تسعة
الرئيسية » عمل ومهارات » مشاريع وشركات » كيف تستغل حاضنات الأعمال في دفع عملك نحو النجاح بسرعة؟

كيف تستغل حاضنات الأعمال في دفع عملك نحو النجاح بسرعة؟

أصبحت حاضنات الأعمال من المرادفات للمشروعات الناشئة والصغيرة التي تعتمد عليها دول العالم الثالث من أجل الدفع بعجلة التنمية، في ظل ظروف اقتصادية صعبة تعجز فيها دولا كثيرة عن توفير فرص عمل للشباب، وفي مقال اليوم نتعرف على دور حاضنات الأعمال في تسريع ودفع المشروعات للنجاح.

حاضنات الأعمال

لقد واجهت أصحاب المشروعات الصغيرة صعوبات كثيرة، ربما يكون يكون أهمها افتقادهم لخبرة ممارسة العمل، وتوفير عوامل النجاح والاستمرار له، وهنا يأتي الدور الهام والفاعل لـ حاضنات الأعمال ، حيث تتيح لأصحاب المشروعات الناشئة فرصة عرض أفكارهم ومناقشتها وإدخال التعديلات اللازمة عليها، بحيث تصبح قابلة للتطبيق وتحقيق النتائج، كما تقدم لهم العديد من الخدمات الإضافية مثل التمويل والتسويق، والإشراف على التنفيذ، كما تقدم الدعم الفني ودراسات الجدوى للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، لذلك ننصح كل شاب مقدم على بداية مشروع جديد أن ينضم إلى حاضنة أعمال لتقدم له الدعم والخبرة وتدفع به لطريق النجاح.

تعريف حاضنات الأعمال

حاضنات الأعمال تعني احتضان ودعم ورعاية المشروعات الناشئة ومهمتها توفير الدعم اللازم لهذه المشروعات، والتي تحتاج للمزيد من الخبرات والدعم المالي والفني والتكنولوجي، وتختلف أنواع الحاضنات باختلاف ما تقدمه من خدمات، سواء إعداد دراسات الجدوى، أو تقديم الدعم المالي، أو مد أصحاب المشروعات بالخبرات العملية والتكنولوجية اللازمة، أو دعم الإنشاء والإشهار لدى الجهات المسئولة.

وقد بدأت حاضنات الأعمال في صورتها الأولى في أحد مراكز التصنيع واسمها (باتافيا) بمدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، وكان ذلك في عام 1959، حيث قامت إحدى الشركات التي توقفت عن ممارسة نشاطها إلى تحويل مقراتها للإيجار ليستفيد منها أصحاب المشروعات الناشئة، مع تقديم المشورة والدعم اللازم مقابل بعض المبالغ المالية البسيطة، ولأن هذه الشركة كانت تقع في منطقة صناعية وتجارية فقد حققت تميزا وشهرة خصوصا بعد تحقيق النجاح مع عملائها في العديد من المشروعات، وكانت البداية لانتشار العديد من حاضنات الأعمال الناشئة.

ورغم ما حققته الحاضنة الأولى (باتافيا) من نجاح مع عملائها، إلا أن هذا النشاط ظل في إطار الجهود الشخصية، ولم يتم التعامل مع الأمر بجدية حتى ثمانيات القرن الماضي حيث تم تكوين أول هيئة لتنمية ورعاية المشروعات الصغيرة في عام 1984، وتم إنشاء عدد من الحاضنات، ولم يتجاوز عدد الحاضنات داخل الولايات المتحدة حتى ذلك الوقت عشرون حاضنة.

في عام 1985 تأسست الجمعية الأمريكية لحاضنات الأعمال الهدف منها التشجيع على إنشاء حاضنات الأعمال وتنظيم عملها، وساهمت في إنشاء العديد من حاضنات الأعمال التي وصل عددها إلى 550 حاضنة في عام 1997.

أما في اليابان فقد كانت البداية لحاضنات الأعمال في عام 1982 تحت رعاية الحكومة اليابانية والشركات الكبرى.

وفي الصين بدأت حاضنات الأعمال نشاطها في عام 1987، في شكل منطقة أعمال تضم كافة الخدمات اللازمة من أماكن مجهزة لممارسة الأنشطة المختلفة، ومدعومة بكافة وسائل الاتصالات المناسبة للتواصل مع جهات العمل الصناعية والتجارية.

