شروخ العظام واحدة من الإصابات المتكررة الحدوث التي تصيب العظام في أماكن مختلفة، وتسبب ألم ومشاكل قد تتفاقم حال إهمالها أو علاجها بشكل خاطئ، سواء كانت ناتجة عن سقوط أو تصادم أو إصابة ملاعب، أنواع مختلفة من شروخ العظام أو الكسور مكرر إصابة الناس بها، ومن المعروف أن الكالسيوم هو العنصر الأساسي في تكوين العظام، لذلك من ضمن أسباب زيادة احتمالية الإصابة بمشاكل شروخ العظام قد يكون خلل في نسبته، نتعرف معاً على الفرق بين الكسور والشرخ، وكذلك أسباب حدوث كل منهما والأنواع المختلفة التي تقع تحت بند شروخ العظام والتي يجب معرفتها لتشخيصها بشكل سليم ومن ثم بداية خطة العلاج ليتم التئام الشرخ بشكل تام ولا يترك بعده مشكلة في مكان الإصابة، والمدة التي نحتاها للراحة حتى تتم عملية شفاء العظام بشكل كامل، والأغذية التي تساعد أجسادنا لإعادة ترميم البناء العظمي ومداواة مشاكله، وكذلك نعرف معاً العلاجات البديلة المساعدة بجانب العلاجات الطبية اللازمة لعلاج شروخ العظام بأنواعها المختلفة.
استكشف هذه المقالة
تعريف مصطلحي شروخ العظام والكسور
شروخ العظام هي الدرجة الأقل من الكسر، فإنه عند حدوث ارتطام بقوة شديدة في العظام بسبب حادث أو سقوط، يؤدي إلى انقطاع أو شرخ في العظام وقد يزيد وصولاً إلى كسر على حسب قوة العظام وأيضاً شدة الصدمة، ففي بعض الحالات قد يكون المصاب نفسه، مريض بأورام في العظام أو هشاشة وكلاهما يجعل من السهل التعرض لشرخ في العظام أو كسر حتى من إصابات خفيفة، وكذلك مدى صحة حالة العظام ونسب الكالسيوم والمعادن في الجسم لها آثرها في تقبل كل جسم لنفس الصدمة أو الصابة، ويتوقف تعريف شرخ العظام على انفصال العظم تماماً أم لا، ففي حالة الكسر وهو أنواع يكون العظم قد أنفصل إن ظهر هذا على الجلد أو لا، أما في حالة شروخ العظام فإنه يحدث تشقق في بنيان العظم دون انفصال، وله أعراض سنذكرها تختلف على حسب نوع الكسر أو الشرخ الذي أصاب الفرد.
أنواع كسور و شروخ العظام
بالنسبة للكسور فإنه يمكن تقسيمها إلى أربعة أنواع أساسية على حسب التوصيف الطبي المبسط، وهما كالتالي:
- كسور بسيطة وهي ما يحدث فيها تباعد بين طرفي العظم ووجود تجمع دموي بينهما لكن مع عدم وجود قطع في الجلد.
- كسور مضاعفة، والمقصود بها حدوث أكثر من كسر في العظمة الواحدة.
- كسور مفتوحة، يكون الكسر واضح بسبب قطع في الجلد وخطورتها تكمن في التلوث.
- كسور مختلطة وهي أن يصاحب الكسر مشاكل أخرى مثل قطع في الأوعية الدموية أو الأعصاب المرافقة للعظام المكسورة.
أما بالنسبة لأنواع شروخ العظام فإن الأطباء يميلون لتمييزها إلى عدد متنوع من المجموعات منها الآتي:
- تمييز شروخ العظام على حسب مكان حدوثها “الفخذين/ الذراعين/ القفص الصدري..”
- تمييز سبب حدوث شرخ العظام بسبب الإجهاد المضاعف أو الوزن الزائد.
- شروخ العظام الناتجة عن حادثة أو سقوط “سبب مباشر”.
- شروخ العظام الناتجة عن التواء أو دوران شديد خاطئ في العظام نتج عنه الشرخ “غير مباشر”.
أسباب الإصابة بشروخ العظام
تتعدد أسباب حدوث إصابة في العظام أو شروخ العظام بدرجاتها، على حسب عدة عوامل منها الجنس والسن والحالة الصحية عامة، ومن أسباب الإصابة بشروخ أو كسور العظام نذكر التالي:
- الحوادث بأنواعها من سقوط أو تصادم مع جسم مسرع أياً كان نوعه.
