خلافات الأصدقاء المرتبطين من أكثر الأشياء المربكة لأي إنسان حيث بما أنك صديق مشترك لكليهما فإنك ستضطر لمحاباة كل طرف بالتساوي وفي نفس الوقت ينتظر كل طرف أن تقف إلى جواره هو ضد الطرف الآخر وتنتصر له في هذا الخلاف سواء بحسن نية مثل أن يكون كل واحد يرى أن لديه الحق وبالتالي يجب أن تقف مع الحق ضد الظلم والافتراء والاستبداد الذي يمارسه الطرف الآخر أو بسوء نية من أجل الضغط على الطرف الآخر للاعتراف بالخطأ الذي فعله أو لقبول الخطأ من الطرف الذي مارسه والتعامل معه كشيء اعتيادي، أعتقد أن الموضوع مربك وصعب لأقصى درجة وللأسف الخاسر الأكبر هنا هو الصديق المشترك لأنه ليس لديه في الأمر أي مصلحة سوى أن علاقته بصديقيه أصبحت مهددة، فكيف يمكنك التعامل مع هذا المأزق؟ مع الأخذ في العلم أنه يتكرر على الدوام.
استكشف هذه المقالة
خلافات الأصدقاء المرتبطين في حالة الانفصال
هناك عدة مشاكل تحدث عند خلافات الأصدقاء المرتبطين تؤدي للانفصال وللأسف ينبري المعظم في انتقاد أحد الأطراف والانتصار لآخر والعمل على إفساد الجو أكثر وأكثر سواء بسوء نية أو بحسن نية كأنه سمع من أحد الأطراف وروايته والتي بالطبع ستبرز استبداد الطرف الآخر الكتوم ومدى ظلمه له، وستركز على ملائكية الطرف الذي يحكي لك وبالتالي تقوم أنت بناء على هذه الرواية الأحادية بالانتصار لصاحب هذه الرواية والقدح في الطرف الآخر والطعن فيه ونشر الأمر بين الأصدقاء المشتركين أيضًا مبالغة في كراهية هذا الصديق رغم أنه صديق لك لكنه اختار احترام الخصوصية وعدم الحديث وفي النهاية هذا فعل ذميم ولا يمكن أخذ موقف شخص دون الآخر، عليك احترام الحالة، عليك احترام العلاقة السابقة بين الطرفين واحترام علاقتك بكليهما ومن ثم عدم معاداة طرف لصالح الآخر أو الانتصار لطرف على حساب الآخر.
في حالة اللجوء إليك للحكم بينهما
إذا كنت صديقا مقربا لصديقين لك مرتبطين فإن خلافات الأصدقاء المرتبطين تتحول بالنسبة لك إلى حالة مستمرة من الشكوى والتذمر وفي نفس الوقت تناسي في حالة الفرح أو السعادة، بالطبع سيحتفظان لفرحتهما لهما سويا لمزيد من الخصوصية أما الخلافات والأزمات ستكون من نصيبك وحدك وستضطر بالطبع المشي على الحبال من أجل عدم إغضاب أحدهما منك وفي نفس الوقت الانتصار لصاحب الحجة الأقوى وإفهام الطرف الذي حدث لديه سوء تفاهم بأنه أخطأ في تحميل الموقف أكثر مما يتحمل، بالتالي في حالة لجوء صديقين مرتبطين لك عند الخلاف لا يجب أن تأخذ صف أحد وتتحدث بموضوعية وتلقي اللوم على الجميع بشكل مبدئي أو تبرئ ساحة الجميع أيهما المناسب لك ثم تسمع من كلا الطرفين كل على حدة في وجود الآخر وعلى مسامعه، ثم تسمع من الآخر دون إعطاء فرصة للآخر التعليق عليه أثناء حديثه، ثم تسمع منهما ما نصه هل يوافقان على حكمه مهما كان، فإن كان نعم فعليك أن تتحدث بكل موضوعية واهتمام، دون تجريح أو إهانة لأحد.
التواجد معهما أثناء الخصام
لا يمكن فصل الصداقة عن خلافات الأصدقاء المرتبطين بأي حال من الأحوال فمعنى أنك صديقهم أنك ستشهد على خلافاتهم وعلى مشاعرهم الطيبة على حد سواء، فسوف يحكون لك اللحظات السعيدة كما سيحكون لك اللحظات المؤلمة أيضًا، وتواجدك في محيطهم سيجعلك تشهد هذا الخصام بالتالي ستكون في موقف محرج والجو متوتر حولك ومشحون ولا يمكنك بالطبع أن تتعامل بشكل طبيعي في مثل هذا الجو لذلك ستتوجه بالسؤال لهما حول أسباب الخصام وعليهما أن يبوحا بما يمكنهما الحديث عنه حتى لا يظل الجو مشحونا بهذا الشكل على الأقل في وجودك، وهذا ليس تدخلا في الخصوصيات بل هذا بسبب وجودك معهما من حقهما عليك شرح الأسباب التي تجعل الجو مشحونا ومتوترا.
