حليب الغنم يعتبر من أكثر أنواع الحليب فائدة لصحة الإنسان؛ وذلك لما يحتوي عليه من مكونات قلما توجد في غيره من أنواع الحليب الأخرى، ويقصد بحليب الغنم (حليب النعاج)، وهو حليب الأغنام المحلية، ومن المعروف أنه لا يوجد نوع واحد من الأغنام، وإنما هي سلالات وأنواع متعددة، وهناك سلالات من الأغنام المتخصصة في إنتاج الألبان بكميات أكبر من الحليب مقارنة مع السلالات الأخرى من باقي أنواع الأغنام الأخرى، وفيما يلي بعض سلالات الأغنام المنتجة للألبان والأكثر شيوعا وتشمل سلالة الفريزيان الشرق ألماني، وسلالة السردا الإيطالي، وسلالة أغنام الحليب البريطانية، وسلالة الشيوس اليونانية، وسلالة العواس الإسرائيلي، وسلالة عساف الإسرائيلي، ومن سلالات الألبان الأكثر شيوعا في الولايات المتحدة هي الفريزيان الشرقية، ويمكن أن يمثل العثور على حليب الأغنام تحديا كبيرا؛ فهناك فترات لإنتاج حليب الأغنام، كما أن الأغنام لا تنتج إلا كميات محدودة من الحليب، وسيلقي هذا المقال الضوء حول إنتاج حليب الأغنام، وأهم مميزاته، وأهم القيم الغذائية التي يحتوي عليها، وأهم فوائد حليب الغنم لصحة الإنسان.
تعرف على فوائد حليب الغنم الكاملة
فترة إنتاج حليب الغنم
لا تنتج الأغنام الإناث (النعاج) الحليب باستمرار، وبدلا من ذلك فإنها تنتج الحليب خلال 80-100 يومٍ فقط بعد فطام الحملان أو الصغار، كما أن النعاج تبدأ في إنتاج الحليب مباشرة بعد ولادة النعجة التي تحدث بشكل طبيعي في أوائل الشتاء أو أوائل فصل الربيع؛ فينخفض إنتاج الحليب وفي نهاية المطاف يتوقف عندما يتم الفطام أو عندما يصبح طول النهار أقصر، ولذلك يجب الاستفادة القصوى من حليب الغنم خلال تلك الفترة وتخزين ما يفيض عن حاجة الصغار أثناء الرضاعة، أو استغلال فترة ما قبل توقف إنتاج الحليب.
مميزات حليب الغنم وخصائصه
حليب الأغنام ليس كغيره من أي أنواع من الألبان الأخرى؛ فهو ذو قيمة غذائية عالية، وأكثر ثراء في الفيتامينات والكالسيوم، والفوسفور، والبوتاسيوم، والمغنيسيوم من حليب البقر على سبيل المثال، كما يتميز بأنه يحتوي على نسبة عالية من الأحماض الدهنية قصيرة ومتوسطة السلسلة، وثبت أيضا أنه يحتوي على نسبة عالية من حمض اللينوليك مترافق الدهون، وغير ذلك من المميزات الكثيرة التي سوف يتم تناولها فيما يلي:
إنتاج الجبن
يحتوي حليب الغنم على كمية كبيرة من المواد الصلبة الموجودة به التي تجعل من حليب الأغنام اختياراً ممتازاً لصنع الجبن، وبالتالي فإنه يتم إنتاج عائدات ومكونات صحية أعلى من الجبن بالمقارنة مع الأنواع الأخرى المنتجة للحليب، فعلى سبيل المثال فإن استخدام لترٍ واحدٍ من حليب البقر لصناعة الجبن سينتج لنا كمية أقل من الجبن، بينما اللتر الواحد من حليب الغنم سوف ينتج كمية أكبر بكثير من الجبن، كما يمكن تجميد حليب الغنم وتخزين كمية كافية منه لإتاحة البيع منه أو عمل الجبن، وقد ثبت أن عملية التجميد أو حتى صنع الجبن من الحليب لا تؤثر على خواص هذا النوع من اللبن.
ارتفاع السعر
الأغنام عادة ما تنتج الحليب بكمية أقل من الماعز، وأقل بكثير من الأبقار أو الجاموس؛ لذلك فإن حليب الغنم يُباع بسعر أعلى مقارنة بأي نوع آخر من أنواع الحليب الأخرى بسبب قلة كميته ومميزاته أو خصائصه القيمة.
الشهرة العالمية
حليب الغنم ليست له شعبية كما لحليب البقر في الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن حليب الأغنام ومنتجاتها تُستهلك على نطاق واسع في أجزاء أخرى من العالم، وخاصة في منطقة البحر الأبيض المتوسط، فمثلا يتم صناعة جبنة الفيتا اليونانية وجبنة الريكوتا الإيطالية من حليب الغنم، وبالرغم من احتواء حليب الأغنام على العديد من العناصر الغذائية، ولكن ليس من المستحسن أن تشرب منه نيئا؛ حيث تنص إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية على أن شرب الحليب الخام يُشكل خطورة على صحتك؛ لأنها يمكن أن تحتوي على أنواعٍ من البكتيريا مثل الإيكولا الضارة بالصحة.
