ما مدى ضمانك أن تتحقق خططك للمستقبل ؟ دوماً ما نحلم بالغد ومن ثم نضع على مجيئه الكثير من التوقعات والآمال والأحلام، وقليلاً ما نتخذ الخطوات الصحيحة لتحقيق تلك الأحلام، وبعضاً منا قد يأخذ خطوة أو أثنتين في اتجاه حلمه هذا ومن ثم يقوم بوضع الخطط والترتيبات ظناً منه أنه هكذا يكون قد وضع نفسه على أول الطريق النجاح وتحقيق الأحلام وبالفعل قريباً ما يبدأ برؤية القليل من خططه تتحقق وسرعان ما تتهدم تلك الخطوات القليلة التي أتخذها، ويكون ذلك بسبب عدم التخطيط بشكل صحيح أو التوهم بأنه قد سار على كل خطوات النجاح والتخطيط ولكنه في الواقع لم يتمكن من ملازمتهم جميعاً بالشكل الملائم ولذلك يجب عليك أن تدرك كيف أن النجاح يبدأ دائماً بأول خطوة، فإن كانت تلك الخطوة صحيحة وملائمة ستقودك كالصاروخ إلى تحقيق خططك للمستقبل .
أهم طرق ضمان تحقيق خططك للمستقبل
هل التخطيط مهارة؟
خططك للمستقبل تضمن كل ما ترغب في تحقيقه بشكل جدي والمستقبل يبدأ من اللحظة التالية ومن ثم فقد يكون ذاك المستقبل الذي ترغب في تحقيق خططك من خلاله قريباً أي بعد عدة لحظات أو عدة أيام وقد يكون ذلك المستقبل الذي تتجه إليه بخططك وأحلامك بعيداً بعد سنة أو عشر سنوات، وعلى حسب تلك المدة الزمنية تتأثر خطتك، حيث أن الزمن يعد إحدى العوامل المهمة والأساسية في أي خطة، بل إن الزمن تصل أهميته أن من شأنه إنجاح الخطة أو إفشالها تماماً، أما أول خطوة للتعامل مع خططك للمستقبل بالطبع تعد وضعك لتلك الخطة أولاً وهنا نواجه تساؤلاً هاماً هل التخطيط مهارة ولماذا هو كذلك؟!، في الواقع إن التخطيط هو أحد المهارات الفكرية المميزة جداً وتلك المهارة تدعم الفرد وتساعده على تحقيق أهدافه عن طريق ضبط الكثير من الاستراتيجيات المساعدة، حيث أن التخطيط يساعد الفرد على التفكير في كيفية إتمام مهمة ما حتى قبل أن يبدأ ذلك الفرد في القيام بها بشكل عملي ما يسهل تلك المهمة، على سبيل المثال إذا أراد فنان أن يرسم لوحة ما وسار على خطوات التخطيط الصحيحة سوف يجد نفسه يفكر فيما هي المواد التي سوف يحتاجها لإتمام ذلك العمل، ثم سوف يفكر في الكيفية التي سوف يوفر بها تلك المواد، ومن ثم سيقوده تفكيره إلى ترتيب وتجميع تلك المستلزمات تبعاً لأهميتها وأولويتها وسيكمل هكذا جميع الخطوات حتى ينتهي من تنفيذ خططه التي سبق وأن وضعها، وهكذا فإن وضع خططك للمستقبل يعد أهم وأقوى خطوة في تحقيق تلك الخطط.
