تسعة
الرئيسية » اعرف اكثر » تعرف على » كيف تتم صناعة الرخام بدءًا من التقطيع وحتى الجلخ؟

كيف تتم صناعة الرخام بدءًا من التقطيع وحتى الجلخ؟

يعتبر الرخام أحد أفضل وأجمل الأسطح الصلبة المستعملة في حياتنا اليومية في كثير من الأغراض؛ ولذا فإن صناعة الرخام من الأمور التي تلقى اهتمام وزخم الكثيرين، ويتساءل الناس دومًا عن سر صناعته بهذا الجمال والرونق وكذا القوة والجاذبية.

صناعة الرخام

يظل الرخام بالنسبة للكثيرين هو الوجهة الأولى للتباهي وتجميل المنازل والمنشآت العامة والخاصة من الداخل أو الخارج على السواء، حيث يحقق العديد من المزايا سواءً كأرفف أو أسطح مناضد قوية لحمل وحفظ الأشياء أو حتى للتجميل والديكورات في الأرضيات وعلى الجدران وغيرها من أمور تجعل الناس منبهرين على الدوام بهذه المادة الصلبة الجميلة، وفيما يلي نتحدث عن صناعة الرخام الطبيعي وكيفية الحصول عليه، وكذا صناعة الرخام الصناعي وكيف أنه يمثل إبداعًا وجمالًا لا حدود لهما بالنسبة لكثيرين، ولهذا السبب وأيضًا بسبب ندرته، نجد أن أسعاره دومًا مرتفعة ومتوافرة بأنواع عديدة تتميز بها كل دولة حسب ثقافاتها وما تمتلكه من مواد خام صالحة لتصنيعه، وهو ما تتنافس عليه البلدان والمصانع المختلفة وكذا الشركات المتخصصة في استيراد وتصدير الرخام، وفيما يلي نسلط الضوء أيضًا على صناعة الرخام من الإسمنت والرمل، مع العديد من المعلومات والتفاصيل الهامة في هذا الأمر.

الرخام عبر التاريخ

صناعة الرخام الرخام عبر التاريخ

انتشر استعمال الرخام على مر العصور في مختلف الحقب الزمنية المختلفة، وكان الملوك والأمراء يستعملونه في تزيين وبناء وتغليف الجدران والأرضيات والأسقف المختلفة لقصورهم والمقابر أيضًا كما في الحضارة الفرعونية، وكان قد ورد في التوصيفات التاريخية للمؤرخين المستشرقين أن أهرامات مصر -وهي إحدى عجائب الدنيا- كانت مغطاة بطبقة سميكة من الرخام الذي كان يعطيها بريقًا ولمعانًا كبيرَيْن، كما أن الفراعنة استعملوا الرخام أيضًا في المسلات والمعابد التي لا زالت شامخةً لوقتنا هذا شاهدةً على براعتهم، وكذلك عند الحديث حول صناعة الرخام منذ القدم نجد أن الرخام قد ورد ذِكْره في التوراة التي تحدثت عن استعمال القدماء لها في تشييد معابد أورشليم، ومن دلالات صناعة الرخام أيضًا منذ آلاف السنين ما يوجد إلى الآن من تماثيل روما واليونان التي صنعتها أيدي النحاتين الإغريقيين.

صناعة الرخام الطبيعي

قبل الحديث عن صناعة الرخام الطبيعي أو تكون هذا الرخام، يجب أن نعلم بأنه مواد طبيعية خلقها الله -سبحانه وتعالى- ونتجت في باطن الأرض نتيجة تفاعلات ما وتحولات صخرية بسبب الحرارة والضغط القوي في باطن الأرض وكذلك اختلاف صلادة كل طبقة أرضية عن الأخرى؛ كل تلك الأمور أدت إلى تعريض الصخور لِما يسمى بالتكلس، حتى باتت ذو شكل بللورى قوي وجميل ومناسب جدًا لكي يتم استعماله في مواد البناء أو الديكورات وفنون النحت وغيرها من أعمال فنية، وبالطبع تختلف صناعة الرخام الطبيعي أو تكونه باختلاف الصخور الكلسية المتحولة في باطن الأرض التي أنتجت هذا الرخام، وفي الغالب تتنوع اختلافات الصخور من حيث اللون والتكوين والشكل وغيرها من عوامل طبيعية وفيزيائية تختلف أيضًا باختلاف مكان تكون هذا الرخام، وينتشر الرخام الطبيعي في مختلف أنحاء العالم، بينما تتميز بإنتاجه الوفير كل من إيطاليا وتركيا وفلسطين.

