ضمور المخ يعد من الأمراض العصبية التي تحدث عادة عندما تموت خلايا الأعصاب وكذلك الخلايا التي تصل بينهم، وقد يكون الضمور بؤري أو عمومي يؤدي إلى فقدان وتلف خلايا المخ ككل أو جزء منها مما يتسبب في قصور أو فقدان القدرة على القيام بالعمليات الإدارية وعمليات التركيز والتفكير لدى الإنسان ومن الجدير بالذكر أن ضمور المخ يحدث بسبب العديد من الأسباب منها؛ الإصابة بالسكتة الدماغية أو الإصابة بمرض ألزهايمر ومرض الخرف الشيخوخي، ويحدث أيضا جراء الإصابة بمرض الشلل الدماغي أو مرض الصرع أو مرض الطرابة والذي يقوم بتدمير خلايا النخاع من خلال حثل المادة البيضاء.
يُذكر أن أعراض الإصابة بضمور المخ تتجسد في حدوث الخرف أو الإصابة ببعض نوبات عدم التركيز أو تكرار الحركات وعدم الوعي وأحيانا حدوث التشنج، كما تأتي الأعراض عادة على شكل فقدان الذاكرة وعدم القدرة على التعلم والاستيعاب وكذلك حبسة الفهم التي تعني عدم القدرة على الفهم والمتجسدة في صعوبة اختيار الكلمات المناسبة وعدم القدرة على التعبير.
استكشف هذه المقالة
ضمور المخيخ البسيط
ضمور المخيخ البسيط هو مرض يصيب قشرة الدماغ الخارجية وذلك بسبب تلف بعض الخلايا الموجودة بالقشرة، ويؤثر هذا التلف بشكل سلبي على الوظائف المعرفية لدماغ المريض وتفكيره وذكائه وقدرته على التفكير بشكل واقعي ومنطقي، كما أن الإصابة بهذا الضمور تؤدي إلى منع بعض الوظائف الحسية والحركية، وعادة ما يحدث هذا المرض جراء عامل وراثي في العائلة أو تعرض الشخص للسموم والإشعاع أو استخدام الأدوية بشكل خاطئ أو التصلب اللوحي وقد يأتي بسبب نقص الأكسجين عند ولادة الطفل أو إصابة الأم بنزيف داخل الرحم أثناء الولادة، أو التهاب الجهاز العصبي، ويتم تشخيص مرض ضمور المخيخ البسيط عن طريق عمل أشعة رنين مغناطيسي على المخ وقياس نسبة الكهرباء به كما يتم عمل اختبار للوظائف المعرفية والذكاء وكذلك اختبار حسي من أجل قياس القدرة على حركة العضلات والأعصاب، وفي الحقيقة لا يوجد دواء حتى الآن لعلاج ضمور المخيخ البسيط وذلك بسبب صعوبة إعادة بناء خلايا المخ التالفة أو الميتة ولكن في بعض الحالات الاستثنائية يتم إعطاء المريض أدوية مثل “نوتروبيل” أو “الانسيفابول” والتي قد تساهم بشكل طفيف في تحسين حالة المريض، ويجب على الأهل في تلك الحالة الاهتمام برعاية المريض خاصة وأن المصاب بضمور المخيخ البسيط.
لا يستطيع القيام بالكثير من وظائف الحياة المختلفة ولذا يجب إعانته على العيش بطريقة كريمة، ويمكن أيضا إلحاق المريض بمراكز التدريس المناسبة لحالته الصحية والتي تقوم بتقديم برامج خاصة من الممكن أن تساعده على التأقلم مع الحياة.
ضمور المخيخ الوراثي
ضمور المخيخ الوراثي هو خلل وراثي يصيب المخيخ المتحكم في الخلايا العصبية والمخول بشكل أساسي بتنفيذ الأوامر التي يتلقاها من المخ ويساعد في الحفاظ على توازن جسم الإنسان، ومرض ضمور المخيخ يصاحبه عدة أمراض أخرى مثل الشلل الرعاش ومرض التصلب وألزهايمر والشعور الدائم بالاكتئاب بسبب فقدان الجسم على التواصل مع العقل بشكل سليم فيشعر المريض بالاغتراب عن نفسه ولا يدري تحديدا من هو أو ماذا يفعل على هذه الأرض، وأما عن أعراض مرض ضمور المخيخ الوراثي فهي التشنج بشكل دائم وصعوبات في التكلم والبلع والاستيعاب والإدراك.
وضمور المخيخ الوراثي يحدث عادة بسبب خلل في الجينات الوراثية للمريض أو أحد أبويه، ومن الممكن أن يحدث في حالات استثنائية بسبب إدمان الكحول أو الجلطات الدماغية، ولا يوجد غلى الآن دواء لمرض ضمور المخيخ الوراثي اللهم إلا وجود بعض الأدوية التي تعمل فقط على التخفيف من الأعراض مثل أدوية ؛ “بريميودن” و “بوسبيرون” ومن الممكن أن تساعد تمارين العلاج الطبيعي في تحسين حالة الكثير من المرضى.
