تسعة
الرئيسية » سفر » كيف تستمتع بالسياحة في جزيرة بالي الإندونيسية وما أهم معالمها؟

كيف تستمتع بالسياحة في جزيرة بالي الإندونيسية وما أهم معالمها؟

جزيرة بالي هي إحدى الجزر الطبيعية الإندونيسية وتتمتع الجزيرة بتنوع مواردها وبوجهاتها السياحية المتنوعة ما بين الجبال الشاهقة والشلالات المتدفقة والمنتجعات والمعابد الهندوسية.

جزيرة بالي

جزيرة بالي هي واحدة من جزر دولة إندونيسيا البالغ عددها 17 ألف جزيرة إندونيسية، وتقع جزيرة بالي بين جزر سوندا الصغرى من ناحية الغرب وبين جزيرة لومبوك من ناحية الشرق وتعد مدينة دينباسار عاصمتها الإدارية وتتواجد في الجزء الجنوبي للجزيرة، وعدد سكان جزيرة بالي حوالي 4 مليون نسمة ومساحتها تبلغ 5,636,66 كيلو متر مربع، وتضم الجزيرة خليط من السكان والأقليات الهندوسية وتبلغ نسبة المسلمين على الجزيرة حوالي 85% من السكان، وقد سُكنت جزيرة بالي بسكانها الأصليين منذ حوالي 2000 سنة قبل الميلاد، يُذكر أن جزيرة بالي تبعد عن العاصمة الإندونيسية جاكرتا بحوالي مسافة ساعتين بالطائرة.

تاريخ جزيرة بالي

جزيرة بالي سُكنت للمرة الأولى من قبائل الاسترونيسن الذي هاجروا من دولة تايوان عبر البحار قاصدين جنوب شرق آسيا منذ حوالي 2000 عام قبل الميلاد، وسكان جزيرة بالي الحاليين أقرب لغوياً وثقافياً إلى قبائل الفلبين والأرخبيل الإندونيسي وقبائل الأقيانوسية، وتعد الأدوات التراثية الصخرية التي تم العثور عليها بالقرب من قرية سكك القابعة في شرق الجزيرة خير دليل دامغ على التقارب الثقافي واللغوي بين تلك القبائل، ومن الجدير بالذكر أن ثقافة سكان جزيرة بالي تأثرت بشكل كبير من قبل الثقافتين الصينية والهندية وتحديداً من قبل الثقافة الهندوسية، وخلال عام 991 ولد الملك أرلانجا في بالي وهو أحد أهم الملوك الذين حكموا جزيرة بالي وحتى الآن توجد في جزيرة بالي مقبرته ومقابر زوجاته في بلدة تامباك سيرنج بالجزيرة، وفي عام 1343 سقطت الملكية البالية على يد المملكة الماجاهيتية الجاوية وانتقل مركز السلطة السياسية إلى بجنج ولهذا تعد أغلب الآثار التاريخية في جزيرة بالي عائدة إلى فترة بجنج، وجدير بالذكر أن جميع الممالك التي حكمت جزيرة بالي كانت بارعة في فن النحت على الصخور ولهذا لا تزال آثارهم باقية إلى الآن تعكس جمال الزخرفة المتشابكة والمعقدة، ومن الجدير بالذكر أن الاتصال الأوربي الأول بالجزيرة كان عبر المستكشف الهولندي “كورنليز دي هاوتمن” وذلك خلال عام 1597 لتأتي بعد ذلك مرحلة الاستعمار الهولندي لكافة الجزر الإندونيسية وذلك في القرن التاسع عشر، وفي عام 1949 أعلنت هولندا اعترافها الرسمي باستقلال كافة الأراضي الإندونيسية والجزر التابعة لها.

طبيعة ومناخ جزيرة بالي

جزيرة بالي تحتوي على تضاريس جغرافية متنوعة جعلها مقصداً لكل أنواع السائحين؛ الراغبين منهم في الهدوء والاستجمام والراغبين في ركوب الأمواج وأيضا محبي تسلق الجبال المرتفعة؛ فطبيعة جزيرة بالي تشمل سلسلة من المرتفعات الجبلية في مناطقها الوسطي حيث يعتبر جبل أجونج من أعلى الجبال في جزيرة بالي، كما تنتشر على طول الجزيرة مجموعة متنوعة من السهول الساحلية والتي تشكل جزءاً أساسياً من الخليج البحري الخاص بالجزيرة، أما بقية تضاريس الجزيرة الجغرافية فهي تتنوع ما بين السهول الخضراء والغابات الاستوائية التي تنتشر بها العديد من أنواع الأشجار المختلفة والنباتات النادرة، والمناخ في جزيرة بالي استوائي حيث يصل متوسط درجات الحرارة في الجزيرة إلى 30 درجة مئوية مع ارتفاع كبير في معدل الرطوبة الجوية ومعدل درجات الحرارة العام في بالي يتراوح بين 20 إلى 33 درجة مئوية ولهذا تشهد جزيرة بالي فصل صيف يمتاز الحرارة والرطوبة وشتاء بارد ومعتدل، وعلى الرغم من انتعاش قطاع الزراعة في جزيرة بالي بشكل كبير وكثرة عدد الزائرين لها إلا أن الاقتصاد في بالي يرتكز بالأساس على قطاع الزراعة حيث تشكل الزراعة جزءاً هاماً من إجمال الإنتاج العام لجزيرة بالي وتساهم في توفير العمل لسكان الجزيرة ولذلك تُصنف جزيرة بالي كواحدة من المناطق الاقتصادية الغنية والمتطورة في إندونيسيا، وبعد قطاع الزراعة يأتي القطاع المصرفي والذي يشهد نمواً متطوراً بسبب الاستثمارات المالية والاقتصادية في جزيرة بالي، وبعد هذين القطاعين يأتي قطاع السياحة كمصدر فرعي من مصادر دعم الاقتصاد المحلي في الجزيرة.

