تسعة
الرئيسية » كمبيوتر وانترنت » أنترنت » دعاية الإنترنت : كيف نستفيد من الإنترنت تسويقيًا بأفضل ما يُمكن؟

دعاية الإنترنت : كيف نستفيد من الإنترنت تسويقيًا بأفضل ما يُمكن؟

لقد اشتهرت دعاية الإنترنت في الآونة الأخيرة بطريقة سريعة جدًا، وقد غلبت بذلك الطرق التقليدية، فلماذا كل هذه الشهرة، وما هي فوائدها الحقيقة؟

دعاية الإنترنت

دعاية الإنترنت حاليًا أصبحت وسيلة عالمية بين الصغار والكبار، بمعنى أنه من الطبيعي جدًا أن تجد شركة كوكاكولا تصرف على إعلان ملايين الدولارات ومن ثم ينتشر على الإنترنت. وفي المقابل شركة مبتدئة أيضًا لديها الإمكانية أنها تعلن عن منتجها عن طريق دعاية الإنترنت، وهذا ببساطة لأن مستخدمي الإنترنت يوميًا يتزايدون، وهم أكثر من 2 مليار إنسان على سطح الكوكب. يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي ويستخدمون محركات البحث والمواقع الإلكترونية، والمواقع الترفيهية. وكل هذه الأشياء التي تجذب الإنسان تُستغل في فكرة خدمات البيع والشراء في عملية دعاية الإنترنت. فلو أخذت في الاعتبار كيفية استخدام الإنترنت كما يجب في عمل دعاية لمنتجك بطريقة حديثة وبطريقة ملفتة، فضمان نجاح الدعاية التسويقية لمنتجك يقدر بنسبة 100%. وهذا ما تراه ببساطة بين الكثير من الشركات الكبرى التي تجعل الإعلانات التسويقية لديهم ممتعة وليست مجرد تنويه عن منتج.

ما هي أساليب و طرق دعاية الإنترنت ؟

دعاية الإنترنت ليس لها حدود

الجميل في دعاية الإنترنت أنك لديك الآلاف من المنافذ للإعلان، أشهرهم دون شك هو الفيس بوك ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى مثل تويتر ومثل انستجرام وواتس أب. كلها مواقع تواصل اجتماعي شهيرة جدًا، والكثير من الشركات الكبرى تستغل رواج هذه المواقع. لأن حالياً أي شخص معه هاتف محمول، يكون معه تطبيق لهذه المواقع. وبالتالي لو حسبنا عدد البشر التي تستخدم مواقع التواصل الاجتماعي فقط من خلال الهاتف سنجد عدد رهيب من الناس، يكفي لأن تقدم أفضل دعاية الإنترنت على الإطلاق. ولذلك وجدنا في الفترة الأخيرة انتشار كبير في موقع فيس بوك لفكرة الدعاية، أو بمعنى أوضح أي شخص يريد أن يقدم نفسه لشريحة كبيرة من خلال موقع الفيس بوك، يدفع مقابل مادي وفي المقابل الفيس بوك سيعلن له عن الصورة أو الفيديو أو المنشور الذي يريد أن ينشره. ومن الممكن أن تكون الصورة عن سلعة أو الفيديو أيضًا عن سلعة أو ترويج للشخص نفسه.

تخيل معي أيضًا أنك تستطيع أن تنشر أي شيء تريده. فليس هناك رقابة على الإنترنت، بل أنت حر في نشر ما تريد. ولذلك نجد أن هناك، مثلًا مواقع مخصوصة لعرض سلع غير متداولة كثيرًا، مثل السيارات المستعملة. فكما نعلم أن السيارات المستعملة ليست لها أماكن للبيع مخصصة، وإن كانت فهي قليلة وغير متوفرة في كل الأماكن. ولذلك فكرة وجود موقع يتيح لأي شخص أن يبيع سيارته ويعرض ثمنها فهي فكرة بسيطة. والموقع يكسب زوار أكثر، وكلما كسب زوار أكثر كلما كان الموقع يجذب الإعلانات للمنتجات الأخرى أكثر. ومن هنا أصبحت دعاية الإنترنت عالم من المال والأعمال لا ينتهي، فأنت تدفع حتى تأخذ مال ومكسب أكثر في كل الأحوال. ولذلك في الدول الأوروبية، غالبًا التعامل النقدي قليل جدًا هناك، لأن عمليات البيع والشراء غالبًا أصبحت عن طريق الإنترنت وليس عن طريق النزول إلى الأسواق والتسوق، فأصبح الأمر غير محدود بالفعل.