وبشكل عام يتنوع الرخام الطبيعي ويختلف إلى عدد من الأصناف، على رأسها الرخام الكالستي، وهو ذاك الرخام النقي الذي لا يحوي من كربونات الماغنسيوم سوى نسبة قليلة لا تتعدى الـ 50% على أقصى تقدير، وكذلك رخام رخام الأحجار الحية، وهي التي يطلَق عليها علميًا وجيولوجيًا اسم سيليكات الماغنسيوم المائية، ويحتوي هذا النوع من الرخام الطبيعي على نسبة كبيرة جدًا من مادة السربيتين وهي مادة معدنية قوية، وبالإضافة لذلك نجد أن صناعة الرخام الطبيعي قد تتكون من كربونات الماغنسيوم بنسبة تصل إلى 40%، وهو ما نسميه بالرخام الدولميتي، أم عن الرخام الأخضر الشهير بالرخام ذو العروق، فيحتوي هو الآخر على نسبة كبيرة جدًا من معدن السربيتين ولكن هذا المعدن يكون في هيئة متكتلة؛ ولذلك يبدو لنا ويتم تصنيفه علميًا حتى على كونه الرخام الطبيعي الأكثر صلابة ومتانة، وأخيرًا من أنواع الرخام الطبيعي نجد الرخام العقيقي، ويعتبر أجمل الأنواع؛ إذ يحوي ألوانًا متعددة ما بين الأصفر والأخضر والبني، كما أنه يحتوي على قدر كبير للغاية من مادة كربونات الكالسيوم على هيئتها المتصلبة، وكثيرًا ما يتم اكتشافه في مجاري الأنهار.

وعند الحديث عن مميزات صناعة الرخام الطبيعي، يمكننا الوقوف على عدة عوامل، أبرزها أنه يتأثر سريعًا بدرجات الحرارة المختلفة خاصةً وأنه لا يمتص الحرارة أبدًا على عكس الرخام الصناعي، كما أن الرخام الطبيعي يعتبر عاكس جيد جدًا للضوء وليس فقط للحرارة؛ ويرجع ذلك لكونه مصقولًا وأملسًا بشكل كبير، وعلاوةً على ذلك نجد أن الرخام الطبيعي مناسب جدًا لمعظم أنواع الطقس والمناخات على اختلافها، حيث يتميز بكونه صالحًا لتحمل الحرارة العالية أو الرطوبة الكبيرة وحتى الرياح الشديدة والمحملة بالأتربة؛ ولعل ذلك يرجع لكونه طبيعيًا تكون تحت ضغط وحرارة كبيرة حتى أنه لم يعد يتأثر بتلكم المظاهر السطحية البسيطة من حرارة وتعرية ومناخ.

