تسعة
الرئيسية » منزل ومطبخ » حديقة وبستنة » تنقية الهواء : كيف تساهم النباتات في إبقاء الهواء نظيفًا ؟

تنقية الهواء : كيف تساهم النباتات في إبقاء الهواء نظيفًا ؟

تعمل النباتات على تنقية الهواء من حولنا بدون أن نشعر بذلك، وهي بهذه الطريقة تؤدي خدمة قيمة جدًا لكوكبنا، فكيف يتم ذلك على وجه التفصيل؟

تنقية الهواء

تنقية الهواء أمر ضروري لاستمرار الحياة على كوكب الأرض، فكلنا يشعر بزيادة نسبة التلوث في الهواء حولنا يوما بعد يوم، مما يعرضنا للإصابة بالأمراض المزمنة والخطيرة حيث زادت نسبة مرضى الربو والحساسية بين الكبار والصغار في الآونة الأخيرة بشكل يثير القلق، وهو ما يدفع العلماء بالدعوة لإقامة المناطق الصناعية بعيدا عن المدن، تقليل استخدام السيارات ووسائل المواصلات التي ينتج عنها عوادم خطرة، تجنب حرق القمامة ومخلفات الزراعة مثل قش الأرز والذي ينبعث منه الدخان الشديد الخطورة على الصدر والرئتين، كما ينصح العلماء باستعمال أجهزة تنقية الهواء الحديثة داخل المنازل والتي يمكن الاستعاضة عنها بطريقة سهلة وأمنة وأقل تكلفة بزيادة الرقعة الخضراء في المدن والقرى، والتي نعني بها زيادة نسبة النباتات في كل مكان وعمل أسوار من الأشجار حول المدن مما يجعلها المصفاة الطبيعية التي تخلصنا من التلوث وتحمينا من الأمراض.

دور النباتات في تنقية الهواء

يرجع استخدام النباتات في تنقية الهواء لما أثبته العلم من قدرة النبات على امتصاص العديد من الغازات والتي من أشهرها ثاني أكسيد الكربون، إلى جانب مجموعة كبيرة من المركبات العضوية المتطايرة مثل الفورمالدهيد، البنزين وهي مركبات تنبعث من مكونات صناعية تحيط بنا في كل مكان مثل السجاد، بعض مستحضرات التجميل، المبيدات الحشرية، بعض الأقمشة الصناعية، مواد التنظيف، وإذا كنا نتحدث عن أهمية النباتات في تنقية الهواء فنحن نهتم بشكل خاص بأنواع النباتات داخل المنزل، والتي تتعدد أنواعها لتناسب الأماكن المغلقة وهي مثل السرخس الملكي الياباني، سرخس بوسطن، نبات العنكبوت، الصبار، زنبق السلام، الزهور الباكية، اللبلاب، زهور القحوان، الفوتس الذهبي، النبات الصيني دائم الخضرة، نخلة الفوفل، نبات بالم أتمونج، نبات البامبو، زهرة ملكة الليل. إليكم أشهر النباتات التي تساعد في تنقية الهواء:

سرخس بوسطن

نبات السرخس نبات شهير يتميز بأوراق صغيرة متفرعة جميلة لذا يستعمل بكثرة للزينة في المنازل، بالإضافة لدوره في تنقية الهواء وامتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون من الجو وإطلاق غاز الأوكسجين، وهو ما يعمل على تنشيط المخ والجسم في الإنسان ويحسن الدورة الدموية.

نبات العنكبوت

يتميز النبات بأوراقه الطويلة الرفيعة وزهوره البيضاء الجميلة، وهو من أهم النباتات وأكثرها فاعلية في تنقية الهواء، إذ يمكنه امتصاص السموم والغازات الضارة مثل البنزين، الفورمالدهيد، وأول أكسيد الكربون مم يجعله اختيار جيد لتزيين المنزل وتنفس هواء نظيف.

الزهور الباكية

تمتلك هذه الشجيرة جذع خشبي مضفر وأوراق صغيرة خضراء مع بقع جانبية بيضاء تبدو كثيفة في أعلى الساق، النبات ذو شكل جذاب ملفت يمكنه أن يزين أركان المنزل وغرف النوم، وهو يعمل على امتصاص الغازات الملوثة الضارة المنبعثة من قطع الأثاث، والسجاد، والمبيدات الحشرية.

نبات اللبلاب

نبات شهير يستعمل بكثرة على أسوار الحدائق والفلل كما يمكن استعماله في الشرفات، حيث تمتد فروعه وأوراقه لتزين الحائط، كما يستطيع اللبلاب بتنظيف الجو من المواد الكيميائية مثل البنزين والفورمالدهيد، وهو ما يدفعنا لزراعته حول الحدائق وأمام المنازل وفي الشرفات.

نبات الأقحوان

يزينه زهرة صفراء مبهجة تحتوي على مادة الأنثوريوم التي تعمل على تنقية الهواء بصورة فعالة من الجو، حيث تقوم بامتصاص الفورمالدهيد، البنزين، غاز الأمونيا من الجو، كما تشع رائحة ذكية في المكان، تحتاج هذه الزهرة الرقيقة لقليل من العناية والجهد يوميا، فهي تحتاج للتعرض لضوء الشمس الغير مباشر في مكان رطب جيد التهوية.