دعاية الإنترنت تتميز بحرية التصميم

الجميل في الإنترنت أنك بداخله متاح لك أن تعرض أي شيء، فالأمر مثلما قلنا ليس عليه رقابة شديدة. وهذا في المقابل يجعلك قادر على حرية تصميم أي شيء دون إزعاج. لو أنت مثلًا شركة شهيرة في إنتاج السيارات، فعادي جدًا أن تصمم إعلان تجاري فيه أغنية، أو به لاعب شهير يقود السيارة، أو جعل السيارة نفسها تتكلم وتعلن عن نفسها بتقنيات شهيرة جدًا حديثة جدًا في عالم التصميم، فأنت حر. والجميل أن الآخرين حرين في رؤية الإعلان، وهذا سيجعل الإعلان على الإنترنت ليس مثل إعلانات التلفاز، التي تعتبر وقت ضائع من عمرك تنتظر فيه الباقي من المسلسل أو البرنامج المفضل لك، بل الأمر حر جدًا والحرية تجلب غالبًا الزبائن بطريقة أكثر. فلو قلت لأحدهم تعال اشتري منتجي لن يأتي لأنه سيشعر أن منتجك لا أحد يشتريه فلما هو سيشتريه! ولكن لو وجد إعلان والجميع في الإنترنت يتداولونه، سيجعل هذا الشخص يطلب بنفسه أن يستمع إلى الإعلان، ليعرف ما هو. وكلما زادت عدد مشاهدات الإعلان زاد أكثر الفضول عند الناس.

أيضًا حرية تصميم الإعلانات تجعل حرية في عرض السلع، فلو كان لديك سلعة تخص الأطفال، فسهل جدًا أن تجعل تصميمك يلفت نظر الصغار. لو كان يخص الأدوية فأنت حر حتى تجعل تصميمك طبي، وهكذا. وكل هذا يصب في الأخير لأن يجعل دعاية الإنترنت منطقة غير محدودة من عرض الإعلانات والسلع والدعاية بشكل غير محدود أيضًا. مما يسبب الازدهار الاقتصادي العالمي جمعًا. وهذا إن كنت لا تعلم ولكنه أمر شديد الجودة والإفادة على المدى الطويل، حيث أن هناك اقتصاد لدول قائمة على دعاية الإنترنت وتسويق منتجاتها والتصدير للبلاد الأخرى مثل اليابان والصين وأمريكا.

دعاية الإنترنت الأقل تكلفة

أول قواعد الدعاية والإعلان هي كيف تصنع ترويجًا دعائيًا هائلًا بأقل تكلفة ممكنة؟ وهناك مثل بريطاني يقول “أنه لو لديك عشرة جنيهات فيجب عليك أن تستثمر في السلعة جنيهًا واحدًا والتسعة الآخرون في الدعاية”. وهنا ربما تقول، كيف تسعة مقابل واحد يكون تكلفة قليلة؟ ولكن الذي أريد أن أوضحه لك هو أنك إذا أردت أن تنجح دعائيًا يجب أن تستغل كل مبلغ ستقدمه في الدعاية كما يجب. بمعنى، لو فتحت محل تجاري، وفقط قررت أن تطبع كروت دعائية صغيرة تعطيها للناس عندما يدخلون المحل التجاري الخاص بك، فهل تعلم أن تكلفة الألف كارت أكثر من تكلفة إعلان تجاري على الفيس بوك الذي سيصل إلى أكثر من 120 ألف شخص؟ أترى الفرق عزيزي القارئ؟ وهذا ما أقوله في أن دعاية الإنترنت هي أقل تكلفة وأكثر إنتاجًا بمراحل من أي دعاية مادية ستدفع بها نقود. ولذلك انتشر في الآونة الأخيرة شيء مهم جدًا تجاري وهو ما يدعى “المولات الإلكترونية”.

المولات الإلكترونية

بمعنى أن هناك شخص يدفع كل ماله في أن يحضر بضائع عبارة عن ملابس مثلًا ويضعها في بيته، ومن ثم ينشأ مجموعة في موقع فيس بوك أو واتس أب فيها الكثير من معارفه. ومن ثم ينشر على هذه المجموعة الإلكترونية صور للبضائع التي لديه ومن يريد هذه البضائع سيأخذها بسعر أرخص من المحلات التجارية التي تزود قيمة السلعة بناءً على إيجار المحل التجاري، والضرائب التي تضاف عليهم، وثمن فواتير الكهرباء التي يستخدمها المحل في العمل، وثمن العمال. كل هذه الزيادات لا تكون موجودة عند هؤلاء الذين يتاجرون في المولات الإلكترونية. لأن لديهم العرض المفتوح من خلال دعاية الإنترنت وفي نفس الوقت مجاني دون حتى أن يدفع أي مصاريف أو إعلانات تجارية. كل ما يحتاجه هو وصلة الإنترنت، والتي بالفعل موجودة في أغلب البيوت في مجتمعنا، ولا استغناء عنها.

