بعد نزول الدورة الشهرية يبدأ المبيضين في الاستعداد لإفراز البويضة التالية، والذي يحتفظ بعدد كبير من البويضات لكنها تكون في حالة لا تسمح لها بالخروج إلا بمعدل بويضة أو بويضتان في بعض الأحيان كل شهر. وكل امرأة تختلف عن الأخرى في موعد الدورة الشهرية، والتي تقاس بالفترة ما بين نزول الدورة الشهرية والدورة التي تليها. وتبعاً لذلك قد يختلف حساب أيام التبويض من امرأة لأخرى. في معظم الأحيان تأتي الدورة الشهرية للمرأة كل 28 يوماً، وفي أحيان أخرى تأتي الدورة الشهرية كل 30 يوماً. والشاهد هنا ليس طول فترة ما بين الدورتين الشهريتين، ولكن انتظام الدورة الشهرية أي مجيئها كل فترة زمنية ثابتة، مما يعني عمل المبيضين بشكل جيد، وانتظام الهرمونات الجنسية، وبالتالي يعزز من فرص حدوث الحمل.
ما هي طريقة حساب أيام التبويض للاستعداد للحمل؟
ما هي أيام التبويض؟
يمكن لنا أن نقسم فترة التبويض إلى قسمين رئيسيين، القسم الأول ما يطلق عليه بالفترة الحبيبية، والتي تبدأ فور نزول الدورة الشهرية، وتستمر حتى بدء أيام التبويض، وطول هذه الفترة يختلف من امرأة إلى أخرى حسب طول الفترة ما بين حدوث الدورة الشهرية والدورة التالية لها. وفيها تكون البويضة في طور النمو وتحدد بشكل رئيسي جودة البويضة عند خروجها من المبيضين واتجاهها لقناة فالوب استعداداً للتخصيب. أما القسم الثاني فيطلق عليه فترة الجسم الأصفر، وبدايته في بداية أيام التبويض، والتي تنتهي بآخر أسبوع تقريباً ما قبل الدورة الشهرية، حيث يكون هذا الأسبوع فترة لا يحدث فيها حمل. وعلينا أن نعرف أن المرحلة الثانية من التبويض تتأثر بعدة عوامل، والتي تعتبر من أهم العوامل المحددة لحدوث الحمل، ومن هذه العوامل التوتر، الضعف، الإرهاق، مشكلات في إفرازات عنق الرحم، والتي قد تشكل سبباً في عدم وصول البويضة للنضج الكافي لحدوث الحمل.
إفرازات أيام التبويض
فضلاً عن حساب أيام التبويض، كما سيتضح تفصيلياً في المقال، هناك علامات حيوية يمكن للمرأة أن تلاحظها عند بدء أيام التبويض، ومن تلك العلامات، وجود ألم ما في إحدى جهات أسفل البطن، ويكون السبب في ذلك بدء خروج البويضة من المبيض. في كل شهر تخرج بويضة من إحدى المبيضين وفي الشهر التالي تخرج البويضة من المبيض الآخر. ومن العلامات الأخرى إحساس ببعض التشنج أو التصلب في الثدي، أما العلامة الأكثر ملاحظة فهي تغير لون وقوام الإفرازات المهبلية لدى المرأة، والتي تكون في أيام التبويض أكثر كثافة وذات لون مقارب للأبيض، ويرجع ذلك لاستعداد المهبل وعنق الرحم لاستقبال الحيوانات المنوية وخلق بيئة مناسبة لمرورهما لتلقيح البويضة.
حساب أيام التبويض
عند التخطيط لحدوث حمل، وكذلك عند اعتماد وسيلة عدم حدوث حمل بدون استعمال إحدى وسائل منع الحمل، على المرأة أن تعرف بدقة كيفية حساب أيام التبويض. وعلى ذلك يمكننا أن نقسم طريقة حساب أيام التبويض إلى قسمين؛ الأول في حالة انتظام الدورة الشهرية لدى المرأة، وهنا نستعرض الأمر بمثال:
إذا كانت الدورة الشهرية لدى المرأة تأتي كل 28 يوماً، على ذلك تبدأ المرأة في تحديد تاريخ اليوم الذي تأتي فيه الدورة الشهرية لها، وتطرح من هذا الرقم 14 يوم، فتكون أيام التبويض في اليوم رقم 14، ولكن الأمر لا يتوقف عند هذا اليوم، عليها أيضاً أن تعرف أن التبويض قد يحدث في يومين قبل أو يومين بعد اليوم 14 من بدء الدورة الشهرية. إذاً نقول أن أيام التبويض تمتد من اليوم 12 واليوم 13 واليوم 14 واليوم 15 واليوم 16 من تاريخ بدء الدورة الشهرية. وعلى المرأة أن تقوم بعملية حساب أيام التبويض أثناء اطلاعها على مخطط تقويم الشهر، حيث أن بعض أيام الشهر قد تكون 28 يوم وبعضها قد يكون 30 والآخر 31. أما بالنسبة لأولئك اللاتي تأتي الدورة الشهرية لديهن كل 30 يوم، فعلى المرأة أن تطرح من تاريخ قدوم الدورة الشهرية 15 يوم، فتكون أيام التبويض لديها هي اليوم 13 و14 و15 و16 و17. مع ملاحظة مهمة للغاية، تستمر البويضة الناضجة في الحياة لمدة لا تزيد عن 36 ساعة. أي في حالة نزول البويضة في اليوم 13 من بدء الدورة الشهرية، يمكن أن يحدث تلقيح في هذا اليوم وحتى اليوم 16، بعدها لا يمكن حدوث تلقيح. فعلى من تخطط لحدوث حمل التركيز في ممارسة العلاقة الزوجية منذ اليوم الأول المتوقع لبدء التبويض حتى اليوم الأخير.
