تسعة
الرئيسية » حياة الأسرة » كيف تتزوج فتاة دون رضا الأهل عن الزواج سواء من العائلتين؟

كيف تتزوج فتاة دون رضا الأهل عن الزواج سواء من العائلتين؟

رضا الأهل عن الزواج أزمة كبيرة تلوح لكل شاب وفتاة يريدان تطوير علاقتهما لارتباط رسمي، هناك اعتبارات أخرى لدى الأهل للموافقة على الزواج غير العواطف ويصطدم هذا مع الرغبة لدى طرفي العلاقة بالبقاء سويا، فيا لها من معضلة كبيرة تضعنا أمام اختبارات عظمى.

رضا الأهل عن الزواج

يمكن أن يكون رضا الأهل عن الزواج دافعا لإكماله ولكن في حالة عدم وجود هذا الرضا فهل من الممكن أن نضرب برفضهم عرض الحائط ونكمل الزيجة؟ للأسف تتشكل مجتمعاتنا من روابط شديدة الصلابة تغلفها قشرة سميكة من العادات والتقاليد والإرث الثقافي فمعنى أن أهلك لا يوافقون على زواجك فإن أهل الفتاة التي تود الزواج منها سيرفضون بشكل تلقائي ولن يتفهمون رغبتك القوية في الزواج بابنتهم لدرجة الخروج عن طوع أبويك بل سيشعرون أنهم مصاهرة لا تليق وستأخذهم عزة النفس وسيرفضون بالمقابل بالتالي الأمر انعكاسي إلى حد كبير فعدم موافقة من طرف سيقابله عدم موافقة من الطرف الآخر أيضًا، فماذا ستختار؟ إما سعادتك وإما طاعة والديك.

رضا الأهل عن الزواج

لا ريب أن رضا الأهل عن الزواج دافعا هاما لتكملة الزواج خصوصًا أننا مرتبطين بأسرنا بشكل زائد مما يعني خروج عن هذه المنظومة الأسرية الملتحمة عندما نعتبر رضاهم من عدمه تحصيل حاصل ولكن عندما تزيد طاقة العناد فإن الأشخاص لا يكترثون بكل هذا ويصممون على إتمام الزيجة التي يريدونها لذلك الحل دائما هو النقاش والحديث الدائم وتفعيل لغة الحوار واستخدام الحيلة والمكر والدهاء وعليك أن تتحدث مع أهلك وأهل العروس لنيل رضاهم ويكون نفسك طويل وتؤجل أي إجراءات انفعالية لوقت لاحق لأن هذا كلفته كبيرة وليس بسهل أبدا أما الأسهل أن تظل تحاول وتحاول حتى تحصل على رضاهم وعليك أن تستنفذ كافة السبل قبل أن تتزوج دون رضا الأهل عن الزواج فهذا يعني قطيعة ولو مؤقتة.

كيف يمكنك الزواج بفتاة دون رضا أهلها؟

رضا الأهل عن الزواج كيف يمكنك الزواج بفتاة دون رضا أهلها؟

يمكنك الزواج بفتاة دون رضا أهلها في معظم البلدان العربية حيث يتيح القانون أن تكون الفتاة وكيلة نفسها طالما كانت راشدة وفي الدول التي تبيح الزواج المدني لا تحتاج إلى أي وكيل بل يكون عقد الزواج مثل عقد المعاملات المدنية ويتم بشكل طبيعي، وكما قلنا يجب أن يحدث هذا بعد استنفاذ كل السبل من أجل الحصول على رضا الأهل عن الزواج أما بفعلتك هذه فاستعد لأن يكون هناك مشادات ومشاكل ومحاولات لإنهاء هذه الزيجة والرجوع عن هذه الخطوة لذلك عليك أن تظل صامدا وتضعهم أمام الأمر الواقع وبعد فترة من بقاءك صامدا ومقاوما لكافة هجماتهم لمنعك من الزواج بابنتهم وإرجاعك عما في رأسك سيقبلون بالأمر رغما عنهم، صحيح بعد تكبد الكثير من الخسائر ولكن في النهاية هذا سيحدث على أي حال.

حكم الشرع في زواج فتاة دون رضا أبويها

يقول الله عز وجل “ولا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن” بمعنى أنه لا يجب أن يقف ولي الأمر بين تزويج ابنته لمن ترغب به وقد أجمع جمهور الفقهاء على عدم صحة الزواج بغير ولي ولكن الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه أباح زواج الفتاة دون ولي ويرى أنه شرط كمال وليس شرط صحة وأنه في حالة انعقاد العقد بدون ولي وكانت الفتاة راشدة أي تعلم وتدرك الدنيا وبالغة لسن الرشد وأتمت 21 عاما فيصح الزواج ويسري العقد، ولو نظرنا من حولنا الآن لوجدنا أن هذا ما يتماشى مع روح العصر الحالي في الوقت الذي تسافر فيه الفتاة وحدها وتدرس وتتعلم وتنال أرقى الوظائف وأعلى المناصب وتسكن بمفردها وتعيش وحدها فمن الأولى أن تختار وحدها من تتزوجه وتزوج نفسها منه، وهذا ما أباحه الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه.

حكم طاعة الوالدين في الزواج

بالنسبة لحكم رضا الوالدين عن الزواج وأهمية طاعتهما فإن جمهور الفقهاء ذهبوا إلى أن رضا الأهل عن الزواج مستحب ولكن ليس واجبا، ولا يمكن طاعتهما في شيء تحبه وأيضًا لا ينبغي طاعتهما في ما يكرهه الابن أو الابنة فلا ينبغي إجبار أحد على الزواج وإذا كان الله عز وجل قد حث الأنبياء لدعوة الناس على دخول دينه بالحسنى فما بالك بالزواج ومن المنطقي أن يفهم الناس أنه لا يمكن إرغام القلب على توجيه العاطفة لشخص معين أو صرفها عن شخص معين من خلال الضغط والابتزاز العاطفي الذي يمارسه الوالدان على الابن أو الابنة، لذلك طاعة الوالدين في الزواج يتوقف عند حدود معينة.

ما هي حدود تدخل الوالدين في زواج ابنتهم؟

لتدخل الآباء في حياة الأبناء حدود وخصوصًا الزواج فإن كان التدخل بمعنى الاستشارة ومباركة الزواج ورفض شخص لأنه غير صالح وغير مسئول وليس لديه دين ولا أخلاق ولا ضمير فمن الأفضل إدراك رؤية الآباء ولكن إن كان تدخل الآباء والأمهات لإجبار ابنة على الزواج من شخص بسبب حسبه أو نسبه أو ماله الوفير أو منصبه أو سلطانه فإنه لا يجوز وإن كان رفض زوج بسبب حالته المادية العادية وعدم وجود أموال لديه فلا يجوز طاعتهما أيضًا وأخيرا نرجو من العائلات أن يتركوا الأبناء يختارون طريقة حياتهم بالشكل الذي يحبونه ويرضونه حتى إن أخطئوا فإن لهم حق التجربة والخطأ في النهاية.

رضا الأهل عن الزواج شيء مهم وله قيمته ولكن لا ينبغي أن نجعله هو الأساس لأنه يجب علينا أن نختار الشخص الذي سيعيش معنا طوال حياتنا بأنفسنا ولو وصل الأمر للزواج بدون علمهم فربما ليس هناك خيار غير ذلك.

محمد رشوان

أضف تعليق

اثنان + عشرة =