ومنذ ثمانينات القرن الماضي بدأت حاضنات الأعمال في الانتشار من أمريكا إلى جميع أنحاء العالم، وأصبحت نشاطا قائما بذاته حتى أصبح يطلق عليها صناعة حاضنات الأعمال، ووصل عدد حاضنات الأعمال في العالم إلى 3500 حاضنة منها 1000 حاضنة في الولايات المتحدة وحدها، بينما يوجد في الصين 465 حاضنة، بينما تمتلك كل من البرازيل وكوريا 200 حاضنة لكل منهما.

أما في الدول العربية فيوجد في مصر 10 حاضنات، وتونس حاضنة واحدة والبحرين واحدة والمغرب حاضنتين، كما بدأت منطقة الخليج نشاطا ملحوظا في هذا الاتجاه أيضا.

الأنشطة والخدمات المختلفة لحاضنات الأعمال

تقوم حاضنات الأعمال بإتاحة مجال التواصل بين المشروعات الناشئة، والمقامة بالفعل في نفس المجال بهدف اكتساب الخبرات والتوصل لحلول الكثير من المشاكل، إضافة إلى التواصل والترابط الاجتماعي. وتقدم حاضنات الأعمال خدمات متعددة وهامة للمشروعات الناشئة نعرضها في الآتي:

  • تحويل أفكار وتصورات أصحاب المشروعات الناشئة لواقع ملموس يمكن تنفيذه.
  • توفير التدريب اللازم لأصحاب المشروعات من أجل إكسابهم الخبرات اللازمة لإدارة مشروعاتهم.
  • تقديم الدعم المالي لهم بالمساعدة في منحهم القروض الميسرة اللازمة لتمويل مشروعاتهم.
  • المساعدة الفنية والمالية للمشروعات الناشئة من حيث الإدارة والحسابات.
  • فتح مجالات تسويق المنتجات، والمساعدة في الوصول لأسواق جديدة.
  • فتح مجال التواصل مع المستثمرين خصوصا مستثمري رأس المال المخاطر، وهم المستثمرون المستعدون للمخاطرة بتمويل مشروعات ناشئة لمجرد امتلاكها لفرص النجاح.
  • التعريف بالقوانين والمساعدة على الالتزام بها.
  • المساعدة في اختيار فريق العمل وتدريبه.
  • الالتزام بتقديم المشورة مع القيام بالدور الرقابي على المشروعات.
  • توثيق الروابط مع مستثمرين استراتيجيين في نفس المجال.

أهداف حاضنات الأعمال

  1. دعم رواد الأعمال من الشباب والمساهمة في خلق جيل جديد واعد من رواد الأعمال.
  2. التشجيع على إقامة مشاريع تنموية تفيد المجتمع.
  3. تشجيع وتحفيز المبدعين من أجل طرح المزيد من الأفكار والابتكارات.
  4. تشجيع الشباب على إقامة المشروعات يساهم في حل مشاكل البطالة.
  5. التعامل مع المشروعات الناشئة بأساليب حديثة وغير تقليدية توفر حلولا متطورة لمواجهة ما يتعرضون له من مشاكل.
  6. توفير المساندة المادية وتوفير الدعم المادي للرواد الشباب من أجل إقامة مشروعات ذات جدوى اقتصادية.

أنواع حاضنات الأعمال

هناك أنواع عديدة لحاضنات الأعمال حسب أنواع الخدمات التي تقدمها للمشروعات الناشئة وهي:

حاضنات الأعمال الإقليمية

وتقدم خدماتها في منطقة محددة ذات مقومات افتصادية واعدة، من أجل النهوض بها وتنميتها، والقضاء على البطالة فيها، فمثلا لو أن المنطقة على شاطئ البحر فقد يكون هدف الحاضنة تشجيع مشاريع صيد الأسماك وحفظها وتسويقها، وإقامة العديد من الصناعات عليها، وهناك مناطق أخرى تنشط فيها صناعة الأثاث المنزلي، أو يشتهر أهلها بصناعة الأواني الفخارية، وهناك العديد من الأنشطة الإقليمية التي تقوم الحاضنة الإقليمية برعاية وتنشيط المشروعات بها وبذلك تعمل على تنمية المنطقة، وإتاحة المزيد من فرص العمل لشبابها.