أجبر نفسك على التخطيط
كم مرة قد تحدثت عن خططك للمستقبل بدون أن يكون لديك خطة محددة ومكتوبة تنتوي أن تتبعها؟ حيث أنه في الواقع يتحدث الناس عن الخطط المستقبلية أكثر بكثير مما يخططون لحياتهم أو لمستقبلهم بالفعل، خططك للمستقبل ولفظة الخطة عموماً تستخدم كثيراً كنوع من التلقائية في الحديث بدون أن يدرك المرء أهمية الخطط بشكل كافي، ولذلك يجب أن تدرك حقيقة مهمة تسطع بأشعتها كالشمس حول الأشخاص الناجحين وتلك الحقيقة تتمثل في أن التخطيط هو أول وأهم خطوة نحو النجاح وتحقيق الأهداف وهكذا إن كانت لديم رغبة قوية وصادقة في تحقيق خططك للمستقبل يجب أن تجبر نفسك على وضع خطة ومن ثم سوف تجد نفسك تلقائياً تقوم بتطبيق تلك الخطة، وكذلك من أهم المفاهيم التي يجب أن تقنع عقلك بها وتحفظها به كواحدة من المسلمات أنه لا يوجد فشل يمكن أن يسمح به في تلك الخطوة، حيث أن الفشل في التخطيط هو تخطيط للفشل كما يقال ولذلك يجب أن تكون تلك الخطوة أساسية ولا يوجد هناك تراجع أو فشل بها ولا بديل لها إذا أردت النجاح وتحقيق خططك للمستقبل وكل أحلامك وطموحاتك.
كيف تعود نفسك على تحضير خططك للمستقبل ؟
من الضروري أن تجعل التخطيط مهارة دائمة التطبيق في حياتك، والمهارة هنا تعني أن التخطيط هو أحد الصفات التي تكتسب مع الوقت ومن ثم يتمكن الفرد بعد ذلك من تنميتها وشحذها وتطويرها لكي تلائم متطلباته واحتياجاته وفي نفس الوقت تلائم قدراته، وهناك خدعة يستخدمها العديد من الأشخاص الناجحين على مر التاريخ، وتلك الخدعة من شأنها جعل الفرد يتعود على التخطيط كإحدى الأمور اليومية التي يفعلها بتلقائية، وتلك الخدعة تطلب أن يدرج الفرد وقتاً ثابتاً ومخصصاً لوضع الخطط خلال يومه وبالتالي سوف تجد أن تلك الخدعة تساعدك على تحويل التخطيط من مجرد مهارة مكتسبة إلى عادة يومية مهمة مدرجة بشكل ثابت في جدول أعمالك اليومي، وتلك العادة سوف تساعدك على ترتيب أولوياتك ومن ثم سوف تحسن قدرتك في التفريق بين خططك للمستقبل البعيد و خططك للمستقبل القريب، ومن المفضل أن تجعل خطتك تلك واسعة النطاق وتحافظ على تلك العادة حتى في أوقات الاسترخاء والسفر، لأنك سوف تجد أن تلك الخطط سوف تساعدك على تجنب إهدار وقتك وبالتالي العمل على مضاعفة الاستمتاع، أما توسيع نطاق خططك يعني أنك حين تضع خطة يومية بسيطة تأكد من وضع خطة اليوم وجميع النقاط الأساسية حول خطة غد لأن ذلك سوف يساعدك على التفكير في الأمر ومراجعته قبل النوم بشكل سوف يحسن من تجربتك مع مهارة التخطيط.
ما هي الثلاث خطوات السحرية لكي تحقق خططك للمستقبل ؟
إن العلامة الرئيسية والمميزة للمفكرين الناجحين في حياتهم هي قدرتهم على توقع العواقب الناجمة عن فعل شيء ما أو عدم فعله بشكل صحيح ومضبوط، وفي نفس الوقت يتمكن أولئك الناس من ضبط قدرتهم على التفكير في الخطط طويلة المدى بدون تشتيت وقد أثبتت التجارب والدراسات أن العواقب الكامنة في كل فعل والتي تحدث ترتباً على هذا الفعل تحدد مدى أهمية ذلك الحث على حياتك ومجرياتها، وبتلك الطريقة في التفكير المنطقي والمنهجي تتمكن من تحديد الأولوية التالية على قائمة مهامك، وهناك عدة خطوات إذا التزمت بها تمكنت من تحديد خططك للمستقبل بشكل سليم وناجح.
لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد
ذلك القول المأثور المعتاد سماعه كالنصيحة الذهبية دائمة الفعالية من أجل النجاح وتحقيق الخطط ورغم أن الكثير من الأفراد اعتادوا السخرية من ذلك القول أو إظهار سيطرتهم الكاملة على كل ما يطلب منهم من مهام وواجبات إلا أن ذلك القول قد أثبت صحته على مدار التاريخ وحول العالم مع جميع الاختلافات الثقافية نظراً إلى أنه يوجد لكل مهمة مهلة زمنية محددة يجب أن تنجز فيها وإن تعديت تلك المهلة أصبح ذلك يسمي إهداراً للوقت وإهدار الوقت يلازمه تراكماً في المهمات وذلك التراكم يؤدي لإفساد الخطط، وقد يرى بعض الأفراد أن عدم كفاية الوقت هي حجة كافية لعدم أداء المهمات في وقتها ولكنفي الواقع هناك هذا القانون الذي يقر بأنه ليس هناك وقت لفعل كل شيء ولكن بالفعل هناك دائماً وقت كافي لأداء المهمات الضرورية والأكثر أهمية، والدليل على هذا القانون سوف تكتشفه بنفسك حين تطرح عليها سؤالاً هاماً ألا وهو إن كان لديك امتحاناً هاماً غداً في الفيزياء مثلاً ولم تذاكر تلك المادة للوقت الكافي بالرغم من صعوبتها الشديدة سوف تتمكن من إدارة تلك الأزمة وإيجاد الوقت لمذاكرة المادة بأكملها أو على الأقل أغلبها وكثيراً ما يتعجب الشخص من تلك القدرة الخارقة التي تأتيه في تلك الفترة القصيرة بعد أن يتنبه عقله لضرورة هذا العمل ولذلك يجب عليك ألا تدع لعقلك إمكانية اختيار حل بديل لأنك حين تريد فعل شيء ما وتجبر نفسك على ذلك سوف تفعله بدون أي أعذار متجنباً أي تأجيلات.
القانون الثاني
تحقيق كل خططك للمستقبل بالشكل المثالي هو بالطبع أمر مميز ومرغوب فيه بشكل كبير ولكن مع ذلك هناك قانون آخر قد فرض نفسه على الساحة العملية بشكل قوي، وذلك القانون قد أثبتته كل التجارب العملية وهذا القانون يقر بالآتي: “لن يتوفر لديك أبداً الوقت الكافي لكي تفعل كل ما ما يتوجب عليك فعله”، ويبدو ذلك القانون واضحاً جداً حينما يتم تطبيقه أو دراسته على الأشخاص الذين يعملون في أشغال حقيقية، فقد وجدت الدراسات أن الأفراد الآن في عملها اليومي تكلف بمهام تمثل مائة وثلاثون ومائة وخمسون في المئة من قدراتهم الواقعية مما يجعل عليهم ضغطاً كبيراً في المهام والواجبات التي يتوجب عليهم إنجازها بل في الواقع إن مرور الوقت لا يحسن من الأمر شيئاً بل بالعكس فمع مرور الوقت تستمر المهام والواجبات والأعمال في التراكم والتكدس ولا يسع الفرد سوى العمل على إنجاز تلك الأعمال، ومن ثم يوقفه عائق هام ألا وهو عدم توفر الوقت الكافي لإنجاز كل تلك الأعمال ولهذا يجب أن يعمل الفرد بطريقة ذكية وتلك الطريقة تضمن التخطيط وترتيب الأولويات حسب الأهمية والضرورة الزمنية، ومن الأشياء المشجعة رغم لمحة التشاؤم التي قد يلحظها الفرد في ظل هذا القانون إلا أن الاختبارات أثبتت أن كل فرد عامل لديه في المتوسط ما يعادل الثلاث مئة ساعة وصولاً إلى الخمس مائة ساعة من الأعمال الورقية التي تنتظر أن يتم إنجازها سواءً في المنزل أو في المكتب، وما يعنيه هذا أنك لن تتمكن أبداً من إنجاز كل شيء وهكذا ضع خططك للمستقبل ولا تقلق إن قمت بتفويت شيء أو أثنين لأنك بالتأكيد سوف تعوض ذلك.
