“الخط الجميل هو موهبة ينفرد بها بعض الناس دون الآخرين”.. هذه الكذبة التي طالما ترددت دفعت الكثيرين منا للاستسلام إلى رداءة خط يدهم، ومع دخولنا إلى عصر التكنولوجيا، وظهور برامج الكمبيوتر الكتابية مثل “Word” وغيره تم الاستعاضة بها عن الكتابة اليدوية، فقلت الممارسة، بل انعدمت، وهذا أيضاً أثر بشكل سلبي على جودة خط اليد، لكن في كل الأحوال لا يمكن إنكار أن الخط الردئ يمثل حرجاً إذا اضطر الشخص للكتابة أمام آخر، كما أنه يميز شخصية صاحبه، والأمر الذي يدعو للتفاؤل هو أن كل شيء بالتدريب ممكناً، وهذه النصائح قد تفيدك في تحسين خط يدك وجعله جميلاً واضافة الجودة على خطك اليدوي.
تسع نصائح تحسن من خط يدك
– قم بتحليل خطك :
لا يوجد خط سئ في المطلق، بل هي فقط مجرد مجموعة من العيوب تشوبه، وتجعله يخرج بهذا الشكل، ولذلك أول ما عليك فعله هو تحديد مواطن ضعفك، ويمكنك فعل ذلك ببساطة من خلال كتابتك لعدد قليل من الأسطر، وبعدها قم بالنظر إلى الكلمات، وحدد عيوبها من وجهة نظرك، هل تراها أكبر من اللازم، أم أنها صغيرة للحد الذي يرهق القارئ.. ألخ، فتحديدك لعيوب خطك أمر هام أولاً لتحاول تفاديها، وثانياً لمراقبة مدى تحسنها أثناء الممارسة.
– اكتب حسب الحالة النفسية :
من المثبت علمياً أن خط يد الشخص من الدلالات الكاشفة لحالته النفسية، وأن منحنيات خطوطه على الورق تعكس الحالة الشعورية لديه، وهذا اختبار نفسي شهير، وبناء عليه فعلى الراغب في تحسين خطه ألا يقدم على اختبار نفسه وهو في حالة نفسية سيئة، لأن بالتبعية ستطغى تلك الحالة على أسلوب الكتابة وتأتي بنتائج سلبية غير حقيقية، وهذا بخلاف ما يمكن أن تسببه من إحباطات.
– الجلوس بالشكل الصحيح :
إذا كانت وضعية جلوسك أثناء الكتابة غير صحيحة فمن المستحيل أن تأتي بالنتيجة المرغوبة، فيجب أن يكون وضع اليد مريحاً أثناء الكتابة، وذلك بإسناد الرسغ إلى السطح الذي تكتب عليه.
– إمساك القلم :
الطريقة التي يتم بها إمساك القلم أيضاً تؤثر في شكل الخط، وهناك أوضاع عدة لمسك القلم لكن الوضع الأصح هو أن يمسك القلم بأصبعي السبابة والإبهام وإسناده على إصبع الوسطى، مع مراعاة عدم الضغط عليه بشكل مبالغ كي لا يتم إرهاق اليد. وجدير بالذكر أن نوع القلم المستخدم يلعب دوراً في تحسين الخط ، فإذا كان القلم ردئ أو حبره خفيف سيجبرك على الضغط عليه أكثر، أو إعادة كتابة الحرف وكلها أمور تؤدي إلى تشويه شكل خطك في الكتابة.
– التمهل أثناء الكتابة :
يجب الالتزام بسرعة معتدلة للكتابة، فالكتابة البطيئة لن تسعادك في إنجاز أي شيء، أما الإسراع أكثر من المفترض سيجعل الكلمات تتعرج وتميل وتظهر بشكل خال من أي تناسق.
– كراسات الخط، والالتزام بالسطر :
البعض يرفضون إجراء هذا التمرين لأنهم يرونه طفولي، لكن في الحقيقة أن كراسات تمارين الخط المدرسية مفيدة جداً، حيث تضع أمامك نموذجاً مثالياً تكتب مثله، وتقارن بين خطك وبينه، وتلاحظ مدى تقدمك من خلال تكرارك لكتابة نفس الجُملة. كما أن حياد الخط عن الخطوط المستقيمة يُصعب من عملية القراءة، ويُنصح أثناء التدريب بتجنب الورق الأبيض واستخدام الأوراق المُسَطَّرة.
– ترك مسافات كافية :
من أبرز العوامل المؤثرة في جماليات الخط هي المسافات المناسبة بين الكلمات وبعضها، فهذا يجعل النص كاملاً يبدو متناسقاً، ومُريح لعين القارئ، بعكس تلاصق الكلمات وتكدسها، وإن كان خطك يُخرج الكلمات كبيرة نسبياً فمن الأفضل أن تترك سطراً فارغاً بين كل سطرين مكتوبين.
– تحلى بالصبر :
أحد أخطر الأسباب التي تقود الإنسان إلى الإحباط هو توقعه لنتائج سريعة، لذلك عليك أن تعلم من البداية أن الأمر يحتاج لبعض الوقت، مع الممارسة المستمرة للكتابة، كذلك قد تشعر في بعض الأحيان بالملل من تكرار العملية فيجب ألا ترضخ لذلك الشعور وتستمر في المحاولات، ومع الوقت ستعتاد الأمر ويختفي ذلك الشعور.
– مفهوم الخط الجميل :
ليس مطلوباً منك أن تزخرف الحروف بأشكال معينة، وكذلك عند نقلك لنص ما لا تقم بنسخ الحرف كما هو تماماً، فالهدف الأساسي هو تحسين الخط لا تقليد الخط، والخط الجميل هو أي أسلوب منمق تكون فيه الحروف واضحة، ولا يجد الآخر عناء في قراءتها، ومتى حققت ذلك فأنت قد حققت هدفك.