- الطلق الناري يتسبب أحياناً في كسر العظام أو الإصابة بمشكلة شروخ العظام.
- تلقي صدمة من وقوع شيء على جزء من العظام، مثل وقوع جسم صلب في الصالات الرياضية على الساق.
- تشنجات العضلات الحادة ومشاكل في تكوين العضلات والعظام قد تؤدي إلى حدوث شروخ العظام.
- نقص نسب الكالسيوم والأملاح اللازمة لبناء الجسم يزيد نسب حدوث الإصابات.
- الإصابة بمرض هشاشة العظام، أو العظم الزجاجي، أو وجود أورام في العظام.
- الالتهابات المتكررة في جزء مع الإجهاد الزائد أو التعرض لإصابة في المكان.
- كبار السن وأيضاً الأطفال أكثر عرضة للتعرض إلى الكسور والشروخ في العظام بسبب عدم اكتمال نمو عظامهم أو تآكلها في حالة الكبر.
- الوزن الزائد وتعريض الجسم للإجهاد بشكل مبالغ فيه.
تشخيص الإصابة بشرخ أو كسر في العظام
يلزم لتشخيص الإصابة بكسر أو حالة من شروخ العظام معرفة سبب حدوث الألم فإن كان ناتج عن تصادم أو حادث يتم عمل الفحص للمكان المشكوك في حدوث شرخ به غالباً بعمل أشعة الموجات فوق الصوتية، أو ببعض الحالات يصعب التشخيص باستخدام الموجات الصوتية، لان الشرخ قد يكون في مكان منخفض الكثافة، أو في مكان داخلي يصعب ظهور الشرخ بالموجات الصوتية، وحينها يطلب الطبيب المعالج عمل أشعة مقطعية على المكان المشكوك في إصابته بشرخ.
كما أنه هناك بعض العلامات التي يسأل عنها الطبيب لتساعده من تشخيص الحالة، فعند إصابة العظام بشرخ فإنه ينتج تورم في المنطقة المصابة وآلام وقد تتسبب الإصابة في انتشار الالتهاب والألم لمناطق مجاورة للشرخ، وليس ضروري كما هو شائع عدم القدرة على تحريك الجزء المصاب، فقد تتمكن العضلات وحدها من تحريك الجزء المصاب رغم وجود شروخ العظام أو الكسور، لذلك فإن عمل أشعة دائماً ضروري لتقييم الحالة الكاملة للعظام وما يحيط بها من أوعية دموية وأعصاب.
الإسعافات الأولية لشروخ العظام أو الكسور
هناك بعض الأساسيات التي عليك معرفتها للتعامل مع احتمالية تعرض أحدهم لكسر أو شروخ العظام حتى لا تزيد الحالة تفاقماً، ونذكر تلك الإسعافات الأولية:
لا تقم بتحريك مكان الإصابة أو موضع شروخ العظام التي تشك فيها.
حافظ على تثبيت العظمة نفسها ولا تقم بثنيها حفاظاً على الأوعية الدموية والأعصاب حولها.
إن كان موضع الكسر به حذاء أو ساعة أو أي أكسسوارات، قم بخلعها برفق، وأي شيء يضغط قبل أو بعد مكان الإصابة قم بتحريكه للسماح بتدفق الدماء بشكل أفضل.
لو حدث قطع في الجلد يجب أن تقوم بتطهيره وتغطيته بشاش طبي نظيف برفق.
يتم فوراً الذهاب إلى طبيب مختص لعمل الفحوصات اللازمة دون تأخير.
لا تحاول أن تقوم بعلاج نفسك بنفسك بربط مكان الإصابة أو تثبيتها في شكل معين حتى لا تزيد الوضع سوء، يجب زيارة طبيب.
مدة التئام شروخ العظام
تتوقف مدة علاج شروخ العظام على مكان الشرخ وحالة العظم وسن المريض أيضاً وتكوينه، ومع ذلك فإن أي جسم بعد فترة قصيرة من تعرضه للشرخ أو الكسر، يبدأ في حماية المنطقة المصابة عن طريق تجمعات دموية تحمي مكان الإصابة وخلق نسيج لين حول المكان، ومع الوقت تبدأ تلك الأنسجة المتكونة والدماء حاملاً الغذاء للعظام في مساعدة العظام على الالتئام مرة أخرى، تتراوح مدة شفاء الشروخ من أسبوعين حتى ثلاثة شهور، لكن لرجوع العظمة لنفس حالتها الطبيعية بنسبة مائة في المائة فإن الأمر قد يستغرق من عام إلى ثلاثة أعوام، وفقًا لحالة الجسد وصحته وسن المريض وأيضاً يرجع إلى مكان الشرخ وطريقة علاجه ودرجة الإصابة.