ضمور المخ عند الأطفال
ضمور المخ عند الأطفال هو اضطراب يحدث لخلايا المخ فيتسبب في تلفها أو توقف نموها أو تقلصها، وينتشر ضمور المخ بين الأطفال بشكل كبير ويحدث في الأعم الأغلب لأسباب وراثية وجينية لدي الأبوين أو بسبب نقص مستوى السكر في الدم أو تعرض الطفل للسموم والملوثات مثل الرصاص، جدير بالذكر أن ضمور المخ عند الأطفال قد انتشر في الآونة الأخيرة في سوريا بسبب ظروف الحرب وتعرض الأطفال للأسلحة الكيماوية والبيولوجية.
أما عن أعراض ضمور المخ عند الأطفال فتتمثل في تأخر نمو الطفل الاجتماعي والعقلي وعدم استجابته للمؤثرات المختلفة المحيطة وكذلك عدم استجابته للحركات والأصوات والتأخر في نطق الحروف والكلمات وعدم المقدرة على تكوين الجمل بشكل صحيح، هذا إضافة إلى عدم القدرة على التحكم في التبول والتبرز، وبطئ الاستيعاب الدراسي بشكل واضح، ولكي يستطيع الطفل التعامل مع معطيات الحياة بشكل سليم يجب الاستعانة بالطبيب والبرامج التأهيلية والفيزيائية وذلك بسبب عدم توفر الدواء المناسب حتى الآن لعلاج ضمور المخ عند الأطفال.
ضمور المخ عند الأطفال حديثي الولادة
ضمور المخ عند الأطفال حديثي الولادة يحدث جراء نقص الأكسجين أثناء عملية ولادة الطفل المتعسرة أو بسبب نزيف الأم الرحمي قبل الولادة مما يؤدي بالتبعية إلى نقص الأكسجين والدم اللذان يغذيا الطفل وبالتالي يتأثر المخ بشكل سلبي ويُصاب بالضمور، وقد يحدث ضمور المخ عند الأطفال حديثي الولادة بسبب السقوط أو إصابة الرأس أو الأمراض الوراثية مثل مرض تاي ساك ومرض شيلدر، ويعد ضمور المخ من أكثر الإعاقات الشائعة لدى الأطفال والذي يتسبب في تلف خلايا المخ في أول مراحل نموه وبالتالي يعجز المخ تماماً عن القيام بالمهام الوظيفية وعليه يحدث عجز لجميع أعضاء الجسم التي تستمد نموها عادة من المخ؛ فلا يستطيع الطفل المصاب بضمور المخ الجلوس أو الوقوف أو المشي أو مسك الأشياء والمشكلة الأخطر تتجلى في أن علامات ودلائل ضمور المخ لا تظهر عادة بعد الولادة وإنما تتفاقم وتتطور بالتدريج وخلال مراحل نموه المختلفة وتظهر أولا في تشوهات الأقدام واليدين.
جدير بالذكر أن ضمور المخ للأطفال حديثي الولادة يمكن أن يحدث بسبب إصابة الأم بعدوى الدرن أو العدوى الفيروسية مثل الحصبة أو عدوى شلل الأطفال أو مرض أحد الأبوين بالجردي أو فيروس سيتوميجالو، ولكي يتم تفادي حدوث ضمور المخ للأطفال حديثي الولادي يجب على الأبوين إجراء فحوصات الزواج الطبية من الجانبين الوراثي والجيني قبل حدوث الحمل وذلك لتجنب إنجاب طفل مصاب بضمور المخ، كما يُفضل التشخيص المبكر لحالات العدوى والالتهابات التي تتسبب في هذا المرض وتقديم العلاج الفوري لها، ويجب إعطاء المولود الجلوكوز والأكسجين فور الولادة وذلك لمنع إحداث ضرر بخلايا المخ.
يُذكر أن لا يمكن علاج ضمور المخ لدى الأطفال حديثي الولادة ولكن يمكن إخضاع الطفل لبرنامج علاجي وتأهيلي على يد طبيب أعصاب متخصص وذلك من اجل تنمية خلايا المخ السليمة وتطويرها وكذلك من أجل إعطاء الطفل برامج تدريبية وتعليمية من أجل المساعدة في تنمية مهاراته الاجتماعية وبالتالي زيادة قدرته على السيطرة وإدارة المواقف والنضج.
ضمور المخ عند الكبار
ضمور المخ عند الكبار من الأمراض الشائعة والتي تؤودي إلى تقلص ونقصان الحجم الخاص بخلايا المخ؛ حيث يتناقص حجم تلك الخلايا بصور متفاوتة مما يتسبب في إحداث الضمور بها سواء بشكل كامل أو جزئي، ويؤدي هذا الضمور في حجم خلايا المخ إلى تراجع في أداء الجزء الضامر وإضعاف عمله وقد يتوقف عن العمل تماماً في بعض الحالات، وجدير بالذكر أن هذا النوع من التقلص في حجم خلايا المخ يصيب عادة الأشخاص في مراحل عمرهم المتقدمة، وأما عن أعراض ضمور المخ عند الكبار فتأتي على هيئة فقدان الإحساس والشعور في بعض مناطق الجسم، وضعف الذاكرة بشكل تدريجي منتظم، والتخلف العقلي وفقدان الوعي وقد يصاب المريض بحالات من الغيبوبة والصرع، وصعوبة الحركة وصعوبات أخرى في الإدراك والتعلم والتمييز، وكذلك التبول والتبرز بشكل لا إرادي.
