حلم الخلود لا زال أحد الأشياء التي تداعب عقول البشرية منذ البداية. وعندما بدأ الناس يفقدون الأمل في أن يتمكنوا من الخلود بأجسادهم. أصبح حلم الخلود يتجسد في خلود أسمائهم. أتذكر دائما تلك الكلمات التي زرعتها بداخلي والدتي عندما كانت تربيني وأنا صغيرة، كانت تخبرني أن على ترك أثر باق حتى بعد مماتي. أثر يتذكرني عليه كل من يعرفني، بل وحتى من لا يعرفني. كانت دائما تخبرني أنني لم آت إلى هذه الدنيا لأخرج منها هباءا. وبالفعل، هذا هو أصبح الشيء الوحيد الذي أفكر فيه. أفكر في أنني لا أريد أن أمشي من الدنيا دون أن أترك أثرا كبيرا فيها يتذكرني عليه كل من يعرفني ومن لا يعرفني. حتى ذات يوم توقفت وسألت نفسي، ولكن لماذا؟ لماذا أريد أن أترك شيئا يتذكرني به أحد، لماذا هذا الموضوع هو بغاية الأهمية؟ لماذا أن يتم تخليد اسمي بعد مماتي هو شيء أبحث عنه بشدة؟ ولهذا بدأت أبحث عن البشر الذين نتذكرهم الآن حتى بعد وفاتهم بمئات السنين، ولماذا نتذكرهم وكيف تمكنوا من تحقيق حلم الخلود هذا؟ وهذا هو ما سأكتبه لكم في هذه المقالة.
كيف يمكن للإنسان تحقيق حلم الخلود ؟
لماذا نهتم بأن يتم ذكرنا بعد موتنا؟
لقد كان هذا السؤال هو أحد الأسئلة التي تشغل بالي كثيرا. لماذا اختزلنا حلم الخلود إلى فكرة ترك أثر يتذكرنا عليه من يأتي بعدنا؟ وهل هذا حقا هو ما يجب علينا فعله؟ هل يجب علينا أن نسعى من أجل ترك شيء يذكرنا به الآخرون حتى من دون أن يكون حلم الخلود هو الهدف وراء كل هذا؟ لماذا لا تكون الحياة أبسط من ذلك. كأن يكون الهدف وراء حياتنا هو أن نحظى بحياة سعيدة، أن نتمكن من الوصول إلى الرضا النفسي وتحقيق السعادة التي تكفينا وتكفي هؤلاء الذين نحبهم. وإذا تمكنا من فعل شيء عظيم نُذكر من أجله سيكون هذا شيئا إضافيا وليس أساسيا. لماذا جعلنا وجود الأثر الذي يتم تخليدنا به هو أهم شيء؟ لقد حاولت أن أبحث كثيرا عن إجابة لهذا السؤال في مجالي الفلسفة وعلم النفس ليكون كلامي الذي أقوله موثقا بالآراء العلمية والفلسفية. ولكن لسوء الحظ، وبعد بحث طويل، لم أتمكن من إيجاد أحد ليجيبني على هذا السؤال! فحاولت بعدها أن أسأل صديقا يمكنني الوثوق برأيه عن سبب عدم وجود شيء عن هذا المجال، فسألني سؤال عظيما جدا. كيف يمكن أن نجري تجربة على شيء كهذا؟ كيف يمكن أن تحاول إجراء بحث علمي عن سؤال يدعى “لماذا نهتم أن يتم ذكرنا يعد اليوم؟”. ولم تبد أية إجابة منطقية كفاية.
ربما من أجل السعادة!
