لا أحد يختلف بالتأكيد على أن سينما التيلجو على الرغم من قلة مواردها والمتحدثين بلغتها داخل الهند إلا أنها تُعتبر من السينمات الشهيرة التي حظيت بانتشار في الهند وقارة أسيا والشرق الأوسط، أيضًا ثمة وجود كثيف لهذه النوعية في الوطن العربي مما يجعلنا نقف ناظرين باندهاش إلى هذه السينما، خصوصًا وأننا نتحدث كما ذكرنا عن نوع لا يحظى بدعم مادي وموارد هائلة مثلما يحدث مثلًا مع سينما بوليوود التي تُعتبر المُسيطرة تمامًا في الهند، عمومًا، السطور القليلة المُقبلة سوف تحمل لك عزيزي القارئ القول الفصل في سينما التيلجو مع تبيان سريع لكيفية التفريق بينها وبين بقية أنواع السينما، ولن ننسى بالتأكيد الوقوف على أشهر الممثلين في هذه الصناعة وكذلك أشهر الأفلام المنتمية إلى سينما التيلجو، تابعوا السطور القادمة بعناية شديدة وكونوا على يقين بأنكم لن تندموا على ذلك.
استكشف هذه المقالة
صناعة السينما في الهند
قبل أن نتحدث عن سينما التيلجو على وجه التحديد دعونا أولًا نمر مرورًا سريعًا خاطفًا على مسألة صناعة السينما داخل الهند، فنحن نتحدث عن صناعة تقترب من القرن تقريبًا، وعلى الرغم من كونها قد بدأت من خلال الأفلام الصامتة والتسجيلية والوثائقية إلا أنها سرعان ما حققت نجاحًا هائلًا وساحقًا، وقد قاد حملة النجاح هذه عائلة كابور الفنية التي قدمت خلال القرن الماضي ما يزيد عن العشرين عامل في صناعة السينما الهندية أغلبهم طبعًا ممثلين، أيضًا وجود قوة تمثيلية وفنية كبيرة مثل أميتاب باتشان وابنه وزوجته، كان عنصرًا رئيسيًا وهامًا في هذه الصناعة، ثم جاء في النهاية الخانات الثلاثة وانعشوا أكثر في الحركة السينمائية، لكن كل هذا الحديث، ومع إنتاج أكثر من ثلاثة آلاف فيلم سنويًا في كامل الهند، نجد أن أغلب المتابعين يتعلقون فقط بالسينما الخاصة بمدينة السينما بوليوود ويغفلون تمامًا سينمات هندية غاية الأهمية منها التيلجو.
سينما التيلجو
أعداد السكان في دولة الهند تتجاوز المليار نسمة، وبكل تأكيد هذه الأعداد لن تتحدث لغة واحدة ولن تعيش حياة واحدة متشابهة في العادات والتقاليد وكل الأمور الحياتية الأخرى، وهذا ما دفع الهند للحديث بأكثر من ألف لغة واتباع أنظمة حكم مختلفة، وبالتالي نجد أنفسنا أمام عدة شعوب داخل الدولة الواحدة، وكل شعب بالطبع سيُريد السينما التي تُمثله بصورة أكثر تفصيلًا، ولهذا جاءت سينما التيلجو لتُمثل شعب الجنوب، وهي تتحدث لغة تُسمى التيلجو أيضًا ولها ممثلين وممثلات خاصين، كذلك هناك سينمات خاصة وصحف خاصة، ببساطة، نحن نتحدث عن عالم سينمائي آخر موازي داخل الهند يُعرف باسم عالم التيلجو، وهذا العالم السينمائي يختلف كل الاختلاف عن بقية العوالم السينما الهندية مثل عالم بوليوود وعالم الشمال، أما المشاهد العادي الحديث الذي لا يعرف ذلك فبالتأكيد ثمة مجموعة سمات وخصائص يجب معرفتها عن التيلجو.
سمات وخصائص سينما التيلجو
قلنا من قبل أن السينما الهندية على الرغم من اختلافها وتعدد إلا أنها تمنح مجموعة من السمات والخصائص المميزة لكل نوع من السينمات على حِده، وبما أننا نتحدث عن سينما التيلجو تحديدًا فبكل تأكيد ستكون هناك رغبة وحاجة في التعرف على أبرز السمات والخصائص المتعلقة بها والتي تفرقها عن بقية السينمات الهندية، وأهم هذه الفوارق اللغة.
