البنجر أو الشمندر ينتمي إلى فصيلة النباتات الجذرية، والتي تتميز بنموّها السريع، ويمكن زراعة البنجر في المنزل أو في حديقة المنزل بطرق سهلة، ويتم زراعة البنجر في الأراضي الخصبة، والأراضي الصحراوية، وتوجد أنواع كثيرة من البنجر مثل: البنجر السكري، والبنجر الأحمر، وبنجر العلف. والسكر يتم إنتاجه من البنجر السكري، كما توجد فوائد عديدة للبنجر، حيث أنه يساعد على تحسين مستوى ضغط الدم، كما أنه غني بالألياف والتي تساعد في تنظيم عملية الهضم، والتقليل من الإمساك، وهذه الألياف لها ارتباط في تقليل خطر التعرض بالأمراض المزمنة مثل سرطان القولون، وأمراض القلب، وللذين يعانون من زيادة الوزن يمكن تناول البنجر ليساعد على خسارة القليل من الوزن.
وزراعة البنجر مهمّة جدًا، حيث تهتم الدول بزراعته سواء كان في أرض طينية خصبة أو عن طريق استغلال الصحراء، ويتم استخراج السكر منه، ومن ثَمّ يحقق فائدة مالية كبيرة للدولة بعد ذلك عند تصديره للدول التي لا تكتفي من إنتاجها للسكر. لذا سوف نتعرّف على أهمية زراعة البنجر بأنواعه.
استكشف هذه المقالة
زراعة البنجر الأحمر
لكي تمم زراعة البنجر الأحمر بشكل سليم، يجب مراعاة الاحتياجات البيئية من الحرارة، والإضاءة، والتربة المناسبة، وننظر إلى مواعيد الزراعة، فالحرارة المناسبة تكون البرودة، وذلك لتحمل البنجر البرودة بشكل كبير، وأما الإضاءة فيحتاج البنجر لنهار طويل في بداية حياة النباتات لتكوين الخضرة بطريقة قوية، ونهار قصير لتكوين الجذور بشكل أكبر، وأما بالنسبة إلى التربة المناسبة، فيتم زراعة البنجر في معظم أنواع الأراضي، لكن أفضلها خصوصًا لإنتاج محصول التصنيع الأراضي الخصبة جيدة الصرف والطمي، ولا يفضل زراعته في الأراضي الثقيلة لأنها تؤدي إلى تشوّه الجذور، وأنسب أوقات الزراعة في مصر من شهر سبتمبر إلى الأسبوع الأول من نوفمبر، وتمتد زراعته طوال العام في المناطق الساحلية. ولون البنجر في الحُمرة مفيد جدًا، لأنه يحتوي على مضادات للأكسدة، وغني بالحديد ليكون مفيد لمن يعانون الأنيميا، وسر صبغته بالأحمر بسبب مادة البيتالين، وهذه المادة طبيعية وضروري إضافتها لبعض النباتات مثل البنجر، وهي مادة مفيدة ويستفيد منها الجسم. ويمكننا زراعة البنجر في المنزل، وبعد ذلك نستفيد منه بطرق مختلفة.
زراعة البنجر في المنزل
أسهل أنواع البنجر لزراعته في حديقة المنزل هو الأحمر لنموه السريع، وله طريقتان إما عن طرق البذور أو الشتلات، ومتطلبات زراعة البنجر في المنزل تعتمد على أشعة الشمس، والتربة المناسبة وهي التربة الطفيلية عن طريق تغذية التربة بالأسمدة العضوية، ويجب ترك مسافة بين نباتات البنجر حتي ينمو بشكل صحيح، فنستخدم إناء كبير لوضع النباتات فيه، مع مراعاة درجة الحرارة المناسبة والتي تبلغ عشر درجات مئوية. وطريقة زراعة البنجر عن طريق البذور تكون في الخطوات التالية: نبدأ أولًا بشراء البذور من المكان المخصص لها، ومن الأفضل انتقاء الحبوب التي تنتج البنجر الأحمر لأنه لا يحتاج وقت طويل في زراعته كما أشرنا، ثم نختار المساحة المناسبة للزراعة، ونوع التربة يمتاز بالنعومة مع تجنب الرمل أو الطين بنسبة كبيرة، ثم تبدأ بنثر الحبوب في إناء الزراعة أو الحديقة، واختيار الأسمدة المفيدة، فيتم ملئ إناء الزراعة بمزيج من الأسمدة، ونقوم ببذر البذور على سطح التربة برفق، مع تغطيتها باثنين سنتيمتر من خليط السماد، وفي حالة وصول الشتلة إلى اثنين سنتيمتر يتم الاستغناء عن الشتلات الضعيفة حتى تترك فرصة لنمو الأجزاء القوية، ونكون مسبقًا جهّزنا التربة بحراثتها وإزالة الأعشاب الضارة منها، ويتم بذر البذور من أول شهر سبتمبر وحتى آخر شهر فبراير.
