تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » الحمل والانجاب » كيف تعتنين بـ جرح الولادة القيصرية في فصل الصيف؟

كيف تعتنين بـ جرح الولادة القيصرية في فصل الصيف؟

تعرفي على أهم أسباب وأعراض حدوث التهاب في جرح الولادة القيصرية وكيف يُمكنك علاج هذا الالتهاب ووقاية نفسك منه قبل حدوثه، أيضًا تعرفي على الوسائل السليمة للاعتناء بجرح ولادتك القيصرية خاصةً أثناء فصل الصيف خصوصًا.

جرح الولادة القيصرية

جرح الولادة القيصرية من الأمور المؤلمة والمُزعجة لكل أم لم تجد عن الولادة القيصرية بديلًا، ويزداد هذا الألم والانزعاج بتعرض هذا الجرح للالتهاب الذي قد يُنذر بمُضاعفات مؤذية لصحة الأم والذي قد يمنعها أيضًا من الفرحة والاهتمام بصغيرها كما ينبغي. لذا سنتناول معك خلال هذا الموضوع طرق الوقاية من التهاب جرح الولادة القيصرية وكيف يُمكنك الاعتناء به بصورة سليمة.

التهاب جرح الولادة القيصرية

يُعد التهاب جرح الولادة القيصرية من أبرز وأخطر مُضاعفات العملية القيصرية التي لا يجب السكوت عنها واللجوء لطلب المُساعدة الطبية الفورية، ولكن هل لالتهاب جرح الولادة القيصرية أسباب يُمكن تجنبها أو التحكم فيها لمنع حدوثه؟

نعم فالتهاب جرح العملية القيصرية ينتج عن الحمل المُصاحب لمرض السكري المُزمن لدى الأم أو نتيجة لمُعاناتها من السمنة المُفرطة، مما يجعل عملية التئام أنسجة الجرح أصعب تأخذ وقتًا أطول أكثر عُرضة للتعرض للالتهاب خاصةً في حال عدم مُحافظة الأم المُصابة بالسكري على مستويات سكرها ضمن الحدود الطبيعية. ويُعد السبب الثاني لحدوث جرح الولادة القيصرية هو عدم الاهتمام بتنظيف منطقة الجرح كما ينبغي مما أدى إلى تلوثه، أو استخدام مُرطبات أو أي وصفات لتحسين مظهر الجرح ومنطقة البطن قبل التئام الأنسجة بشكل تام، أو القيام بنشاط أو بذل مجهود شاق أثر على منطقة جرح الولادة وأدى لفتحها وبالتالي تلوثها.

كما يُعد استخدام أدوات مُلوثة وغير مُعقمة أثناء إحداث الشق الجراحي للأم أثناء إجراء ولادة القيصرية من أهم أسباب انتقال العدوى الفورية للجرح. وأخيرًا الولادات القيصرية المُتعددة خلال فترات قصيرة دون منح البطن من الداخل الفرصة الكافية للالتئام كما التئمت من الخارج أو ولادة طبيعية بعد فترة قصيرة من الولادة القيصرية مما قد يؤدي لفتح الجرح القديم وتلوثه والتهابه، وعليه فإن من أهم سبل الوقاية من حدوث جرح الولادة القيصرية:

تجنب الحمل المُتكرر خلال فترة قصيرة من الولادة القيصرية سواء كانت الولادة التالية طبيعية أو جراحية لمنع تفتق الشق الجراحي القديم مُجددًا، إتباع حميات غذائية مُناسبة لفترة الحمل تحت إشراف مُشترك من الطبيب النسائي وطبيب التغذية مع اهتمام الحامل بقياسات وزنها ووزن الجنين كي لا تزيد في الوزن بصورة مُفرطة خلال الحمل مما يؤدي إلى التهاب جرح الولادة القيصرية، ومن الأفضل أن تبدأ السيدة في إنقاص وزنها الزائد قبل التخطيط للحمل خاصةً وأن زيادة الوزن من الأساس سببًا لتأخر حمل المرأة ونقص خصوبتها.

عدم القيام بأي جهد شاق يُمثل حملًا على منطقة البطن وعلى جرح الولادة القيصرية كحمل أشياء ثقيلة تتعدى حجم المولود أو ممارسة تمارين قاسية من شأنها الضغط على منطقة البطن وعلى جرح الولادة القيصرية. عدم استخدام كريمات مُرطبة قبل التأكد من التئام أنسجة الجرح بشكل تام، فهو أمر ضروري لتجميل مظهر الجرح بشكل مبدئي والتخفيف من حدة دمامته ولكن ليس قبل التئامه بشكل مؤكد لا شك فيه. عدم قيادة السيارة قبل أن يسمح لكِ الطبيب بذلك مع تجنب الإمساك لضمان عدم فتح الشق الجراحي وتلوثه.

التغيير على جرح الولادة القيصرية بصورة منتظمة سليمة طبيًا باستخدام أدوات نظيفة مع ارتداء قفازات طبية نظيفة قبل مُلامسة الجرح، ومن الأفضل أن يتم ذلك على يد طبيب أو مُمرضة ذات دراية وكفاءة بالأمر، مع مُراجعة طبيبك بصورة دورية لحين التأكد من التئام الجرح تمامًا، تجنب ارتداء ملابس ضيقة تضغط على مناطق الصدر، البطن العلوية، البطن السفلية أو تحتك بمكان الجرح كالملابس الداخلية أو البادي الضيق أو مشدّات البطن، وتجنب احتكاك الجلد بمكان الجرح خاصةً لدى السيدات البدينات.