الشيء الذي حاولت التفكير فيه كإجابة على هذا السؤال كان شيئا واحدا فقط. أن فعل شيء جيد يجعل الناس يشيدون بنا هو أمر يثير فينا بعض الفخر والسعادة. فأنت إذا ساعدت شخصا في الشارع ثم وجدت هذا الشخص يشكرك ويدعو لك، ستشعر ببعض السعادة والرضا جراء فعلك هذا. وإذا فعلت شيئا جيدا ثم تسلل إلى أذنك مديح شخص لهذا الفعل، ستشعر ببعض الزهو والفرح لأن هذا الفعل كان بسببك أنت. إذا، فالأثر الجيد في حياتنا يبعث فينا الكثير من السعادة والفرح والزهو. كما أنه يجعلنا محبوبين ومقبولين أكثر، وكلما شعرنا بقبول المجتمع وحبه لنا، كلما زادت ثقتنا بأنفسنا وشعرنا بالرغبة في الحصول على مزيد من ذلك القبول والحب. وكان هذا حافزا لدفعنا إلى ترك المزيد من الأثر الجيد. ولكن، هل هذه الإجابة يمكننا أن نطلقها على أثر ما بعد الموت؟ ما أقصده هو أننا بعد الموت لن يكون لدينا القدرة على إحساس تلك المشاعر الجيدة كما نشعر بها ونحن أموات. بل أن أجسادنا تتحلل ولا يتبقى فيها شيء يمكنه أن يشعر. فهل فعلا حقيقة أننا نستمتع بذكر محاسننا ونحن أحياء، سيكون الإجابة على ذلك السؤال؟!
كيف يتحقق حلم الخلود ؟
حسنا، لنترك الحديث حول السؤال الأول نظرا لأن كل ما سيدور فيه هو مجرد آراء وأفكار غير مدعومة بأدلة علمية. ولنبدأ الحديث في سؤال ثان وهو، كيف يتم تخليد البشر؟ ربما تكون الإجابة على هذا السؤال هو أكثر منطقية ودعما.
في أثناء بحثي عن إجابة للسؤال الأول، وجدت جملة جميلة استرعت انتباهي. كان صاحبها يقول بأننا لا نفعل الأشياء من أجل أن نترك أثرا بها ونحقق حلم الخلود لأسمائنا: وإنما نحن نفعل الأشياء التي نحبها، فنبرع فيها، فتترك هي ذلك الأثر الذي يضمن لنا تخليد أسمائنا. لقد كانت هذه الجملة بسيطة جدا وحميلة جدا. ربما لم تكن تستند على أدلة علمية أو إجراءات بحثية شديدة الصرامة، لكنها كانت تحمل بعضا من السلام النفسي بداخلها. السؤال لم يجب أن يكون “لماذا نهتم بأن نترك أثرا؟” وإنما كان يجب أن يكون “هل يجب أن نهتم أن نترك أثرا؟” وحينها كانت الإجابة لتكون لا. بكل بساطة. لا. لا يجب علينا أن نسعى جاهدين لنترك أثرا، وإنما علينا أن نفعل الأشياء التي نحبها، فنبرع فيها، فنترك أثرا. لا أتذكر يوما أنني سمعت عن شخص تم تخليد اسمه لأنه أراد تخليد اسمه. بل تم تخليد اسمه لأنه فعل شيئا عظيما تمكنت البشرية من تذكره في المجال الذي برع فيه لأنه أحبه. وأنا لا أتحدث عن الأشياء المفيدة فقط، فهناك أيضا الأشياء السيئة التي تمكن أصحابها من تخليد أسمائهم فيها لأنهم برعوا فيها أيضا! فإذا كنا لنجد إجابة على سؤال “كيف يتحقق حلم الخلود ؟” كانت الإجابة لتكون، افعل ما تحبه وسيخلد هذا الشيء اسمك بنفسه. لا تقلق على حلم الخلود ، ولكن اقلق على معرفة الشيء الذي تحيه وستكون على استعداد لتضع جزءا من روحك فيه.
