تسعة
الرئيسية » حياة الأسرة » حياة زوجية » صراع الحموات : كيف تتعامل مع حماتك كزوج أو زوجة ؟

صراع الحموات : كيف تتعامل مع حماتك كزوج أو زوجة ؟

توتر العلاقة بين الرجل وحماته أو المرأة وحماتها هو مشكلة أزلية، أحيانًا يطلق مصطلح صراع الحموات على هذه الظاهرة المتكررة التي سنحاول إيجاد حلول لها هنا.

صراع الحموات

صراع الحموات هو صراع أزلي وأظن أنه سيستمر إلى الأبد وببساطة، لأنه عبارة عن غيرة نساء، والأنثى هي الكائن الأكثر تعقيداً في هذا الوجود وأكثر حساسية والنساء هن النساء لا يتغيرن حتى ولو كبرن وصاروا أمهات وبعدها صاروا حموات وحتى لو صاروا جدات ستظل النساء نفسها لن تتغير مهما حدث لهن. ولذلك عادة يكون صراع الحموات ناتج عن أشياء تكاد تكون تافهة بالنسبة للجميع ولكنها بالنسبة للحموات هي كبيرة من كبائر الشر والخطيئة. فمثلاً كيف وكيف للكَنة “زوجة الابن” لا تعزم على حماتها وتقول لها تفضلي سنعزمك على العشاء اليوم؟ وتظل الحمى أو “أم الزوج” مغتاظة شهوراً وتقول لنفسها “ولدي الذي ربيته وآكلته كل يوم تأتي هذه البنت التي هي زوجته ولا ترد لي الجميل من أجل ما فعلته لأجل أن يكون زوج لها.”

وهكذا مشكلات من الممكن أن تتسبب في الأخير إلى حالات طلاق. بل إن في الحقيقة معظم حالات الطلاق تكون ناتجة من تدخل الأهل في حياة الزوجين، حيث تبدأ المشكلات وكل واحد يفضل أهله على الأخر والأهل لا يراعون أن زواج الأبناء أهم من مشكلاتهم وكل هذه التفاهات. ولكن في الأخير إن لم يستطع الزوج وأخص الزوج بالتعامل مع صراع الحموات بحكمة فغالباً سيلجأ الزوجان إلى الانفصال.

وفي هذا المقال سنقسم النصائح وطرق التعامل مع صراع الحموات على أربع أطراف المشكلة وهم: الحموات أي “أم الزوج وأم الزوجة” “والزوج” “والزوجة”. وستعلم عزيزي القارئ أن كل فرد عليه أن يقدم تنازلات وخصوصاً في بداية الزواج حتى يعرف الجميع الطابع لكل فرد أخر ليبدأ التعامل بأخذ منحى محترم من الكل دون إهانات أو ضغط على الزوجين في بداية الزواج خصوصاً. حيث من المفروض أن يكون هذا الوقت هو الأفضل في الزواج ولكن في بلادنا الشرقية غالباً يكون الأصعب، وذلك بسبب أن مجتمعنا الشرقي اجتماعي ويعتمد في بناءه عن قرب الأشخاص من بعضهم سواء في السراء أو في الضراء. ثانياً عندما سنتكلم اليوم فنحن نكتب بالعربية ولذلك فنحن نتكلم عن مجتمعنا العربي وعادتنا وتقاليدنا العربية وهذا الكلام لا يخص المجتمع الغربي في الغالب، ولذلك لا تقارن هذا الكلام بمقالات أخرى يكون أصلها موجه لمجتمع غربي، بل في مقالنا هذا سنكون عمليين وموجهين وفعالين دون كلام كثير.

صراع الحموات : ملف كامل للتعامل مع الحموات

كيفية تعامل الزوج مع صراع الحموات

في صراع الحموات يكون الزوج غالباً الوحيد الذي سيعرف كيف يتعامل معه ويتحمله. وأقول الزوج لأن الرجل في المجتمع العربي هو الركيزة الأساسية للبيت وكلامه غالباً يكون مسموع، وبما أنه سيكون هو مركز الخلاف في وسط ثلاث نساء فالله يكون في عونه لأنه هو الوحيد الذي يستطيع أن يسيطر على النساء الثلاث، لأن النساء لا تعرف السيطرة على النساء الأخريات ولكن الرجال قادرون وقوامون في مثل هذه المواقف. ولكن في المقابل كي يستطيع الرجل السيطرة على صراع الحموات بين ثلاث نساء فيجب عليه أن يكون حكيماً وليس ثوراً بمعنى أن القوة والشكيمة مطلوبة ولكن مع النساء وحل مشكلاتهن يجب أن تكون صبور وقنوع حتى ترى كل سيدة منهن أنك رجل حكيم وتريد حل، وليس مجرد رجل يريد أن يفرض شخصه وهذا سيعطيك رصيد في قلب الثلاث نساء لأن النساء عموماً تستأمن الرجل الحكيم ويشعرن معه بالأمان. وهنا سنفترض لك معظم المشكلات التي تواجهها لو كان لديك صراع حموات في منزلك.

