تسعة
الرئيسية » العلاقات » مشاكل العلاقة » كيف تتقبل رفض العلاقة من الطرف الآخر والانسحاب دون إحراج؟

كيف تتقبل رفض العلاقة من الطرف الآخر والانسحاب دون إحراج؟

دائما ما تأتيني رسائل على موقع آسك تسألني كيف يتصرفون إزاء رفض العلاقة من طرف يصرحون له بمشاعرهم تجاههم سواء الخوف من التصريح بالمشاعر ومن ثم رفض هذه المشاعر أو التصرف بعد التصريح بالحب والرفض، وهذا ما دعاني لكتابة هذا المقال.

رفض العلاقة

رفض العلاقة من الأشياء التي تضايق معظم الناس بل وتصدمهم إن صح التعبير، خصوصًا أنهم يعولون آمالا كبيرة على الشخص الذين يصرحون له بمشاعرهم، ويرسمون أحلاما وردية حول مستقبلهم معه ولا يتصورون أصلا أن يكون هناك خيار سوى تبادل المشاعر والعاطفة ذاتها بنفس المقدار ولذلك فإن الرفض في حد ذاته سيكون صادما ومؤذيا إلى حد كبير، ويبدو هذا التفكير طفوليا وأحاديا إلى حد كبير بل وأنانيا أيضًا إن قمنا بالنظر إليه نظرة موضوعية، لأنه يرى الأمور من منظور أحادي سطحي ويتخيل أن العالم بالخارج بالضبط يطابق تخيله المثالي الطفولي عنه، ولا يدري أن هناك مصالح ورغبات وتوجهات وخطط أخرى ينتهجها الأشخاص ربما لا تكون متفقة معه بقدر كبير.

رفض العلاقة لا يعني رفضا لشخصك

يجب أن يتفهم الناس أن رفض العلاقة لا يعني رفضا لشخصك وأنك شخصا سيئًا بل على العكس، من الممكن أن تكون شخصا جيدا جدا بل ورائعا ولكنك ليس مناسبا، بالطبع أن لا تدرك أنك يجب أن تكون مناسبا للعلاقة حتى تدخلها، وسأعطيك مثالا بسيطا، لو كنت تعمل مطور مواقع ويب، هل هذا يعني أنك يمكن أن تتقدم لوظيفة مصمم جرافيك؟ حسنا هذا هو الأمر بالضبط، الفكرة أنك لست مناسبا لهذا الشخص، والسؤال بشأن لماذا أنت لست مناسبا يمكن أن يُجاب عنه بالعديد من الإجابات ولكن الإجابة الأكثر دقة وتلخيصًا أنه لا يحبك، عندما يغمض عينيه ويتخيل شريك الحياة المستقبلي لا يتخيلك أنت، هذا هو الأمر ببساطة.

تحمل مسؤولية مشاعرك

أن تحمل مشاعر لشخص ما فهذا حقك، وهي عاطفة نبيلة على أي حال ويجب أن لا تخجل منها، ولكن أن تلزم بها الآخرين فهذا ليس من حقك على الإطلاق بل على العكس هو تعدي وانتهاك منك، إن حملت المشاعر لشخص فعليك أن تتحمل مسئولية مشاعرك هذه، قد تكون محظوظا وتجد مشاعرك هذه استجابة، وقد تكون غير ذلك وتواجه رفض العلاقة وعليك أن تعالج هذا الأمر بمفردك، في كل الأحوال يجب أن تكون ناضجا ومسئولا.