مواعيد التسليم النهائية هي مجرد أعذار
يعتقد العديد من الأشخاص أن مهارتهم في العمل وجودة المهمة التي يقومون بها تزداد مع وجود ضغط يفرضه موعد التسليم النهائي في حين تحديده، ولكن في الواقع سنين عديدة من الأبحاث والتجارب العملية أثبتت خطأ ذلك الاعتقاد ولكن في الواقع فإنه من الأفضل أن تحسن من مهارتك في التخطيط إذا كنت ترغب حقاً في تحقيق خططك للمستقبل ، وبعد ذلك ينصح بأن تحدد وقت احتياطي كخطة بديلة لكي تتمكن من تعويض أي مهمة فوتها أو لم تنجزها بالشكل الملائم، والنصيحة الذهبية التي تتبع تلك القاعدة تتضمن عدم اعتمادك على المواعيد النهائية للتسليم ولكن بدلاً من ذلك حدد أنت لنفسك موعد بديل للتسليم تبعاً للمجهود والوقت الذي تراه مناسباً لإتمام ذلك العمل ثم أضف عليه عشرين في المائة كوقت زائد أحتياطي ومن ثم أعمل على عدم تخطي تلك المدة، أو هناك تلك الخدعة التي تتضمن إنجاز العمل بشكل يتعدى الممتاز وبالتالي سيعوض ذلك المدة الزمنية الزيادة التي رغبت بها لإتمام هذا العمل.
كيف تستطيع التخطيط بشكل صحيح؟
هناك ثلاث أسئلة رئيسية إن قمت بطرحها على نفسك سوف تتمكن من تحديد أولوياتك وبالتالي تحفزك على عدم التأجيل وإنجاز أهم أعمالك في الوقت المحدد لها بدون تأخير، كما تساعدك تلك الأسئلة على التركيز على أهدافك والتخلص من التشتت الناتج عن كثرة المهمات المطلوب إنجازها وما ينتج عنها من تراكمات أو توتر، السؤال الأول الذي يجب أن تطرحه على نفسك يجعلك تتساءل حول أعلى مهماتك قيمة، أو بمعنى آخر ما هو أهم عمل يجب أن تقوم به نظراً لارتفاع قيمته؟، وذلك يعد أحد أهم الأسئلة التي تساعدك على تطوير مهارتك في التخطيط وللإجابة عن هذا السؤال يجب أن تطرحه على نفسك فقط أولاً وتجيب عنه شخصياً ومن ثم يتوجب عليك الاستعانة بآراء مدرائك في العمل وزملاؤك وحتى أنه يمكنك أن تستشير عائلتك وأصدقائك حيث أنه من الضروري للغاية أن تحدد بشكل واضح ونقي كالكريستال ما هي أعلى مهماتك قيمة قبل أن تبدأ بالعمل على مرحلة التنفيذ وتحقيق خططك للمستقبل .
