لو قرأت التاريخ ستعرف أن جنون الملوك أمر مشترك بين ممالك العالم القديمة والحديثة، والأمر ليس مجرد صدفة أو تلفيق على الملوك وإنما الأمر يتعدى حاجز السخرية في الكثير من الأحداث، وغالباً ما يكون غير منطقي أو مبرر، ولا نعرف بالضبط هل المشكلة في السلطة والسيطرة والمُلك هو من يحول الملوك إلى هذا الجنون؟ أم إن الجنون حقاً لا مبرر له؟! إن كنت تقول على حاكمك اليوم بأنه مجنون فأدعوك لتقرأ هذا المقال ولتحكم بنفسك على الأمثلة التي سأحكي لك عنها.
أغرب حالات جنون الملوك
الملكة فيكتوريا
وصل جنون الملوك عند هذه السيدة إلى أنها رشت جميع شوارع كوبنرج الإنجليزية عام 1845 بماء العطر، لأنها تعشق النظافة ولأنها قادمة لتمر بها مع البرنس ألبرت.
الملكة إليزابيث الأولى
هذه الملكة فضلت البقاء عذراء دون زواج حتى بعلمها أنه بذلك لن يكون لها وريث لمجرد أنها ترى أن المرأة من الأفضل لها أن تكون حرة بدون رجل، حتى تستطيع حكم البلاد من دون قيود. الأمر الغريب أنها بالفعل من أقوى ملوك بريطانيا ولكن مع الكثير من جنون الملوك وجنون العظمة.
بوميبول أدولياديج
هذا الملك هو ملك تايلاند وهو هذا الحدث قريب من عصرنا هذا، حيث يمتلك الملك كلباً يصرف عليه الكثير من الأموال الطائلة ليس في الرعاية فقط بل في الملابس والمجوهرات الغالية وذلك منذ عام 1998، متغاضياً تماماً عن احتياجات شعبه، وحين كتب أحد من عامة الشعب جملة على الصفحة الشخصية له على الفيس بوك يعبر فيها عن مدى سوء الوضع واستهتار هذا الملك، حكم عليه الملك بعقوبة حبس 25 عام أي مؤبد، والسبب هو التقليل من احترام ذات الكلب الملكية، إنه جنون الملوك بدون أي تعليق أخر.
الحاكم بأمر الله الفاطمي
جنون الملوك يتمثل عند هذا الرجل في بعض القرارات الغير مفهومة والغير مبررة، فمثلاً أمر اليهود بارتداء ملابس سوداء، والمسيحيين بارتداء صلبان ثقيلة فوق الملابس، والنساء بعدم الخروج مطلقاً من المنزل لأي سبب، كما منع المصريين من أكل الجرجير والملوخية، ومنع بيع العنب والعسل، ولماذا كل ذلك؟ لا أحد يستطيع تقديم إجابة منطقية.
كاليجولا
هذا الإمبراطور الروماني يتعدى عنده جنون الملوك إلى مرحلة الخطر واللا أدمية، حيث حكم على أسرة بالكامل بالموت نتيجة خطيئة الأب، فقتل الأسرة كلها في ساحة المدينة مبتدأ بالأب ثم الأم ثم الأطفال بترتيب الولادة، حتى وصل إلى الفتاة الصغيرة ذات الاثني عشرة سنة فقط، فحاول بعضاً من الشعب التوسل له ليرحمها قائلين بأنها مازالت عذراء ولم تتزوج ولا تعرف شيئاً، هذا وسط بكاء الطفلة الهستيري، والغريب بالأمر أنه تبسم وأمر الجلاد باغتصابها أولاً أمام الجميع وقتلها كباقي أسرتها بالنهاية. وعُرف عهده بالدموي بسبب جنون هذا الملك فكان يأمر بوضع أعدائه (المسيحيين) في وسط الحلبة الرومانية وإطلاق الأسود عليهم حتى تنهشهم تأكلهم وتلك هي طريقته في المتعة والاستمتاع.
الملكة لوليا بوليان
زوجة قيصر كايجولا، تلك السيدة لم تهتم أبداً بفقر الشعب أو أي شخص على تلك الأرض المهم فقط هو ثوبها الذي لا يجب أن يقل أبداً ما يعادل الآن العشرة ألاف دولار، وعقدها اللؤلؤ المتغير باستمرار الذي يبلغ الآن أكثر من نصف مليون دولار، إنه جنون الملوك والجمال.
مونشتيان
هذه الامرأة الجبارة كانت خادمة في قصير الإمبراطور بالصين، وأخذ بها حد الجنون إلى أن تقتل الإمبراطور، وقتلت بعده أمها وأختها وأخيها، لتقنع الناس بطريقة ما أنها تستحق بكونها إمبراطورة وليس لها أهل من الدرجة الفقيرة.
