يعتبر الزواج من أهم السنن الإسلامية التي حثنا عليها الله تعالى في كتابه الكريم وفي سنة نبينا عليه الصلاة والسلام، وهو يقوم على اتفاق بين رجل وامرأة يتم من خلاله رضى الطرفين للعيش تحت سقف واحد، على أن تكتمل به شروط الزواج التي أمرنا بها الله تعالى ورسوله الكريم، وهذا الاتفاق عادة ما يتم توثيقه بعد بحضور ولي أمر الزوجة والشاهدين، ليتم الإعلان عن زواج الطرفين، والله سبحانه وتعالى شرع هذا العقد حفاظا لحقوق الطرفين وذريتهما فيما بعد. فما هي شروط الزواج من المنظور الإسلامي ؟ وما هي فوائده ؟ هذا ما سنعرفه في مقالنا أدناه.
تعرف على شروط الزواج في الإسلام
فوائد الزواج وأهميته في الإسلام
- يساعد الزواج على حفاظ النسل وبالتالي زيادة أعداد المسلمين في العالم وهذا ما يؤدي إلى انتشار الإسلام في بقع كبيرة من الأرض.
- يعمل الزواج على حفظ النسب من أي نوع من الاختلاطات المحرمة، ويقوي أواصر الترابط والتلاحم بين الأسر.
- يحافظ الزواج على العفة والطهارة التي يجب أن يتحلى بها كل مسلم، حيث يقي من الوقوع بالحرمات ويحفظ الزوجين من الانخراط في علاقات محرمة من شأنها أن تفسد مجتمع بأسره.
- من المنظور الإسلامي، فإن الزواج يحافظ على حقوق المرأة كاملة، ويحفظها من استغلال بعض النفوس الضعيفة، حيث يلزم الزوج برعايتها والإنفاق عليها ، وتوفير حياة كريمة لها .
- يؤدي الزواج إلى الراحة النفسية والشعور بالاستقرار العاطفي والنفسي لكلا الزوجين.
- يعتبر الزواج من سنن الإسلام التي تقوم على تكريم الإنسان ورفعته.
أسس اختيار الزوج أو الزوجة لنجاح الزواج
الاقتدار
لاكتمال منظومة الزواج بين الطرفين لا بد من توافر شروط معينة لقد أمرنا بها الله تعالى وحثنا عليها رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام، وإن كان من أهم أركان الزواج هو اقتدار الشاب حتى يتمكن من إتمام شروط الزواج على أكمل وجه، وقد أوضح ذلك سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام في حديثه الشريف الذي يأمر به الشباب القادرين من المستوى المادي أن يتزوجوا مبكرا قدر المستطاع.
ذات الدين
من أهم أركان الزواج في الإسلام هو اختيار الزوجة على أساس دينها وليس على أساس جمالها أو مالها، حتى يكون زواجهما مبني على أسس دينية وإسلامية صحيحة.
الحب والمودة
نعم الحب، فلا تستغرب إذا قلنا بأن الحب هو من أركان الزواج الهامة لبناء أسرة تضفي عليها روح المحبة والرحمة بين الزوجين، فتبادل المحبة والمودة هو من أسباب نجاح الزواج واستمراريته.
النسب والعائلة الطيبة
اختيار النسب المعروف هو من الأسس الهامة التي يجب أن يقوم عليها الزواج، ولا نقصد هنا بالنسب المعروف بغنى المال، بل بالأخلاق والطيبة والحميدة التي تمتلكها عائلة الزوج أو الزوجة.
شروط الزواج في الإسلام
- من أبرز شروط الزواج التي يجب أن يلتزم بها الزوجين في عقد الزواج هو أن تكون الزوجة محللة للزوج والعكس هو الصحيح، بحيث لا تكون ضمن النساء اللواتي حرمها الله على الزوج سواء كان ذلك التحريم بشكل دائم أم كان تحريما مؤقتا، كأن تكون أخته، خالته، زوجة أبيه، ابنة أخته أو عمته.. الخ.
- قبول الطرفين لإتمام عقد الزواج هو أحد شروط الزواج التي يجب أن يتم مراعاتها، فلا يجوز إجبار أحد منهما تحت أي نوع من الضغط من قبل الأسرة.
- لكي يكتمل عقد الزواج يجب إحضار شاهدين على العقد، وهو من أساسيات شروط الزواج التي يبطل إذا لم يتم الالتزام به.
