سرطان بطانة الرحم يشخص عند إصابة الخلايا المبطنة لجدار الرحم بورم خبيث، وهو يصيب النساء غالبا في مرحلة انقطاع الطمث أي ما بين 50 و64 عام وبنسبة أقل في الأعمار الأقل من 40 عاما، مما يسهل اكتشاف المرض حيث تصاب المرأة بنزيف أثناء الدورة الشهرية أو بعدها وهو ما يساعد في الشفاء بنسب كبيرة بين النساء المصابات، ويعد التدخل الجراحي لإزالة خلايا السرطان هو الحل الأمثل، أما استئصال الرحم فيعد الحل الآخر عند انتشار السرطان لميع خلايا الرحم وعضلاته.
استكشف هذه المقالة
أعراض سرطان الرحم
- طول فترة الطمث، أو نزف غير طبيعي بين الدورتين، أو بعد العلاقة الزوجية، أو بعد انقطاع الطمث وبلوغ المرأة سن اليأس.
- الشعور بألم في منطقة الحوض أو البطن، قد يكون هذا الألم مستمرا أو متقطعا من آن لآخر.
- الإحساس بألم أثناء العلاقة الزوجية مما يدفع الطبيب لإجراء اختبار لعنق الرحم من خلال أخذ عينة من خلايا بطانة الرحم.
- نزول إفرازات غير طبيعية دموية، وتوصف بأنها ذات لون وردي ولا تحدث باستمرار بل من آن لآخر.
- خسارة الوزن الملحوظة.
الأسباب
قد تحدث الإصابة بسرطان بطانة الرحم دون سبب محدد مما يدفع الأطباء لتفسير الإصابة بحدوث طفرة جينية تحول نمو الخلايا الطبيعية لخلايا غير طبيعية تنمو بشكل عشوائي وتتضاعف بطريقة غير مسيطرة، أي أن هذه الخلايا تنمو وتتراكم ولا تموت في وقت محدد مما يجعلها تتراكم لتشكل ورم قد يصيب خلايا معينة وقد ينتشر ليصيب خلايا أخرى في الرحم.
سبب آخر رئيسي للإصابة بسرطان بطانة الرحم وهو إصابة المرأة بفيروس الورم الحليمي والذي قد يؤدي أيضا للإصابة بسرطان عنق الرحم تحديدا، ويتواجد فيروس الورم الحليمي بعدة أشكال لا تسبب جميعها سرطان بطانة الرحم، أي أن بعضها قد يؤدي للإصابة بالثآليل التناسلية التي لا تصاحبها أعراض أخرى، ولكنها تنتقل من شخص لآخر عند ممارسة العلاقة الجنسية مع شخص حامل للفيروس.
قد يظل فيروس الورم الحليمي كامنا لعدة سنوات لدى كثير من النساء دون ظهور أعراض أو اكتشافه وهو ما يؤدي للإصابة بسرطان بطانة الرحم، وهو ما يؤكد على نصيحة الأطباء بإجراء الفحص الدوري للرحم، إذ أن الفحص بالأشعة يسهل الكشف عن أي تغيرات في خلايا عنق الرحم في بداياتها وقبل أن تتحول لخلايا سرطانية.
الخلل الهرموني: سبب قد يؤدي للإصابة بأي نوع من أنواع سرطان الرحم أي أنه لا يقتصر فقط على الإصابة بالسرطان، ويفسر ذلك بأن إفراز هرمون الأستروجين المفرط مقارنة بإفراز هرمون البروجسترون في الجسم يؤدي لحدوث سمك في بطانة الرحم، ومع استمرار ذلك تتراكم بطانة الرحم وتبدأ بالنمو بشكل غير طبيعي.
أسباب الخلل الهرموني
العلاج الهرموني بالأستروجين
والذي يعرف بالعلاج التعويضي بنقص هرمون الأستروجين بعد انقطاع الطمث، والذي كان منتشرا منذ سنوات قليلة ولكن ظهرت آراء طبية كثيرة رافضة له بعد انتشار الإصابة بالسرطان، أما في حال اللجوء لهذا النمط العلاجي فلابد من استعمال هرموني الأستروجين مع هرمون البروجسترون.