سرعة الانتشار

دعاية الإنترنت تضمن لك سرعة الانتشار بصورة كبيرة جدًا وهذا لسبب بسيط، لكثرة استخدام الإنترنت حول العالم وفي كل بلد. ولذلك عندما تقرر استخدام مجال للإعلان حاول دائماً ألا تفكر بصورة تقليدية، المحلات التجارية أو الشركات أو المصانع جميعهم يبحثون عن شيء مهم جدًا في فكرة كيف تصبح الأكثر انتشارًا من حيث الإعلان عن المنتج. ولذلك تجد حاليًا الأشياء المضحكة أو الإعلانات المضحكة هي السائدة جدًا في دعاية الإنترنت وهذا لأن الجميع يحب أن يضحك. ومن هذا الاحتياج الإنساني للسعادة فمصممي الإعلانات عرفوا جيدًا كيف يستغلون هذا الاحتياج بذكاء شديد، لتصبح المبارزات الإعلانية في دعاية الإنترنت عبارة عن فيديوهات مضحكة جدًا والأكثر إمتاعًا غالبًا هو الأكثر نجاحًا. فتخيل عزيزي القارئ عندما يستمع الشخص إلى إعلان يضحك، وعندما يقف في السوبر ماركت ويرى نفس هذه السلعة الذي نشأ بينه وبينها علاقة عاطفية مبنية على تذكره للضحك من خلال الإعلان، عندها فسيشتريها بالتأكيد.

البيع الإلكتروني

جميعنا تعلم شراء السلع حالياً إلكترونياً، وهذا ببساطة لأن الإنترنت أصبح سوق لا محدود من العرض والطلب. ولذلك توجد مواقع ضخمة جدًا مثل موقع أمازون الذي يتيح لك أن تشتري أي سلعة ومن ثم يرسلها لك في أي مكان في العالم. لأن أمازون له فروع في كل العالم، وقس على هذا مواقع كثيرة جدًا مثل أولكس مثلًا. بل وهناك أسواق في هذه المواقع فمثلًا أنت تريد أن تشتري حيوان معين، تدخل على هذه المواقع وتبحث عن قسم الحيوانات، وتفاجئ بالكثير والكثير من أنواع الحيوانات المعروضة للبيع في هذه المواقع على عكس المتوقع تمامًا. وهناك الكثير من الأسواق فهناك سوق السيارات والعقارات والأجهزة المنزلية والأجهزة الكهربائية والأجهزة الإلكترونية، وكلها بأسعار أقل من المحلات التجارية، مما يجعل طريقة البيع والشراء سهلة جدًا. فأنت حتى لا تحتاج إلى أن تنزل من بيتك كي تشتري السلعة، بل فقط كل ما عليك فعله هو أن تستمع إلى فيديو يعرض السلعة في اليوتيوب وإن أعجبتك فليس عليك سوى أن تضغط على خانة شراء وهكذا يكون تم الأمر ببساطة.

معرفة الذوق العام

الجميل في دعاية الإنترنت هو أنك تستطيع معرفة الذوق العام للشراء والبيع، ومن هنا تستطيع لو كنت صاحب شركة أن تطور منتجك ليناسب الذوق العام المنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي. فمثلًا لو كنت في مقاطعة معينة في أمريكا، فأنت ببساطة ستبحث عن أشخاص يعيشون في هذه المنطقة وتتابعهم وتعرف ميولهم ورغباتهم عن طريق فريق معين، ومن ثم غالبًا التحليل النفسي يكون صحيح. ومن ثم تنتج الشركة منتج نفسيًا يناسب هذه الفئة من البشر، وهكذا. فالملابس حاليًا لا يوجد بها شيء اسمه موضة، بل الذي يحدث هو أن كل مصنع ملابس يأخذ تصميم من على الإنترنت ويروجه عن طريق دعاية الإنترنت، فيصير هذا هو الذوق العام للملابس. فالأمر لم يقتصر فقط على معرفة الذوق العام بل على فرض الذوق العام على المجتمعات من خلال عرض المنتجات بطريقة متكررة.

استهداف الزبائن

دعاية الإنترنت تمكنك من فكرة استهداف الزبائن، ففي موقع فيس بوك عندما تقرر أنك ستقوم بعمل إعلان مدفوع الأجر، ففي طلبات الإعلان يُطلب منك أن تحدد الفئة العمرية المستهدفة للإعلان، والاهتمامات إن أردت. لأن أي مرتاد للفيس بوك غالبًا هو يسجل اهتماماته، نوعية الأفلام والكتب والمزاجية، النوع سواء ذكر أو أنثى، كل هذه الأشياء تساعدك في الأخير أن تفعل شيء مهم جدًا في دعاية الأنترنت وهي أنك توجه كل نقودك للفئة المقصودة. والأكثر من كل هذا فالأمر يمكنك من تحديد المنطقة السكنية التي تريد توجيه الإعلان فيها. حيث أنك لو كنت تريد الأشخاص الذين يعيشون في هذا المكان فقط هم من يرون هذا الإعلان فأنت إذًا ضمن معجبين كثيرين محتملين بمنتجك، ولن تضيع أموالك على من لن يستطيع شراء منتجك في كل الأحوال.

أخيرًا عزيزي القارئ دعاية الإنترنت مفيدة جدًا فوق ما تتخيل، ولذلك حاول أن تستخدمها جيدًا وبحكمة. حتى تعرف في المستقبل كيف تبني من خلالها قاعدة جماهيرية ممتازة لمشروعك، أي كان نوع هذا المشروع.

سلفيا بشرى

طالبة بكلية الصيدلة في السنة الرابعة، أحب كتابة المقالات خاصة التي تحتوي علي مادة علمية أو اجتماعية.

أضف تعليق

15 − ثلاثة عشر =