تسعة
الرئيسية » اعرف اكثر » منوعات » كيف تتباين إيجابيات وسلبيات توقيت توفير ضوء النهار ؟

كيف تتباين إيجابيات وسلبيات توقيت توفير ضوء النهار ؟

توقيت توفير ضوء النهار أو التوقيت الصيفي هو طريقة بسيطة وإن كانت تبدو معقدة بعض الشيء لتوفير الطاقة الكهربائية عبر الاستفادة من ضوء النهار في ساعات العمل الأولى، في السطور المقبلة نتعرف على إيجابيات وسلبيات هذا النظام.

توقيت توفير ضوء النهار

يبدأ توقيت توفير ضوء النهار أو التوقيت الصيفي كل عام في بداية فصل الربيع في جميع أنحاء البلاد (مع بعض الاستثناءات البارزة)، وفي العادة يحرك الناس عقارب الساعات إلى الأمام ساعة في الساعات الأولى من صباح أول عطلة أسبوعية من شهر آذار إيذانا بقدوم شهر الربيع، التوقيت الصيفي آثار الكثير من الآراء ومنها ما أشاد بها التوقيت واثره الكبير والصحي، ومنهم من انتقده واعتبره من أغبى الأفكار البشرية على الإطلاق، وهو ما حذا في الكثير من الدول حول العالم لاتخاذ القرار التاريخي بإنهاء العمل بها التوقيت، فعلى سبيل المثال اعلن الاتحاد الأوروبي وقف التعامل معه اعتباره من 2021، وكذلك الأمر في الكثير من الولايات الأمريكية.

الأمر الغريب في خصوص توقيت توفير ضوء النهار والذي بدا ينهار أمام الكثير من الانتقادات هو أنه في الأساس محاولة إنسانية لإجبار حياتنا على ملاءمة العالم الطبيعي بطريقة أكثر منطقية، ولأجل تحويل أنفسنا إلى نمط معيشي تستفيد منه عقولنا وأجسادنا. والتوقيت الصيفي هو تمرد على مدار الساعة وقبول أننا جميعًا عبيد لاعتبارات أهل الصناعة والتجارة والعمل. إن سوء الفهم الأساسي للتوقيت الصيفي هو لحساب الأضرار والمشاكل التي قد يتسبب بها وخاصة على المستوى الصحي والطبي فـ توقيت توفير ضوء النهار ليست يومين في السنة فنحن عندما نقوم بتقديم عقارب الساعة أول مرة علينا أن ننتظر طويلا حتى نعيدها إلى موقعها الأصلي، فالتوقيت الصيفي ستة أشهر طويلة، لهذا سنحاول البحث بين الإيجابيات والسلبيات لهذا التوقيت على الرغم من أن العالم تقريبا قد حسم الجدل حوله.

الإيجابيات

توقيت توفير ضوء النهار الإيجابيات

ضوء الشمس

الفكرة الأساسية التي انتجت التوقيت الصيفي هي الاستفادة اكثر ما يمكن من أشعة الشمس في فصل الصيف، ولهذا فالفكرة في الأساس أتت من الدول الغربية التي يكون فيها النهار طويلا في شهري الربيع والصيف، ويكون قصيرا (جدا في بعض البلدان) في الخريف والشتاء، فالغاية من تعديل التوقيت زيادة ساعة فيها أشعة الشمس إلى كل يوم على حساب الظلام، وهذا المر فيه الفائدة لأرباب العمل وللعمال أيضا من المنظور الغربي، حث يرغب العامل بقضاء بعض الوقت بعد الانتهاء من عمله في أشعة الشمس.

توفير فاتورة الطاقة من إيجابيات توقيت توفير ضوء النهار

إحدى النقاط التي اعتمد عليها التوقيت الصيفي ليصبح فاعلا في المقام الرئيسي، هو أن توقيت توفير ضوء النهار يساعد على توفير فاتورة الطاقة، ومع أن هذه الفاتورة مهمة للناس إلا أنها اهم لأرباب العمل، وخاصة أولئك الذين يملكون مصانع كبيرة أو مكاتب أو مستودعات ضخمة، وجميعها تحتاج إلى الطاقة للإنارة، ولهذا اعتبر هذا التوقيت في الأساس مطلبا لأصحاب العمل اكثر من البقية، وهو ما ساعد على العمل به.

الانتعاش الاقتصادي

من المفترض أن زيادة ساعات النهار ساعة يكون فيها الضوء الطبيعي ما زال ساطعا، سيساعد على زيادة الحركة التجارية وخاصة على المتاجر، حيث ستستمر الحركة بين الزبائن، ويمكن القول إن هذا الأمر فعلي، فيمكن للموظف أو العامل وخاصة النساء العاملات وبعد انتهاء ساعات العمل القيام بالتسوق، مع التمتع بضوء الشمس، ومن المعروف أن الاستمتاع بالتسوق يكون اكبر عندما يقوم به الشخص ي حضور الآخرين من المتسوقين.

