تسعة
الرئيسية » سفر » كيف تقضي أفضل وقت خلال زيارة القاهرة خلال هذا الشتاء؟

كيف تقضي أفضل وقت خلال زيارة القاهرة خلال هذا الشتاء؟

للقاهرة سحرها الخاص و زيارة القاهرة في الشتاء من الأشياء التي تزيد القاهرة سحرا، حيث تتجلى القاهرة بهية باهرة في الشتاء دون الصيف، والأسباب التي تجعل القاهرة أفضل في الشتاء من الصيف هو موضوعنا في المقال التالي الذي نشرح لكم فيه أهم المزارات السياحية في القاهرة في الشتاء.

زيارة القاهرة

زيارة القاهرة في الشتاء من الأشياء الهامة التي يجب عليك فعلها خصوصًا في شهر ديسمبر إن كنت من سكان أقاليم مصر أو كنت من إحدى الدول العربية الشقيقة فإن زيارة مصر والقاهرة تحديدا تكون من أفضل التجارب التي يمكن أن تحظى بها وذلك لما يتميز به جو القاهرة من اعتدال في فصل الشتاء على عكس الصيف وهذا ما سنتحدث عنه في السطور التالية عن مميزات زيارة القاهرة في الشتاء حيث ربما ستعزم على زيارة القاهرة في الشتاء القادم بمجرد قراءتك السطور التالية.

زيارة القاهرة في الشتاء

تظل القاهرة عاصمة مصر تحتفظ بالكثير من السحر والألق، كل من ذهب إلى مصر سيؤكد لك أن القاهرة مدينة غير مبهرة من حيث العصرية والتقدم والحضارية لكنها كذلك من حيث الروح، هناك روح في القاهرة تجعلك تشعر بالانتماء إليها على الدوام، ولكن نفضل دائما زيارة القاهرة في الشتاء أو حتى في فصل الخريف لأنها تكون أفضل بكثير من الصيف، الصيف تكون درجة الحرارة مرتفعة والرطوبة شديدة أي أنك لا تستطيع الجلوس في أي مكان غير مكيف الهواء لذلك تجنب زيارة القاهرة في شهر يوليو وأغسطس قدر الإمكان لأنهما يكونا الفترة الأكثر حرارة في العام ولا تطاق القاهرة في هذا الوقت، لكن في الشتاء يكون الجو شديد الاعتدال بالتالي تكون زيارة القاهرة من أفضل ما يكون وتكون الأجواء جميعها رائعة ويحلو السهر ليلا ويطيب التنزه نهارا، لذلك لا تتردد عن زيارة القاهرة في الشتاء إن واتتك الفرصة.

زيارة القاهرة الفاطمية

تنسب القاهرة عادة إلى المعز لدين الله الفاطمي فيقال قاهرة المعز وتسمى أيضا ببنت المعز، ذلك أن المعز لدين الله الفاطمي انتزعها من الدولة العباسية وأقام بها دولة الخلافة الفاطمية وتولى جوهر الصقلي بناء وتشييد القاهرة لتكون عاصمة الفاطميين الجديدة والآثار الفاطمية لا زالت قائمة حتى الآن لتثبت أن القاهرة مكان جدير بالزيارة وتتمركز القاهرة الفاطمية في منطقة مصر القديمة، في الحسين والسيدة زينب والقلعة وباب الشعرية والدراسة والجمالية ويطلق مصطلح القاهرة الفاطمية على العمارة التي شيدها المماليك والأيوبيين ومن بعدهم محمد علي مؤسس مصر الحديثة.

روعة العمارة الفاطمية

للعمارة الفاطمية سحرها وتفردها الخاص حيث تتنوع ما بين قلاع وحصون ومساجد وقصور ولها طرازها الخاص الذي يجمع ما بين عدة طرز وتعتبر من معجزات العمارة الإسلامية على مر العصور وتميزت باستخدام الحجارة الكبيرة وضخامة المباني وقوتها وتزيينها بشكل خاص لم تنجح الأزمنة في انتزاعه، وبمجرد دخولك إلى أي حصن فاطمي ستلمس التاريخ وتراه رئي العين وتستشعر العظمة في كل ركان وفي كل نقش من نقوش العمارة العظيمة، المآذن والقباب والصروح الرائعة التي شيدها الفاطميون، لذلك ستكون زيارة القاهرة الفاطمية رحلة عبر الأزمنة ستثريك وجدانيا وحسيا.

