زبدة الشيا عبارة عن مستخلص دهني يُستخرَج من إحدى الشجرات الشائعة في قارة إفريقيا والتي تُدعَى شجرة الشيا؛ حيث تنبت على أغصان الشجرة حبات ذات شكل جَوزي تحوي بداخلها تلك الخلاصة الدهنية. ويشيع استخدام هذا المستخلص في القارة لسمراء لأغراض علاجية متعددة فضلاً عن كونها مكونًا أساسيًا في أغلب الأطعمة المطهية وفقًا لمدارس الطهي الإفريقية. ولا شك أن هذا الدهن الطبيعي له العديد من الفوائد الصحية ما جعله عنصرًا مرغوبًا فيه من راغبي الحصول على المذاق اللذيذ والاستفادة منه لأغراض علاجية سواءً كان ذلك من خلال تناوله عن طريق الفم ضمن الطعام أو استخدامه مباشرة بشكل موضعي على البشرة والشعر من أجل الاستمتاع بالنضارة والملمس الصحي. وفي السطور التالية نتناول بالتفصيل أبرز استخدامات هذا المستخلص ونتعرف على أهم فوائده.
استكشف هذه المقالة
زبدة الشيا الأصلية
من أجل الحصول على زبدة الشيا الأصلية ثمة مراحل عديدة لا بد من المرور بها لتحقيق ذلك؛ حيث يبدأ الأمر بقطف وجمع حبات الشيا ثم تكسيرها لاستخراج الجنين الذي بداخلها، وبعد ذلك يتم عَصْر هذا الجنين بتقنيات خاصة للحصول على مستخلص دهني ذي لون عاجي مائل إلى الصفرة. وفي حالة تواضع الإمكانيات التقنية يمكن اللجوء إلى طرق أقل تعقيدًا من حيث المعالجة ومن هذه الطرق طحن هذه الحبات وغليها في الماء لمدة زمنية طويلة حتى تطفو على سطح الماء طبقة دهنية سميكة يمكن قشطها بملعقة وتجميعها في إناء حتى تتبلور وتصير ذات قوام كريمي.
زبدة الشيا الخام
بعد إتمام المراحل السابقة تصبح لدينا زبدة الشيا في صورتها الخام بلونها العاجي المائل للصفرة. وعادة ما يكون هذا المستخلص في صورته الحالية ذا رائحة منفرة وغير مقبولة؛ لذلك من الأفضل أن يخضع لمرحلة تكرير من أجل تخليصه من الشوائب وبعض المواد الزائدة التي تسبب تلك الرائحة غير المرغوب فيها. ويتطلب التكرير إمكانات احترافية عديدة المراحل من أجل الحصول على منتج قابل للاستخدام الآمن. وبعد الانتهاء من المعالجة النهائية يصير لون المستخلص رمادي فاتح مائل إلى الخضرة. وبذلك يمكن طرح المنتج في الأسواق لاستخدامه في الأغراض العلاجية المتعددة.
زبدة الشيا للشعر
تُستخدَم زبدة الشيا في علاج العديد من مشاكل الشعر مثل الخشونة والتجعد والتساقط. وثمة العديد من الوصفات التي تستعين بهذا المستخلص الدهني في عناصرها الأساسية، ومن ضمن هذه الوصفات إعداد مزيج من هذه الزبدة بعد إذابتها حراريًا مع زيت جوز الهند وصنع مزيج صحي يكون دهانًا للشعر من أجل تنعيمه وذلك من خلال تركه على الشعر لمدة ساعة وبعد ذلك يُشطَف الشعر جيدًا ليصبح ناعمًا ولامعًا وذا مظهر صحي. أما في حالات التهاب فروة الرأس والإصابة بالفطريات فيُفَضَّل مزج هذا المستخلص الدهني مع القليل من الزبادي ومقدار صغير من زيت الزيتون وخل التفاح وملعقة صغيرة من عسل النحل بحيث يصبح هذا الخليط متداخلاً تمامًا بحيث يُستخدَم كدهان على الشعر لمدة 30 دقيقة فقط مع تكرار هذه العملية من مرتين إلى ثلاث مرات للحصول على شعر صحي ونظيف.
زبدة الشيا للرموش
هناك العديد من الأشخاص يعانون من ضعف وتساقط الرموش أو قِصَر طولها، لذلك يُنصَح باستخدام زبدة الشيا من أجل معالجة هذه العيوب؛ حيث إنها تؤدي دورًا فعالاً في تغذية بصيلات شعر الرموش وتغذية الأنسجة المحيطة بها وتعزيز القدرة على النمو. وفي هذه الحالة يُفَضَّل استخدام هذا المستخلص في صورته الخام من خلال أخذ مقدار ضئيل منه بأصابع اليد بحيث يُفرَك جيدًا دون إسالته ويوضَع حول منطقة الرموش قبل النوم ثُم تُغسَل هذه المنطقة في الصباح. ويتم تكرار هذه الخطوات حتى يتحقق الغرض العلاجي من ذلك.