حسين باشا الدالي
هذا الرجل هو الوالي على مصر في أيام السلطان مراد الرابع، وكانت له أفعال غريبة لا مبرر ولا تعقل، منها أنه كان بركب خيله ويذهب إلى شوارع المدينة بالليل متخفياً، وعندما يجد ولداً شقياً كان يقتله ففي أحد الأيام قيل بأنه قتل خمسون طفل، كما أنه وجد في مرة مجموعة من الفلاحيين يأكلون البطيخ ويضحكون مع بعضهم فهجم عليهم وقتل 13 شخص، لماذا؟ جنون الملوك لا يُجاب عليه عزيزي القارئ.
بيدرا الأول
اينزي كاستور زوجة ذلك الملك، ملك البرتغال ماتت في سن صغير وكانت هي الملكة فتوج هو الملك بعدها حسب الأعراف بذلك الوقت، ومن جنونه وحبه لها أخرج جثتها وأجلسها على العرش بكامل زييها وجواهرها وعطرها وأمر كل الشعب بالاعتراف بها كملكة والخضوع لها، فأصبحت أول ملكة تحكم شعبها بعد موتها.
ميتريدات السادس
هو ملك اليونان وعدو روما، كان دائماً يخشى أن يسممه أعدائه فواظب على شرب جرعات صغيرة محددة من أنواع من السم يومياً حتى يعطي لجسمه المناعة الكافية يستطيع بها مواجهة الخطر، وحين هجمت روما أخيراً على اليونان وخسر المعركة قرر الانتحار ولم يجد وسيلة سوى خزائن السم بغرفته، ولكن لسخرية القدر لم ينجح أي سم في قتلته وتم أسره ليجر كالعبيد إلى روما بالسلاسل.
الإمبراطور مينيليك الثاني
هو مؤسس الدولة الأثيوبية وكان جنون الملوك عند هذا الملك مختلف فهو كان كلما شعر بتوعك بسيط يأكل ورقة من التوراة في اعتقاده أنها تعويذة تخرج المرض وتحميه، ثم في يوم في ديسمبر 1913 تعرض إلى سكتة قلبية وبعد أن أفاق منها قرر أكل فصلاً كاملاً من التوراة لخطورة المرض هذه المرة، الأمر الذي قتله هو لأنه بالطبع الكتابة بالحبر على هذه الأوراق تحتوي على الرصاص السام.
الإمبراطورة تسيشي
هي إمبراطورة الصين التي كانت بالأصل جارية ولكنها ولدت الابن الوحيد للإمبراطور شيان فنج، وحين مات زوجها كان ابنه طفلاً صغيراً وذلك عام 1861 فتولت هي الحكم وعرف عنها أساليبها الملتوية في الإدارة، ووصل بها جنون الملوك إلى دفع ابنها الوحيد إلى إدمان الأفيون والنساء حتى تظل هي الحاكمة الوحيدة للبلاد، الأمر الذي أصاب ابنها بمرض تناسلي أدى إلى موته لعدم توفر العلاج بهذا الوقت. فلم تتوقف عند هذا الأمر بل نصبت ابن أختها ذو الثلاث سنوات حتى تستمر هي من خلف الستار، وتسببت في فترة حكمها لخسارة الصين أمام اليابان لأنها أخذت الميزانية الحربية إلى بناء قصرها الفخم. انتهى الأمر عند موتها بجلطة عام 1909 أي بعد حوالي نصف قرن من حكمها للصين، وبسبب تلك المرأة قامت الصين بالثورة على النظام الإمبراطوري بعدها بثلاثة سنوات فقط.
الإمبراطور جيستيان الثاني
ذلك الإمبراطور الضعيف خسر في حكمه أجزاء من مملكته مما جعله يخسر أيضاً عقله، وفي أخر أيامه كان يجلس على عرشه المتحرك باستمرار ويعض أتباعه في القصر بل ويأكلهم في بعض الأحيان، ولم يكن يهدأ سوى بتشغيل موسيقى معينة، أليس كذلك غريباً؟!
السلطان إبراهيم الأول
هو سلطان تركي للإمبراطورية العثمانية من 1640 ولمدة ثمان سنوات، وهو من الأساس حكم بعد أن اغتال أخيه، وبغض النظر عن حكمه الضعيف وانهيار المملكة حتى بهذا الوقت القليل إلا أنه أيضاً كان يحمل شغفاً عجيباً ناحية السيدات البدينة والرجال كذلك، حيث أمر أتباعه بجمع أبدن نساء في المملكة ليكونوا جواري لهم، ولم ينصب أحد في حكومته إلا حين يكون بدين الجسم حتى وإن لم يكون مؤهلاً للإدارة، كما أنه أمر بقتل جميع نسائه بعد موته حتى لا يكونوا مع رجال أخريين، وغيرها من التصرفات التي تدل حقاً على جنون الملوك الذي وصل حده عند هذا الرجل.