أهم معالم القاهرة الفاطمية

الجامع الأزهر أول ما تم تشييده في القاهرة الفاطمية، إلى جانب مسجد الحاكم بأمر الله وأبواب القاهرة العظيمة مثل باب زويلة وباب الفتوح وباب النصر ومسجد الأقمر ومسجد الحسين وقصر الأمير بشتاك إلى جانب قلعة صلاح الدين الأيوبي ومسجد محمد علي والقلعة ومسجد الصالح ومعظم هذه الآثار موجودة في شارع المعز لدين الله الفاطمي الذي يعتبر متحفا مفتوحا ترعاه وزارة الآثار المصرية ومرورك في هذا الشارع كأنك انتقلت بالزمن إلى القاهرة الفاطمية وهناك محطة مترو هي محطة “باب الشعرية” تم إنشاءها في الخط الأخير بمجرد نزولك منها ستكون على بعد خطوات من هذا الشارع.

ما الذي يمكنك فعله في القاهرة؟

زيارة القاهرة في الشتاء ليس لجوها المعتدل فحسب بل أيضًا بسبب تواجد الأجانب بكثرة أي يمكنك التواصل مع جنسيات أخرى من كل مكان في العالم وهم متواجدين بكثرة في منطقة وسط القاهرة وما حولها خصوصًا أن هذه القاهرة تم تشييدها على الطراز الفرنسي والأوربي من قبل الخديوي إسماعيل حفيد محمد علي بالتالي يجدون فيها الألفة والانتماء إلى حد كبير وغير هذا هناك الكثير من الأشياء التي يمكنك فعلها في القاهرة إلى جانب زيارة المعالم الأثرية مثل أكل الأكلات الشعبية الشهيرة مثل الفول والكشري ولحمة الرأس وفتة الكوارع.

الجلوس على مقاهي المثقفين في وسط القاهرة

عدة مزايا أيضًا توفرها زيارة القاهرة وهناك ميزة أخرى حيث تعرف هذه المدينة بتراثها الفني والثقافي الكبير ولذلك لا تتردد في الجلوس على مقاهي المثقفين الرخيصة في وسط القاهرة وهناك مقاهي تمتد إلى أكثر من مائة عام لا زالت تقدم خدماتها بأرخص الأسعار للجالسين عليها، ولا عجب أن تجلس هناك فتجد شابا يعزف على عوده وفتاة حسناء تغني أغنية لأم كلثوم، أو شاعر يلقي قصيدته على مسامع أصدقائه، أو مجموعة من شبان وفتيات العمل الحقوقي أو الصحفي يتحدثون في الشئون السياسية والثقافية ويرتفع صوتهم بالنقاش الحاد أو مثقف عجوز جلس في ركنه وحيدا يدخن المعسل.

المدينة الساهرة

كنت أصطحب صديقة عراقية في إحدى جولات القاهرة وقد انبهرت بالليل في القاهرة حيث لا ينام الناس تقريبا فيها حتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالي لذلك يظل المترو سائرا تحت هذه المدينة حتى الواحدة من بعد منتصف الليل وقالت لي أن الأمسيات العادية في القاهرة تذكرها بليلة العيد في بغداد وعلى الرغم من هذا الزحام المزعج لسكان القاهرة إلا أنه يلقي الألفة والأنس في قلوب الزائرين، لذلك زيارة القاهرة ليس لها أوقات معينة، يمكنك أن تتجول في أي وقت بأمان ودون خوف.

نوادي الموسيقى والفنون

هناك أماكن متخصصة في عزف نوع مخصص من المزيكا فلا ننسى “كايرو جاز كلوب” الذي يتخصص فقط في موسيقى الجاز وهو مكان رائع لا يمكنك زيارة القاهرة دون قضاء سهرة فيه فضلا عن المراقص التي يمكنك الرقص على موسيقاها الصاخبة إلى جانب السينمات وهناك أيضًا مراكز ثقافية تقوم بعرض الأفلام مجانا أو بشكل رمزي وهي تتركز أيضًا في منطقة وسط القاهرة وهناك أماكن أخرى للسهر تستطيع أن تفعل فيها ما يحلو لك وهناك عدة مواقع تمدك بدليلك الشامل لزيارة القاهرة والتي ترضي وتناسب جميع الأذواق والتوجهات.

نزهة نيلية

من مزايا زيارة القاهرة أيضًا هي ركوب مركب نيلي وأخذ نزهة في النيل وهي مناسبة جدا في النهارات الشتوية بسبب اعتدال الجو ويمكنك السهر على كورنيش النيل وتناول حمص الشام اللذيذ والذرة المشوية وشرب الشاي الرائع على صوت أم كلثوم حيث تصدح الست عادة في أمسيات القاهرة بشكل رائع وتصبح خلفية موسيقية رائعة في مثل هذه الأجواء العظيمة، تستطيع استئجار مركبة نيلية في رحلة خاصة لك أو لأسرتك أو الاستمتاع بنزهة وهي تكون أرخص بكثير حيث لا تتعدى جنيهات قليلة مع سائحين آخرين، وتتمركز هذه المراكب حول كوبري قصر النيل بأسوده الشهيرة حيث يربط بين ميدان التحرير الميدان الأهم في القاهرة وبين ميدان الأوبرا حيث دار الأوبرا المصرية، والنيل عادة من الأنهار التي ترتبط بها وتشعر أنك تنتمي إليه لذلك توجد أسطورة مصرية تقول أن من يشرب من مياه النيل لابد وأنه سيعود مرة أخرى إليه، والمصريون عادة يقدسون نهر النيل وهي صفة متوارثة من المصريين القدماء الذين كانوا يعتبرونه إلها ويسمونه حابي.