صناعة الرخام الصناعي

صناعة الرخام صناعة الرخام الصناعي

تتوقف صناعة الرخام الصناعي على المواد الداخلة في تكوينه وطريقة تصنيعه، وقبل كل شيء يجب أن نعلم بأن الرخام الصناعي يتكون من مواد تتشابه كثيرًا في شكلها الخارجي مع الرخام الطبيعي المتكون في باطن الأرض، ولكن يتم تصنيعه لكي نراعي تلك السلبيات التي يتم الكشف عنها كثيرًا في الرخام الطبيعي، من حيث تغير اللون وعدم ثباته لفترات طويلة، كم أن الرخام الطبيعي يتعرض كثيرًا للتشقق والكسر أو حتى الانكماش لأسباب عدة، ولذلك لجأ الإنسان إلى صناعة الرخام الصناعي عبر استعمال عدد من المواد مثل بوليستر ريزن ومواد كيميائية أخرى بمستويات وخطوات ونسب معينة محسوبة سلفًا، حتى نحصل في النهاية على الشكل الطبيعي ذاته، ويتم اللجوء كثيرًا لهذا الرخام الصناعي لاستعماله في تغليف الجدران والأرضيات والمراحيض وكذا المطابخ وغيرها من أماكن تتطلب ديكورات بديعة ذات رونق وجمال.

وتتنوع صناعة الرخام الصناعي كما أوضحنا باختلاف المواد الداخلة في صناعته، حيث نجد أحد أنواع الرخام المصنوع من الأكريليك، ويتميز هذا النوع بأنه الأكثر انتشارًا حول العالم وكذلك الأهم؛ لأنه مناسب جدًا لجميع الاستخدامات وأيضًا صديق للبيئة حيث تتم صناعة الرخام الأكريليكي من مادة الريزن وهي مادة شفافة ليست لاصقة، ويتم إضافة مادة بودرة الألومنيوم وهي تشبه في ملمسها ومظهرها الدقيق، وكذا تتم إضافة بعض الألوان الصبغية المختلفة التي تحول لونه إلى أي لون آخر مطلوب، كما نجد من أنواع صناعة الرخام الصناعي كذلك رخام البوليستر، وهو الذي يُعْرَف أيضًا باسم رخام الأكريليك المعدل؛ وترجع تسميته تلك إلى أنه يتشابه في طريقة صناعته كثيرًا مع طريقة صناعة الرخام الأكريليكي، ولكن الفروق تأتي من حيث معايير الجودة وكذلك الألوان الصبغية المستعملة، حيث أن لون رخام البوليستر يبدو أكثر اصفرارًا ويصلح كسره بقوة أقل أو بسهولة أكبر من رخام الأكريليك، وأخيرًا يشتهر رخام البوليستر برائحته النفاذة، وختامًا بالنسبة إلى صناعة الرخام الصناعي، نجد أن رخام كربونات الكالسيوم من الأنواع الشهيرة أيضًا، ولكنه ينتشر أكثر في الصين وما حولها بقدر كبير للغاية؛ ولعل ذلك يرجع إلى التكلفة المنخفضة في صناعته عن غيره من أنواع، ولا شك تتميز الصين وتشتهر بإنتاج المواد المختلفة بأسعار بسيطة صالحة للتصدير لمختلف البلدان والطبقات المجتمعية.

الفرق بين الرخام الطبيعي والرخام الصناعي

صناعة الرخام الفرق بين الرخام الطبيعي والرخام الصناعي

توجد العديد من الفروق والاختلافات بين الرخام الطبيعي والرخام الصناعي، وهذه الفروق تظهر عند صناعة الرخام الصناعي الذي لا يتم تشكيله بنفس دقة الطبيعي، أو أن الطبيعي به سلبيات تم تجنبها عند صناعة الرخام الصناعي، وغير ذلك من فروق واختلافات في خصائص كل نوع، وفيما يلي عرض لأبرز تلك الاختلافات:

الرخام الطبيعي

  • النشأة: من حيث النشأة نجد أنه تم إنتاجه بشكل طبيعي في باطن الأرض، نتيجة لعدة عوامل كالضغط والحرارة والرطوبة وألوان وأنواع الصخور، كما أنه يتكون في الأساس من الصخور الكلسية، وتشتهر إيطاليا بإنتاجه على مدى واسع ثم تركيا وفلسطين وأيضًا سلطنة عمان.
  • الاستخدامات: أما من حيث الاستخدامات فنجده يدخل كثيرًا في صناعة الديكورات وفنون النحت وتغطية الأرضيات والجدران وعمل تصميمات جمالية أنيقة ذات رونق ولمعان، وتكثر في القصور والفيلات والمنشآت السياحية الضخمة نظرًا لسعره المرتفع نتيجة ندرته، كما أنه يدخل في صناعة وتغليف الواجهات الخارجية للمباني؛ وذلك لأنه مقاوم كبير للرياح المحملة بالأتربة والرمال، كما أنه لا يتأثر كثيرًا بعوامل التعرية والمناخ.
  • الصلابة: من حيث القوة والصلابة، يعتبر الرخام الطبيعي من القوة بمكان بالقدر الذي يجعله يتحمل الكثير من الظروف الطبيعية وعدم التأثر بها بشكل كبير، وبالتالي لا يتطلب الكثير من أعمال الإصلاح والصيانة والترميم، إلا أنه في أحيان عدة قد يتعرض للكسر أو الانكماش.
  • عزل الحرارة: من الفروق التي تميز الرخام الطبيعي عن صناعة الرخام الصناعي، أنه يعتبر عازلًا جيدًا للحرارة وكذا الرطوبة، ولهذا السبب يكثر الاستعانة به في تغطية أرضيات وجدران الأماكن التي تقوم على الحرارة مثل المطابخ والمطاعم وغيرها.
  • التنظيف: أما من حيث تنظيف الرخام الطبيعي، فيتميز بكونه سهل التنظيف للغاية ولا تتشبث به البقع والاتساخات؛ لا سيَّما أنه مصقول بشكل كبير وناعم الملمس، وصلادته تجعل من الصعب تعرضه للخدش.
  • التكلفة: ترتفع تكلفة الرخام الطبيعي كثيرًا عن صناعة الرخام الصناعي، ورغم أن الرخام الصناعي يراعي كثيرًا عدم الوقوع في نفس السلبيات الموجودة في الرخام الطبيعي ويعطي نفس المظهر ونفس الجودة، إلا أن ارتفاع سعر الرخام الطبيعي يعود على ندرة وجوده أو قلة وجوده وصعوبة استخراجه وفصله عن غيره من صخور، وكذا بعد استخراجه تبدأ مرحلة صناعة الرخام الطبيعي وما تتطلبه من تجهيزات أكثر تعقيدًا من صناعة الرخام الصناعي.
  • أبعاد الرخام: وهي من الفروق التي تميز الرخام الصناعي على الرخام الطبيعي، حيث تقتصر أبعاد الرخام الطبيعي على مقاسات محدودة لا يمكن الخروج عنها إلا بأدوات ومعدات وخبرة ومثابرة وتكلفة أكبر، بينما صناعة الرخام الصناعي توفر لنا ميزة إنتاجه بأبعاد كبيرة كيفما نريد.

