قد تفرض الظروف الاقتصادية والأحوال المعيشية على بعض الأشخاص تعلم حرف جديدة تكون داعمة لهم، فهناك من يرغب في تعلم حرفة جديدة لتكون بمثابة رزقه الأساسي بعد أن فقد الأمل في الحصول على وظيفة متوافقة مع المؤهل الذي حصل عليه، وهناك من يتخذ الحرفة مصدر دخل إضافي له بعد أن ينتهي من عمله الأساسي يوميا، وهناك من بلغ سن التقاعد ويرفض ملازمة المنزل لذا يبحث عن حرفة يعمل بها تكون مصدر دخل له.
وهناك العديد من الحرف في مختلف المجالات فهناك أعمال الكهرباء والنجارة والخياطة والنقاشة والألوميتال، وهنالك العديد من الجهات التي تتعامل مع منتجي الأعمال اليدوية والخياطة وتشتري أعمالهم بمقابل جيد، كما أن الحرف الأخرى أيضا يمكن أن توفر دخل جيد لصحابها، لذا فأن تعلم حرفة يعتبر من الأمور الهامة الداعمة لأي شخص في حال مواجهته لأي ظروف في عمله.
كيفية تعلم حرفة جديدة
توافق الحرفة مع الامكانيات
يجب أن يعلم الشخص الذي يبحث عن حرفة جديدة أن الحرفة التي سيتعلمها لابد أن تكون أولا متوافقة مع إمكانياته العقلية والجسمانية، فالنجارة مثلا تحتاج إلى إمكانيات جسمانية جيدة لما تحمله من مشقة وجهد بدني عالي، والتصميمات اليدوية تحتاج إلى أشخاص لديهم فكر جيد مرتبط بالتصميمات المتميزة، لذا لابد أن يبحث الشخص في المقام الأول عن ما يكون متوافقا معه، حتى يستطيع أن يحقق نجاحا في المجال الذي يختاره.
الهدف من وراء تعلم الحرفة
لابد أن يضع الشخص أمام عينيه الهدف الذي يريده من وراء تعلم الحرفة، فبدون هدف لن ينجح، وعليه أن يبذل قصارى جهده لتحقيق هدفه، فهناك من يرغب في تعلم حرفة ما لتكون نواة لمشروع كبير في المستقبل، ولكي يتحقق هذا الهدف لابد أن يسخر الشخص كافة إمكانياته العقلية والبدنية والمادية بطريقة صحيحة، فهناك العديد من الأمثلة عن هذا الشخص الذي عجز عن العثور على وظيفة، و تعلم حرفة ما، و أصبح لديه مشروعه الخاص الكبير الذي يدير هذه الحرفة، فإذا نظر كل شخص حوله في الشارع الذي يعيش فيه سيجد العديد من الأمثلة على ذلك.
تعلم الحرفة صعب ؟
أن تعلم حرفة ليس بالأمر الصعب، فطالما اختار الشخص الحرفة التي تتوافق مع إمكانياته العقلية والجسدية لن يجد صعوبة مطلقا في تعلمها، كما أن الشخص الذي يضع هدف أمام عينيه ولا يرى إلا هذا الهدف لن يشعر بعناء مطلقا طالما وجد في الطريق الذي سيقوده إلى هذا الهدف، فالهدف سيعتبر حافزا قويا بالنسبة له وليس عقبة في طريقه.
التطبيق العملي
للأسف قد نجد خريجي التعليم الفني لا يفقهون شيئا في الحرف والأعمال التي درسوها، لذا لابد من التطبيق العملي لدى أي ورش مختصة في المجال ذاته الذي تمت دراسته، فمثلا إذا توجه شخص وعرض على صاحب ورشة كهرباء أو نجارة أو نقاشة أن يعمل معه ويعلمه الحرفة بدون مقابل بالتأكيد لن يرفض صاحب العمل لأنه سيحصل على مساعدة مجانية، وبعد أن يتعلم الشخص الحرفة جيدا يمكن أن يبحث عن عمل يحصل من خلاله على مقابل مادي ثم يعمل بعدها على إنشاء عمله الخاص، والأمر لا يرتبط فقط بهؤلاء الذين درسوا تلك الحرف بشكل نظري، بل هو مرتبط أيضا بهؤلاء الذين لا علاقة لهم بالتعليم الفني، ان تعلم حرفة بالتأكيد مفيد للجميع سواء إذا كان سيشكل مصدر رزق أو كان سيساعد الشخص في إصلاح أعطاله المنزلية أو تصميم ملابسه الشخصية وملابس أسرته.