معالم القاهرة

الهرم الأكبر

العجيبة الكبرى من عجائب الدنيا السبع والصرح الهائل الذي شيده المصريون القدماء بطريقة عصية حتى الآن على التفسير إلى جانب عدة أهرامات أخرى إلا أن هرم خوفو هو الذي لا زال يلقى الانبهار حتى الآن بعد آلاف السنين من تشييده وبالقرب منه مبنى أبو الهول العظيم.

المتحف المصري

يوجد بميدان عبد المنعم رياض على بعد أمتار من ميدان التحرير، وهو مفتوح على الدوام ويعتبر من أكبر المتاحف في العالم وتوجد به العديد من القطع الأثرية الفرعونية النادرة بالإضافة للتماثيل الضخمة والمومياوات، حيث ستشعر بعظمة البشرية بينما تتجول في أرجائه.

مجمع الأديان

يعتبر من أهم المعالم في العالم بأجمعه لأنه الوحيد الذي يحتوي على آثار باقية من الديانات السماوية الثلاثة إلى جانب حصن بابليون وبقايا العصر الروماني أي أنه أيقونة مركزة لعدة حضارات ومعتقدات، فإلى جانب الكنيسة المعلقة على بعد خطوات يوجد مسجد عمرو بن العاص بالإضافة للمتحف القبطي وكنيسة مارجرجس وبالقرب من كل هذا يوجد المعبد اليهودي ويمكنك الوصول إلى كل هذا عن طريق ركوب المترو والنزول في محطة مارجرجس.

خان الخليلي

بالطبع لا يمكنك زيارة القاهرة دون المرور على خان الخليلي أو منطقة الحسين واقتناء الهدايا التذكارية من هناك، ولمن لا يعرف فإن المصريون أساتذة في الفصال والمساومة وبالتالي يجب أن تكون على مستواهم فهو يضع في حسبانه أنك ستساوم لذلك يرفع لك السعر إلى الضعف ويجب أن يكون نفسك طويلا في المساومة والفصال حتى تحصل على أي شيء بأقل سعر، وإن كنت بجوار الحسين فلا تنسى الجلوس على مقهى الفيشاوي الذي كان المقهى المفضل للأديب الكبير نجيب محفوظ.

برج القاهرة

من أهم معالم القاهرة وستراه بمجرد ما أن تطأ قدمك أرض القاهرة أو حتى من قبل ذلك حيث لابد وأنك ستمر عليه بالطائرة وسيقوم الكابتن بإخبارك بأنكم تطيرون فوق برج القاهرة حتى يتسنى لك مشاهدته، بني هذا البرج في الستينات ويمكنك أن ترى القاهرة بأكملها من فوقه، وبه مطاعم للأكل والشرب.

حديقة الأزهر

نظرة للمعالم المعاصرة ودرة تاجها هي حديقة الأزهر وتوصف بأنها جنة خضراء وسط المباني الخرسانية حيث تقع على مساحة أربعين فدان في وسط القاهرة ويمكنك الوصول إليها بسهولة وتستطيع التنزه والاستمتاع بالأنهار الجارية والخضرة الصافية والأجواء الرائعة في الحديقة.

مدينة تعشقها من النظرة الأولى

في مرة من المرات كنت جالسا في مقهى في وسط القاهرة حين تقرب مننا شاب طويل وأبيض تبين من لهجته أنه ليس أمريكيا ولا بريطانيا، كان يحمل حقائبه، دعوناه لشرب القهوة وأكل المخبوزات المصرية وحكى لنا أنه فرنسي وأن هذا هو الصباح الأول له في القاهرة وأنه عشق القاهرة ويتمنى أن يعيش فيها طوال حياته، هذا عن الفرنسي الأوربي فماذا عنك أيها العربي؟ ما الذي يمنعك حتى الآن عن زيارة القاهرة وغيرها من العواصم العربية العتيقة كبيروت وبغداد، فك الله كرب دمشق، وأكرمنا بزيارة معبقة بعطر مدينة الياسمين.

زيارة القاهرة من الرحلات الجميلة التي ستسعد بها وستجد فيها ضالتك حيث تقف القاهرة أمام الشدائد تتحدى الزمن ونوازله لتثبت أنها اسم على مسمى وأنها قاهرة بالفعل.

محمد رشوان

أضف تعليق

16 − 4 =