لغة أفلام التيلجو
الأمر البديهي الأول الذي يُمكنك من خلاله عزيزي المشاهد التعرف على نوعية الفيلم الذي تشاهده وهل هو تابع لأفلام التيلجو أم لا هو كون اللغة التي يتحدث بها الممثلين لغة التيلجو أساسًا، وهي ببساطة لغة مختلفة كل الاختلاف عن لغة الهند الرئيسية أو اللغة التي تُستخدم في أفلام بوليوود، وهو أمر يُمكن التعرف عليه بسهولة شديدة لكل متابعي الأفلام الهندية ولو بدرجة متابعة لطيفة، أما أولئك الذين يودون التأكد فيُمكنهم فعل ذلك من خلال شكل التتر واللغة التي يُكتب بها، كما أن بوستر الفيلم سوف يحتوي على شيء بلغة التيلجو، المهم في النهاية أن اللغة عنصر رئيسي ها ومُحدد.
نوعية الأفلام الخاصة
على الرغم من أن السينما في العالم من المفترض أن تكون واحدة وغير مرتبطة بشعب أو ثقافة معينة إلا أن مُتابعي الأفلام الهندية يكفيهم رؤية مشهد واحد فقط حتى يدركوا على الفور إن كان هذا الفيلم ينتمي إلى سينما التيلجو أم لا، والسر في ذلك النوعية التي ينتمي إليها الفيلم أساسًا، فهو دائمًا ما يحتوي على مشاهد حركة كثيرة ومُبالغات وجمل حوارية قوية أشبه بالخطبة، وقد يقول البعض إن هذا الأمر شبه بديهي في كل أفلام الهند إلا أن التيلجو تزيد من الجرعة كثيرًا للدرجة التي تجعلك تظن أن كل الأفلام تكتب من مؤلف واحد فقط، شاهدها وستدرك ذلك الأمر بنفسك.
عدد كبير من الأفلام
من مميزات سينما التيلجو، وخصوصًا في السنوات الأخيرة، أنها باتت تمتلك عدد كبير من النجوم وتنتج عدد كبير جدًا من الأفلام، فإذا سمعت عن ممثل هندي يُخرج في السنة الواحدة ثلاثة أفلام أو أكثر فكن على يقين أن ذلك الممثل يتبع سينما التيلجو بشكل رئيسي، وبصورة أدق، يُعد كل شهر في السنة موسم سينمائي بالنسبة لشعب التيلجو، ففي بداية الشهر يُمكن لأي مواطن الذهاب إلى السينمات ليجد فيلم جديد بانتظاره هناك، وهذه بكل تأكيد واحدة من الفوارق الرئيسية.
وجود ممثلين محددين لها
كحال أي سينما في العالم نجد أنه ثمة ممثلين رئيسيين ما إن يظهروا على الشاشات حتى يكون بمقدورك القول بتابعية هذا الفيلم المعروض لسينما التاميل أو التيلجو أو بوليوود، فمثلًا شاروخان يكفي ظهوره لنعرف أننا نتحدث عن فيلم هندي تابع لسينما بوليوود، بينما جوزيف فيجاي يكفي ظهوره لنعرف أننا نتحدث عن سينما التاميل، بينما رام شاران مثلًا أو ألو أرجون أو أي ممثل آخر منتمي لشعب التيلجو يكفي جدًا ظهوره لنعرف أننا نتحدث عن فيلم من سينما التيلجو، وهذا ما يُثبت بالطبع أهمية الممثل وتحديده الشديد لنوعية العمل وكونه فارقًا أم لا.
طريقة تقديم البطل
من الأشياء التي تُعتبر مميزة جدًا لسينما هندية مثل سينما التيلجو وتجعلنا فعلًا نعرف أن الفيلم تابعًا لها منذ اللحظة الأولى تلك الطريقة التي يتم من خلالها تقديم البطل، فالبطل في هذه السينما يدخل دخولًا غير عادي بالمرة يجعلك تتأهب لما سيقوم به داخل الفيلم، أيضًا الطريقة التي يُكتب بها اسمه على التتر والكنية أو اللقب الذي يحصل عليه، كل هذا بالطبع يجعلنا أمام حديث عن شيء مُختلف تمامًا وفارق جدًا في تحديد السينما الخاصة بالفيلم.
ممثلين التيلجو
لا شك عزيزي القارئ أنك بعد أن قرأت كل ما سبق ذكره فسوف يكون لديك شوق كبير للتعرف على أهم أبطال هذه السينما أو الممثلين الذين يُعتبرون علامة فارقة بها أو ماركة مسجلة، ومن أشهر هؤلاء النجوم بالطبع الممثل الشاب رام شاران.
