يتفق معظم مواطني الدول العربية على طقوس عيد الأضحى التي تختص بالصلاة وذبح الأضحية وغيرها والتي وردت في الشريعة الإسلامية لكن يختلفون فيما بينهم على الطقوس الأخرى والتي تميز كل شعب عن الآخر حيث يقوم كل شعب بصبغ العيد بصبغة ثقافته ويلونه بلون طبيعته وخصوصيته حيث يذهب كل المسلمون لصلاة العيد ويتناولون اللحم ولكن ما هي الطقوس التي تميز كل شعب عن الآخر وتجد اختلافا بينها؟ هذا ما سنتحدث عنه في السطور التالية:
استكشف هذه المقالة
مصر
في مصر تتمحور طقوس عيد الأضحى حول الطعام فحسب فهم في غالب الأحيان يذهبون بعد الصلاة لذبح الأضاحي في المجازر المعدة لذلك وتتزين البيوت المصرية بالفتة الرائعة المكونة من الأرز والخبز والصلصة ولحم الضأن، حيث تعد هذه الوجبة من الوجبات المقدسة لدى المصريين أول أيام العيد، ولا يوجد طقوس أخرى ذات أهمية حيث يتفننون في صنع الطعام فيشوون مخ الأضحية أو السيقان ويطلقون عليها “الكوارع” ويطهون أيضًا “اللية” وأحشاء الخروف وغيرها، وتزدهر في مصر أيام عيد الأضحى ذبح الأضاحي وتوزيعها على الناس في الشوارع ممن يعرفونهم أو لا يعرفونهم وذلك كوسيلة لإدخال السرور على قلوب الفقراء، وطهي اللحوم خلال عيد الأضحى في مصر يعتبر هو الحدث البارز من طقوس عيد الأضحى حيث تتفنن النساء على مدى أيام العيد في طهي اللحوم بطرق مختلفة ما بين لحم مفروم يصنع منه الكفتة والكبيبة والبشاميل أو لحم مقدد أو صينية البطاطس التي لا تخلو من أي بيت مصري في عيد الأضحى وتطهى عادة في اليوم الثاني، يأتي على هامش طهو الطعام في عيد الأضحى التنزه وتحتل السينما المركز الأول في قائمة المنتزهات في مصر فضلا عن زيارة الأقارب والأصدقاء وغيرها.
عيد الأضحى في المغرب
رغم التطورات التي أدخلت على المجتمع المغربي إلا أن طقوس عيد الأضحى لا زالت تحظى بالإخلاص لها والوفاء وعدم القدرة على تركها بشكل كلي حيث تقوم الفتيات بتحنية رؤوسهن بالحناء ويسود في بعض مناطق المغرب أن بقايا الخروف الذي يتم ذبحه يمكن أن تستخدمه بعض النساء الخبيثات في أعمال السحر وإلحاق الأذى بالعائلة لذلك يقمن نساء المنزل بعد سلخ الخروف والانتهاء منه بدفن العظام في مكان خفي خوفا من أعمال السحر، وتزدهر في المغرب الزيارات العائلية ويميل الشعب المغربي للتنزه والسفر لمناطق أخرى للاستمتاع بالعيد وإجازة العيد، ويعتبر الثريد والمسمن من الوجبات الهامة على مائدة المطبخ المغربي خلال عيد الأضحى.
سوريا
لا ينفك السوريون عن اعتبار زيارة المدافن من أهم طقوس عيد الأضحى لا سيما بعد الأزمة التي ألمت بهم ويتمت الأطفال ورمّلت النساء وثكلت الأمهات، وهو أول شيء يفعلونه في اليوم الأول من أيام العيد، حيث يقومون في الصباح الباكر بزيارة المدافن قبل الهرولة بسرعة مرة أخرى إلى البيت لاستقبال المعايدين من الأقارب والأصدقاء مع إعداد الحلوى الشامية اللذيذة، ألقت الأزمة السورية ظلالها على ذبح الأضاحي في سوريا ولكن رغم ذلك فإن هناك القليل من العائلات لا زالت تحيي هذه السنة وتذبح الأضاحي في صباح اليوم الأول من أيام العيد، وتتزين حلب على سبيل المثال بالحلويات الشهيرة مثل الكرابيج والناطف والكعك والمعول.
طقوس عيد الأضحى في تونس
الدوارة والعصبان في تونس من الأكلات المميزة وتعتبر من طقوس عيد الأضحى، حيث لا يمكن الاحتفال بعيد الأضحى في تونس سوى بطهي هذه الأجزاء الهامة من الخروف والذي تم تجهيزه للذبح بتحنية رأسه وربط صوفه بالخيوط الملونة وتزيين قرنيه، وأناقة المرأة التونسية لا يمكن أن تنساها في أي مناسبة فمن إصلاح ديكورات المنزل وتنظيفه جيدا وتهيئته لاستقبال الضيوف من الأقارب والأصدقاء إلى ارتداء الملابس الجديدة والأنيقة فضلا عن تجهيز الفطائر اللذيذة لتقديمها للضيوف القادمين.