أشخاص حققوا حلم الخلود
قي هذه الفقرة سنتحدث عن أشخاص لم يستطع التاريخ أن ينساهم. أشخاص عندما يتم ذكر أسمائهم، ستتمكن بسهولة من معرفة الشيء الذي نتذكرهم به حتى الآن. هذا لأنهم صنعوا للبشرية ما جعلها تتذكرهم به حتى بعد مماتهم. هناك الكثير والكثير من الأسماء التي لن يمكننا حصرها في مقال واحد. لذلك سنهتم بالمجال العام لهؤلاء الأشخاص وسندرج تحته بعض من اشتهروا فيه وتمكنوا من ترك أسمائهم واضحة فيه.
السلام
يسعدني أن أقول أن في هذا المجال يمكننا إدراج أسماء كثيرة والتي ستتمكنون من معرفتها بسهولة. ابتداءا من “المهاتما غاندي” الذي كانت رحلة حياته هي في محاولة إرساء السلام بين قلوب البشر، و”جيفارا” الذي لم يترك ثورة في أي بلد دون أن يشارك فيها، وكان يرى أن الحرية هي حق كل فرد على هذه البلاد. و”نيلسون مانديلا” الذي تمكن من سحب جنوب أفريقيا من مستنقع الجهل والمرض والفقر الذي كانت فيه، وجعلها أكثر الدول الأفريقية تقدما. و”مارتن لوثر كينج” الذي كان يسعى بكل طافته لإلغاء العبودية والعنصرية ضد السود في أمريكا بكل الطرق الممكنة. وبعده يأتي “إبراهام لينكولن “الذي قام بإلغاء عبودية السود في أمريكا. وأتذكر أيضا “انديرا غاندي”، رئيسة الوزراء الهندية التي قرأت قصتها وأنا صغيرة في مجلة العربي الصغير، والتي تمكنت من جعل الهند بلدا قويا، وكانت من المقاتلين من أجل الدول الفقيرة والمحتاجة في العالم.
الأسماء والأعمال أطول من أن نتمكن من حصرها هنا في هذا المقال، وهذا شيء يثير القشعريرة المريحة في قلبي لأن كل هذا الخير يعطينا بعض الأمل في هذه الحياة برغم كل ما تحتويه من أسى وحروب.
العلم
يعتبر العلم أحد أكثر المجالات الذي يشتهر فيه الأشخاص. لأن العلم هو الطريق الذي يصنع به الناس صناعتهم وزراعتهم والتكنولوجيا الخاصة بهم وكل سبل التطور. والعلم لديه فروع كثيرة ومتنوعة لن نتمكن من حصر الأشخاص الذين حققوا حلم الخلود بتخليد أسمائهم فيها. ولكن سنذكر بعض الأسماء التي لن أحتاج حتى إلى توضيح ما فعلوه ليتخلد اسمهم. يوجد لدينا نيوتن وقوانين الجاذبية، أديسون والمصباح الكهربائي، جراهام بيل والهاتف، آينشتين والنسبية، نوبل والديناميت، ماري كوري وجائزة نوبل مرتين في مجالين مختلفين، أحمد زويل والتصوير في زمن الفيمتوثانية. وتتوالى الأسماء كثيرة وكثيرة، وجائزة نوبل هي أحد أهم الأسباب التي قامت بتخليد كثير من تلك الأسماء في مجال العلم.
الفلسفة
الفلسفة هي علم التفكير والبحث عن الحقيقة ومحاولة فهم النفس والمخلوقات والكون المحيط بنا. يشتهر في الفلسفة من العصر اليوناني الفيلسوف سقراط والفيلسوف أرسطو ومن العصر الحالي يشتهر الفيلسوف المعاصر فرويد. هؤلاء الفلاسفة وغيرهم كانوا يملكون العقل المتقد الذي لا يمل من التفكير في كل ما يحيط بنا، ويحاولون الوصول إلى إجابات الأسئلة التي لا نتمكن من الوصول إليها بسهولة. كل واحد من الفلاسفة يجتهد اجتهادا قد يصيب ويخطئ، ولكن الأكيد أنه يفتح بابا لمن يأتي بعده في محاولة التفكر وإيجاد أجوبة مختلفة.