السؤال الثاني
السؤال الثاني يعد أحد أهم الأسئلة التي يجب أن تطرحها على نفسك بشكل تكراري من حين إلى آخر حيث أنه يساعدك على تحفيز نفسك والثقة في قدرتك على الإنتاج والإبداع، مما يترتب عليه نجاح مضمون في تحقيق خططك للمستقبل أياً كانت تلك الخطط ومهما بدت بعيدة أو صعبة في بداية الأمر، وذلك السؤال الذي يجب أن تطرحه على نفسك ثم تجيب عليه بشكل صريح وقوي يقول” ما هو الشيء الذي يمكنني، ويمكنني أنا وحدي بشكل خاص أن أقوم به، والذي إذا قمت به بشكل جيد، من شأنه أن يحقق فرقاً حقيقياً؟”، وهذا السؤال يعد من الأسئلة التي يحرص المديرين الناجحين دائماً على زرعها وطرحها بشكل دائم في عقول الموظفين حيث أن هذا السؤال بالتجربة أثبت نجاحه في جعل ال أفراد يبذلون الحد الأقصى من قدراتهم في أي عمل يقومون به وبالتالي يظهرون فاعلية كبيرة في أي عمل يوكل إليهم، حيث أن طرح هذا السؤال يساعد الأفراد على اكتشاف القوة الداخلية الكامنة لديهم والحفاظ على شعلة الحماس والتحفيز متقدة في أعينهم حول أي عمل يتوجب عليهم إنجازه، ويذكرهم ذلك السؤال دائماً بما يتمكنون من القيام به.
السؤال الثالث
السؤال الثالث مميز للغاية لأنك تستطيع طرحه على نفسك في كل لحظة من كل وقت وسوف تكون إجابته مختلفة ومحددة في كل مرة تقوم فيها بطرحه على نفسك، لأن الخطوة الأولى والتي تشغل بالك بشكل كبير في تلك اللحظة هي استخدام مهارتك في التخطيط من أجل طرح أسئلة تتمكن بعد ذلك من الإجابة عليها بشكل واضح وصريح قبل أن تبدأ بالعمل على تنفيذ بنود خطتك إن كنت ترغب في تحقيق خططك للمستقبل بشكل فعال وناجح وفي خلال وقت ليس بالطويل، وذلك السؤال المميز الذي تستطيع طرحه على نفسك في كل وأي وقت يقول” كيف أتمكن من استغلال وقتي بالشكل الأمثل، وقتي الذي يمر بي الآن وفي تلك اللحظة تحديداً؟” وذلك السؤال غرضه تحديد العمل الأكثر قيمة وله الأولوية لكي تنفذه في تلك اللحظة التالية على طرحك له، ويجب أن تتعود داخلياً ونفسياً على طرح مثل ذلك السؤال بشكل دائم لكي لا تمر عليك أي لحظة بدون فائدة، فهناك مثل إنجليزي يقول أن الوقت يساوي المال وقد أعترف العالم أجمع الآن خاصة في ظل ما يعانيه واقعنا من سرعة شديدة في كل شيء بأن الوقت عامل مهم للغاية في نجاح أي فرد وأن الأشخاص الناجحين والمتميزين في أعمالهم يحرصون دائماً على عدم إهدار أي ثانية بدون فائدة تعود عليهم من استثمارها.
ما هي أهمية تلك الأسئلة؟
تلك الأسئلة تعد مميزة جداً وقد أثبتت نجاحها في جعل الأفراد متميزين في أعمالهم ومهماتهم، حيث أن تعويد النفس على طرح تلك الأسئلة ومن ثم الإجابة عنها بشكل محدد ومباشر تجعلك تتمكن من إتقان معارات رئيسة يتطلبها الفرد في حياته بشكل تلقائي مثل مهارة إدارة الوقت مثلاً، والإجابة عن تلك الأسئلة بشكل صحيح بدون أي خداع للنفس أو أي محاولات زائفة لتجميل الواقع أو إظهاره عكس حقيقته تعد المفتاح الرئيسي الذي سوف يمكنك من التخلص من آفة التأجيل وبالتالي تحقيق خططك للمستقبل بشكل ناجح، لأنه في كل لحظة من كل يوم سوف يظل دائماً هناك ذلك العمل الذي يتمتع بالأهمية أكثر من غيره، والذي يتطلب الاهتمام به وسرعة إنجازه وإعطاءه الأولوية المطلقة والذي يحدث هنا هو أنه بعد أن تتمكن من تحديد هوية ذاك العمل في تلم اللحظة بالتحديد من خلال طرح وإجابة الأسئلة سالفة الذكر ومن ثم إنجاز هذا العمل والتخلص منه من على قائمتك للمهمات سيظهر لك في اللحظة التالية لها العمل شديد الأهمية التالي والذي يستحق الأولوية المطلقة وبالتالي نجد جوهان وولفجانج يعبر عن تلك الحالة انطلاقاً من خبرته قائلاً ” قم بالعمل المهم ذو المرتبة الأولى على قائمتك الآن ولا تقم بالعمل رقم أثنين مطلقاً” حيث يرى أن المهمات ذات الأولوية لا يجب أن تقع مطلقاً تحت رحمة أو تأثير المهمات التي تليها في الأهمية والأولوية في تلك اللحظة بالتحديد.