خلافات الأصدقاء المرتبطين اليومية
هناك رغبة ملحة وغريبة إلى حد ما في شجار الأشخاص المرتبطين مع بعضهما كل يوم، وفي نفس الوقت حكي كل هذه الخلافات بتفاصيلها المُلحة إلى صديق مشترك، وللأسف لا تحل هذه الخلافات ولا يتوقفان عن التذمر والشكوى، والغريب أنهما سرعان ما يتصالحان ويبقى للصديق المشترك فقط حرق الدم والأعصاب يوميا بسبب الخلافات ومحاولة المحاباة لكلا الطرفين، وللأسف هذا استنزاف ممل لا يمكننا الوقوف عنده والمرور كمرور الكرام، بل يجب علينا أن نوقف هذه المهزلة عند حدها، فيمكن للإنسان أن يتحمل خلافات الأصدقاء المرتبطين الكبيرة بحكم الصداقة أما تلك اليومية فيمكنه أن يقول بمنتهى الصراحة أنه لا يتحمل هذا الوضع أو أن يحاول التهرب حتى لا يجد نفسه موضوعا في هذه الدائرة للأبد وما من وسيلة للخروج منها.
خلافات الأصدقاء المرتبطين المتعلقة بالغيرة
للأسف الشديد معظم خلافات الأصدقاء المرتبطين تكون متعلقة بالغيرة وللأسف علينا جميعا أن نفهمها ونحاول التعاطي معها كأنها أشياء مهمة بالطبع، وفي كل الأحوال لا يجب علينا أن نتفاعل مع الأمر كأنه نهاية العالم بمعنى أن نقدر غضب أحد الأطراف ومحاولة الطرف الآخر تبرئة نفسه كأنها تهمة بالقتل والسرقة والسطو المسلح، وفي نفس الوقت نرى الأمر من منظور أنه حدث عابر علينا ألا نعطيه كل هذه الأهمية، ومحاولة التعامل بهذا الشكل ستجعلنا نضع خلافات الغيرة في مكانها الصحيح على هامش الحياة اليومية، ما لم يكن هناك دليلا دامغا على تطور الأمر لأكثر من مجرد غيرة صماء فإننا لا يجب أن نتعامل مع الأمر بأكثر من هذا.
ابق على الحياد طالما سمعت من طرف واحد
يوجد نصيحتين عموما للتعامل مع خلافات الأصدقاء المرتبطين بشكل عام، أولهما أن تبقى على الحياد دائما طالما سمعت في طرف واحد فعليك أن تتفوه بالكلام الموضوعي المحايد وتثبت على أنك سمعت من طرف واحد فحسب بالتالي ليس عليك أن تصدر حكما أو تنتصر لرواية ما لم تسمع الرواية الأخرى وفي النهاية أي حكم أحادي ستأخذه سيكون ضدك أنت وحدك من كلا الطرفين لأنهما في النهاية الأقرب لبعضهما وأنت الصديق الذي ربما ستدور الشكوك حوله أنه يريد إفساد الحياة العاطفية لصديقيه، أي أنك يجب أن تكون حذرا في هذه الأمور من أجل نفسك لا من أجل أي شخص آخر.
لا تتردد في الحديث بموضوعية أمام الطرفين
وفي النهاية نقول لا تتردد عن الحديث بموضوعية أمام الطرفين لأنهما في حاجة إلى ذلك خصوصًا أن الخلافات تنشأ بعدم انزعاج كلا الطرفين من عدم تبني الطرف الآخر رؤيته وكأنه بمجرد ارتباط الشخص بشخص آخر فقد امتلك عقله وذهنه وأفكاره وعقيدته وتوجهاته ويصيبه الاندهاش كيف تجرأ حبيبي على التفكير والتوصل إلى وجهة نظر مخالفة لي ولم يتورع عن البوح بها والتعبير عنها؟ لذلك هما يريدان طرفا ثالثا يتحدث بموضوعية وينزع عنهما الخرافات العاطفية العملاقة التي ترسبها المشاعر بهذا الشكل، لذلك طالما أن كلا الطرفين أمامك لا تتردد عن الحديث بموضوعية وتوضيح الأمور.
خلافات الأصدقاء المرتبطين شر لابد منه وللأسف لن تكون صديقا مخلصا ما لم تتورط فيها وفي حلها وأذكر أنني ظللت ليلة كاملة أصالح صديقي على بعضهما بشكل أثار أعصابي لأقصى درجة لذلك عليك أن تجد النقطة الفاصلة بين الاستنزاف الذي يحدث لك وبين الحفاظ على إخلاصك في صداقتك.
أضف تعليق