تتردد كثير من الأخبار وتُحكى العديد من الحكايات والأساطير عن حورية البحر وظهورها على شواطئ البحار أو الأنهار أو البحيرات في أماكن مختلفة من الكرة الأرضية، وقد تأثر كثير من الكتاب والروائيين بهذه الحكايات فأوردوا مثل هذه الأساطير في الأدب العالمي الذي حفل بالكثير من القصص الخيالية التي تصور حوريات البحر وتتخيل حياتها وعلاقتها بالبشر، وقد صورتها بعض الأساطير على أنها مخلوق شرير يظهر في صورة حسنة فائقة الجمال لجذب الناس أو الصيادين ثم افتراسهم بعد ذلك، وعلى النقيض من ذلك نجد بعض الأساطير والروايات تصورها مخلوقا أليفا رائع الجمال يحب البشر ويأنس إليهم؛ لذلك عندما تذكر كلمة حورية يتبادر إلى الذهن صورة فتاة فائقة الجمال تشبه البشر في نصفها العلوي والأسماك في نصفها السفلي، وما زال العالم في حاجة ماسة إلى التأكد من حقيقة حورية البحر وحقيقة وجودها من عدمه، وفي هذا المقال نتناول التعريف بحورية البحر والأساطير التي تحدثت عنها قديما وحديثا، وفي النهاية نختم بروايات لأشخاص أكدوا ظهور حورية البحر في أماكن مختلفة من العالم.
حورية البحر بين الحقيقة والأسطورة
ما هي حورية البحر ؟
يُطلق اسم حورية البحر أو عروس البحر على إحدى المخلوقات البحرية الغريبة التي تتميز بالجمال الفائق والحسن المبهر، والشعر الأسود الطويل والعيون البيضاء الواسعة، أما نصفها السفلي فهو يشبه السمكة بقشورها الواضحة وزعنفتها الكبيرة، وقد ذكرت بعض الأساطير أن حورية البحر لها قدرة كبيرة على التشكل والتلون بأشكال وصور مختلفة حيث يمكن أن تكون فتاة جميلة رقيقة ثم تتحول إلى وحش شرير مفترس يفتك بضحاياه بطريقة وحشية، وقد أشارت بعض الروايات إلى أن حورية البحر قد تكون ذكرا أو أنثى، وهي تستطيع أن تعيش على اليابسة أو تحت المياه في أعماق البحار؛ لأنها تجمع بين الصفات البشرية وصفات الأسماك.
حورية البحر في الأساطير قديما وحديثاً
لم نجد مخلوقا بحريا نال من الشهرة في الأساطير والحكايات المأثورة مثلما نالت حورية البحر؛ حيث تحفل الأساطير القديمة في الأدب العالمي بالعديد من القصص عن حورية البحر وعلاقتها بالبشر، وفيما يلي نذكر بعضا من تلك الأساطير التي وردت في الأدب العالمي في العصر القديم والحديث وأهمها ما يلي:
الآثار الفرعونية
لقد عثر العلماء على كثير من الرسوم والنقوش الفرعونية التي تدل على معرفة الفراعنة بمخلوق حورية البحر الذي رسمت صورته على شكل إنسان نصفه السفلي يشبه السمكة، وقد أطلق عليها البعض اسم (الإنسان السمكة)، وقدر العلماء عمر تلك المنحوتات بحوالي ثلاثة آلاف سنة.
الأساطير الآشورية
تعتبر الأساطير الآشورية التي تحدثت عن حورية البحر من أقدم الأساطير التي يقدر عمرها بأكثر من ثلاثة آلاف سنة، وتحكي تلك الأسطورة قصة الإلهة التي قتلت حبيبها بدون قصد؛ ولذلك ألقت بنفسها في البحيرة لتموت عقابا لفعلتها ولكنها تحولت إلى عروس البحر أو حورية البحر كما ذكرت الأسطورة.
الأساطير الإغريقية
تتحدث الأساطير الإغريقية القديمة عن عروس البحر أو حورية البحر التي ترتبط بروح المدن والأشجار وكذلك الجبال والأنهار؛ حيث تموت حورية البحر مع موت الأشجار أو جفاف الأنهار ومنابع المياه؛ لذلك تعتبر عروس البحر هي رمز القوة والحياة للآلهة في اعتقادهم، كما ذكرت بعض الأساطير الإغريقية روايات عن حورية البحر ذات الأجنحة وعلاقتها بآلهة الرياح.
الأسطورة الفرنسية
تذكر تلك الأسطورة أن أحد البحارة الفرنسيين في نهايات القرن السادس عشر وكان يدعى (كاميرون إليدونيالديزو) عشق إحدى حوريات البحر التي عثر عليها في إحدى الجزر القبرصية أثناء الصيد، ثم تمكن من الزواج منها بعد ذلك وأنجب منها سبعة من الأبناء، وقد ذكرت الأسطورة أنه قبل أن يموت قتلها بنفسه خوفا من أن يمتلكها أو يعثر عليها أحد بعد وفاته.