البروتينات والكربوهيدرات
حليب الغنم هو الأكثر ثراء في البروتينات من حليب البقر أو حليب الماعز، وسوف تجد 14.7 غراما من البروتين، أو 29 في المئة من الاستهلاك اليومي الموصى بها، في وجبة كوب واحد من حليب الغنم، ويعتبر البروتين المتواجد في حليب الثدييات هو من نوعية عالية؛ لأنه يحتوي على الأحماض الأمينية الأساسية الكافية للإنسان، كما أن الحصول على ما يكفي من البروتينات أمر مهم؛ لأن الجسم يحتاج إليها في النمو وإصلاح نفسه، وحليب الأغنام يحتوي أيضا على نسبة أعلى في اللاكتوز من حليب الأبقار والماعز.
نسبة الدهون
يحتوي حليب الأغنام تقريبا على ضعف كمية الدهون التي يمكن أن تجدها في حليب الأبقار أو الماعز، وكذلك فهو يحتوي على أكثر من ذلك بكثير من السعرات الحرارية؛ وبالتالي قد لا يكون الخيار الأفضل للأشخاص الذين يحاولون إنقاص الوزن أو اتباع نظام محدد من الريجيم، ومع ذلك فإن حليب الغنم يحتوي أيضا على مستويات أعلى من حمض اللينوليك المترافق مقارنةً بحليب البقر أو حليب الماعز، كما أن حمض اللينوليك يمكن أن يُحسّن من مستويات الدهون في الدم، وقد يساعد في منع مرض السكري.
القيمة الغذائية في حليب الغنم
إن تفوُّق حليب الأغنام يكمن في مقارنته مع البقر وحليب الماعز، وخاصة في الاختلافات بين مستويات المواد الغذائية الهامة مثل البروتينات والكالسيوم والحديد والمغنيسيوم والزنك والثيامين والريبوفلافين وفيتامين ب6، ب12، والأحماض الأمينية متوسطة السلسلة، وأحماض اللينوليك، كما يحتوي على 10 أنواع من الأحماض الأمينية الأساسية، وفيما يلي بعض الحقائق عن القيمة الغذائية في حليب الغنم :
يحتوي حليب الغنم على نسبة عالية من الكربوهيدرات 4.3/ 100جم، والدهون 7.0/ 100جم، والبروتينات 5.5/ 100جم، كما يحتوي أيضا على عدد من الأملاح المعدنية المفيدة للجسم بنسب متفاوتة ومن أهمها الكالسيوم 210/ 100جم، الحديد 0.08/100جم، المغنسيوم 10/ 100جم، الفوسفور 142/ 100جم، البوتاسيوم 190/ 100جم، الصوديوم 60/ 100جم، كما يحتوي أيضاً على مجموعة من الفيتامينات المفيدة للصحة ومن أهمها الكاروتين أو فيتامين (أ) 0.06/ 100جم، والثيامين أو فيتامين ب1بنسبة 0.07/ 100جم، والريبوفلافين أو فيتامين ب2 بنسبة 0.5/ 100جم، والبيريدوكسين أو فيتامين ب6 بنسبة 0.3/ 100جم، وفيتامين ج 3.0/ 100جم، وفيتامين هـ 1.0/ 100جم، وغيرها من الأحماض والمواد الغذائية عالية القيمة والفائدة للإنسان.
أهم الفوائد الصحية لحليب الغنم
علاج هشاشة العظام
كما ذكرنا فإن حليب الغنم يحتوي على معادن الكالسيوم والزنك واللاكتوز، وهذه المعادن كلها ثبت أنها مهمة جدا في مكافحة مرض هشاشة العظام وعلاجه، وقد أثبت العلماء أن معظم المشروبات الغازية -والتي تحظى بشعبية كبيرة بين الشباب- في الواقع إنها تدمر كثافة العظام وتصيب الأطفال بأمراض هشاشة العظام؛ لذلك نجد هناك حاجة أيضا للكالسيوم بعد الإصابة بأي مرض للحفاظ على صحة العظام وتقويتها، كما أن الزنك ضروري جدا للحفاظ على صحة الجلد، ويُنصح به لفاقدي الشهية، ويتميز حليب الأغنام باحتوائه على الفيتامينات (أ- د- هـ)، كما أنه يحتوي أيضا على فيتامين (ب) المركب وهذه كلها مفيدة للغاية ليتمتع الإنسان بصحة جيدة، كما أن امتصاص الكالسيوم ضروري جدا لكثير من وظائف الجسم، بما في ذلك الحفاظ على كثافة العظام والوقاية من مرض ترقق العظام خاصة مع الشيخوخة، وحليب الغنم يوفر لنا نسبة عالية من الكالسيوم المفيد في علاج تلك الحالات.
