من الشائع أن نجد أنفسنا في مواقف تضطرنا إلى حمل أو رفع الأشياء الثقيلة لنقلها أو تحريكها من مكانها أو لأي سببٍ آخر، ونجد أنفسنا في ذلك الموقف وحدنا وغير قادرين على طلب المساعدة من الآخرين، عندها سنضطر للقيام بتلك المهمة بأنفسنا ولكن وفق شروط، في البداية لو كان الشيء ثقيلًا بشدة أكبر من قدرتك على حمله وتحريكه فاتركه وحسب وحاول طلب المساعدة، لا تحاول إرغام جسدك وعضلاتك بتحميلهم فوق قدرتهم وطاقتهم لأن ذلك سيعود بالأذى عليك، لكن في حالة رفع الأشياء الثقيلة التي تدخل في نطاق قدرتك لكنها ثقيلةٌ وحسب فعليك أن تحملها بالطريقة الصحيحة.
رفع الأشياء الثقيلة : الطريقة الصحيحة لفعل الأمر
كيفية رفع الأشياء الثقيلة
بعد أن تحدد وزن الجسم التقريبي وقدرتك على حمله من عدمها ابدأ بوضعية جسمٍ صحيحة، انحنِ على الجسم الذي تريد حمله وأحطه بذراعيك مع ثني الركبتين أو جعل إحداهما مستندةً على الأرض للدعم والمساعدة، ابدأ بحمله ببطء واجعل ذراعيك يعتادان على الوزن ويقسمانه فيما بينهما بالتساوي للحصول على التوازن وحتى لا تحمل ذراع أكثر من الأخرى فتتضرر، انهض ببطءٍ وهدوء حتى لا تؤذي ظهرك أثناء النهوض ثم امشِ بهدوء، عند الالتفات لا تستخدم جذعك أو نصفك العلوي فقط لأنك ستصاب بشدٍ عضليٍ فوري وإنما استدر بجسدك كله، وعند وضع الشيء ضعه بهدوءٍ وأنت تنحني حتى يستقر مكانه، احرص على استخدام عضلات ظهرك وبطنك وذراعيك بالتساوي ولا تجعل عمودك الفقري في وضعٍ مؤلمٍ أو منحني.
أضرار رفع الأشياء الثقيلة
عند رفع الأشياء الثقيلة بطريقةٍ خاطئةٍ أو رفع الأشياء الأثقل من قدرة الجسد على رفعها تتضرر عدة أماكن وأعضاء في الجسم، من أبرزها الظهر وعضلاته والعمود الفقري والأكتاف وعضلات الذراعين ومفاصلهما، كذلك فإن بعض الوضعيات الخاطئة قد تضر بالركبة أو مفاصل الأرجل أثناء النهوض، وبعض تلك الإصابات يبقى مستديمًا بعد ذلك عند حمل أشياء متوسطة الوزن أو عند تحريك العضلة أو المفصل أو الفقرات بشكلٍ حادٍ فيتسبب في الألم الفوري بسبب التضرر الذي حصل.
آلام الظهر
تظهر فور رفع الأشياء الثقيلة في منتصف الظهر أو نهايته وتسبب ضيقًا وألمًا أثناء الجلوس والمشي والحركة وممارسة النشاطات اليومية وتقف عائقًا بينك وبين إتمامها، يؤثر حمل الأشياء الثقيلة على عضلات الظهر والجنبين وقد يؤدي الحمل الخاطئ إلى حدوث شدٍ عضليٍ في أحدها أو تمزقٍ عضلي، بعضها يؤثر على فقرات العمود الفقري وقد يؤدي لانزلاقٍ غضروفيّ.
بقية عضلات الجسم والمفاصل
تتأثر بسبب عجزها عن تحمل الوزن الزائد الذي لم تعتد عليه أو اتخاذ الوضعية الخاطئة التي تجعل العضلات والمفاصل عاجزةً عن اتخاذ التصرف الصحيح لاحتمال الوزن فيضغط الوزن عليها مؤديًا إلى ضررها وإصابتها، بعضها قد يظل لفترةٍ بسيطةٍ ويُعالج والبعض الآخر يصبح مزمنًا كبعض المفاصل التي سبب الوزن الزائد مشكلةً فيها أدت إلى ضعف المفصل وألمه وتعرضه للمشاكل عند حمل أشياء أخرى.
العلاج
عند تضرر أحد أجزاء جسمك بسبب رفع الأشياء الثقيلة فستختلف درجة وحدة الضرر وستكون بنفسك قادرًا على تحديد ذلك، المسكنات الكلية والموضعية أكثر ما يُستخدم في تلك الحالات خاصةً حالات الشد العضلي وخلال أيامٍ فإن العضلات تعود كما كانت، يلجأ أطباء العلاج الطبيعي إلى التمرينات الرياضية المحددة والبسيطة للعضلة أو العضو المتضرر لمساعدته على تجاوز ألمه ومشكلته والعودة به إلى وضع راحته الطبيعي.
لكن في حالة حدوث مشكلةٍ كبيرةٍ تستدعي زيارة الطبيب فستلاحظ بنفسك أنه بمرور يومٍ أو يومين ساءت حالة العضلة أو المفصل أو عمودك الفقري وأصبح الألم لا يُحتمل أو حدثت التهابات وتورم العضو عندها ستكون بحاجةٍ للتدخل الطبي لمعرفة المشكلة وحلها.