عدم انتظام الدورة الشهرية
حيث أن هذا يشير إلى زيادة إفراز هرمون الأستروجين مقارنة بهرمون الأستروجين، مما يجعل المرأة أكثر عرضة للإصابة بسرطان بطانة الرحم.
السمنة المفرطة
حيث أن الخلايا الدهنية في الجسم تقوم بإفراز هرمون الأستروجين في الجسم بالإضافة لإفرازه في المبيضين، وفي حالات السمنة المفرطة يزيد عدد الخلايا الدهنية في الجسم وبالتالي يزيد إفراز الأستروجين في الجسم مما يزيد فرص إصابة هؤلاء النساء بسرطان بطانة الرحم.
أسباب أخرى
هناك أسباب أخرى غير زيادة إفراز هرمون الأستروجين تزيد فرص حدوث سرطان بطانة الرحم مثل الإصابة بسرطان الثدي، أو سرطان الأمعاء، أو المبيض، والعلاج بدواء تاموكسيفين.
طرق تشخيص سرطان بطانة الرحم
فحص الحوض
وهو فحص يدوي تزامنا مع ضغط الطبيب على البطن ليتحسس الرحم والمبيض، ومن ثم استعمال المنظار المهبلي للكشف على المهبل وعنق الرحم واكتشاف أي تشوهات أو تغيرات غير طبيعية.
الفحص المهبلي
وهو الإجراء الأولي للطبيب لملاحظة حدوث أي تغيير في شكل الرحم، أو تكون أي كتل في عنق الرحم.
التصوير فوق الصوتي
يتمكن الطبيب من خلاله قياس سمك بطانة الرحم وتحديد أي تغيير غير طبيعي في الرحم.
الخزعة
أي الحصول على عينة من أنسجة خلايا بطانة الرحم عند الشك في إصابتها بالسرطان، وذلك بإرسالها للمعمل وتحليلها.
إجراء عملية كحت لبطانة الرحم
قد يلجأ الطبيب لإجراء عملية تمدد وكحت لكشط أنسجة بطانة الرحم ومن ثم فحصها مجهريا لاكتشاف وجود خلايا سرطانية، والذي بدوره يتم تحويل المريضة لطبيب أورام عند التأكد من وجود سرطان بطانة الرحم.
طرق علاج سرطان بطانة الرحم
بعد التأكد من الإصابة بسرطان بطانة الرحم يقوم الطبيب بإجراء فحوصات أخرى للتعرف على نوع الورم ومدى انتشاره في الرحم أو إصابة المرأة بأنواع أخرى من السرطان في أعضاء أخرى في الجسم، ومن ثم يكون العلاج الأمثل استئصال الرحم جراحيا، ويتم خلالها استئصال الرحم والمبيضين، والأنابيب الرحمية، والغدد الليمفاوية الموجودة في المنطقة المصابة بالسرطان.
بالرغم من العواقب المتعددة لاستئصال الرحم إلا أنها العلاج الوحيد لحالات كثيرة لسرطان بطانة الرحم، بالإضافة لأهمية التأكد من إصابة الغدد الليمفاوية أم لا بالمناطق المحيطة، والذي يستوجب اتباع العملية الجراحية بالعلاج الإشعاعي، والعلاج الهرموني أو الكيميائي، والتي تعتمد على الهرمونات الموجهة أو هرمون البروجسترون بجرعات كبيرة.
ويذكر أن الاكتشاف المبكر يتيح فرصة العلاج الهرموني ونجاحه بنسب كبيرة قد تصل ل95% بين النساء الشابات، إلا أن العلاج الجراحي باستئصال الرحم يعد الحل الأمثل لكثير من الأطباء خوفا من انتشار الخلايا السرطانية في أماكن أخرى بالجسم.
عوامل الخطورة
حدوث خلل في الهرمونات الأنثوية بجسم المرأة
وهنا نتحدث عن هرموني الأستروجين والبروجيستيرون، حيث أن الخلل في مستوياتهما يسبب تغيرات في سمك بطانة الرحم.