كيفية ريّ بذور البنجر في المنزل
نقوم في بداية زراعتنا لها بإشباعها بكمية وفيرة من الماء، وتمتص الجذور الماء جيّدًا في أول مرحلة من الزراعة، ويجب الحذر من الإفراط في ري نباتات البنجر حتى لا يؤدي الإنتاج إلى نمو زهور خشبية بدلًا منها طازجة، وفي حالة نمو البراعم لابد من الاهتمام بري النباتات من عشرة أيام إلى أربعة عشر يومًا، خاصة في فترات الجفاف. ويجب العناية بنباتات البنجر وتتمثل طرق العناية في: عندما تصبح الشتلات في حالة طويلة يمكن تهذيبها، وطريقة التسميد تكون عن طريق إضافة من أربعة لترات إلى ستة لترات من السماد العضوي إلى كل عشرة متر، ويتم ذلك عن طريق إضافة طبقة رفيعة من خليط السماد العضوي، مع مراعاة احتوائه على مسبة مرتفعة من النيتروجين والتي تساعد في زيادة المادة الحمراء، ويجب تجنب وضع الماء على الجزء العلوي من النباتات حتى لا يؤدي إلى تعفن الجذور، ونراعي وضعه في أواني كبيرة حتى لا نضطر بعد ذلك إلى نقله لأنه من النباتات التي لا تحب النقل من مكان إلى آخر.
زراعة البنجر السكري
بنجر السكر من المحاصيل الهامّة جدًا، والتي تهتم بها الدولة، حيث تستطيع مصر إنتاج حوالي مليون طن سكر، وهو ما يعادل إنتاج مصر من قصب السكر، مع ذلك توجد فجوة كبيرة ولا تستطيع مصر إنتاج كفايتها من التصدير. وزراعة البنجر السكري تنتشر في الأراضي الصفراء والخفيفة، وكذلك في الأراضي السوداء والثقيلة بحيث تكون جيدة الصرف. وكيفية زراعته تكون كما يلي: يتم إجراء عملية الحرث بثلاثة أوجه متعامدة وتنعيم التربة، ثم التخطيط ما بين اثني عشر إلى أربعة عشر خطًا في القصبتين، ويجب تقطيع الأرض بإنشاء قنوات للتحكم في عملية الري. ويقوم المزارع باستخدام الأسمدة المفيدة للأرض، وتتراوح كميتها على حسب حجم الأرض كبيرة كانت أو صغيرة، ويجب الحرص عند الزراعة باستخدام الأسمدة التي تعرض الأرض للإصابة الحشرية الشديدة والتي تساعد في خصوبتها، وتكون الحرارة التي يتعرض لها البنجر السكري مرتفعة لتؤثر على طريقة الإنبات والكثافة النباتية بحقل النباتات. وميعاد زراعة البنجر السكري في مصر ابتداء من أول شهر أغسطس حتى نهاية شهر نوفمبر، وأنسب ميعاد لزراعة المحصول ابتداء من منتصف شهر سبتمبر وحتى منتصف شهر نوفمبر، ولكن نظرًا لحاجتنا إلى البنجر السكري في التصنيع فقد تمت زراعته من بداية أغسطس، مما تطلب العناية الشديدة بالمحاصيل نظرًا لارتفاع درجة الحرارة.
أمراض بنجر السكر
هناك أمراض تصيب بنجر السكر، حيث يصاب بالأمراض الفطرية والبكتيرية والفيروسية، وتعتبر الأمراض الفطرية من أهم الأمراض التي تصيب بنجر السكر، ويؤثر ذلك على أهميته الاقتصادية والأهم الغذائية والصحية، فهناك أمراض تصيب الجذور فتتعفّن، وهناك ما يصيب الأوراق فيسبب تلفها، والأمراض التي تصيب الأوراق مباشرة تكون الأخطر لأنها تؤثر على تكوين السكر والمواد الأخرى الذي يحتاجها النبات أثناء حياته في الأرض. ومن أهم الأمراض: أمراض البادرة، وتكون الإصابة في الأرض بها عن طريق موتها، ويزداد تواجدها في الأراضي سيئة الصرف، وأسباب الإصابة هو مجموعة من الفطريات الموجودة في التربة، ومما يساعد على تكوّن الفطريات ارتفاع نسبة الرطوبة في الأرض المزروعة، واستخدام بذور مصابة، والزراعة في الأراضي سيئة الصرف، وأعراض النباتات المريضة يكون بإصابتها بندبة بنية عند منطقة اتصال الساق مع سطح التربة. ويجب في هذه الحالة استخدام وسائل رعاية خاصة لمكافحة أمراض بنجر السكر، فيتم استخدام بذور صالحة، كما يتم تجنّب الأراضي سيئة الصرف، ويراعي المزارعون نسبة الرطوبة الموجودة في التربة.