أيفان الرابع
والمعروف بأيفان السيئ وهو ملك على روسيا في القرن الخامس، تم استغلاله بطريقة بشعة عن طريق حكامه بعد موت عائلته فدفعه ذلك إلى الجنون وتمكن منه عندما أصبح الملك في سن الرابعة عشر وقتل الحاكم بالمدينة التي كان يعيش فيها وأعطى دماغه للكلاب، كما أن ارتيابه وجنون السيطرة دفعه لقتل ابنه الأكبر عندما عارضه في أمر ما، وجعل ابنته تجهض بوضع سكين في بطنها عندما علم أنها حامل من زوجها. ووصل به استفزاز الشعب إلى تجميع الشعب في ساحة والاعتذار أمامهم جمعياً لأخر أمر سيء فعله ثم الالتفاف وفعل ما هو أكثر بشاعة من ذي قبل.
قيصرة روسيا
تلك المرأة حقاً تكره المتآمرين عليها فقررت جعل واحد من الأمراء عبرة لغيره، فأمرت بجلب بيت دواجن ووضعت به بيض وأرغمته على الدخول والجلوس هناك على البيض بل وأمرته أن يصيح كالدجاجة ويقضي باقية حياته هناك، ألا تعتقد أن ذلك تصرف يعبر عن جنون الملوك وارتيابهم.
الملكة فاندين
تلك الملكة كان لديها جنون الجمال وتحب نفسها ومظهرها فوق العادة، مما دفعها في حبس حلاقها ذات يوم لمدة ثلاثة سنوات حتى لا يخبر أحد بأنه رأى بعض الشعر الأبيض الذي بدأ في الظهور على رأسها.
الأمير سادو
هو أمير للملك الكوري في القرن السابع وكان يساعد أبيه في الحكم، وفي سن السابعة عشر أصيب بمرض حصبة ورغم أنه شفي منه إلا أنه تأثر بجنون الملوك من قوتها وبدأ يرى الأوهام والكوابيس وكان يغتصب كل الفتيات التي يراها، ويميت كل من يشكك في قدراته للحكم البلاد ومن ثم ذاد الأمر إلى اعتقاده فقط بأحقية موت هذا وذاك بدون وجه سبب، ووصل به الجنون إلى محاولة اغتصاب شقيقته كذلك، وعند هذا الحد اكتفى الملك وأمر بسجنه بصندوق دون طعام حتى يموت باليوم الثامن، وحقيقة أن أرى أن الجنون متوارث بالعائلة فمن يقتل ابنه ولو كان سفاحاً بتلك الطريقة البشعة؟!
الملكة ماري الأولى
ملكة البرتغال من 1777 إلى 1815 وبدأ جنونها في الصراخ بإحدى المهرجانات المقامة ببلاد، وعند موت زوجها وابنها الأكبر قامت ماري بحكم البلاد ومنعت كل المهرجانات والاحتفالات وتحول الأمر إلى عادات دينية غريبة، كما أنها كانت تصرخ كل ليلة وصوتها يُسمع في القصر كله.
تشارلز السادس
ملك فرنسا منذ القرن الثالث عشر وحتى بداية القرن الرابع عشر لأنه كان فقط بسن الحادية عشر حين ملك، وكانت هناك حرب طاحنة منذ مئة عام بين فرنسا وإنجلترا، فكان يجري خلف فرسانه متخيلاً أنه ذئب يرعبهم وعليهم هم الهروب منه، كما قتل أحداهم بالفعل في مرة من تلك المرات، وكان يصدر أصوات الذئاب في القصر وعلى أتباعه، والأجن أنه كان يعتقد أنه مصنوع من الزجاج فلم يسمح لأحد بأن يمسه ولم يأخذ حماماً كذلك. مما أقام في حكمه حرباً أهلية بين شعب البلاد.
كريستيان السابع
ملك الدنمارك في القرن السابع عشر، ذلك الملك كان مجنون بالمعنى الحرفي لجنون الملوك فكان يرمي الطعام على ضيوفه وأحياناً يصفعهم بدون سبب، وكان ينسى الأسماء حتى اسمه هو شخصياً وبل وأيضاً كونه ملكاً من الأساس، ولم يكن يحترم أياً من كان ممثلاً لأي بلد في قصره وعنده استعداد لجلب حريمه وممارسة الجنس أمام الضيوف، الأمر الذي دعي الحكومة إلى تنصيب غيره، الأمر الذي من المفترض أن تقطع عليه الرقاب ولكن المذهل أنه لم يدرك أساساً ماذا حدث.