الإصابة بمرض يؤدي لزيادة هرمون الأستروجين
مما يزيد من خطر الإصابة بسرطانات الرحم، وتلك الأمراض مثل عدم انتظام التبويض لأسباب عديدة مثل تكيس المبايض أو السمنة أو مرض السكري، أو تناول هرمونات تعويضية بعد انقطاع الطمث، بالإضافة للإصابة بنوع نادر من أورام المبايض يؤدي لزيادة إفراز هرمون الأستروجين.
طول سنوات الطمث
إذ أن كثير من النساء تصل لسن البلوغ في سن مبكرا قبل الثانية عشر، أو الوصول لسن اليأس وانقطاع الطمث متأخرا، وبالتالي زيادة عدد الدورات الشهرية وزيادة إفراز هرمون الأستروجين مما يؤدي لزيادة خط التعرض لسرطان بطانة الرحم.
عدم الإنجاب
تعد النساء اللواتي لم تنجب أكثر عرضة للإصابة بسرطان بطانة الرحم مقارن بالآتي رزقن بطفل واحد على الأقل.
تقدم المرأة بالسن
كلما تقدمت المرأة بالسن كلما أصبحت أكثر عرضة للإصابة بسرطان بطانة الرحم.
السمنة
تزيد السمنة فرص الإصابة بسرطان الرحم حيث أن الدهون الزائدة في الجسم تؤدي لخلل في الهرمونات الأنثوية كما سبق وذكرنا.
العلاج الهرموني لمريضات سرطان الثدي
حيث أن تناول المرأة لعقار تاموكسيفين لعلاج سرطان الثدي يزيد من خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم.
الإصابة بمتلازمة سرطان القولون الوراثي
وهو نوع من أنواع السرطان المرتبطة بالطفرات الجينية التي حدثت في جيل من الأجيال ومن ثم انتقلت من الوالدين للأطفال، وهي متلازمة تزيد من خطر الإصابة بالسرطان وغيره من أنواع السرطان.
الوقاية من سرطان بطانة الرحم
من المعروف أنه ليس من طريقة تمنع أو تقي من الإصابة بمرض السرطان عامة أو الإصابة بسرطان بطانة الرحم تحديدا، إلا أن هناك بعض الأساليب المتبعة قد تقلل فرص الإصابة بالمرض وهي:
- استعمال حبوب منع الحمل.
- الاعتماد على دمج هرموني الأستروجين والبروجيستيرون معا إذا تم استخدامهم كعلاج هرموني تعويضي بعد انقطاع الطمث.
- الحفاظ على الوزن الطبيعي للجسم وتفادي الإصابة بالسمنة بممارسة الرياضة باستمرار بمعدل مرة على الأقل أسبوعيا.
- الكشف الدوري على الرحم وخاصة بعد انقطاع الطمث والوصول لسن اليأس، حيث أن ذلك يتيح الفرصة لاكتشاف السرطان في بداياته ومن ثم سهولة ونجاح العلاج.
- علاج أي التهابات تصيب عنق الرحم وعدم إهمالها مما قد يؤدي لتفاقم الوضع والإصابة بأمراض أكثر خطورة.
خاتمة
وأخيرا سرطان بطانة الرحم مثله مثل جميع أنواع السرطان يمكن علاجه كيميائيا أو جراحيا وبنجاح ولكن ذلك يعتمد على الاكتشاف المبكر للمرض، والتي تعتمد على الأسلوب المتطور في الوقاية والذي يتطلب الكشف الدوري للمرأة على الرحم والثدي، وخاصة عند انقطاع الطمث والوصول لسن اليأس حيث أنه السن الأكثر عرضة للإصابة بهذا النوع من السرطان، بالإضافة للتوعية الصحية للمرأة بملاحظة أي تغييرات قد تصاب بها أو نزول أي إفرازات غير طبيعية غير مرتبطة بوقت الطمث، مع الاهتمام بالوزن وعدم التعرض للسمنة وممارسة الرياضة بانتظام.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.
أضف تعليق