- من ضمن شروط الزواج الذي يتناسى البعض أن يفعله ويبطل زواجه دون أن يعي ذلك هو إشهار الزواج، فهو شرط من شروط الزواج الذي يجب الالتزام بها، ولا يصح أن يتزوج الطرفين بالسر دون إعلام ولي أمر الزوجة ودون إشهار عقد الزواج.
- موافقة ولي الأمر وحضوره أثناء عقد الزواج سواء كانت المرأة قاصرا أم تعدت السن القانونية فلا بد من حضور ولي أمرها وموافقتها ولا يجوز أن تزوج نفسها وفقا لما أمر به رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام في حديثه الشريف “لا تزوج المرأة المرأة ولا تزوج المرأة نفسها”.
- لا يصح عقد الزواج إلا بتحديد اسم الزوج والزوجة، فلا بد للولي أن يذكر اسم ابنته التي ستتزوج من الرجل المعني وإلا سيكون قد نقض أحد شروط الزواج الهامة.
- يجب ألا يكون هناك أي مانع لوقوع الزواج وكتابة العقد كأن يكون الزوج متزوج من أربع نساء ويريد أن يتزوج الخامسة! أو أن تكون الزوجة كافرة وليست من أهل الكتاب، فهو بذلك قد أخل بأحد شروط الزواج وأصبح باطلا ويؤثم إثما عظيما إذا قام بذلك وأتم الزواج.
- من شروط الزواج التي يجب الالتزام بها من قبل الزوج هو إعطاء المرأة مهرها، وقد يكون المهر إما معجل أو مؤجل، ويجوز للمرأة أن تأخذ حقها في المهر بالوقت الذي تريده، حيث أنه يعتبر حق من حقوقها الواجبة على الزوج، وفي حال حدث وفاة لا سمح الله يكون المهر إذا لم يؤخذ في حياته من أولويات حقها في الإرث.
طقوس الزواج الإسلامي
يقوم الرجل بنية الزواج البحث عن شريكة حياته إما بالطرق التقليدية التي عهدناها منذ زمن بعيد وهو ما يعرف بزواج الصالونات أي عن طريق الوالدة أو الأخت أو إحدى القريبات، أما في وقتنا الحالي فأصبح الرجل والمرأة في آن واحد يبحثان عن شريك حياتهما بنفسهما دون اللجوء لطلب أي مساعدة من الآخرين، وقد يحدث ذلك من خلال العمل أو الدراسة، إلا أنه لا بد وأن يتم الالتزام بما أمرنا به الله تعالى والرسول عليه الصلاة والسلام، ويبقى اختيار الزوج أو الزوجة المناسبة وفقا للأسس الإسلامية الصحيحة المذكورة أعلاه هو الأفضل.
وعند اختيار شريكة الحياة التي يرغب الرجل الزواج بها يبدأ أهل الزوج بزيارة أهل المرأة المعنية للتعارف فيما بينهما، إن وقع القبول المبدئي بين الطرفين تتم الخطوبة، وهي مرحلة ما قبل الزواج التي يتعارف من خلالها الطرفين على بعضهما البعض بشكل أكبر حتى يتأكدا من أنهما يستطيعا إكمال مشوار حياتهما سويا. وفي فترة الخطوبة قد يكتفي ولي الأمر بقراءة الفاتحة فقط، وهنا، تبقى المرأة محرمة على الرجل، أو أن يطلب أن يتم استكمال مراسم عقد الزواج أي ما يسمى باللغة الدارجة “كتب الكتاب”، وفي هذه الحال تصبح المرأة حلالا للرجل وذلك بعد إتمام كافة شروط الزواج بحسب التعاليم الإسلامية، وبإمكانها التزين والكشف عن شعرها أمامه وفقا للشرع.
بعد إتمام عقد الزواج، تبدأ الأسرتين بالتحضير لمراسم الاحتفال، ووفقا للتعاليم الإسلامية فإنه لا يجوز إقامة الحفلات المختلطة وسماع الأغاني والرقص وما إلى ذلك، إلا أنه يجوز في الزواج الإسلامي الاستعانة بالأناشيد والدف ومنع الاختلاط في الحفل.
خاتمة
هناك العديد من أنواع الزواج الأخرى التي حرمها الله تعالى على عباده المسلمين، ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر زواج المسيار، زواج المتعة، الزواج المؤقت، وغيرها من أنواع الزواج، وقد حرمت جملة وتفصيلا لأنها أخلت بأحد شروط الزواج التي أمرنا بها الله تعالى والرسول عليه الصلاة والسلام، ولذلك يجب توخي الحذر والبعد عن هذا النوع من الزواج، ابتغاءً لمرضاة الله تعالى وتنفيذا لأوامره.
أضف تعليق