علاج أعراض الحساسية
باختصار شديد فإن حليب الغنم يضم نسبة عالية جدا من المواد الغذائية مقارنة مع أنواع أخرى من الحليب المتوفرة تجاريا في البيئة، وفي كثير من الحالات فهو أكثر سهولة في الهضم للأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز، وتشير الدلائل إلى أنه يمكن أن يساعد أيضا الأشخاص الذين يعانون من الأكزيما والحساسية وغيرها؛ حيث يتم هضم تلك البروتينات المتواجدة في الحليب بسهولة، كما ثبت أن حليب الغنم هو أعلى ثلاث مرات في هذا النوع من البروتين من حليب البقر أو حليب الماعز مما يجعل حليب الغنم كامل الدسم أسهل في الهضم من غيره من الأنواع الأخرى، كما ينصح به للناس الذين يصابون بعدم تحمل اللاكتوز لحليب البقر أو حليب الماعز، فقد تجد أن منتجات حليب الأغنام هي الألبان الوحيدة التي يمكن أن تؤكل بسلام أثناء إنتاج الأجبان الصلبة، كما يتم تعيين اللاكتوز مجانا في مصل اللبن، وهناك أيضا أدلة على أن اللاكتوز والكازين (بروتين يرتبط مع الجبن) في حليب الغنم يمكن أن يكون أكثر قبولا لدى الناس من أي أنواع أخرى من الحليب؛ لذلك ينصح بحليب الأغنام أيضا لأولئك الذين يعانون من الأكزيما أو الربو أو أمراض الحساسية الأخرى، وهناك القليل من الأدلة العلمية حتى الآن على فعالية الزنك التي قد تساعد الذين يعانون من الأكزيما أو مستويات عالية للألببتيدات أو النوكليوسدس أو فرط الحساسية.
سهولة الهضم
تشير بعض الدراسات إلى أن حليب الغنم ومنتجات ألبانها كقاعدة للمنتجات القابلة للهضم بسهولة تعتبر أكثر مناسبة للأطفال الرضع والمسنين أو الذين يعانون من مشاكل في الهضم، وأحد أسباب ذلك هو أن الدراسات قد وجدت أن البروتينات الموجودة في لبن الأغنام تتحلل عن طريق التفاعل مع الماء بصورة أسرع من البروتينات الموجود في اللبن البقري؛ وذلك نظرا للاختلافات الصغيرة في هيكلها، وحتى الآن لم تُجرَ أية تجارب سريرية لدعم هذه الأبحاث، ولكن من الثابت أن بروتينات مصل لبن الغنم مهمة جداً في علاج أمراض عسر الهضم.
خفض ضغط الدم
بعض الأبحاث تشير إلى أنه توجد تركيزات عالية من بعض الأحماض الأمينية في حليب الغنم يجب جعلها بديلا طبيعيا للعقاقير الطبية المستخدمة لخفض ضغط الدم، وقد تبين أن حليب الماعز بالفعل يحتوي على ثلاثية الببتيدات التي تساعد على خفض الضغط، ولكن حليب الغنم هو أعلى من ذلك في هذه النسب المفيدة في علاج ضغط الدم المنخفض والتقليل من آثاره السلبية.
مكافحة مرض السرطان وإصلاح الخلايا التالفة
لقد أظهرت العديد من الدراسات هذا الاستخدام المحتمل للنوكليوسدس والنيوكليوتيدات في مكافحة مرض السرطان والقضاء على الخلايا التالفة مع تعزيز نمو الخلايا السليمة، وعلاج مجموعة واسعة من مشاكل الأمعاء، بما في ذلك الأضرار الناجمة عن العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات، وقد ثبت أن هذه المركبات بشكل خاص متواجدة بكثرة في حليب الغنم ؛ لذلك نجد له أهمية كبيرة في منع تكون الخلايا السرطانية وإصلاح الخلايا التالفة في أعضاء جسم الإنسان.
تقوية الجهاز المناعي
لقد أثبتت بعض الأبحاث الطبية أهمية لبن الأغنام في تقوية الجهاز المناعي لدى الإنسان؛ وذلك لأنه يحتوي على مجموعة من الأحماض الأمينية والبروتينات وبعض المعادن النادرة ومن أهمها السيلينيوم الذي ثبتت مقدرته العالية في تقوية المناعة لدى الإنسان.
لا شك أن سكان العالم في تزايد مطرد، كما أن الأمراض تزايدت بصورة ملحوظة؛ لذلك يجب أن يبحث الناس عن أنواع من الأطعمة الطبيعية التي يمكنها منح الإنسان الطاقة والصحة المناسبة، ومن أهم تلك الأطعمة هو الحليب، وكما ذكرنا فإن حليب الغنم يتميز باحتوائه على مجموعة من الفيتامينات والأحماض والمعادن المفيدة لصحة الإنسان، وقد تناول هذا المقال نبذة عن فترة إنتاج حليب الغنم وبعض مميزاته وخصائصه، والقيمة الغذائية في حليب الغنم، وأهم الفوائد الصحية لحليب الغنم.
أضف تعليق