كيف تفكر في خططك للمستقبل على الورق؟
لكي تتمكن من المحافظة على تركيزك حول العمل الأكثر أهمية والذي يتمتع بالأولوية الآن دون غيره هناك مجموعة من الخطوات التي يجب عليك إتباعها وأول خطوة على الإطلاق يجب أن تفكر على الورق أي أنه في حين وضعك خططك للمستقبل قم بتدوين جميع الخواطر والأفكار التي تخطر على بالك أو تفكر فيها على الورق حيث أن ذلك الفعل سوف يساعدك على الإمساك بزمام الأمور خاصة في أوقات الأزمات والحالات الطارئة، ولذك قبل أن تتخذ أي رد فعل قم بعمل عصف ذهني لنفسك ودون على الورق كل الخطوات التي بإمكانك اتخاذها أو حتى تلك التي خطرت على بالك ولكنك تجد صعوبة قليلة في تطبيقها من أجل حل تلك المشكلة أو تنفيذ تلك المهمة.
شفرة أوكام
وفي عام ألف وثلاثمائة وأثنين وأربعين ميلادياً قام الفيلسوف وليام من أوكام بتطوير نظرية أصبحت تعرف باسم شفرة أوكام وتقول تلك النظرية أنه حين تقوم بالتعامل مع مشكلة ما أو أي مسألة معقدة سوف تجد دائما أن أسهل وأبسط حل والأكثر مباشرة قد مر على عقلك هو دائماً الحل الصحيح، والغرض من تلك النظرية هو أنك حين تريد أن تحقق خططك للمستقبل بشكل سليم يجب أن تتسم بالبساطة والمباشرة وتتجنب دائماً المبالغة والأفكار المعقدة وافتراض السيناريوهات السيئة ومن ثم قم مباشرة في تنفيذ وتجربة الحلول والوسائل التي تتمتع بالبساطة والمباشرة لأنها سوف تنجح في أغلب الأحيان ومن ثم تقتصر عليك الطريق وتوفر لك الوقت والمجهود وتمكنك من تحقيق خططك للمستقبل بشكل سليم وسريع وبالتالي فإن تدون الأفكار على الورق يمكنك من التركيز عليها والتنبه إذا قادتك نفسك وتفكيرك للمبالغة.
قم بعمل قائمة مهام دائماً
بعد أن تستيقظ من النوم يومياً قم بوضع قائمة تتضمن المهام التي يجب عليك القيام بها اليوم ثم عد لمراجعتها والتركيز على أول سبع مهام على رأس القائمة ثم أطرح على نفسك سؤالاً هاماً ألا وهو إن كنت تستطيع أن تقوم بعمل واحد فقط من ضمن كل تلك المهام هذا اليوم ، ما هو ذاك العمل الذي سوف تنتقيه للقيام به من ضمن هذه القائمة؟، ثم قم بكتابة الرقم واحد بجانب هذا العمل أي أن هذا العمل سوف يتربع كأولوية على رأس هذه القائمة ثم أعد طرح هذا السؤال على نفسك عدة مرات حتى تنتهي من ترتيب السبع مهمات الأولى في قائمتك تبعاً لقيمتهم وأولويتهم، ثم نظم نفسك وأدواتك كي تبدأ على الفور بإتمام المهمة رقم واحد وقم بالتركيز عليها والاهتمام بها كأنها هي المهمة الوحيدة التي سوف تنجزها اليوم ولا تشتت نفسك بالتفكير في باقي المهمات أو الضغط الذي قد يفرضه كثرتهم لكي لا توتر نفسك بأفكار ليس من الضروري التفكير فيها حالياً، والتجارب والملاحظات تتوقع أن يكون لهذا العمل رقم واحد التأثير الأكبر على حياتك وعلى خططك للمستقبل .