أما بالنسبة للمرأة التي تعاني من عدم انتظام الدورة الشهرية، فيمكن لها حساب أيام التبويض بطريقة مجدولة، أي أنها تقوم بعمل جدول بسيط تدون فيه موعد دورتها الشهرية لمدة ستة أشهر، وتحسب الفترة بين كل دورة والدورة التالية لها، ثم تختار أقسر تلك الفترات، وتطرح منها 18 يوم، وبذلك تكون قد وصلت لموعد تقريبي لحدوث الإباضة. فعلى سبيل المثال إذا كانت أقصر فترة بين دورتين شهريتين متتاليتين هي 27 يوم، على المرأة أن تطرح رقم 18 فيخرج النتاج 9. بعدها تختار أطول تاريخ بين دورتين متتاليتين، وليكن 31 لتطرح منه 11، فيكون الناتج 20. إذن فالموعد المتوقع لفترة التبويض هو في الفترة من اليوم التاسع من بدء الدورة الشهرية الأخيرة حتى اليوم العشرين.
وكما يتضح فإن حساب أيام التبويض قد تكون أكثر دقة في حالة انتظام الدورة الشهرية، ولذا فعلى من تخطط لحدوث حمل زيارة الطبيب المختص للوقوف على أسباب اضطراب الدورة الشهرية وعلاج ما قد يلزم علاجه للمساعدة على حدوث حمل.
وسائل لحساب أيام التبويض؟
تنتشر الكثير من الوسائل لحساب أيام التبويض، منها ما يمكنك استخدامه في المنزل، مثل مقياس الحرارة (الترمومتر). ففي فترة التبويض ترتفع درجة حرارة المرأة من درجة إلى درجة ونصف. فعلى المرأة قياس درجة حرارتها في الأيام العادية من الشهر، ومقارنتها بالفترة المتوقعة للتبويض. وعند بدء حرارتها في الارتفاع فمن المرجح أنها الآن قد بدأت في أيام التبويض.
وللحصول على نتائج أكثر دقة عند حساب أيام التبويض، يمكنك شراء جهاز اختبار التبويض، وهو يشبه إلى حد كبير اختبار الحمل المنزلي. يحتوي جهاز حساب أيام التبويض على قطعة بلاستيكية يوجد بها فتحتين تضع المرأة عينة البول في إحداها وبظهور خطين على العلامتين الموجودتين في الجهاز تعرف المرأة أنها في أول أيام التبويض. هذا الجهاز رخيص الثمن، ويتواجد في الصيدليات ويمكن للمرأة استخدامه في المنزل.
أما إذا كانت المرأة لديها الوقت للذهاب لطبيب النساء، فيمكنها عمل متابعة تبويض لدى الطبيب، حيث يقوم الطبيب بعمل أشعة عن طريق المهبل للوقوف على حالة المبيضين وخروج البويضات، وبالتالي حساب أيام التبويض بدقة عالية.
خاتمة
عند التخطيط للحمل على المرأة معرفة كل ما يخص الحمل بدءاً من حساب أيام التبويض، خروج البويضة من المبيض، تخصيب البويضة، وحدوث الحمل. ولمعرفة المرأة جيداً بطبيعة جسمها يمكنها بسهولة حساب أيام التبويض الخاصة بها، وفي حالة وجود مشكلة عليها أن تلجأ إلى حساب أيام التبويض عن طريق موعد دورتها الشهرية، وفي حالة عند تمكنها من ذلك، فعليها أن تذهب إلى طبيب النساء الذي يحدد لها أيام التبويض بطريقة مؤكدة، مما يساعدها في الوصول للحمل. حساب أيام التبويض ليس عملية معقدة ولكنها تعتمد بشكل مباشر على انتظام الدورة الشهرية لدى المرأة.
أضف تعليق