انخفاض مستويات الجريمة من أسباب استعمال توقيت توفير ضوء النهار

أشارت إحدى الدراسات إلى أن هناك انخفاضًا بنسبة 7٪ في معدلات الجريمة بعد التحول إلى توقيت توفير ضوء النهار . والسبب بسيط، وهو أن معظم مرتكبي الجرائم يميلون إلى القيام بها في كثير من الأحيان في الظلام. وخاصة الجرائم التي تحدث في الهواء الطلق مثل السلب، أو السرقة، وبالإضافة إلى ما تعنيه انخفاض أعداد الجرائم من إيجابيات كالشعور بالأمان، إلا أنها أيضًا تساهم في انخفاض الكثير من النفقات، ومنها نفقات ومصاريف الجهات الأمنية، وما يتبعها من تحقيقات، وفي حال القبض على الجاني ما يرافقه من نفقات التوقيف، هذا بالإضافة إلى النفقات الصحية التي قد ترافق المجني عليها. وهي جميعها مصاريف يجب أخذها بعين الاعتبار.

السلبيات

توقيت توفير ضوء النهار السلبيات

التأثير الصحي

غالبًا ما يركز منتقدو التوقيت الصيفي انتقاداتهم حول المشكلات الصحية. فقد أشارت دراسة أجريت في عام 2012 أنه في الأيام القليلة التي تتبع تغيير الساعة الربيعية (بداية توقيت توفير ضوء النهار ، بعبارة أخرى)، ارتفعت حوادث النوبات القلبية بنسبة 10٪. ناهيك عن أن النوبات القلبية قد تراجعت في وقت تغير الساعة في التوقيت الشتوي بنسبة 10٪ أيضًا. ناهيك عن أن النوبات القلبية أكثر احتمالا أن تأتي في الشتاء وأوائل الربيع من أي وقت آخر من السنة، هذا بالإضافة إلى انه يعمل على تقليل ساعات النوم والراحة لدى الإنسان، حيث انه من المعلوم أن الإنسان يجب أن ينام على الأقل 8 ساعات، وفي هذا التوقيت يزيد السهر ويتبعه تقليل ساعات النوم، وهو ما يشكل تراكمه إلى مشاكل صحية كبيرة لاحقا.

توقيت توفير ضوء النهار غير فعال فعليا في منطقتنا

كما قلنا سابقا ففي الأساس أن العمل بنظام توقيت توفير ضوء النهار كان بناءا على دراسات صدرت من الدول الأوروبية والأمريكية، ويقال أن أول من طرح هذه الفكرة في القرن الثامن عشر هو بنجامين فرانكلين، والغاية من هذا التوقيت هو الحصول على ساعة إضافية من ضوء الشمس، لكن هذا الأمر وهذه الغاية لا تنطبق بشكل كامل في بلادنا، ففي بلادنا التوقيت معتدل أن كان شتاء أو صيفا، وليس هناك ذلك الفارق الكبير وبالتالي العمل به لن يؤدي إلى الغايات منه، هذا بالإضافة إلى أن الشمس في منطقتنا حارة ومؤثرة، وبالتالي السماح بساعة إضافية من الشمس الحارقة قد لا يؤدي إلى الفائدة المرجوة. وقد يكون ما يضطر إلى تغيير الوقت في منطقتنا هو توحيد التوقيت مع باقي دول العالم التي تعمل بذا التوقيت (خاصة الدول الأوروبية) إلى أقرب وقت ممكن بدل أن يكون الفارق ساعتين أو أكثر لما له من أثر على الشؤون التجارية بشكل خاص.

تقليل ساعات الضوء في الصباح الباكر

فعليا أن توقيت توفير ضوء النهار يعمل على اختصار ساعة ضوئية من الصباح لصالح المساء، وهو ما يؤثر كثيرا على التوازن في اليوم فعليا، ويؤدي في النهاية إلى الاستيقاظ في الظلام وبشكل غير صحي لفترات طويلة في العام.

معاوية صالح

انسان بسيط ومتفاهم، مليء بالاحلام وارغب بتحويلها الى حقيقة وواقع ملموس. أحب دائماً واسعى لكسب المزيد من العلم والمعرفة وخصوصا في مجال التاريخ والأدب والسياسة. أنا لا اصدق كثير من الأشياء التي اراها واسمعها.

أضف تعليق

14 − خمسة =