رام شاران
لا يوجد مواطن يعيش الآن في منطقة التيلجو ولم يشاهد فيلم من أفلام رام شاران على الرغم من سنه الصغير وعلى الرغم من أن وجوده في الصناعة لم يتجاوز حتى الآن العشرة أعوام، لكن المخزون الذي أخرجه خلال هذه الفترة كان كفيلًا بحصوله على قدر كبير من الشهرة جعل أفلامه تُشاهد في كامل الهند والوطن العربي، أجل كما سمعتم تمامًا، حسب الإحصائيات الأخيرة ثمة خمسة ملايين عربي يعرفون رام شاران وشاهدوا أفلامه من قبل، والتي أهمها فيلم “نايك 2014” وفيلم “يفادو 2014” وفيلم “رنجيستلام 2018” وبالمناسبة، شاران من عائلة فنية، إذ أن والده وابن عمه نجوم تيلجو أيضًا.
ألو أرجون
أيضًا من النجوم اللامعين البارزين في سينما التيلجو النجم الذي بالكاد يتجاوز الخامسة والثلاثين من عمره ألو أرجون، وهو ابن عام رام شاران الذين تحدثنا عنه قبل قليل ويتشابه معه كذلك في كونه نجم شعبي لدى سكان الجنوب وتُحقق أفلامه بمجرد طرحها إيرادات عالية، وهو ما انعكس طبعًا على ما يتقاضاه أرجون في الفيلم الوحد، وهو مبلغ عشرة كرور، وهو مبلغ مرتفع جدًا بالتأكيد بالنسبة لنجوم هذه السينما، أما فيما يتعلق بأهم أفلام هذا النجم فهو فيلم “اسمي ساتيا..أحب الهند 2018″، حيث حقق نجاحًا ساحقًا جماهيريًا ونقديًا.
باوان كليان
ننتقل الآن إلى نجم ستيني يُعد كذلك من نجوم سينما التيلجو من خلال تواجده في الصناعة لوقت يزيد عن الثلاثين عام، وخلال هذه الفترة قام باوان كليان ببطولة ما يقترب من السبعين فيلم، صحيح أنها ليست كلها أفلام مشهورة لكنه يبقى نجم شعبي من الطراز الفريد، إذ أن شعب التيلجو يُقدرون هذا الرجل كثيرًا ويحترمونه بطريقة مُبهرة للدرجة التي تجعل صوره موجودة في كل بيوتهم، وللغرابة يرتبط باوان كليان بعلاقة قرابة مع رام شاران وألو أرجون اللذان تم ذكرهما قبل قليل، أما فيما يتعلق بقيمة هذا النجم فهو يحصل على 12 كرور في كل فيلم يقوم ببطولته، بينما الإيرادات الخاصة بأفلامه تصل 100 كرور، وفي أحيان كثيرة قد تبلغ 200 كرور، ومن أشهر أفلامه جبار سينغ.
براداس
ما دمنا نذكر أشهر الممثلين في سينما التيلجو فبالتأكيد نحن غير قادرين على إغفال نجم شعبي شهير مثل براداس، وقد أصبح هذا الشاب نجمًا شعبيًا قبل حتى أن يتجاوز الثلاثين من عمره من خلال مجموعة من الأفلام الناجحة والمميزة، هذا على الرغم من أن البداية الخاصة به كانت هادئة نسبيًا، لكن الانطلاقة الحقيقية جاءت من خلال فيلم باهوبالي الملحمي، إذ أن ذلك الفيلم يعتبره الكثيرون من أفضل الأفلام في تاريخ السينما الهندية، وقد صدر الفيلم في عام 2015 ثم تبعه جزء ثانٍ منه في عام 2017، وكلا الفيلمين حققا نجاحًا ساحقًا وتجاوز المليار كرور.
ماهيش بابو
كذلك من نجوم سينما التيلجو الذين حققوا نجاحًا كبيرًا وأصبحوا علامات في السينما الهندية بشكل عام النجم ماهيش بابو الذي يقترب من السابعة والثلاثين من عمره ويتمتع بخبرة كبيرة للغاية في هذا العالم السينمائي تصل إلى عشرين عام، وخلال هذه السنوات الطويلة أفرز ماهيش عدد أفلام يتجاوز الأربعين فيلم، كما أنه أيضًا قد حصل على الكثير من الجوائز والآراء النقدية الإيجابية على كافة أفلامه، وفوق كل ذلك جاء النجاح الجماهيري في أبهى صورة ممكنة له، حيث أن أفلام ماهيش بابو من الأفلام التي يُقدم عليها المشاهد أكثر من أفلام أخرى، بينما ما يحصل عليه على الفيلم الواحد 10 كرور.