صراع الحموات بين أم الزوج وزوجة الابن

غالباً هي المشكلة الأكثر انتشاراً في بلادنا العربية وذلك لأسباب كثيرة أولها بيت العائلة. فمثلاً يكون هناك أب بنى بيتاً كبيراً لأولاده كل ولد له شقة يتزوج فيها والأب والأم لهم شقة في نفس البيت، ولذلك زوجات الأبناء غالباً تكن غريبات في البداية عن المكان وفي المقابل أم الزوج سيكون لديها حساسية من هذه الفتاة التي جاءت كي تأخذ منها ولدها الذي ربته. وهنا الغيرة غالباً تكون من ناحية أم الزوج لأن في البدايات يكون الزوج مع زوجته سعداء وهذا سيثير الغيرة وستفتعل الأم أشياء لابنها تجعله فيها يقارن بينها وبين زوجته. ولكن ما عليك هنا أنت كزوج ألا تتحامل على زوجتك أبداً أمام أمك لأن هذا سيجعل زوجتك لا تشعر معك بالأمان ولن تستريح وخصوصاً في البداية. أما من ناحية أمك فيجب عليك أن ترضيها بالكلام العذب وهذا سيكون كافي جداً، قل لها أنت سيدة النساء، نحن نعيش بفضلك، نحن من غيرك لا نسوى شيء، نحن نعيش بدعواتك، كل هذه الكلمات ستشبع أمك اهتمام وستجعلها تشعر أن زوجتك هي التي تشجعك على قول هذا الكلام الذي لم تكن تقوله باستمرار هكذا قبل الزواج.

صراع الحموات بين أم الزوجة والزوج

هذه أيضاً مشكلة كبيرة في صراع الحموات ويكون أساس الخلاف هو أن أم الزوجة تريد أن تتدخل في شئون بيت ابنتها. فتجدها تزور ابنتها وربما تغير شكل بعض الأشياء في المنزل تقول لابنتها “زوجتك” أن تفعل هذا ولا تفعل ذاك مما يجعل الزوج فعلاً يستشيط غضباً من هذه السيدة التي تدخل بيته وتتحكم في زوجته من بداية الزواج. فيشعر أنه تزوج امرأة بدون شخصية لا تحبه هو بل فقط تسمع كلام أمها. ولكن الموضوع في الحقيقة ليس كذلك، لأن ببساطة الزوجة في بداية زواجها تكون خائفة فعلاً وليس مبالغة لأنها مهما كانت تعرفك في فترة الخطوبة فالحياة الزوجية بمفردكما تماماً ليست سهلة على الفتاة خصوصاً العربية، لأن الفتيات العرب حيائهن عالي جداً. ومن هذا المنطلق الفتاة تحتاج إلى أمها بصورة كبيرة وغير اعتيادية وخصوصاً في البداية فعليك أنت أن تقدر هذا.

ولكن أنا معك أن هناك حموات مبالغات في التدخل في شئون بيتك ومن هنا يجب أن تكون صريح وواضح وفي نفس الوقت غير وقح. بمعنى لا يجب أن تقول لها “لا يجب عليك أن تتدخلي في شئون بيتي” لأن ذلك سيجعل زوجتك لا تحب هذا وحماتك وكل من حولك سيرونك على إنك الشرير. ولذلك عليك أن تقول لها ببساطة ” أنا أحترمك جداً، ولكني لا أحب أنك تتعبين نفسك، وغير هذا فأنا أحب أن يكون بيتي كما نحب أنا وزوجتي نديره بأنفسنا”. هذا ربما سيكون أقل قسوة ولكن المدح في البداية والأسلوب المتواري تحبه النساء لأنهم يشعرون أنك غير وقح وربما الإحراج يكون أفضل هنا فتتجنب تدخلها في حياتك. وإن لم تكف عن التدخل تكلم من حماك “أب زوجتك” وقل له أن هذا لا يناسب بيتك ولو لم يكن هناك أب لأي ظرف ما، فكلم الأخ الذكر، وإن لم يكن موجود كلم أقرب رجل لحماتك وقل له أن هذا لا يناسب بيتك لأنك هنا تكون قد شهدت الناس عليها فلن تضع هي نفسها في موقف يحرجها ويحرج غيرها.