أساطير ألف ليلة وليلة
لقد ذكرت بعض حكايات ألف ليلة وليلة قصة حورية البحر أو بنت البحر (جلنار) التي كانت تعيش تحت سطح المياه، وفي نفس الوقت يمكنها الخروج إلى الأرض والعيش عليها وإقامة علاقات طيبة مع البشر تصل إلى الزواج والإنجاب أيضا.
روايات تؤكد ظهور حورية البحر
لقد ادعى كثير من الأشخاص على مر التاريخ وفي أماكن متفرقة من العالم أنهم صادفوا حوريات البحر، وقد وردت بعض تلك الأخبار في الصحف والمجلات مؤكدة ذلك ولكن لا يزال الأمر غامضا ولا توجد دلائل تؤكد مثل تلك الأخبار، وفيما يلي بعض تلك الروايات:
رواية سعودية
ذكرت صحيفة الرياض السعودية أن رجلا من هواة الغوص من تبوك قد عثر على سمكة ملقاة على شاطئ البحر وجهها يشبه وجه الإنسان، وعندما تأكد أنها من حوريات البحر أخذها وحنطها ليشاهدها الآخرون، وكان طول السمكة كما يروي هذا الرجل حوالي 130 سم وعرضها 60 سم، كما أن وزنها وصل إلى 15 كيلوغرام.
رواية بحيرة قارون بالفيوم
لقد ذكرت جريدة النبأ المصرية بتاريخ 31/7/2005م اندهاش عدد كبير من السياح والمصطافين في بحيرة قارون بالفيوم عند تسارع أمواج البحيرة وخروج أضواء وأشعة من المياه فخرجوا من المياه يترقبون، وبعد دقائق خرجت عروس البحر أو حورية البحر في صورة فتاة حسناء عارية تماما ذات شعر طويل أصفر، وقد وصل طولها إلى ما يقارب المترين، ولم يستغرق ظهورها سوى عدة ثوانٍ ثم اختفت في قلب مياه البحيرة، وقد حاول الكثير البحث عنها في المياه بعد ذلك ولكن دون جدوى.
رواية أردنية
ذكرت السلطات الأردنية أنهم عثروا على مومياء لعروس البحر أو حورية البحر محنطة، وكان نصفها العلوي على شكل امرأة أما نصفها السفلي فكان على شكل سمكة كبيرة، وقد عثر عليها أثناء محاولة بعض العصابات تهريبها إلى خارج الحدود الأردنية.
رواية ماليزية
ذكرت بعض الصحف الماليزية أنه تم العثور على جثة كائن حي على أحد الشواطئ في إحدى الجزر الماليزية في عام 2006م، وكانت تلك الجثة تشبه إلى حد كبير حورية البحر بنصفها البشري والآخر الذي يشبه السمكة، وقد نشرت الصحف العديد من الصور لجثة هذا الكائن المجهولة هويته.
رواية إسرائيلية
لقد عرضت إحدى المدن الإسرائيلية في عام 2009م جائزة تقدر بحوالي مليون دولار لمن يتمكن من إثبات وجود حورية أو عروس البحر على الشواطئ الإسرائيلية؛ ومن هنا فقد توافد الكثير من الأشخاص يروون حكايات عن رؤيتهم لحورية البحر عند خروجها من الماء وعودتها إليه مرة أخرى في حركات تشبه البهلوان.
روايات متفرقة
ذكرت بعض الروايات عن رؤية عروس البحر أو حورية البحر في أماكن متفرقة من أنحاء العالم ومنها على سبيل المثال كولومبيا وفيكتوريا وشاطئ البحر الأحمر في سفاجا وجاوة وفانكوفو وجزيرة شيناي بالصين وغير ذلك.
تبقى حقيقة عروس البحر أو حورية البحر أسطورة لا يستطيع العلماء التأكد من حقيقة وجودها حتى الوقت الراهن لعدم وجود أدلة حسية تؤكد ذلك، ومن عجائب قدرة الله تعالى التي أعجزت العالم وجود مرض يطلق عليه العلماء مرض عروس البحر، وقد احتفظ متحف الصحة والطب في واشنطن بأمريكا بهياكل عظمية لأجنة اندمجت سيقانهم معا داخل رحم الأم، ورغم أنه يعد مرضا قاتلا ونادر الوجود إلا أن العلماء يجدون فيه إشارة إلى إمكانية وجود عروس البحر بمميزاتها وصفاتها المختلفة والتي تجمع بين الصفات البشرية وصفات المخلوقات البحرية، وقد ألقى هذا المقال الضوء على حورية البحر وبعض الأساطير التي تحدثت عنها قديما، كما تناول بعض الروايات التي تؤكد ظهورها بين القديم والحديث، وتبقى عروس البحر أو حورية البحر لغزا محيرا للعلماء حتى اليوم.
أضف تعليق