ما هي الخطة الثلاثية؟
الخطة أو الطريقة الثلاثية تم وضعها بواسطة الجيش الفرنسي خلال الحرب العالمية الأولى حينما تعدى عدد الجرحى والمصابين العدد الذي يمكن للأطباء والممرضات معالجته وبالتالي قامة حينها بتطبيق خطة ثلاثية الزوايا، حيث كانوا يقومون بفصل الحالات الميؤوس منها والتي لن يتمكنوا أبداً من معالجتها أو إنقاذ حياتها بسبب شدة حرج الحالة في جانب وكانوا يهتمون براحتهم، ثم المجموعة الثانية كانت تتضمن الحالات التي تعاني من بعض الجراح الطفيفة والتي كانت ستنجو إن تلقوا العناية المباشرة أو لا وتلك المجموعة أيضاً كانت تفصل في جانب آخر، أما المجموعة الثالثة فتلك التي تتضمن الجنود الذين كانوا سوف ينجون فقط في حالة تلقيهم للعلاج والإسعاف حالاً وبشكل سريع للغاية، وتلك المجموعة كانت تستحوذ على الجزء الأغلب من اهتمام الأطباء والممرضات نظراً لشدة حرج حالتهم.
الخطة الثلاثية وتأثيرها على تحقيق خططك للمستقبل
إن كنت ترغب في النجاح في تحقيق خططك للمستقبل فيجب عليك تطبيق الخطة الثلاثية في عملك ومهماتك، وبالتالي يجب أن تركز اهتمامك على المشاكل والمهمات التي تدخل تلك المنطقة الحرجة ويصبح من الضروري حلها أو تنفيذها الآن وحالاً، يجب أن تعي أن المواقف التي لا يمكن إيجاد حل لها أبداً قد تدفعك للتخلي عنها في النهاية وبالتالية أرفض أن تقلق عليها، ولا تهدر وقتك في التفكير في الخطوات والمشاكل التي سوف تحل تلقائياً سواء قمت بالاهتمام بها أو لا، أبقي تركيزك موجهاً دائماً نحو المواقف والأنشطة حيث التدخل ورد الفعل السريع هو المخرج الوحيد من أجل إنقاذ الموقف.
هل تمتلك الصفات الضرورية لكي تحقق خططك للمستقبل ؟
الثقة المطلقة في قدراتك وإمكانياتك هي الوصفة الرئيسية التي سوف تمكنك من المضي قدماً في حياتك وتحقيق خططك للمستقبل ، ولذلك هناك العديد من العبارات التشجيعية التي يجب أن تطلقها على مسامعك دائماً مثل:
- الوقت ليس متأخراً أبداً على المحاولة الثانية.
- أنا جيد في هذا وأستطيع النجاح فيه.
- أنا أواصل التحسن فيما أفعل ومع بعض التدريب والإصرار سوف أصبح الأفضل.
وتلك العبارات سوف تدعمك دائماً وسوف تساعدك على تخاطي المراحل الصعبة والفترات السيئة التي قد تمر بها في خلال رحلتك لتحقيق خططك للمستقبل، أما التخطيط الجيد المسبق فهو يعد دائماً العنصر الأهم لتجنب الأداء السيئ ولكن يمكنك دائماً شحذ قدراتك وتطوير شخصيتك من خلال تنميتها من جميع الجوانب مثل تنمية مهارة العرض والتواصل والإبداع، حيث أن تلك المهارات سوف تخلق لك طرقاً مختصرة في اتجاه خططك للمستقبل .
أضف تعليق