يُذكر أن أسباب مرض ضمور المخ عند الكبار من الممكن أن تكون وراثية أو بسبب ألزهايمر والإصابة السكتات الدماغية وعلاج ضمور المخ عند الكبار لا يتم بصورة كاملة مثله مثل أنواع الضمور الأخرى وإنما يتناول المريض الأدوية الخاصة التي تمنع التشنج وتعمل على ارتخاء العضلات بالإضافة للأدوية الأخرى التي تعالج أمراض المخ المختلفة مثل ألزهايمر.
ضمور المخيخ وعلاجه
ضمور المخيخ هو مرض يصيب المخيخ الذي يعد جزءاً من الجهاز المركزي العصبي للإنسان، ويقع المخيخ في منطقة أسفل الدماغ وخلفه وهو مسئول بشكل أساسي عن تأمين التوازن في جميع الحركات التي يقو بها الإنسان، وقد يتعرض المخيخ للضمور جراء عامل وراثي أو خلل جيني أو بسبب اعتلال المخ الإسفنجي أو التصلب اللوحي، أو الضمور الجهازي المتعدد، وأعراض الإصابة بضور المخيخ تظهر في الإصابة بالتشنج الذي يعد أولى علامات الإصابة بضمور المخيخ، كما يحدث اختلال في التوازن أثناء المشي مما يؤدي لكثرة السقوط، ويعمل ضمور المخيخ أيضا على بطئ حركة العينين مما يؤدي إلى عدم القدرة على تقدير المسافات، وفقدان تناسق الحركات العضلية لكلا الذراعين مما يؤدي لصعوبة بالغة في عملية الكتابة وكذلك هناك صعوبات أخرى منها؛ صعوبة في القدرة على الابتلاع وصعوبة في التحدث بشكل مفهوم وصعوبة في النوم بشكل منتظم.
وتجدر الإشارة إلى أن هناك صعوبة في علاج ضمور المخيخ حيث لم يتم التوصل لأي علاج له قط، وإنما يتم فقط تناول بعض الأدوية للتخفيف من الأعراض ومن تلك الأدوية “بوسبيرون” الذي يساعد على تحسين القدرة على المشي وتهيئة الأعصاب، كما يمكن للمريض الاستعانة ببعض الأجهزة التي تمكنه من القيام ببعض الأعمال بنفسه مثل العكاز والكرسي المتحرك وهناك أيضا أجهزة حديثة ومتطورة ظهرت مؤخرا تساعد على تناول الطعام والشراب وتسهيل عملية الكتابة والتواصل مع الناس بشكل أسهل من خلال تسهيل القدرة على التحدث بشكل أقرب إلى الطبيعي.
علاج ضمور المخيخ بالأعشاب
علاج ضمور المخيخ بالأعشاب لا يؤدي بالطبع إلى الشفاء التام وإنما يعمل فقط على تهدئة الأعراض، ويجب الحذر الشديد عند تناول الأعشاب من أجل علاج ضمور المخ حيث من الممكن أن يؤدي التناول المفرط لها إلى إحداث الضرر بباقي أجزاء الجسم، حيث ستظل الأعشاب دائماً وأبداً سلاح ذو حدين لها فوائده كما له أضراره، ويجب أيضاً الحذر الشديد عند إعطاء الأعشاب لمرضى ضمور المخيخ من الأطفال، وإذا تم اللجوء للعلاج بالأعشاب يجب الذهاب إلى الصيدلي المتخصص وليس العطار الذي لا يكون على دراية بالتأثيرات الجانبية للأعشاب؛ جدير بالذكر أن الأعشاب التي من الممكن أن تساهم في التخفيف من حدة أعراض ضمور المخيخ هي حبة البركة والزعتر وإكليل الجبل والقسط الهندي والجنكابايوبا حيث تساعد تلك الأعشاب على تنشيط الدورة الدموية ووصول الأكسجين إلى المخ –الخلايا السليمة في المخ- فالتالف من الخلايا لا يمكن بأي حال من الأحوال تعويضه لا عن طريق الأعشاب ولا الأدوية التي تم اكتشافها حتى الآن.
ختاما ضمور المخ ليس نهاية الحياة، والطب يتطور بشكل متسارع ومن الممكن أن يتوفر علاج للمرض في المستقبل القريب، ويجب التنويه على أن اللجوء للتداوي بالأعشاب يجب أن يتم تحت إشراف الصيدلي المتخصص وبشكل رشيد، والمريض بضمور المخ يجب أن يدرك أن الأجهزة الحديثة أصحت تساعد كثيرا على سهولة التأقلم مع الحياة.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.
أضف تعليق