كيفية تعامل الزوجة مع صراع الحموات

وهنا المشكلة تصبح أكثر قوة لأن الزوجة غالباً لا تعرف كيف تتعامل مع أم زوجها في البداية. وهنا تصبح المشاكل كبيرة نوعاً ما حيث أن السيدات مع بعضهن تصيبهن الغيرة بطريقة كبيرة جداً وأحياناً يتطور الموضوع لأن يصبح كراهية في الداخل. كما أن السيدات ليس لديهن ثقافة العتاب بل هن غالباً يحفظون المواقف في عقلهن ومن ثم يجترون العواطف السلبية على هذا الموقف، وفي أقرب احتكاك يصير هناك مشكلة وتجد إحداهن قالت كلمة جارحة أو مهينة أو تحمل عدم احترام. وفي الأخير يصير البيت جحيم والرجل لا يعرف كيف يرضي زوجته أو أمه، وكل هذا بسبب أشياء تافهة جداً لا ترتقي أن تصير محل خلاف من الأساس. ولكن عليك سيدتي هنا كزوجة أن تتحملي مسئولية قرار زواجك ويجب أن تعلمي أن الزواج ليس فسحة أو رحلة لطيفة بل بالعكس هو رحلة مرهقة وستقدمين فيها أكثر مما تأخذين وعليك أن تدركين ذلك. وهنا في النقط التالية سنقول لكي كيف تتعاملين مع أم زوجك بصورة أكثر حكمة وكيف ترضينها وكيف تتعاملين أيضاً مع أمك بعد الزواج، وكيف تتعاملين مع زوجك في حضور أمك وأم زوجك كل هذا تفاصيل مهمة ويجب عليك أن تنتبهي لها حتى تتفادي صراع الحموات.

تعامل الزوجة مع أم الزوج

أحياناً كثيرة تكون الحمى صعبة في التعامل ولا سيما مع زوجات أبنائها الذكور، وخصوصاً لو لم يكن لديها بنات وكانوا أولادها ذكور فقط أو بالأخص أكثر لو كانت أماً لشاب وحيد وليس لديه أخوات. في كل هذه الحالات غالباً أم الزوج ستعامل زوجة الابن في البدايات جيد نوعاً ما احتراماً لابنها الذي تريده أن يستمتع بأول أيام زواجه ولكن بعد عدة أيام الحمى تنقلب على الزوجة وتعاملها بجفاء ومن ثم تشتكي لابنها وتقول له زوجتك لا تحترمني، ومن هنا تبدأ صراع الحموات لأنها تدفعه أن يدافع عنها كأم ومن ثم لو لم يفعل تتهم ابنها في رجولته وتقول له أنه ليس رجل وأن الذي يقوده هو امرأة. ولأن اللعب على وتر الرجولة غالباً فعال مع الرجل الشرقي فالموضوع سيفلت وتبدأ المشاكل. ولذلك عليك أنتِ كزوجة أنت تتحملي الكثير من كلمات الأم في البداية لأجل أن تضمنين بداية جيدة. ودعيني أقول لك أنك تكونين في مظهر المظلومة أمام الجميع أفضل من أن تكون طويلة اللسان وخصوصاً في بداية الزواج. فلو كنت مظلومة ستجدين من يدافع عنك وغالباً سيكون زوجك لأنه لن يقبل عليك إهانة حتى لو كانت من أمه وسيبدأ هو في التصدي لها لو كانت سيئة الطباع، أما لو كانت عادية وجيدة ولكنها صعبة بعض الشيء فليس عليك سوى أن تتكلمي معها وتساعديها في عمل بعض الأشياء وتتصلي بها تليفونياً حتى تطمئني عليها. كل هذه الأشياء ستجعلها تشعر أنك ليس زوجة ابنها بل ابنتها التي كانت ظلمتها وبهذه الأشياء البسيطة، ستكونين أيضاً قد ربحتِ زوجك لأنه حينها سيحترمك جداً وسيقدر ما تفعلينه لأجل أمه وستكونين في عينيه امرأة واعية وذكية جداً وسيعتمد عليك ويحبك بجنون بسبب حسن خلقك وحكمتك في التعامل مع أهله.