زراعة بنجر العلف
يعتبر بنجر العلف من أهم المحاصيل الزراعية، حيث تتغذى على الجذور والعروش الحيوانات، كما تتغذى عليه الدواجن والطيور بعد تقطيع أجزاءه وهرسها لتقديمها لهم. ويتم زراعة بنجر العلف في جميع أنواع الأراضي، ويفضل استعمال الأسمدة العضوية للمساعدة على خصوبة التربة وزيادة قدرتها على الاحتفاظ بالماء في الأراضي الرملية. وميعاد الزراعة المناسب لبنجر العلف هو شهري أكتوبر ونوفمبر، وطريقة إعداد الأرض للزراعة تكون عن طريق تسميد الأرض بالسماد البلدي، ويتم حراثة الأرض حرثتين متعامدتين، مع القيام بالزحف في التربة الثقيلة، ويراعى طريقة تخطيط الأرض. وطريقة ري الأرض يختلف حسب نوع التربة ودرجة الحرارة، ففي الأرض الرملية يكون الري بعد ثلاثة أيام من الزراعة ثم عدد الري المتتالي بعد ذلك فيها يكون من أربعة إلى خمسة أيام حسب درجة الحرارة المؤثرة، أما الأرض الطينية فيكون أول ري بعد حوالي أسبوع من الزراعة، ثم تُروى كل أسبوعين تقريبًا في الري المتتالي بعد ذلك. وطريقة تسميد الأرض يكون بمعدّل معين حسب كمية ونوع السماد، ويتم تخليص الأرض من الحشائش الضارة وخصوصًا في منتصف حياة نباتات بنجر العلف ليكتمل نضجها بطريقة صحية وسليمة.
زراعة البنجر في الأراضي الصحراوية
كما يتم زراعة البنجر في الأراضي الطينية وخصوصًا شمال الدلتا، يمكن زراعته أيضًا في الأراضي الصحراوية أو الرملية، ويهتم المزارعون بعمليات الري المخصوصة نظرًا لجفاف المناطق الصحراوية، فيتم ري الأرض مرتين في الأسبوع، وتبدأ زراعته في أول تسعين يومًا بري الأرض جيدًا وتسميدها، وبعد مرور التسعون يومًا لا يتم تسميد الأرض لكي تستطيع نباتات البنجر إشباع نفسها بالسكر بطريقة كافية، ولكن تُعطى بعض العناصر المفيدة في هذه المرحلة كالزنك والماغنسيوم، وفي العشرين أو الثلاثين يومًا التالية تتم عملية تقليع النباتات، وقبلها النباتات الغير صالحة أو الضعيفة. وهناك أشياء يجب مراعاتها وأشياء يجب تجنبها، فيراعي المزارعون طريقة الري الصحية بالرش أو التنقيط، بحيث لا يتم ري نباتات البنجر بإفراط لكي لا تتعفن جذورها، ويجب تجنب الأمراض التي تصيب نباتات البنجر وأهمها تعفُّن الجذور، وتظهر على شكل تآكل في الأوراق، فيجب النظر للسبب، ومن ثَمّ يمكن إعطاء الماء مبيدات علاجية. ويعطي فدان الصحراء الواحد اثنا عشر ونصف طن من السكر. ونوع البنجر المزروع في الأراضي الصحراوية هو البنجر السكريّ، ولونه يكون أبيض.
فوائد أخرى للبنجر
وكما تعددت فوائد البنجر للجسم، فهو مفيد أيضًا للبشرة، فيمكن استخدامه في العناية بالبشرة عن طريق عمل عصير البنجر، فيتم تمرير القليل منه على الوجه بواسطة القطن، ونتركه لمدة عشر دقائق، ثم بعد ذلك نقوم بغسل الوجه، فيساعد على تقشير البشرة بشكل صحي، ويمكن فعل ذلك مرة واحدة كل أسبوع، كما أنه يساعد في تقليل التجاعيد وإعطاء نضارة للبشرة. بالإضافة إلى أنّ هناك طريقة أخرى مفيدة جدًا لحب الشباب وإزالة الرؤوس السوداء، كما تقلل من لمعان البشرة إذا كانت دهنية وهي: وضع القليل من عصير البنجر، عليها ملعقة واحدة من الطمي الأخضر مع إضافة قطرات من زيت النعناع، ونقوم بمزج هذه المحتويات ثم نضعها على البشرة لمدة عشرين دقيقة، ثم يتم شطف الوجه بالماء الفاتر. وهكذا تكتمل فائدة البنجر.
وبعد ما أشرنا إليه في زراعة البنجر بأنواعه الموجودة، نجد أنّ أهميته كبيرة سواء كانت اقتصادية أو صحيّة، فهو لا يقل أهميّة عن باقي المحاصيل الزراعية، لكن يجب على الدولة الحفاظ على هذا المحصول القيّم، وتهتم بوسائل زراعته وريّه، وعلى المزارعين والقائمين على زراعته تجنّب أمراض بنجر السكر، خصوصًا أنها انتشرت في الفترة الأخيرة، لكي نتمتع بنباتات صحيّة وسليمة.
أضف تعليق