علاج شروخ العظام
يتم تحديد علاج شروخ العظام عن طريق الفحوصات وتحديد حجم التضرر الناتج في العظام والأعصاب والأوعية الدموية، وعليه يتم اختيار إحدى الطرق التالية:
- الجبيرة “الجبس” يمكن في معظم الحالات اللجوء إلى الجبيرة لأنها تضمن عدم قيام المصاب بتحريك الجزء المشروخ، وحمايته تماماً من أي اصطدام أو تعرض لخبطات حتى يتم التئام الشرخ.
- في بعض حالات شروخ العظام لا يمكن عمل الجبيرة، مثل شروخ العظام في القفص الصدري مثلا، يتم الاكتفاء بإعطاء تعليمات للمريض للحفاظ على الجزء المصاب من الصدمات، بالإطفاء لوصف مضادات التهاب ومسكنات آلام، وكمادات باردة مع التزام الراحة.
- الكمادات الباردة فعالة في كافة أنواع الشروخ، بالإضافة لمضادات الالتهاب والتورم لتقليل التهابات العظام ومساعدة العظام على الالتئام.
- تقليل الوزن الذي يتحمله الجزء المصاب قدر الإمكان، والراحة التامة.
- شروخ العظام في منطقة الحوض والفخذين هي حالة شائعة في كبار السن خاصة حال سقوطهم، وللأسف فإن أغلبي الحالات تحتاج لتدخل جراحي لعلاجها.
- بعض أنواع شرو العظم تحتاج لتدخل جراحي وتركيب شرائح ومسامير.
الطب البديل في علاج شروخ العظام
هناك بعض الأطعمة والأعشاب التي تساعد على سرعة التئام شروخ العظام ومداواتها، ونذكر منها الآتي:
- تناول كمية وفيرة من البروتينات موزعة في وجبتك اليومية، لأن البروتينات نصف مكونات العظام.
- مشتقات الألبان من الأغذية المليئة بالكالسيوم والمعادن الهامة في تكوين العظام.
- فيتامين C وفيتامين D من أساسيات تكون الكولاجين المكون لبروتين العظام وأيضاً يعمل على امتصاص الكالسيوم ويتواجدوا في الحمضيات من برتقال وموز وأيضاً في السمك السلمون والسردين.
- الخضراوات الخضراء مصدر أساسي من مصادر المعادن مثل الجرجير والسبانخ والبقدونس والخص والكزبرة.
- المكسرات بأنواعها المختلفة غنية بالفوائد للعظام.
- عشبة الكنبات ونبات القراص وكذلك عشبة السنفيتون يعملوا على ترميم العظام وتسريع التئامها.
- يحتاج المصاب بالكسر أو شروخ العظام إلى إمداد جسمه بطاقة عالية لتسريع عملية الشفاء وتدعيم حركة الدم وذلك عن طريق زيادة السعرات الحرارية في طعامك عن المعتاد.
شروخ العظام والكسور من المشاكل التي يعاني منها كبار السن وكذلك الأطفال بعدد أكبر نتيجة لضعف حالة العظام وعدم تحملهم لأي مجهود زاد أو صدمات وحوادث مباشرة أو غير مباشرة، وبعض الممارسات الخاطئة للرياضة وبدون إشراف قد تؤدي لحدوث مزق أو شرخ في العظام لذلك يجب الالتزام بمتابعة مدرب خاص، إذا نويت القيام بممارسة رياضة بشكل ممنهج أو زائد، الأغذية التي تساعد في علاج العظام ليست فقط حين الإصابة إنما يوصي بالحفاظ على نمط صحي دائماً لحماية الجسم من الإصابات خاصة النساء وبعد فترة حمل ورضاعة، أو الأطفال وكبار السن، فكما نقول دائماً الوقاية خير من العلاج، خاصة الوقاية من شروخ العظام أو الكسور، لما تسببه من ألم وتعيق الحركة وكذلك كما وضحنا تحتاج لمدة طويلة ليعود الجسم لحالته الطبيعية بالكامل.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.
الكاتب: شيماء سامي
أضف تعليق