هناك صيادلة مشاهير قدموا عدد من الإسهامات في مجال الصيدلة حول العالم، لا يجب أن ننسى فضلهم على هذه المهنة النبيلة، الصيدلة أو علم الأدوية هو: علمُ معنيٌ بدراسة المركبات الكيميائية التي لديها بعض الخواص العلاجية، ومعرفة كيفية تتفاعل هذه المركبات مع بعضها البعض، وكيف يستقبلها الجسم، كذلك يمكن تعريفه بأنه علم العقاقير، فهو يهتم بالعقاقير مالها وما عليها حيث تعد العقاقير أولي مصادر استخلاص الدواء في علم الصيدلة، ويمكن القول بأن الصيدلة هي تخصص مهني طبي يكون معنياً بالتعامل المباشر مع المريض ومتابعة حالته المرضية وتوصيف الدواء المناسب له بجرعاته الدقيقة، كما أن الصيدلة تُعدُ من المجالات البحثية الهامة في الطب الحيوي وتختص بشكل مباشر في البحث في مجالات الدواء وتصنيعه وتطويره، وتلاشي ما له من أعراض جانبية علي جسم الإنسان، فعلم الصيدلة ليس مقتصراً فقط علي بعض الفروع والمجالات المحدودة المعروفة قديماً، فالصيدلي يعمل الآن في أماكن غير عادية وغير تقليدية.
صيادلة مشاهير : تعرف عليهم الآن
الصيدلة النووية
يقوم الصيدلي النووي بتركيب وتحضير بعض الأدوية من المواد المشعة والتي لها استخدام واسع في علم الدوية، وتعرف هذه الأدوية باسم ” المركبات الصيدلانية الإشعاعية”.
صيدلي السموم
يعمل صيدلي السموم في مراكز مراقبة السموم، ففي أماكن مثل تلك لابد وأن يتواجد صيدلي متخصص في علم السموم جنباً إلي جنب مع الممرضة والمسعفين، ويتمحور دوره في إرشادهم لما يجب عمله في حالات التسمم الكيميائي والأدوية المستخدمة وجرعاتها.
الصيدلة السريرية
كذلك هنالك الصيدلة السريرية والصيدلة الوبائية، وعلم الجرعات وغيرها من التخصصات المنبثقة من علم الصيدلة.
كانت هذه نبذة مختصرة عن علم الصيدلة وفروعه التي لا حصر لها والتي تطورت كذلك علي مدار عصور عديدة بإسهامات من صيادلة مشاهير ترك كل منهم بصمته في هذا المجال الواسع، في السطور القادمة سنتحدث عن بعض أولئك المشاهير.
برنارد ماركوس
يُعدُ السير ماركوس واحداً من أشهر الصيادلة في العالم، ليس فقط لإسهاماته واكتشافاته العظيمة في مجال الصيدلة والتصنيع الدوائي والتي ساهمت بشكل فعال في الحفاظ علي حياة ملايين البشر حول العالم، إلا أن السير ماركوس يملك أيضاً مؤسسة ” هوم ديبوت” إحدى أهم المؤسسات البحثية الرائدة حول العالم، والتي ساهمت بملايين الأبحاث التي تستفيد منها البشرية جمعاء، في كل المجالات.
الكسندر فليمنغ
كان اليكسندر فليمنغ يحظي بشهرة واسعة في مجال البحث الطبي والكيميائي، واصل فليمنغ دراساته حول بعض المواد الكيميائية التي يمكن أن تتمتع بخصائص طبية مطهرة وذلك بعد أن رأي بعض الجنود يموتون من تعفن الدم داخل الجروح في الحرب العالمية.
أسهمت دراساته تلك في اكتشافه لأنزيم ” ليسوازيم”، وقام باكتشاف المضاد الحيوي المعروف باسم البنسلين، من عفن ” بنسيليوم نوتاتوم” وهو مضاد حيوي يستخدم علي نطاق واسع في علاج الأمراض والعديد ن الالتهابات واستحق عن ذلك جائزة نوبل للكيمياء عام 1928 م. ليستحق وبجدارة أن يكون اسمه ضمن صيادلة مشاهير كُثر أسهموا في رُقي هذا المجال.
ساتوشي أمورا
هو عالم خبير في علم الميكروبيولوجي، ياباني الأصل، ولد في عام 1935، وهو عالم معروف في مجال الكيمياء العضوية، وبشكل خاص في مجال التركيب الحيوي ومعالجة المواد الكيميائية المعقدة وتركيباتها المختلفة، حصل أمورا علي الماجستير من جامعة طوكيو تلتها الدكتوراه في العلوم والتركيبات الصيدلانية، ثم دكتوراه ثانية في الكيمياء بعد عامين، تدرج في المناصب، فقد شغل منصب باحث مشارك في جامعة “يامانشي” اليابانية، ثم عُين عميداً لمعهد “كياتسو” عام 1990، أخيراً حصل علي جائزة نوبل للكيمياء مشاركةً مع العالمة الصيدلانية ” يويو تو” و”ويليام كامبل” الخبير في علم الميكروبيولوجي وذلك تقديراً لجهوده التي ساهمت أخيراً في اكتشاف علاج للملاريا التي أزهقت أرواح الآلاف من البشر في أفريقيا وغيره.