أفضل الوجهات السياحية في جزيرة بالي

جزيرة بالي تعد وجهة سياحية عالمية تجذب السياح المغامرين من كل بقاع العالم، ولكن السياحة في بالي سياحة موسمية فتزداد بشكل كبير خلال الموسم السياحي وهو الموسم الذي يضم شهور يوليو وأغسطس وسبتمبر وفيما عدا تلك الشهور التي تشهد ازدحاماً بالغاً على أرض الجزيرة تنخفض السياحة بشكل واضح في باقي شهور السنة اللهم إلا عطلة رأس السنة في أول يناير، ومن أفضل الوجهات السياحية في جزيرة بالي؛ شاطئ كوتا والذي يعد من أفضل الوجهات السياحية في بالي كما يعتبر الأكثر استقطاباً للزائرين ويتميز هذا الشاطئ بالرمال الناعمة والأمواج العالية التي يفضلها محبي ركوب الأمواج، وتتواجد في منطقة الشاطئ الكثير من المقاهي والمطاعم التي تقدم أفضل المأكولات البحرية، وهناك أيضاً شاطئ نوسا دوا الذي يمتاز بتونع الفعاليات والألعاب والأنشطة التي يقوم بتوفيرها مثل الأنشطة المائية بما فيها سفن البنانا والمظلة الشراعية وهو ما جعله أحد أفضل الأماكن السياحية في الجزيرة، وعطفاً على الشواطئ تمتلك جزيرة بالي الكثير من الشلالات الرائعة التي تتواجد في مناطق مختلفة من الجزيرة ومن أبرز تلك الشلالات: شلال جت جت الذي يقع على هضبة يبلغ ارتفاعها حوالي 45 متر محاطاً من كل جهة بالغابات الاستوائية ويبعد شلال جت جت عن جزيرة بالي بمسافة ساعة ونصف بالسيارة، وقد تم افتتاح شلال جت جت كمزار سياحي خلال عام 1975 وتضم منطقة الشلال العديد من المرافق الحيوية مثل متاجر لبيع الهدايا واللوحات الفنية والتذكارية ومواقف للسيارات، وهناك أيضاً شلال شامبوهان أو “شلال جت جت التوأم” حيث يقع هذا الشلال أيضاً بقرية جت جت وتنتشر حوله الكثير من الأشجار مثل أشجار الكاكاو والبن والقرنفل وتتواجد القرود بشكل كبير حول هذا الشلال من أجل شرب المياه، وبالنسبة لشلال تيجينونجان بالي فهو يتميز بوقوعه بين الكثير من الغابات والأشجار بحيث يصعب رؤية المجرى المائي ويقع الشلال في مدينة أوبود ويبعد بحوالي مسافة 30 دقيقة بالسيارة من جزيرة بالي.

جزيرة بالي تضم أيضاً الكثير من الحدائق مثل حديقة سفاري بالي وهي حديقة حيوانات مفتوحة تضم الكثير من أنواع الحيوانات المختلفة من كل قارات العامل وتضم الحديقة أيضاً ملاهي مائية ومناطق ترفيهية، وهناك أيضاً حديقة الطيور في بالي والتي تضم أكثر من ألف طائر من أنواع مختلفة تصل إلى 25 نوع مختلف، منعا طيور أمريكية وطيور أفريقية، وتتواجد أيضا بالجزيرة غابة القرود في بالي والتي يعود تاريخ نشأتها إلى القرن الرابع عشر وبها حوالي 700 قرد و186 نوع نادر من النباتات والأشخاص المختلفة، وعطفاً على الشواطئ والحدائق تضم جزيرة بالي عدداً كبيراً من المعابد وذلك بسبب انتشار الثقافة الهندوسية ومن أشهر المعابد في بالي معبد تاناه لوت ومعبد أولو واتو بالي، وأما الفنادق في بالي فأفضلها هو فندق ميليا بالي إندونيسيا والذي يقع على شاطئ نوسا دوا، وكذلك فندق فيرمونت سانور شاطئ بالي والذي يشتهر بأنه يقدم أطعمة حلال للسائحين المسلمين، وهناك أيضاً منتجع مايا أوبود والذي يقع في قرية أوبود بالجزيرة ويوفر إطلالات رائعة على حقول الأرز ونهر بيتانو.

ختاما؛ فجزيرة بالي هي وجهة سياحية ممتازة للباحثين عن الهدوء والاستجمام أو للباحثين عن المغامرة وممارسة الرياضات المختلفة كركوب الأمواج وتسلق الجبال المرتفعة، وتوفر جزيرة بالي لروادها إقامة جيدة في الفنادق والمنتجعات كما تتواجد أيضا بالجزيرة الكثير من الأنشطة الترفيهية التي تناسب كل من العائلات وقاصدي الجزيرة لقضاء شهر العسل.

أسماء

محررة وكاتبة حرة عن بعد، أستمتع بالقراءة في المجالات المختلفة.

أضف تعليق

12 − عشرة =