تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » الصحة النفسية » كيف تتخلص من توتر زيارة الطبيب ولماذا نشعر بالخوف من الأطباء؟

كيف تتخلص من توتر زيارة الطبيب ولماذا نشعر بالخوف من الأطباء؟

يعاني كثير من الأشخاص من مشكلة توتر زيارة الطبيب حيث يصابون بالقلق والخوف كلما اقترب موعد تلك الزيارة. فما هو السبب وكيف يمكن حله بكفاءة؟

توتر زيارة الطبيب

في الواقع هنالك مجموعة كبيرة من الأسباب على الأرجح تقف وراء توتر زيارة الطبيب ؛ فربما بسبب وجود احتمالية قائمة بنسب متفاوتة أن تلك الزيارة سوف تحمل في طياتها أخباراً سيئة عن صحة المريض أو بسبب أن توقيع الكشف الطبي على المريض سوف يتطلب في كثير من الأحيان رؤية الطبيب لجسد المريض مكشوفاً وهو أمر على قدر ما يكون ضرورياً إلا أن بعض قد يراه محرجاً بعض الشيء وأخيراً قد يكون سبب توتر زيارة الطبيب هو معرفة بأن تلك الزيارة سوف تقترن بتعليمات صحية صارمة وأدوية تؤخذ في أوقات محددة وهو ما قد لا يروق لدى البعض منا. وطرق التخلص من هذا النوع من التوتر تكمن في مجموعة حلول بسيطة مثل:

تحديد موعد مسبق

حاول أن تتصل مبكراً بالطبيب لتقوم بتحديد موعد خاص بك لمقابلة الطبيب وهو النظام المتبع في الكثير من عيادات الأطباء. وعلى الرغم من أن تلك القاعدة تهدف في المقام الأول إلى تنظيم جدول مواعيد الطبيب كي لا يزدحم المرضى في أوقات معينة إلا أنه في نفس الوقت يساعد على التخلص من توتر زيارة الطبيب إلى حد كبير. فكلما كانت الزيارة مرتبة ومحددة الموعد بالتاريخ والساعة كلما تهيأ عقلك أكثر واستعد لتلك الزيارة.

اصطحاب شخص ما معك

حاول قدر الإمكان ألا تذهب إلى الطبيب في موعد الكشف بمفردك حتى وإن كنت قادراً على الذهاب وحدك – من الناحية الصحية – إلا أنه من الأفضل أن يذهب معك شخص ما ويفضل أن يكون من أقاربك وأفراد عائلتك أو من أصدقائك الذين تثق فيهم وتستمتع بالجلوس معهم؛ وذلك حتى يساعدك خلال فترة التواجد لدى الطبيب على التخلص من توتر زيارة الطبيب قدر الإمكان ويخفف عنك في حالة ما إن كانت تلك الزيارة تحمل القليل من الأخبار الصحية السيئة.

المداومة على زيارة نفس الطبيب

من أهم الأسباب التي قد تدفع المريض إلى الشعور بقليل من توتر زيارة الطبيب هو ذهابه إلى طبيب جديد فيكون إلى حد ما قلقاً من ألا يكون هذا الطبيب على نفس القدر من الكفاءة المطلوبة كما كان سالفه أو أن يحتاج المريض إلى سرد تفاصيل حالته الصحية من جديد إلى الطبيب كي يتفهم حالته جيداً؛ لذلك ولتجنب مثل تلك التفاصيل يفضل أن تداوم على الذهاب إلى الطبيب ذاته في كل مرة طالما كانت شكواك في نفس تخصصه حيث أن تكرار الزيارة والتعامل مع نفس الطبيب ينشئ علاقة أقرب إلى الود والتقارب فيما بينهم بدرجة تشبه الصداقة وبالتالي يزول أي شعور بالتوتر لدى المريض.

المحافظة على الهدوء خلال الزيارة

قد يعتبر هذا البند ملقى على عاتق الطبيب أكثر من كونه مطلوباً من المريض؛ حيث أن أسلوب الطبيب في التعامل مع مريضه هو المحدد الأساسي في المقام الأول لمدى راحة المريض وهدوئه خلال فترة الزيارة. فإن شعر المريض بالتوتر والقلق سيتطور إلى الاضطراب الذي قد يدفع المريض إلى الإعراض عن زيارة هذا الطبيب مرة أخرى. لكن أيضاً هنالك شطر من المهمة مطالب بها المريض وهو أن يحافظ على هدوئه خلال الزيارة كي يترك الفرصة كافية للطبيب ليقوم بعملية الفحص بالشكل الأمثل وألا يجد حرجاً في شرح أي تفاصيل تخص الوضع الصحي له أو في الكشف عن أجزاء معينة في جسمه أمام الطبيب ليقوم بفحصها.