تعامل الزوجة مع أمها أثناء صراع الحموات

يجب أن تعلمين عزيزتي أن زوجك هو الذي سيبقى لك باقي عمرك وستظل أمك هي أمك، ولذلك الأولوية دائماً لزوجك في كل شيء سواء وقت أو مجهود أو اهتمام أو أي شيء. فالأولوية لزوجك وبيتك وأولادك ومن ثم عملك أو أي شيء تختارينه. ولذلك إذا كانت أمك من النوع الذي يتدخل في شئون بيتك فلا يجب عليك أن تسمحين لها بهذه بطريقة المبالغة بل هي لديها حدود ويجب عليك أنتِ أن تعرفيها حدودها حتى تعلم أن حياتك هي شيء يخصك ولا يخصها هي، ولا سيما أن هذا سيجعل زوجك غير مستريح في وجود أمك باستمرار وهي تتدخل في حياتكم. وأنا لا أقول لك اكرهيها بل تجنبي أن تصير هي المتحكمة فيك وإن كنت تشعرين بالأمان في أن يتحكم أحدهم بكِ فليكن زوجكِ هو الأولى، ولو كنتي لا تحبين أن يتحكم بكِ أحد من الأساس فلتكن لك شخصيتكِ وبيتكِ لا بيت أمك فهناك فرق. ويجب عليك أيضاً أن تدركي أن كثير من الأمهات يتمنون لبناتهن ما يريدونه هن لأنفسهن، فما قد تجده أمك مناسب قد يكون هو مناسب لها في عمرها وبماضيها وطريقة تفكيرها أما ما يناسبكِ أنت فهي لا تفكر فيه. وأنا لا أقول هذا على كل الأمهات بل أخص بالذكر نوع الأمهات التي تريد أن تتدخل في حياة بنتاهن.

كيفية تعامل أم الزوج مع صراع الحموات

لو كنت امرأة واعية وناضجة وتحبين القراءة ووقع بين يديك هذه المقال فيجب عليك أن تفهمين جيداً أن ابنك وزوجته هم بعد الزواج واحد، وأنا أعلم يقيناً أن هذا ربما يكون عليك صعب بعض الشيء حيث أن هذا هو ابنك الذي ربيتيه سنين كثيرة واهتممتِ به ها هو يرتاح مع امرأة أخرى غيرك أو بالمعنى الدارج أخذته منك. ولكن لا يجب عليك التفكير هكذا. ولكن أحياناً أيضاً حتى لا أتحامل على الحموات يكون هناك زوجة ابن صعبة بعض الشيء، بمعنى من الممكن أن تكون طويلة اللسان أو لا تحترمك أو أنانية بعض الشيء ولا تفهم تقاليد العائلة، هناك أشياء كثيرة قد تكون سيئة في بعض الفتيات المتزوجات حديثاً ولذلك حفاظاً على حياة ابنك الأسرية وإكمالاً لرسالتك التي ستجعل الجنة تحت قدميك أيتها الأم الرؤوم، فاستخدمي أسلوب العتاب هو جيد في البدايات وسيحفظ حدودك معها وسيجعلها تحترم حدودك. ولو لم تحترم ابتعدي عنها قدر المستطاع وتجنبي المشاكلات أو الاحتكاك المباشر وخصوصاً أمام ابنك ولو كانت هي سيئة وفعلت شيء خاطئ أمام ابنك فهو سيتصدى لها ولا سيما الرجل الشرقي الذي يحترم الأم كثيراً ولذلك لا تقسين عليها وكوني صبورة من أجل أبنائك.

كيفية تعامل أم الزوجة مع صراع الحموات

عليك سيدتي ألا تخافي على ابنتك زيادة عن اللزوم لأن هذا الخوف سينتقل إليها وبالتالي هي أيضاً ستخاف من الزواج ومن زوجها ومن الموضوع ككل، وهذا سيتسبب في الأخير في بدايات سيئة بعض الشيء وصعبة. ولكن بالعكس كوني مشجعة لابنتك على الدوام وطمئنيها لأن البنت تتأثر كثيراً بنصائح أمها أكثر شيء. ولهذا استغلي هذا الموضوع لصالح ابنتك كونها تطمئن لكي وخصوصاً ليلة الزواج أو ليلة الدخلة حيث الارتباك يكون ظاهر جداً على الفتاة لدرجة أنها أحياناً لا تستمتع بالفرح الذي هو من الأساس مقام على شرفها احتفالاً بها. أيضاً حاولي قدر الإمكان ألا تتدخلي في شئون ابنتك بعد الزواج ولو فُرض وقالت لك شيء خاص حدث بينها وبين زوجها من باب أنها تحبك، فلا تقولي ما قالته لك لأخوتها أو لأحد أخر لأن لو هذا الأمر وصل لزوجها سيكون كارثة بكل المقاييس، أن يعلم أن أسرار بيته تخرج للعامة فهذا سيء جداً لك ولابنتك. لذلك كوني حذرة دائماً في التعامل مع زوج ابنتك حتى لا تكونين سبب خراب أو مشاجرة أو تعاسة لها.

أخيراً صراع الحموات ليس شرط أن يحدث لك في حياتك الشخصية بل من الممكن أن تكون الحموات شخصيات راقية ومتفهمة جداً وتكون سبب لحل المشكلات وليس خلقها. ففي الأول والأخير النساء يحبون أن يرون أولادهم سعداء ولا أن يكونوا سبب في انهيار بيت أولادهم.

سلفيا بشرى

طالبة بكلية الصيدلة في السنة الرابعة، أحب كتابة المقالات خاصة التي تحتوي علي مادة علمية أو اجتماعية.

أضف تعليق

2 × واحد =