كيف أعرف أن جرح العملية القيصرية ملتهب؟

حينما يتعرض جرح الولادة القيصرية للالتهاب تظهر مجموعة من الأعراض حول منطقة الجرح وفي مناطق أخرى قريبة منه نذكر منها:

  • الشعور بارتفاع في درجة الحرارة بشكل موضعي “في منطقة جرح الولادة القيصرية” أو عامة “في عموم الجسم” تتطور إلى قشعريرة في حال إهمال اللجوء لطلب المُساعدة الطبية، الشعور بألم غير مُحتمل وتورم واحمرار زائد عن الحد ومُنتشر في منطقة الجرح وعلى حوافها وما حولها مع خروج إفرازات صديدية من جرح الولادة القيصرية رغم تنظيفه، الشعور بحرقة في مجرى البول وآلام شديدة تُصاحب عملية التبول. ارتفاع احتمالات حدوث نزيف مع إفرازات كريهة الرائحة وغريبة اللون والهيئة، آلام صدرية مع عدم القدرة على تحمُّل أي لمس لمكان الجرح أو ما حوله.
  • وفي حال ظهرت عليكِ إحدى العلامات التالية لا بد من اللجوء للطبيب فورًا لبذل الصديد البكتيري من منطقة الجرح إلى خارج الجسم وتنظيفه وتعقيمه جيدًا، ومن ثم بدء رحلة من تعاطي المُضادات الحيوية الوريدية ثم الفموية للتخلص والحماية من تكوّن الجراثيم مُجددًا في مكان الجرح مع ضرورة العناية بنظافته وتعقيمه بشكل طبي سليم فيما بعد.

متى يلتئم جرح العملية القيصرية؟

يحتاج جرح الولادة القيصرية من شهر إلى شهر ونصف حتى يلتئم بشكل تام ما إن لم تكن المرأة تُعاني من أي أمراض تؤخر من وتيرة الشفاء والتئام الأنسجة كمرض السكري مثلًا. بعدها تحتاجين لزيارة طبيبك للتأكد من أن عملية شفاء جرح الولادة القيصرية تتم على نحو جيد، وقد تحتاجين خلال الأسبوع الأول من الولادة إلى تناول مُسكنات للتخفيف من حدة ألم الشق الجراحي، سيصف لكِ طبيبك الأنواع والجرعات التي تُفيدك ولا تؤثر على حليبك.

يُمكنك إرضاع طفلك في نفس يوم العملية القيصرية بمجرد نزول حليب الثدي مع اتخاذ الوضعيات المُريحة وغير المؤلمة لكِ أثناء عملية الرضاعة، يُمكنك طلب مُساعدة أحدهم كالأم أو الأخوات أو أحد المُمرضات أو إسناد ظهرك إلى مجموعة من الوسائد بالشكل والكيفية التي تُريحك وتُسهّل على طفلك. كما يُمكنك الاستحمام بشكل طبيعي مع الالتزام بوضع ضمادة مُضادة للماء على مكان الجرح لمنع وصول الماء إليه لمدة أسبوع على الأقل. وعلى أية حال سيمنعك طبيبك من ممارسة الرياضات العنيفة أو قيادة السيارة حتى شهر ونصف إلى شهرين بعد ولادتك القيصرية وذلك باستثناء رياضة المشي، حمل شيء ثقيل قبل مرور أسبوعين على الجراحة.

كيف أعتني بـ جرح الولادة القيصرية رغم حرارة الصيف؟

تُزيد حرارة الصيف وكثرة وسرعة التعرُّق وتراكم الأوساخ من خطورة التهاب جرح الولادة القيصرية ولكن يُمكنك التسريع من عملية شفاء جرحك ومنع التهابه من خلال الحصول على قدر كافي من الراحة والنوم لمنع التعرض لأي حركة قد تؤذي جرحك، تناول كميات كافية من المياه والسوائل لتجنب الجفاف خاصةً مع حرارة الجو المرتفعة وسحب الرضيع لسوائل جسم الأم الطبيعية من خلال الرضاعة، كما يُساعد ذلك أيضًا في زيادة إدرار الحليب. الحرص على تناول الفواكه الغنية بفيتامين ج والأطعمة الغنية بالحديد لتسريع عملية التئام الجرح وتقوية جهاز المناعة ضد العدوى والالتهابات وتجنب التعرض لفقر الدم مع نزيف ما بعد الولادة “النفاس”، تجنب القيام بحركات مُفاجئة دون الإمساك بالخصر قُرب جرح الولادة القيصرية لمنع تأثير تلك الحركات على سلامة الجرح.

وختامًا عزيزتي الأم، بخطوات بسيطة تُجنبي نفسك ألم وأذى مُضاعف يُسببه لكِ التهاب جرح الولادة القيصرية فمن فضلك لا تُهملي الأمر، واحرصي على متابعة الطبيب بعد الولادة وخروجكِ من المستشفى ولا تعتمدي على النصائح فقط. أتمّ الله شفاءك على خير وأسعدك بصغيرك.

ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.

ياسمين أنور

حاصلة على ليسانس لغة عربية جامعة الإسكندرية، شغوفة بالقراءة والاطلاع وأحب عملي ككاتبة جدًا وما يدفعني للأمام هو تشجيكم لي.

أضف تعليق

3 × اثنان =