نبات الفوتس الذهبي

أحد نباتات الزينة التي يمكن لفرع واحد منها أن يملأ المنزل بالعديد من أصص الزرع الخضراء، ويمكن إنبات فرع صغير منها في قليل من الماء ثم نقله لأصيص مليء بالتربة لتتدلى منه الفروع الخضراء سريعا والتي يمكن أن تعلق داخل الغرف، وهو من النباتات الجيدة في تنقية الهواء داخل المنزل.

النبات الصيني دائم الخضرة

من النباتات المعمرة التي تنمو بكثرة في الغابات الاستوائية في قارة آسيا، وهي ذات أوراق خضراء داكنة متوسطة الحجم، يتميز النبات بكثافة أوراقه، ينمو النبات عند توفر البيئة المناسبة له من تربة جيدة ورطوبة عالية مع السقي بالماء بانتظام، وهو يحتاج للتسميد خلال فترة النمو بنسب متوازنة محددة، يعمل هذا النبات على امتصاص البنزين، أول أكسيد الكربون، ثلاثي الكلو، والفورمالدهيد وغيرها من الغازات الضارة.

نبات بالم أتمونج

يتوفر في العديد من الأنواع والأصناف والتي يعد من أشهرها نبات البالم القزم، وهو نبات سهل زراعته داخل المنزل في أصص ولا يحتاج لكثير من العناية، وهو يفيد في توفير هواء نقي صحي داخل المكان، حيث يمتص العديد من الغازات الملوثة للهواء مثل الفورمالدهيد المنبعث من المفروشات الصناعية.

نبات الصبار

نبات قوي معمر يمكنه أن يقاوم العوامل الخارجية الصعبة من نقص المياه وارتفاع درجات الحرارة، إذ يحتفظ بكمية كبيرة من الماء بداخله وهو من النباتات الطبية التجميلية، إذا تساعد العصارة الداخلية لنبات الصبار في علاج الجروح والقروح، كما يستعمل في العناية بالبشرة وعلاج حب الشباب، كما يفيد نبات الصبار في التخلص من ملوثات الجو والكيماويات الضارة المنبعثة من طلاء الجدران والسجاد.

نبات البامبو

من نباتات الغابات والتي تنمو على ضفاف الأنهار، يشتهر البامبو عادة باستعماله في صناعة الأثاث الخشبي وأصص الزرع، وهو نبات مفيد يساعد في الحصول على هواء نقي إذ يقوم بامتصاص أول أكسيد الكربون، والكلوروفورم من الجو، لذا ينصح باقتنائه في أصص داخل غرف المنزل.

زنبق السلام

نبات منزلي رقيق يحمل أوراق خضراء يزينها زهور بيضاء ناصعة، وهو من النباتات التي تعمل على تنقية الجو وامتصاص الجراثيم التي تسبب العفن بنسبة كبيرة تصل ل60% تقريبا، كما يقوم النبات بامتصاص الرطوبة من الجو، لذا ينصح بزراعة واقتناء هذه الزنبقة الجميلة داخل غرف المنزل وفي الحمامات والمطابخ.

نبات الكافور

نبات شهير عرفته المدن قديما إذ كان يزرع بكثرة لتفوح رائحته الذكية في كل مكان، إذ يفرز نبات الكافور حمض التانيك المسئول عن هذه الرائحة الجميلة، وهو أيضا من النباتات العلاجية المفيدة حيث يستخدم بكثرة في صناعة دهانات وكريمات علاج المفاصل والروماتيزم، كما يعمل الكافور على امتصاص الملوثات والجراثيم وقتل الحشرات من الجو، بالإضافة إلا أنه من الأشجار المعمرة التي يمكنها أن تدوم طويلا.

نبات الدراسينا الحمراء

نبات زينة ذو أوراق رفيعة وطويلة خضراء يشوبها قليل من الحمرة والصفار، وهو يحتاج للتعرض لضوء الشمس والجو الرطب، يعمل هذا النبات على تنقية الهواء وامتصاص السموم بقوة، إذ يقوم بامتصاص الغازات الضارة مثل الفورمالدهيد، الكزيلين، ثلاثي كلور الايثيلين، لذا فهي منقي جيد وفعال داخل المنزل.

في النهاية لابد أن نعترف بأن العودة للطبيعة هي الحل الأمثل للبشرية للتخلص من المشكلات البيئية والصحية التي ألمت بنا بعد أن غزت الصناعة والتكنولوجيا كوكبنا، ولا نعني بهذا التأخر عن ركب التقدم العلمي بل نعني الاهتمام بالحصول على كل ما هو طبيعي من غذاء وشراب بل وكساء، حيث أن غالبية الملابس التي نرتديها تنسج من ألياف صناعية ضارة، بالإضافة لما يحيط بنا من مكونات خرسانية منعت الكثير من الهواء النقي وأشعة الشمس عن أجسادنا مما يؤدي للإصابة بالكثير من الأمراض، كما يجب علينا الاهتمام بزراعة النباتات الخضراء داخل وخارج المنزل في شوارعنا، حيث تعمل هذه النباتات كمصفاة لفلترة الهواء مما يعني الحصول على متنفس نقي صحي.

غادة إبراهيم

محررة مقالات، أحب القراءة والإطلاع على كل جديد في كافة المجالات الثقافية والعلمية.

أضف تعليق

أربعة × أربعة =