ثانيًا: الرخام الصناعي

  1. النشأة: من حيث نشأة الرخام الصناعي، نجد أنه تم تعديله بشكل هندسي بحيث يتشابه كثيرًا مع الرخام الطبيعي قدر الإمكان، كما أنه يتكون من عدة مواد مختلفة سواء كيميائية أو معدنية بالإضافة لمادة بوليستر ريزن وكذا يتم الاستعانة بألواح الأوكسيد في صناعته، ومن ثَمَّ يتم تشكيله وفق الشكل أو الهيئة والمظهر الخارجي المطلوب بما يناسب الديكور أو التصميم أو المكان المرغوب وضعه به، وفي السياق ذاته يتم استعماله في تنفيذ المطابخ والحمامات الرخامية.
  2. الاستخدامات: تتميز صناعة الرخام الصناعي بانها تمنحنا سهولة كبيرة في تشكيله أكثر كثيرًا من قدرتنا على تشكيل الرخام الطبيعي، وتعتبر هي الميزة الأشهر بين نوعي الرخام، ولهذا السبب يستخدم في صناعة العديد من المنتجات لا سيَّما الأدوات الصحية بالأحجام والأشكال المختلفة في دورات المياه، كما أنه يدخل في صناعة العديد من الإكسسوارات والتصاميم الديكورية.
  3. القابلية للاشتعال: تتميز صناعة الرخام الصناعي بأنها غير قابلة للاشتعال بأي حال من الأحوال؛ وقد يرجع ذلك لكونه يحتوي على مادة هيدروكسيد الألمنيوم، وهذه المادة معروفة كيميائيًا بقدرتها الفائقة على إخماد الحرائق.
  4. الصيانة والترميم: أخيرًا من حيث الصيانة والإصلاح والترميم، نجد أن الرخام الصناعي يتميز كذلك بقابليته للترميم والإصلاح معظم الوقت إذا ما تعرض للكسر أو التشقق، كما أن هذا الأمر لا يتكلف كثيرًا لا من حيث الوقت ولا الجهد، وجدير بالذكر أن الصيانة تلك تحدث دون ترك آثار جانبية تشوه مظهر اللوح الرخامي، ولكن بالنهاية يعتمد ذلك على خبرة ومهارة وكفاءة الفني المختص والمكلف بالترميم.
  5. التكلفة: تنخفض تكلفة الرخام الصناعي كثيرًا، ولعل ذلك يرجع لتوافر المواد المستخدمة في تصنيعه، حيث يعتمد على مواد غير نادرة في الطبيعية على عكس الرخام الطبيعي، كما أن الأدوات والمعدات المستخدمة في تصنيعه ليست باهظة الثمن.
  6. أبعاد الرخام: تتميز صناعة الرخام الصناعي عن الرخام الطبيعي، بأنه يمكن إنتاجه بأحجام ومقاسات ومساحات وأبعاد مختلفة كبيرة أو صغيرة وفق رغبة المستهلك، ولا شك هذه الميزة لا تتوافر في الرخام الطبيعي.
  7. التركيب: يتم استعمال الأسمنت العادي في لصق وتركيب الرخام الصناعي، ولا يتطلب الأمر أي جهد كبير، كما يمكن استخدام الجبس أو غيره من مواد تدخل في لصق وتركيب البلاط والسيراميك.
  8. التصدير: من الفروق التي تميز الرخام الصناعي كذلك أنه يمكن تصديره بكميات كبيرة للغاية، وتشتهر الدول العربية عامةً ودول الخليج على وجه الخصوص بارتفاع وتيرة استيرادها للرخام من أوروبا.
  9. المواد الخام: هي لا شك من المعايير التي تميز الرخام الصناعي عن الآخر الطبيعي؛ حيث تتوافر بكثرة في البيئة المحيطة ويسهل العثور عليها، مثل الأسمنت وبودرة الرخام، وكذلك يدخل كسر الرخام في صناعة ألواح صناعية جديدة.

صناعة الرخام من الإسمنت والرمل

صناعة الرخام صناعة الرخام من الإسمنت والرمل

تعتبر تقنية صناعة الرخام من الإسمنت والرمل أحد أفضل التقنيات المستعملة في هذا الغرض وأقلها تكلفة، كما أنها جودتها كبيرة وجيدة جدًا تضاهي الرخام الطبيعي بحيث لا يمكن التفرقة بينهما بسهولة، وبالطبع لا تعتمد تلك الطريقة على الإسمنت والرمل فحسب، بل تدخل معهما بعض المواد الأخرى، وهو ما سنوضح خطواته فيما يلي بالتفصيل:

  1. في البداية يجب توفير القوالب المستعملة في إنتاج الرخام الصناعي بأشكال وأبعاد محددة، حيث أن صناعة الرخام تعتمد في الغالب على قوالب تتكون إما من الخشب أو من الألومنيوم أو حتى من الزجاج في بعض الأحيان، وكذلك الإسمنت والرمل يدخلان في تشكيل تلكم القوالب، وتختلف أشكال وأحجام تلك القوالب حسب رغبة العميل، حيث تكون إما قوالب نصفية في حال كان اللوح النهائي المطلوب الحصول عليه متشابهًا إلى قسمين اثنين، أو أن تتم إنتاج القوالب صغيرة بحيث يجمعها في النهاية قالب واحد بشكل وتصميم نهائي كبير.
  2. في الخطوة التالية يتم تجهيز الخليط والذي يتكون بكميات وعينات مناسبة من الإسمنت الأبيض وكذلك الرمل والحصى الرخامي بمعايير محددة ومعروفة للمختصين، كما أنه في أنواع أخرى من الرمال يتم إضافة البوليستر والكوبالت ومادة المصلد، وهذا الخليط عامةً تختلف نسب مكوناته من نموذج لآخر، حيث أن صناعة الرخام تتعدد مكوناتها وفقًا لنوع المواد المستخدمة، وبعد ذلك يتم الاستعانة بألوان وصبغات تسمى بالصبغات المائية وبها نحصل على اللون والمظهر النهائي المطلوب، وفي حالة الرغبة في الحصول على لوح رخامي مصمت، نلجأ لإضافة كمية كبيرة من مادة الحصى الرخامي.
  3. في الخطوة التالية نبدأ بتجهيز القوالب من الداخل وجعلها أكثر دهنية حتى نتمكن من فك الرخام منها بسهولة بعد إنتاجه دون تعريضه للتفتت والانكسار، ويتوافر المحلول الدهني الخاص بالدهان لدى الورش والمحال التجارية المتخصصة في بيع مواد البناء ومواد الطلاء والدهانات وغيرها، ويستعمل هذا المحلول كطبقة عزل تحول دون ثبات أو التصاق الرخام بالفواصل أو القوالب.
  4. بعد تجهيز الخليط وتجهيز القوالب وعزلها جيدًا بمحاليل دهنية، نبدأ في سكب الخليط داخل القوالب، مع مراعاة النسب المحددة، وكذا استعمال الألوان بدقة تضمن لنا الحصول على مظهر جمالي مميز.
  5. بعد مرور 24 ساعة نبدأ في فك القوالب المستخدمة في صناعة الرخام وتحديد أبعاده بدقة، ويتم الفك بهدوء ورفق حتى لا يتضرر اللوح الرخامي أو تتفتت أطرافه.
  6. نستعين بأدوات مناسبة لتسوية اللوح إذا ما كان ملتصقًا ببعض الزوائد الأسمنتية، وجدير بالذكر أنه في بعض الأحيان نلجأ لبعض الترميمات؛ من أجل الحصول على أفضل النتائج للحواف الغير مستوية.
  7. أخيرًا، وبعد صناعة الرخام نبدأ في تنظيفه من العوالق والاتساخات وآثار الرمل والأسمنت، وكذا نلمعه باستعمال الأيبوكسي أو غيره من مواد تتوافر لدى المحلات والورش المتخصصة في هذا الأمر، ويمكن استعمال فرشاة يدوية أو أوتوماتيكية حسبما يتوافر لدينا.

ملحوظات هامة

  1. عند صناعة الرخام من الإسمنت والرمل، فإنه يجب الانتباه لعدم الإفراط في استعمال المياه حتى لا يبدو اللوح ضعيفًا ومجوفًا من الداخل أو هشًّا قابلًا للكسر بسرعة، بينما استعمال الإسمنت الأبيض بكمية كبيرة تعطي قوة وصلابة أكبر ويكون من الصعب كسره بسهولة.
  2. يجب الانتظار وقتًا كافيًا قبل فك لوح الرخام من القوالب ويفضل أن تطول مدة الانتظار لأكثر من يوم كامل أو حسب درجات الحرارة والطقس المتوافر حيث تقل تلك الفترة إلى النصف تقريبًا في حال الحر الشديد، ولكن في كل الأحوال لا يجب التسرع حتى لا نفقد المجهود والتكلفة ويتضرر اللوح الرخامي ويتفتت في سبيل كسب بعض الوقت.
  3. تعتبر صناعة الرخام من الصناعات المربحة والتي يقوم عليها الكثير من المشاريع خاصةً وأنه يصعب التفرقة بينها وبين صناعة الرخام الطبيعي، ولكن في الوقت ذاته يجب التعلم واكتساب كافة الخبرات والمهارات قبل اتخاذ قرار تصنيع منتج أو لوح أو قطعة رخامية، والتعرف أكثر على نسب المواد الخام الواجب توافرها في المنتج حسب النوع والمواد المستعملة، سواء كان الرخام الصناعي هذا رخامًا أكريليكيًا، أو رخام البوليستر، أو رخامًا مصنوعًا من كربونات الكالسيوم.