الكتابة
في مجال الكتابة يشتهر ويليام شكسبير ، أجاثا كريستي، باولو كويلو ونجيب محفوظ وغيرهم الكثير. هذه الأسماء في الكتابة تشتهر لرواياتها التي تمكنت من ترك أثر كبير جدا في نفوس قراء العالم جميعهم. فويليام شكسبير يشتهر بأنه كان مبدعا وأتى بنوع جديد من أنواع الفن في زمانه، بل أنه كان شديد الارتجال في تطويع اللغة لصالح كتاباته بحيث أنه كان ليختلق كلمة تتوافق مع ما يريد إيضاحه إذا عجزت الكلمات عن مساعدته!
أما أجاثا كريستي فتشتهر بقصصها البوليسية المثيرة والقضايا الغامضة التي تتمكن من أسر حواسك بداخلها في محاولة لاكتشاف الحل في كل ركن من أركان القصة قبل أن يكتشفه بطل القصة.
ونجيب محفوظ الذي اشتهرت رواياته بالواقعية الشديدة وطريقة وصف المجتمع جامعا في وصفه الحقيقة اللاذعة والحبكة الدرامية التي لا يتقنها إلا روائي متمكن.
الموسيقى
من منا لم يسمع يوما بمؤلفات بيتهوفن وموتزارت وباخ؟ بيتهوفن يعتبر أحد أكثر الشخصيات تأثيرا في مجال الموسيقى، وقد اشتهر في العصر الذي كانت تسود فيه الموسيقى الكلاسيكية قبل فترة الموسيقى الرومانسية تماما. وقد تمكن بيتهوفن من تطوير الموسيقى الكلاسيكية ونقلها نقلة نوعية متحديا بذلك كل من في وقته من الموسيقيين والفنانين.
بينما كان موتزارت هو الطفل الموسيقي النابغة، لقد بدأ موتزارت بتأليف المقطوعات وهو عمر الخامسة! بينما شارك في جولة موسيقية جابت أنحاء أوروبا وهو في عمر السابعة. لم يقض موتزارت عمرا طويلا، فقد مات وهو في الـ 36 من العمر. ولكنه تمكن من ترك 626 عمل موسيقي قبل وفاته!
كان باخ أحد أعظم العباقرة في مجال الموسيقي، وكان قد تمكن من نيل لقب أعظم الموسيقيين في القرن الثامن عشر. وكانت أعماله الموسيقية تعتبر من أجمل الأعمال وأكثرها تنظيما.
أما في وطننا العربي الحالي فيوجد عمر خيرت بمقطوعته الشهيرة “قضية عم أحمد”، وعزفه الذي يتمكن من تحريك قلوبنا من داخل صدورنا بطريقة شديدة البراعة والروعة.
الرسم
“فان جوخ” بلوحة الفازة التي نعرفها من فيلم “حرامية في تايلاند” بطولة كريم عبد العزيز، و”بابلو بيكاسو” الذي نعرفه من أغنية الفنانة نانسي بقولها “بكرة بتحلم تبقى بيكاسو ، دا كان فنان ودا كان من نفسو” نحن العرب لدينا طرقنا المثيرة للتساؤل في طريقة ذكر الأشخاص المشهورين وتذكرهم. ولكن ربما لم يكن كثير من الناس ليسمعوا عن هذه الأسماء لو لم يتفضل الفنان كريم عبد العزيز وتتفضل الفنانة نانسي بإدراج أسمائهم في أعمالهم الفنية.