يويو تو
يويو تو هي خبيرة في الكيمياء الصيدلانية، ورئيسةً للطب الشعبي في الصين، ولدت عام 1930 بمقاطعة تشيجيانغ، تخرجت من قسم العلوم الصيدلانية في جامعة بكين، درست سنوات عديدة عن الطب الشعبي وأصوله في الصين، تدرجت في مناصب علمية مختلفة، حتي أصبحت كبيرة علماء الأكاديمية التقليدية للطب الشعبي في الصين، استحقت جائزة نوبل للكيمياء لاكتشافها علاج “الأرتيميسينين المضاد للملاريا”
فازت أيضاً بجائزة البحوث الطبية السريرية وهي أهم الصيادلة المشاهير الذين مروا علي تاريخ هذا العلم.
هي عالمة في الكيمياء الصيدلانية، ورئيسة الطب الشعبي بالصين، ولدت في عام 1930 بمقاطعة تشيجيانغ، تخرجت من قسم العلوم الصيدلانية من جامعة بكين، وكانت علي دراية وخبرة بالطب الشعبي الصيني، ثم ترقت في المناصب في الأكاديمية الطبية التقليدية بالصين، وهي الآن كبير علماء الأكاديمية، استحقت جائزة نوبل في الكيمياء وذلك لاكتشافها علاج الأرتيميسينين المضاد للملاريا، وفازت كذلك بجائزة البحوث الطبية السريرية. وهي بذلك تكون أحد أهم الصيادلة المشاهير الذين مروا علي تاريخ الصيدلة.
فريدريك سيرتورنر
هو صيدلي ألماني قام باستخلاص المورفين من برعم زهرة الأفيون لأول مرة في التاريخ، وذلك عام 1903، والمورفين معروف في الأوساط الطبية من أقوي مسكنات الآلام، وكذلك ذاع صيته كمادة ممنوعة في أوساط القرن الثامن عشر وحتي يومنا هذا.
جابر بن حيان
ولد جابر بن حيان في طوس بخرسان في الهند، ولكنه عاش حياته كلها بالكوفة، حيث كان يعمل صيدلانياً ووالده عطار، ينحدر جابر من قبيلة الأذر، وقد قيل بأن بن حيان ولد في الفترة ما بين عامي 721- 722 م، ولم يُعرف تاريخ وفاته.
عرف بن حيان بكونه علماً من أعلام العرب، وأكثرهم ذكاءً وعبقرية، وهو أول رائدٍ لعلم الكيمياء، كذلك هو أول من حضر حمض الكبريتيك، والنيتريك، وكربونات الصوديوم، وكربونات البوتاسيوم، وهو أول من عرف عمليات الترشيح والتقطير وغيرها من الطرق الكيميائية في التصنيع الدوائي، أيضاً من مؤلفاته كتاب “سر الأسرار”، “السموم ودفع أضرارها” اللذان أسهما بصورة كبيرة في مجال الطب والصيدلة علي مدي قرون طويلة، وهو بذلك يستحق أن يكون ضمن صيادلة مشاهير هذا المجال.
ابن البيطار “العشاب”
ألف كتابيه المشهورين (المغني في الأدوية المفردة) و(الجامع لمفردات الأدوية والأغذية)، كتاب ميزان الطب، وغيرها من الكتب التي اهتم فيها بن البيطار بوصف النبات بجميع خصائصه وكيفية تفرقته عن غيره وفيما يستعمل وكيفية تحديد الجرعات اللازمة منه، ولم يكتف بذلك إنما ذكر جرعات بعض الأدوية وكيف تستخدم –بالتفصيل- لعلاج الأمراض التي كانت شائعةً في ذلك الوقت بل إن ابن البيطار غلب ابن سينا في الطب والأعشاب، وتحديد المرض والعلاج، لإطَّلاعهِ علي كتب الأقدمين من الإغريق واليونان وغيرهم من الأمم، فقد قرأ ابن البيطار مؤلفاتهم جميعها، واستعان بمؤلفات ابن سينا كذلك وعلمه ليتوصل لما قد توصل إليه في كتبه القيمة تلك، والتي استمرت فترةً طويلةً من الزمن، مُعجماً للأمراض والأوصاف والأدوية يلجأ إليه الناس في مختلف بقاع الأرض في تلك الفترة. ليكون ابن البيطار بذلك واحد من أهم الصيادلة المشاهير في هذا المجال.
في نهاية هذا المقال
علم الصيدلة هو ركيزةُ أساسية تعتمد عليها المنظومة العلاجية للمريض، ولا تكتمل إلا بها، لا تكتمل إلا بذلك العلم الذي يصنع الدواء ويعالج الداء، ويستخرج السموم، ويعتني بالمريض وبجرعاته المختلفة مع علاجاته المتضادة، يستخرج من أوراق الشجر علاجاً، ويجعل من الفِطرِ مُضاداَ للالتهابات، وعلي مدار تاريخ الصيدلة كعلمٍ منفصل عن الطب، مر العديدون عليها منهم من مر عليها مرور الكرام، ومنهم من حفر اسمه في قائمة طويلة تحتوي صيادلة مشاهير، أسهموا في تقدم هذا العلم وساعدوا أن يصل إلي ما هو عليه الآن.
أضف تعليق