العراق
لا تغادر الكليجة المائدة العراقية سواء في عيد الفطر أو الأضحى وإلى جانب نحر الأضاحي وصلاة العيد فإن التعددية المذهبية في العراق جعلت هناك اختلافا في طقوس عيد الأضحى حيث يقوم الشيعة بعمل الحسينيات مثلا بعد صلاة العيد مع إعطاء الأطفال العيدية حيث يرونها سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم حين منح حفيديه الحسن والحسين درهمين بمناسبة العيد، وتتوجه المرأة العراقية لطبخ الأكلات العراقية التراثية، إلى جانب زيارة الأهل والأقارب والتنزه ولم شمل العائلة حيث يحرص العراقيون على قضاء العيد بين أسرهم وذويهم، وعلى الرغم من الأوضاع الأمنية المضطربة في العراق إلا أن هذا لا يمنعهم غالبا من الاحتفال بعيد الأضحى أو إحياء طقوسه.
فلسطين
على الرغم من المعاناة التي يشهدها أهل فلسطين إلا أن هذا لم يفت في عضدهم ويحرمهم من طقوس عيد الأضحى المتوارثة لديهم حيث يقومون بذبح الأضاحي وتوزيعها، ويهتمون بإعداد المعمول والبرازق والكنافة النابلسية والعوامة بالإضافة للقهوة العربية التي تقدم باستمرار للزائرين والمعايدين صبيحة اليوم الأول من عيد الأضحى المبارك، كما يهتمون بإعداد المنسف الذي يعد الوجبة الرسمية لليوم الأول من أيام العيد، ولا يمكن الاستغناء عنه على الإطلاق، ويحرص الفلسطينيون عادة على تأدية صلاة العيد في باحة المسجد الأقصى إن استطاعوا أما من لم يحالفهم الحظ بسبب الحواجز التي تفرضها سلطات الاحتلال فإنهم يمنون أنفسهم بالصلاة في العيد القادم.
ليبيا
في ليبيا تتمحور طقوس عيد الأضحى حول الخروف الذي سيتم ذبحه حيث يقومون بتسميته على اسم شخص معين من أفراد الأسرة ويتم شراءه بنية أنه يذبح له حيث يعتقد لديهم أن هذا الشخص الذي ذبح من أجله الخروف سوف يمتطيه ويركض به إلى الجنة، وتقوم ربة الدار بتكحيل عين الخروف وإشعال البخور قبل الذبح، ولا يفوت الليبيين كشعب قبلي بالأساس التجمع في البيت الكبير أو بيت العائلة أول أيام عيد الأضحى وتناول الحلويات المخصصة لهذا اليوم وتناول وجبة البازين المقدسة لدى الليبيين على الغداء حيث تعد من أهم طقوس عيد الأضحى في ليبيا، وهو يعد من الشعير ومرق الضأن.
طقوس عيد الأضحى الجزائر
في الجزائر طقوس عيد الأضحى شديدة الخصوصية والغرابة في الوقت نفسه حيث يقيمون في وقفة العيد حيث يعتبر شراء كبش من أجل الأضحية من أهم العادات المتوارثة ولا يمكن الاستغناء عنها ولا يكتفي القادرون فقط بشراء الأضاحي بل ربما يستدين الكثير من الناس في الجزائر من أجل شراء أضحية العيد، ويتباهون بضخامته وقوته، ويصطحبونه يوم الوقفة للمصارعة بين الأكباش الأخرى ويتفوق الخروف الأعظم والأكبر ذوي القرون المعقوفة والنظرة القوية فضلا عن الحناء ورش الملح أثناء الذبح، وتتزين المنازل في الجزائر بأشهى الحلويات أبرزها المقروط والبقلاوة والدريزيه ويجتمع الناس عادة في ظهر عيد الأضحى من أجل تناول الغداء ويعتبر العصبان والدواره والبوزلوف والمشتقة جميعها من بدن الأضحية من أبرز الوجبات التي تعد في هذا اليوم.
تعرفنا على طقوس عيد الأضحى في كافة بلدان الدول العربية ولا شك أنها طقوس بالغة الأهمية لأنها تدل على مدى عظمة مناسبة عيد الأضحى في قلوب كافة الشعوب العربية وهي تتفق في الجوهر وإن اختلفت في التفاصيل.
أضف تعليق