عدم الضغط على الطرف الآخر بشكل زائد

رفض العلاقة عدم الضغط على الطرف الآخر بشكل زائد

عليك ألا تكون ضاغطا على الطرف الآخر بشكل زائد، وأيا كان إجابته عليك أن تنسحب بمهارة، فلا ينبغي عليك أن تصرح له بمشاعرك فيقول لك أنه لا يحمل لك نفس المشاعر، فتسأله ما مقدار المشاعر التي يحملها لك، فيتملص من الإجابة فتلح عليه أن يجيب فيقول لك أنها مشاعر صداقة فتذكره بمواقف شعرت بها أنه يحبك وتظل تضغط عليه بهذا الشكل، يمكن أن يكون الشخص غير مستعد للدخول في علاقة من الأساس ومن الممكن أن يكون واقعا في غرام شخص آخر، في كل الأحوال لا يجب عليك أن تكون ضاغطا بأي شكل، وتتحمل رفض العلاقة بسعة صدر وابتسامة وتمضي.

عدم اعتبار هذا الشخص سيئًا

لا يمكنك اعتبار هذا الشخص سيئًا لأنه رفض العلاقة بل على العكس من الأفضل أنه كان صادقا معك وصريحا بدلا من التلاعب بمشاعرك والعبث بعواطفك، فربما كان سيحمل إجابة مواربة من نوعية “لنجعل الأمور في المستقبل ربما تتطور مشاعري تجاهك” فهو بهذا يعطيك أملا بأنه سيحبك ويظل يستمتع بحبك له وبالتضحيات والتنازلات التي يمكن أن تقدمها له في سبيل إثبات جدارتك بحبه وفي النهاية يقول لك أنه لا يجد مشاعر يحملها تجاهك، بالتالي لا يمكنك اعتبار هذا الشخص سيئًا لأنه لا يحمل لك المشاعر ذاتها بل عليك احترام مشاعره وشخصه على الدوام.

رفض العلاقة العاطفية بعد الصداقة

أحيانا يكون هناك أصدقاء يحمل أحدهما للآخر مشاعر حب، وللأسف بهذا نكون قد أفسدنا الصداقة لأن الطرف المستقبل للمشاعر يظل شاعرا بأنه مصدر قنص وافتراس وأن كل تصرف يحدث معه يعوّل على أساس هذه المشاعر، لذلك رفض العلاقة العاطفية بعد علاقة الصداقة يضع حواجز بين الأصدقاء، قليلون من استطاعوا تحطيم هذا الحاجز لكن النسبة الأكبر من فسدت علاقتهم بسبب هذه المشاعر، وربما يكون رفض العلاقة العاطفية بعد الصداقة أسوأ بكثير وأكثر صعوبة من الصداقة بعد الانفصال، لأن الانفصال أتى بعد تجربة العلاقة العاطفية واتضاح عدم قدرتها على الاستمرار بعكس الصداقة التي أعقبها تصريح بالحب فلم يكن هناك تجربة من الأساس، لذلك يُفضل تقليص علاقة الصداقة للحد الأدنى إن لم يكن قطعها نهائيا حتى لا يؤذي أحدهما الآخر.

الاستمرار في التواصل بعد رفض العلاقة

هل يجب علينا الاستمرار في التواصل بعد رفض العلاقة العاطفية والتصريح بالمشاعر؟ في الحقيقة من الأفضل عدم التواصل إن كان هذا سيؤذي أحد الطرفين ولكن طالما كان هناك شعور بأن ذلك لن يؤثر على العلاقة الإنسانية فلا بأس من التواصل ولكن إن كان كلاهما أو أحدهما مصدوما سواء المُصرِح بالمشاعر أو المُصرَح له فلا ينبغي استمرار التواصل حتى لا يتضايق أحد الطرفين من علاقة تأتي تكلفا، خصوصًا أن أي تواصل سيكون مشكوكا في دوافعه.

رفض العلاقة يجب أن يتم بسلاسة وعدم جرح مشاعر أي طرف ودون أي صدمة ويجب على الإنسان ألا يضع توقعات عالية إزاء ذلك بل يجب أن يكون ناضجا ومسئولا تجاه مشاعره بحيث لا يجرح أحدا ولا يترك الفرصة لأحد أن يجرحه، ونتمنى من الجميع أن يحظوا بعلاقات مريحة وهادئة.

محمد رشوان

أضف تعليق

ثمانية − 7 =