الإمبراطور جينغ
حكم هذا الملك الصين بعمر الرابعة عشر فقط، وبناءً على تصرفاته فهو عاش بقيمة حكمه المقدر بالقرن ونصف وكأنه بسن الرابعة عشر حقاً، حيث كان يقفل المدينة بالكامل وجعلهم يتخيلون حصار وهمي ويمثل هو دور البائع وعلى كل الشعب مجاراته في اللعب وغيرها من التصرفات الطفولية حتى بيوم ما شرب كحول حتى سكر جداً وتخيل أنه ثعبان بحر ووقع في البحيرة ومات.
الملك فاروق
وتلك القصة قريبة منا جداً لأن الملك فاروق هو أخر ملوك مصر قبل ثورة 23 يوليو، وحين تولى ذلك الملك كان بسن ال18 سنة بعد استلام الحكم من مجلس الوصاية وبعدها أصبح بديناً جداً بسبب شره الطعام وهذا ما توضحه الصور الملتقطة له، كما أنه بأحد الأيام رأى كابوساً يهرب فيه من أسود تطارده فقرر الذهاب إلى حديقة الحيوان بمصر وقتل كل الأسود ببندقيته لأنه كان يحب الصيد، وبسبب جنون الملوك هذا قامت الثورة المصرية وتحولت مصر إلى الحكم الجمهوري.
الإمبراطور نيرون
هذا الإمبراطور المجنون هو الأول في قائمتي لأنه بالفعل أحرق روما ليس مجازياً بل فعلياً فقط ليغني لمدة خمسة أيام، بعض الأقاويل تقول بأنه فعل ذلك لقتل اليهود والمسيحيين ولكن المهم أنه كان يرى النيران المندلعة بأمر منه لجيشه والغناء على هذا اللهب، البعض الأخر قال بأنه فعل ذلك ليدفأ من البرد. في كل الأحوال إنه أمر لا يصدقه عقل وفقط يجدر بتسميته جنون الملوك. كما أنه أحب أن يشارك في أولمبياد اليونان الإغريقية عند معبد زيوس رغم عدم كفاءة جسمه الغير رياضي ولكن الحكام تركوه يفوز بكل الأحوال لأنه كان يعدم كل معارضيه، حتى أنه قتل أمه وواحدة من زوجاته على الأقل.
الملك هنري الثامن
ذلك الملك الإنجليزي عرف بكثرة زوجاته والمحرمة في المسيحية مخالفاً بذلك لحكم البابا في روما، فنصب نفسه بابا على الكنيسة الإنجليزية سامحاً لنفسه بالزواج والطلاق، بسبب غرامه في وصيفة عنده لزوجته الملكة ولكن الأمر لم يدوم لأن الملكة الجديدة لم تنجب له ابناً، فقام بتلفيق تهمة الخيانة لها لتكون أول أن بولين أول ملكة تعدم في تاريخ إنجلترا وتزوج غيرها ستة أخريين وانتهى حكمه بدون وريث، والتي تولت بعده الملكة إليزابيث ابنته المخبأة بعيدة عنه.
جوانا
تلك المرأة تجوزت من فيليب الملك الوسيم عام 1506 ورغم شغف علاقتهم إلا أنه كان يخونها في الخفاء فتكون عندها جنون وارتياب ناحية الخيانة والغيرة، وحتى عندما مات جلست بجانب الجثة لكيلا تقترب أي فتاة منها حتى وإن كانت كاهنة وكانت تحاول اغتيال أي فتاة جميلة رغم موت زوجها من الأساس لأنها ما زالت تعتقد أنهم يتآمرون ضدها، فما كان من ابنها الملك إلا أن يحبسها.
جنون الملوك الأعنف عند فلاد دراكولا
قد يبدو الاسم غريباً (دراكولا)؟! نعم عزيزي بسبب هذا الشخص تمت تسمية الشخصية الخيالية لمصاص الدماء باسم دراكولا، هو أمير ولاكيا أيام الحكم العثماني ومحاولة سيطرتهم على البلقان، وعُرف فيما بعد بفلاد المخوزق، لأنه صاحب فكرة الخازوق لقتل أعدائه وعاصيه الذين كانوا يعلقون على خازوق (عمود مسنن) ليخترقهم من أسفلهم وتحت يخترق رقابهم في زمن بطيء وألم رهيب، وكان من أبشع ما قد يفعله هو تجميع تلك الدماء النازلة منهم ويشربها وكأنه عصير فواكه لذيذ، وغيرها من الأفعال المجنونة التي جعلت الحاكم العثماني يتصدى له ويعدمه بالأخير.
أخيراً عزيزي القارئ وبعد قراءة جنون الملوك بهذه القائمة الكبيرة هل ما زلت ترى أنه حكامك أجن من هؤلاء؟!
أضف تعليق