الاستفسار عن إجراءات الزيارة

خلال زيارة المريض لطبيبه سيقوم الطبيب بعمل خطوات معينة خلال الكشف الطبي أو طلب تحاليل وفحوصات خاصة بمرض معين ولاسيما إن كانت تلك ليست بزيارة المريض الأولى لهذا الطبيب. وينبغي على المريض أن يعي جيداً بأنه لديه كامل الحق لأن يطلب استفساراً عن تلك الخطوات أو عن مبررات تلك الفحوصات الطبية وعلى الطبيب أن يقوم بشرح التفاصيل بهدوء وبتبسيط كافي للمريض كي يستوعب حالته الصحية. وكلما تفهم المريض وضعه الصحي أكثر كلما قلت حدة توتر زيارة الطبيب بشكل كبير.

التحقق من الإصابة بفوبيا توتر زيارة الطبيب

في كثير من الأحيان قد يكون توتر زيارة الطبيب نابع في الأساس من إصابة الشخص بنوع من أنواع الفوبيا (داء الرهاب) المقترن بالزيارات الطبية بشكل خاص أو أي زيارات من طابع جديد بشكل عام ولذلك يجد المريض نفسه مصاباً بالقلق والتوتر كلما ذهب لزيارة الطبيب؛ لذلك يجب على المريض أن يذهب لاستشارة طبيب أمراض نفسية وعصبية ليتحقق ما إن كان ما يشعر به من توتر هو مجرد عرض طارئ مقترن بزيارة طبيب لأول مرة أم أنها حالة من الفوبيا الدائمة لأنها إن كانت كذلك بالفعل فيتعين على المريض أن يسعى لحلها والتخلص من هذا الشعور عبر مجموعة من تمارين التأمل.

الاعتياد على الأدوات الطبية

في كثير من الأحيان يكون توتر زيارة الطبيب نابعاً من خوف المريض وقلقه من مجموعة معينة من الأدوات الطبية على الأرجح الحقن والإبر الطبية أو الأجهزة المختلفة التي يستعملها الطبيب خلال الفحص الطبي كأجهزة قياس ضغط الدم حيث أن هنالك مجموعة نوبات الهلع التي قد يصاب بها المريض تجعله يشعر بأن جهاز الضغط سوف يتسبب في قطع الدم بشكل كامل عن ساعده وبالتالي فهو يشكل خطراً كبيراً على صحته. أو أجهزة قياس مستوى السكر في الدم حيث أن المريض قد يشعر بالقليل من التوتر من جراء اضطراره إلى تلقي لدغة دبوس لإخراج القليل من قطرات الدم؛ لذلك يمكن للمريض حل تلك المشكلة عبر الاعتياد على تلك الأجهزة إما باقتنائها في المنزل لاستخدامها في عمليات قياس المؤشرات الحيوية للجسم أو لمجرد الاعتياد على وجودها أو الخيار الثاني وهو محاولة رؤية الكثير من صور تلك الأجهزة والأدوات عبر الإنترنت ورؤية مقاطع فيديو لأطباء يقومون باستعمالها على المرضى.

اتباع عادات إزالة التوتر

يمكن للمريض كذلك أن يتعامل مع توتر زيارة الطبيب كبقية أنواع التوتر الأخرى حيث يبحث عن الوسائل التي تجعله يشعر بالراحة والهدوء ويقوم بفعلها إما قبل ذهابه إلى الزيارة مباشرة أو في أثناء انتظار موعده عند العيادة والتي قد تشمل:

  1. القيام بالقليل من الرياضة: بشرط ألا تكون تلك الرياضة متعارضة مع الوضع الصحي للمريض كالقليل من السير في الهواء النقي أو الركض الخفيف أو تمارين اليوجا أو حتى تمارين التأمل.
  2. الاستماع إلى الموسيقى الهادئة: حيث يساهم ذلك بقدر كبير في الشعور بالهدوء والسكينة والراحة وإزالة التوتر والضغط النفسي الذي قد يشعر به المريض في أثناء زيارة الطبيب.
  3. اصطحاب أحد الأصدقاء: كما هو موضح بالأعلى يساعد ذلك المريض على تقبل زيارة الطبيب بشكل أفضل بكثير بالأخص إن كان المريض طفلاً صغيراً حيث دائماً ما سيواجه والديه الكثير من الصعوبات في إقناعه بضرورة الذهاب للطبيب وعدم الخوف منه وهو ما يمكن حله بمنتهى البساطة باصطحاب طفل آخر معه لتسليته أو ألعاب مفضله له.

هشام بكر

طالب مصري مهتم بالشعر والتاريخ والأدب.

أضف تعليق

أربعة عشر + أربعة =