نصائح هامة عند شراء الرخام

صناعة الرخام نصائح هامة عند شراء الرخام

قبل شراء الرخام الصناعي أو الطبيعي، فإنه يجب اتباع عدد من النصائح والإرشادات التي تضمن الحصول على أفضل وأنسب منتج، وهذه النصائح والإرشادات كالتالي:

  1. قبل شراء الرخام يجب التأكد من كونه سليمًا تمامًا غير متضرر بأية خدوش أو تشققات وشروخ وكسور، كما يجب الانتباه لعدم وجود فقاقيع هواء ظاهرة فيه، وهذه الفقاعات تكون عيوب عند صناعته حيث لم يتم إخراج الهواء منه تمامًا وبالتالي تشكل تلك الفقاعات تجاويف هوائية تجعله هشًّا بعض الشيء.
  2. بعد التأكد من سلامة لوح الرخام وعدم وجود خدوش وكسور، يجب التأكد أيضًا من كونه مستوٍ على طول سطحه، وبمعنى آخر يجب التأكد من أن سُمْك اللوح الرخامي واحد في جميع أطرافه وعند المنتصف كذلك، وفي سياق الحديث عن الُّسُمْك أيضًا يجب اختيار اللوح الرخامي الذي يصلح سُمْكه حسب الغرض المطلوب لأجله؛ فعلى سبيل المثال نجد أن الألواح الرخامية التي تستعمل في الأرضيات لا يجب أن تقل سماكتها بأي حال من الأحوال عن سنتيمترين اثنين.
  3. في الخطوة النهائية، وبعد التأكد من سلامة الرخام من حيث التصنيع والحجم والأبعاد وما إلى ذلك من خصائص صناعية في المقام الأول، يقع الاهتمام على لون الرخام وكذا تصميمه ومدى صلاحيته للمكان الذي من المفترض استعماله فيه، وأيضًا التأكد من أبعاد اللوح الرخامي قبل شراءه حتى لا يسبب مشكلة عند تركيبه.

تعتبر صناعة الرخام على اختلاف نوعَيْه الطبيعي أو الصناعي إحدى أهم الصناعات الموجودة حول العالم والتي تتباهى وتتفاخر بها البلدان حسب آخر ما توصلت له في هذا المجال، ويتميز الرخام الطبيعي بكونه نادرًا أكثر وسعره مرتفع وكذا مقاومته الكبيرة للظروف الطبيعية والمناخ وعوامل التعرية؛ حيث أنه تكون في الأساس نتيجة التعرض لضغط وحرارة شديدة في باطن الأرض ما نتج عنه تحول الصخور الكلسية لتلك الألواح المصقولة الناعمة، بينما الرخام الصناعي يتميز هو الآخر بأنه يتحاشى الوقوع في سلبيات الرخام الطبيعي من حيث بهتان اللون وزواله مع الوقت واحتماليات انكماشه وتشققه بعد فترة كما أنه أضعف من الرخام الصناعي، وبشكل عام تنتشر تلك الصناعات حول العالم وتتميز كلًا من إيطاليا وتركيا بإنتاجهما الوفير من الرخام الطبيعي، بينما في المنطقة العربية تتميز عمان وفلسطين بإنتاجه بوفرة.

إبراهيم فايد

الكتابة بالنسبة لي هي رحلة. رحلة فيها القراءة والاستيعاب ومن ثم التفكير . من هوياتي الرياضة وتصفح الانترنيت. اكتب في مواضيع مختلفة تهمني وتجذبني قبل كل شيء

أضف تعليق

5 + 4 =