أهم أفلام سينما التيلجو
بعد أن ذكرنا أهم الفوارق بين سينما التيلجو وغيرها من السينمات الهندية، وبعد أن مررنا طبعًا على أشهر الممثلين هناك فلابد أن الوقت قد حان لذكر أشهر الأفلام التي تم إنتاجها تحت مظلة سينما التيلجو المميزة، وعلى رأسها بالتأكيد باهوبالي.
باهوبالي 2015 – 2017
في الواقع لا يُمكن الحديث عن فيلم باهوبالي “قوي الساعد” دون أن ننظر إليه بنظر انبهار وإعجاب لكونه الفيلم الأعرق والأفضل على الإطلاق في تاريخ سينما التيلجو، بل هناك من يعتبره الأفضل بين كل الأفلام الهندية بشكل عام، وهو فيلم صدر منه الجزء الأول عام 2015 ثم صدر الجزء الثاني منه في عام 2017، وكلا الجزأين قام ببطولتهما النجم الشاب براداس، ولمن لا يعرف فإن الفيلم يتحدث عن شخصية أسطورية هندية تُعرف باسم باهوبالي وتتعرض للخداع من شقيقها، ثم يعرض الفيلم لاحقًا الطريق التي سيستعيد فيها ابن باهوبالي حق أبيه، الفيلم ملحمي من الناحية الحربية والتجسيدية، ويُقال إنه الفيلم الأكبر على الإطلاق من حيث الإيرادات بما يتجاوز المليار كرور، أو المليار ونصف حسب بعض الإحصائيات.
يفادو 2014
شهد عام 2014 واحدة من أجمل أفلام سينما التيلجو للنجم المتألق رام شارن، هذا الفيلم ملحمي بكل ما تعنيه الكلمة من معانٍ، فهو يبدأ بجريمة قتل ثم بعد ذلك نرى شاب يتعرض لحادث ويحتاج لوجه جديد ليعود من أجل الانتقام ممن قتلوا حبيبته، أيضًا في نفس الوقت ذلك الوجه الجديد الذي حصل عليه يخص شخص آخر يُعاني من عدة صراعات ومشاكل، ببساطة، له ماضي، وعلى بطلنا أن يواجه ماضي هذا الشخص بالإضافة إلى ماضيه القديم أيضًا، إنه في الحقيقة فيلم ممتع للغاية ولا تُفوت مشاهدته لكل عشاق السينما الهندية والتيلجو على وجه التحديد.
اسمي سوريا.. أحب الهند 2018
عام 2018 كان شاهدًا على توهج النجم ألو أرجون من خلال فيلم اسمي سوريا، والذي على الرغم من توقيت الصدور القريب إلا أن البعض يعتبره من أهم وأفضل أفلام سينما التيلجو، فالفيلم يتحدث ببساطة عن الجندي سوريا، والذي يُعاني من مشكلة عدم التحكم في غضبه، وهو ما يجعله يقع في العديد من المشاكل ويطرده من الجيش، لكن في مرحلة من المراحل يكون عليه السيطرة على غضبه من أجل العودة إلى عمله من جديد، فهل سينجح على الرغم من كل ما يحدث حوله؟ هذا ما يعرضه الفيلم الآن في إطار من الحركة والتشويق والأداء التمثيلي الرائع للأبطال.
جبار سينج 2012
النجم باوان كليان له كذلك حضور قوي ضمن أهم الأفلام التي أُنتجت في سينما التيلجو، وذلك من خلال فيلم جبار سينج الذي صدر في عام 2012 وكان من نوعية الحركة، حيث يقص الفيلم قصة الضابط جبار سينج الذي يتعرض لبعض المشاكل في عمله بسبب عصابة العالم السفلي، وهو ما يجعله مضطرًا لخوض حربة شرسة تُظهر شجاعته وقوته، وقد كان الفيلم مُحطمًا لكل التوقعات بإيرادات تاريخية في سينما التيلجو تجاوزت 200 كرور، أيضًا تم إنتاج جزء ثانٍ له استغلالًا لحالة النجاح التي خلّفه، لكن في الحقيقة لم يكن الجزء الثاني بنفس درجة القوة، لكن يبقى الفيلم في النهاية واحدة من الأفلام التي تفتخر بها سينما التيلجو، وما يُبرهن على ذلك أن النجم سلمان خان قد أخذ الخط الرئيسي للفيلم وقام بإعادة تجسيده في فيلم آخر مشهور باسم دابنج أو قبضة.
أضف تعليق