دائمًا ما يكون الوصول إلى حل وسط في الخلافات والصراعات التي تنشب، هو بمثابة الإجابة المثلى التي يمكنها أن تنهي وتقضي على كل نزاع. لكن مثل تلك الحلول لا تأتي إلا من إنسان عاقل يتحلى بالحكمة والرزانة، ويقدر الأمور جيدًا ويضعها في نصابها الصحيح. وهذا لا يتأتى إلا بتوافر بعض الأمور والصفات التي يمكنها أن تساعدك في التوصل إلى ما يمكنه إنهاء الأزمات على اختلاف أسباب حدوثها. هناك بعض الأمور التي يجب التحلي بها عند الوقوع في موضع الفصل في بعض الأمور، أو عندما يتم اختيارك للبت في موقف ما.
طريق الوصول إلى حل وسط في الخلافات
نستعرض سويًا بعضًا منها حتى يمكن التوصل إلى حل وسط يرضي جميع الأطراف.
الصبر
يجب أن تكون صبورًا متأنيًا في مثل تلك المواقف حتى يمكنك تحمل الطرفين المتنازعين، وتحمل ما يمكن أن يصل إليه الأمر من انفعال أحدهما علي الآخر أو كليهما. كذلك التحلي بالصبر يجعلك تتفهم الأمور بشكل جيد ويمكنك أن تحكم عليها بدون عصبية أو تدخل للعواطف التي يمكنها الميول لشخص أو أمر علي نظيره.
الحكمة
يكفي أن ندرك أن في الحكمة يقول الله تعالي في كتابه الكريم “يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤتَ الحكمة فقد أوتي خيرًا كثيرًا”. امتلاك الحكمة في الأمور الحياتية يجعلك تنظر للأمور بشكل سليم، ويجعلك قادرًا علي التعامل معها ورؤية أبعاد الموضوع الكاملة، وبالتالي يسهل عليك الوصول إلى حل وسط ينهي كل الجدال والخلاف. كما يمنحك هذا الأمر أفضلية من قبل الناس، فهم يحكمونك دائمًا في أمورهم ويرون فيك القاضي العادل.
تجنيب الميول والعواطف
يعد هذا من أهم الأمور التي تمكنك من الوصول إلى الاختيار الصحيح في مختلف المواقف. التحكم دائمًا في ميولك ومشاعرك وأهوائك، وتجنيبها عند الحكم أو الفصل في أمر ما، يجعلك تحكم بلا أفضلية لأمر دون الآخر بكل شفافية وحيادية، فكليها يجب أن يكونوا في موضع المساواة. إلا أن ميولك ومشاعرك إذا تدخلت في الأمر، اختلط عليك وأصابك بالتردد وأفقدك الصواب.
الشجاعة
هي صفة حميدة دائمًا ما تُنسب إلى الشهم النبيل، والقاضي العادل، والفارس المغوار، والإنسان الأمين الصادق. أن تكون شجاعًا في أفعالك وقادرًا على قول الحق ولو على رقبتك، يجعل كلمتك بمثابة حل وسط في الأمور، كما يرى فيك الناس ذلك لاقتناعهم الشديد أن كلمتك نابعة من تقديرك للأمور بكل حيادية وأن شجاعتك تمكنك من قول الحق مهما كلفك الأمر، وهذا كافٍ لنيل ثقة الآخرين.
ثقافة التعامل
يختلف الأشخاص باختلاف سماتهم وطباعهم، ويختلف الموقف باختلاف سبب حدوثه والظروف المحيطة به، لكن على كلٍ يجب أن يكون لديك الثقافة التي تمكنك من التعامل مع مختلف الأنواع من الناس في اختلاف المواقف. فمن ثقافة التعامل أن تختار الكلمات المناسبة لكل موقف، وأن تعلم أن كل مشكلة لها حيثياتها.
المرونة
يجب أن تتحلى بالمرونة في مثل هذه المواقف حتى تتمكن من الوصول إلى حل وسط يرضي جميع الأطراف. لا تتناول المواضيع بصرامة وتحجر، لا تنظر إلى الأمور على أن رأيك هو الحل الأوحد والأفضل، وأن ما دونه في سلة المهملات. أنصت إلى من يتحدث لربما من تستمع إلي رأيه يفيدك ويضيف إليك شيئًا يغيب عن أفكارك.
الوصول إلى حل وسط في الخلافات من سمات الحكيم، وهو من يقدر على الوصول إلى الحل المرضي لكل الأطراف بقدر الإمكان، هو من يمكنه التروي في اتخاذ القرار، هو من يأخذ الأمور بعقلانية ويزنها بعقله حتى يكون له الرأي السديد والكلام الرشيد. عليك التحلي بما قد ذكر من صفات إذا شئت، لتكون هذا الشخص.
أضف تعليق