فان جوخ هو أحد أشهر فناني التصوير التشكيلي، ولديه أعمال فنية هي من أكثر الأعمال شهرة وأغلاها سعرا. ويعتقد أن جوخ كان لديه مرض عقلي جعله يلجأ إلى الرسم لإخراج مشاعره وعواطفه. ويعتقد أنه في الخمس سنوات الأخيرة من حياته رسم ما يزيد عن 800 لوحة زيتية!
بينما كان بيكاسو أحد أشهر الفنانين في القرن العشرين ويعتبر مؤسس الحركة التكعيبية في الفن! أنا لا أعرف ما هي الحركة التكعيبية في الفن، لكن حيث أنها أكسبته تلك الشهرة، فأعتقد أنها شيئا هاما إذا!
ما الذي يتحكم في تحقيق حلم الخلود للبشر؟
بعد محاولة الغوص في أسئلة لماذا وكيف نريد حلم الخلود لأسمائنا بأعمالنا، سيكون السؤال التالي هو ما الذي يتحكم في حلم الخلود هذا؟ فهل مجرد أننا صنعنا شيئا مفيدا للبشرية سيحقق لنا حلم الخلود ويجعل أسمائنا موجودة إلى الأبد؟ إذا كانت الإجابة هي نعم، فهل هذا معناه أن كل الأشخاص الذي نتذكرهم حتى الآن –سواءا نعرفهم بمجرد ذكر أسمائهم أو حتى يعرفهم هؤلاء المتخصصون في مجالاتهم- هم كل الأشخاص الذين صنعوا أشياء عظيمة للبشرية؟ أي أنه لا يوجد أي احتمال في أن أحدا من الذي لا نتذكرهم، فد تمكنوا من فعل شيء عظيم للبشرية؟ حسنا، أنا أشك في هذا حقا. فأبسط مثال لأدعم به شكي هذا، هو أننا لا نعرف اسم الشخص الذي اخترع الطوب بشكلة الحالي والذي يعتبر أساسا في بناء المنشآت حاليا. أو حتى أي معلومة بسيطة عنه. مع أن هذا الاكتشاف يعتبر من الاكتشافات الهامة في حياتنا. لا نعرف من هذا ولا من أين أتى، لكننا جميعا نعرف أنه أفاد كل البشرية القادمة من بعده. فلعلكم الآن تمكنتم من الوصول إلى إجابة السؤال المطروح في أول هذه الفقرة. الذي يتحكم في حلم الخلود للبشر، هم البشر أنفسهم! فنحن من نختار من يتحقق له حلم الخلود ونحن من يختار من يستحق الاندثار. نحن من نكتب التاريخ ونحن من نقول من يذكر اسمه ومن لا يذكر. حلم الخلود الذي نحلمه إذا ليس بأيدينا نحن، وإنما بأيدي هؤلاء الذين يكتبون التاريخ لأجلنا. بأيدي هؤلاء الذين يحددون من يبقى ومن يندثر من لوحة التاريخ. فهل لا تزال راغبا في حلم الخلود بعد الآن؟
أعتذر لوالدتي، ولكنني بعد البحث ومحاولة التمعن في حلم الخلود هذا، تمكنت من التوصل إلى تلك الخاتمة. حلم الخلود ليس غايتي بعد اليوم، ولا أظن أن على أحد أن يكرس حياته من أجل أن يترك أثرا باقيا يتذكره عليه كل الناس إلى نهاية الخليقة. بل علينا أن نفعل الشيء الذي نحبه كما فعل هؤلاء الذين نتذكرهم حتى الآن بأعمالهم التي صنعوها بحب. وعلينا أن لا نضع لخلود أسمائنا اعتبارا، لأننا حتى وإن فعلنا ما يستحق تخليد أسمائنا، فريما يقرر البشر الآخرون بأننا لا نرقى لتلك المكانة فيسقطوننا من التاريخ عمدا. فليس هذا شيء نعتمد عليه إذا. بل عش حياتك بالطريقة التي ستكون راضيا عنها عندما توافيك المنية. وكن سعيدا قدر ما تستطيع.