حاضنات الأعمال الدولية

هذا النوع من الحاضنات حريص على الربط ما بين المشروعات القومية ومثيلاتها العالمية، من أجل عمل مشترك يتجه بإنتاجه للتصدير إلى الخارج، فهو يعمل على استقطاب رأس المال الأجنبي من أجل تمويل مشاريع محلية واعدة، مع توفير التكنولوجيا اللازمة والدعم في تبسيط الإجراءات واستخراج التصاريح وخلافه.

حاضنات الأعمال الصناعية

عادة ما تقام هذه الحاضنات في المناطق الصناعية ذات القدرات الكبيرة، بحيث تشجع على إنشاء الصناعات الصغيرة والمكملة والتي تخدم الصناعات الكبيرة، وبذلك تنشئ نوع من التكامل والتعاون بينهما.

حاضنات الأعمال التقنية

هذه الحاضنة تستقطب أصحاب الأفكار المتطورة والتصميمات الحديثة لمنتجات جديدة، مع الاستعانة بالتكنولوجيا المتطورة من أجل إنشاء المزيد من المشروعات الناجحة.

حاضنات أعمال القطاع المحدد

تعني هذه الحاضنات بالتخصص، حيث تقدم خدماتها لقطاع محدد وليكن المهندسين أو المبرمجين، ويتولى متابعتها والإشراف عليها مجموعة من المتخصصين في نفس المجال.

حاضنات أعمال الإنترنت

وهذه الحاضنات تختص بتقديم الدعم الفني لمنتجي البرمجيات وشركات الإنترنت من أجل مزيد من الابتكار والتحديث والانتشار.

حاضنات الأعمال البحثية

وتتخذ من الجامعات مقرات لها من أجل تقديم الدعم اللازم في الجوانب البحثية ومتابعة دراسات وأبحاث وأفكار الطلبة وهيئات التدريس في مجالات البحث العلمي.

وهذه ليست كل أنواع حاضنات الأعمال، ما زال هناك العديد من الأنواع التي تتابع وتعمل على تنمية العديد من الأنشطة في المجالات المختلفة مثل المجالات الإبداعية والفنية.

حاضنات الأعمال التكنولوجية

هي نوع من حاضنات الأعمال التي تهتم بالتنمية المعلوماتية والتكنولوجية، حيث تعاني المنطقة العربية من تراجع في مستوى التكنولوجيا والمعلومات، وعلى هذا تهدف الحاضنات التكنولوجية لاستقطاب الماهرين من أصحاب الأفكار والمبدعين في المجال التكنولوجي لتقديم العون المادي والمعلوماتي من أجل تنمية هذه المهارات واستخدامها في دعم التنمية، وتكوين قاعدة معلوماتية تكنولوجية عربية تكون مرجعا لكل الباحثين في المجالات التكنولوجية المختلفة.

ويوجد حاليا نموذجا واعدا في مصر من خلال مركز الإبداع التكنولوجي لريادة الأعمال، الذي أنشأ حاضنة افتراضية وتسمى “حاضنة أعمال تكنولوجية بدون جدران” ليمتد نشاطها وتقدم خدماتها التي تصل إلى جميع المحافظات، وتعمل على ربط برامجها بباقي الشبكات المحلية والإقليمية والدولية من أجل توسيع قاعدة المستفيدين من خدماتها.

هكذا نكون قد تعرفنا على حاضنات الأعمال وماهيتها، والأهداف التي تسعى إلى تحقيقها، كما تعرفنا على أنواعها المختلفة، ونبذة عن بدايتها ومدى انتشارها على مستوى العالم، ونصيب العالم العربي منها، وما يمكن أن تقدمه هذه الحاضنات من خدمات لأصحاب المشروعات الناشئين، ودورها في تحقيق التنمية والنهوض المجتمعي والتعاون من أجل إتاحة فرص العمل للجميع.

الكاتب: نرفانا إدريس

نرفانا إدريس

احب التطلع والاستطلاع واكتشاف الجديد اهوى المطالعة والكتابة في كل المواضيع التي تثير إنتباهي.

أضف تعليق

6 − واحد =