زبدة الشيا مع زيت الزيتون
هناك علاقة تكاملية بين زبدة الشيا وزيت الزيتون حيث ينتمي كلاهما إلى الدهون الصحية التي يمكن استخدامها موضعيًا للعديد من الأغراض العلاجية. ومن هذا المنطلق تم استغلال هذا التضافر بين هذين المستخلصين من أجل إنتاج العديد من الخلطات الصحية والمفيدة للوجه والشعر والرموش؛ حيث يساعد هذا المزيج الصحي على ترطيب الوجه وتغذيته بالعناصر الغذائية المفيدة لنضارته وتأخير ظهور التجاعيد والتخلص من البثور المزعجة وحب الشباب وتنظيف البشرة من الشوائب ورؤوس السوداء والوقاية من ظهورها حيث تمنع مضادات الأكسدة الموجودة في هذا المزيج تأكسد حب الشباب الذي يؤدي إلى ظهور الندبات والرؤوس السوداء المزعجة. فضلاً عن تأثيره المقشر والمنظف للبشرة. ويمكن أيضًا استخدام هذه الوصفة السحرية في علاج الكثير من مشكلات الشعر مثل التساقط والتلف والقشرة نظرًا لقدرتها على النفاذ إلى جذور الشعر وإمداد البصيلات بالغذاء اللازم الذي يضمن نموًا صحيًا للشعرة وتقويتها على نحو فعال ما يؤدي إلى الوقاية من خطر التساقط. ولا شك أن زيت الزيتون غني بالمعادن والفيتامينات المفيدة والقادرة على شفاء العديد من الأمراض الجلدية لذلك فهو من أفضل الدهانات الموضعية الفعالة لا سيما حين يُمزَج بالقليل من زبدة الشيا ويُطَبَّق على معظم مناطق الجسم خاصة المعرضة للاسمرار مثل منطقتي تحت الإبطين وما بين الفخذين.
طريقة استخدام زبدة الشيا للوجه
عادةً ما يتعرض الوجه لمعظم المشاكل المتعلقة بالبشرة نظرًا لكونه عضوًا مكشوفًا دائمًا ومُعَرَّضًا للكثير من المؤثرات الضارة مثل الأتربة والرطوية وأشعة الشمس. لذلك تظهر الكثير من الأعراض غير الصحية والمزعجة على بشرة الوجه مثل اللون الداكن والجفاف والتجاعيد والالتهابات والهالات السوداء تحت العينين وغير ذلك من الاضطرابات والتي قد تختلف تبعًا لنوع البشرة. ومن أجل ذلك تدخل زبدة الشيا -كعادتها- في العديد من الوصفات كعنصر أساسي لتلعب دورًا أساسيًا في الاستشفاء من تلك الأعراض. ومن أفضل الطرق المستخدمة في هذا الأمر هي غسل الوجه أولاً بالماء النظيف وتجفيفه جيدًا ثم وضع قدر قليل من هذه الدهون المستخلصة الصحية على المواضع المصابة من الوجه وتدليكها جيدًا بشكل دائري حتى تتشربها البشرة جيدًا مع الحرص على تجنب الاقتراب من مناطق الأغشية المخاطية المكشوفة مثل العينين وفتحتي الأنف لعدم تهيجها، وبعد ذلك تتم إزالة أي دهون زائدة باستخدام قماشة قطنية نظيفة، ويُترَك الدهان على الوجه لمدة ساعة كاملة. وكما أشرنا سالفًا يمكن إضافة القليل من زيت الزيتون لهذا المستخلص الدهني لمضاعفة الفوائد وتعظيم النتائج المرجوة. ولا شك في أن هذا الدهان سوف يساهم في تنعيم البشرة وتخليصها من الشوائب كافة وجعلها ذا مظهر صحي ونظيف. وربما لا يقتصر استخدام هذه الزبدة على هذه الطريقة فقط؛ حيث يمكن إعداد وصفات أخرى تكون فيها عنصرًا وسط مكونات أخرى بيد أنها تؤدي الدور ذاته في جميع الحالات.
وهكذا نكون قد ألقينا الضوء على أحد أهم المستخلصات الطبيعية التي تمدنا بها الطبيعة من أجل معالجتها واستخدامها في شفاء الكثير من الأمراض الجلدية والوقاية منها. إن زبدة الشيا غنية بالعديد الفوائد الصحية لا سيما للبشرة والشعر ولكن يلزم استخدامها بحذر عند تطبيقها موضعيًا لا سيما من حيث الكمية إذ يُفضَّل استخدامها بكميات قليلة مثلما ذكرنا آنفًا كما تجدر الإشارة كذلك إلى ضرورة تجنب المناطق ذات القابلية للتهيج السريع مثل العينين والأنف. ونخلص من ذلك بأننا أمام منتج طبيعي ينبغي الحرص على استغلاله على أفضل وجه.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح لاستخدامات طبية لواحدة أو أكثر من الأعشاب الطبيعية أو النباتات أو الأطعمة أو الزيوت، هذه العلاجات في الأحوال العادية وبالنسبة للأشخاص الطبيعيين لا تسبب أضرارًا، لكن يجب دومًا الرجوع إلى الطبيب قبل استخدامها للتأكد من ملائمتها لحالتك الصحية وعدم تعارضها مع أدوية قد تتعاطاها وتحديد الجرعة الملائمة منها، وتزداد أهمية الاستشارة الطبية في حالة الأطفال وكبار السن والحوامل والمرضعات.
أضف تعليق