجمعات التي طالبت بالاستقلال عن صربيا.
أخيرًا عاصمة كوسوفو ليست هي الخيار الأفضل على الإطلاق في حالات السياحة، وذلك لأنها دولة فقيرة ومهملة وغير نظيفة ولن يشعر فيها أحد بأنه يزور شيء محبب، بل معظم معالمها ما بين الحداثة العشوائية والنظام الشيوعي المخيف.
أضف تعليق