تسعة
الرئيسية » رياضة ولياقة » كيف تستفيد الدولة المنظمة من تنظيم كأس العالم ماديا ومعنويا؟

كيف تستفيد الدولة المنظمة من تنظيم كأس العالم ماديا ومعنويا؟

إن التخطيط والإعداد لإقامة و تنظيم كأس العالم في كرة القدم في روسيا ليست بالشأن الهين، بل أنه يحتاج للعديد من الخطط واللجان والميزانيات الضخمة من اجل استقبال ما يزيد على مليون مشجع من جميع أنحاء العالم، واثنين وثلاثين فريقا يمثلون الدول المؤهلة، وتجهيزات خاصة للملاعب الموزعة على 11 مدينة.

تنظيم كأس العالم

أقيمت مسابقة كأس العالم لكرة القدم لأول مرة في عام 1930، وتقام عادة كل 4 سنوات، ما لم يحدث حدث جلل يعوق إقامتها، وتعتبر أهم حدث رياضي في العالم، ويحظى بأهمية وجاذبية قصوى، حيث أن لعبة كرة القدم هي الأولى عالميا، والأكثر شعبية دون منازع، وقد أتاح قانون الاحتراف في كرة القدم للاعبين المتميزين الفرصة ليحققوا ثروات خرافية نتيجة أسعار اللاعبين العالية، وتقام مسابقة كأس العالم لهذه الدورة في روسيا، وسوف نتابع معا استعداد الدولة المضيفة لهذا الحدث، وتكاليف إقامته، والعائدات المتوقعة التي سوف تجنيها روسيا من تنظيم كأس العالم ، سواء في المجال الرياضي، أو السياحي، أو الاستثمارات المتوقعة.

استعدادات روسيا لاستضافة كأس العالم

تنظيم كأس العالم استعدادات روسيا لاستضافة كأس العالم

لقد خاضت روسيا معركة شرسة من أجل الفور بتنظيم كأس العالم 2018، وهذه هي المرة الأولى التي تقوم فيها روسيا بتنظيم كأس العالم ، ومن الطبيعي أن تنتهز تلك الفرصة لتحقق المكاسب الكبيرة من ورائها، وتحصد الرواج السياحي وتجني الاستثمارات الهائلة المتوقعة من هذه الاحتفالية العالمية الكبيرة، وعلى ذلك فقد التزمت روسيا بعمل البنية التحتية اللازمة، وتجهيز الملاعب في 11 مدينة روسية تقع معظمها في روسيا الأوروبية، وما يتبع ذلك من تجهيزات كبيرة في المطارات والفنادق، وتطوير الملاعب وتزويدها بالإضافات الفنية اللازمة.

تطوير ملعب لوجنيكي

ملعب لوجنيكي هو مقر افتتاح المونديال، وستقام به مباراة الافتتاح بين السعودية وروسيا لذلك فقد بدأت عمليات الاستعداد والتطوير للملعب منذ عام 2013، بحيث يصبح مخصصا للعب كرة القدم فقط، وكان في السابق ملعبا مجمعا لمجموعة من الرياضات ومنها ألعاب القوى. وقد أدخلت على الملعب العديد من التجهيزات الفنية الحديثة، وتم زيادة عدد المدرجات لتتسع ل 80 ألف متفرج.

ويقع ملعب لوجنيكي في أحد مناطق موسكو الرائعة، ويعتبر جزء من مجمع أولمبي مقام على مساحة 180 هكتار، ويطل على نهر موسكفا، وملحق به خط تلفريك يساهم في نقل جمهور المتفرجين والزوار من ضفة النهر إلى الضفة الأخرى، وملحق بالمجمع الأولمبي منتزهات جميلة ومناطق للترفيه.

تطوير الملاعب والبنية التحتية في مدن البطولة

بعدما ألقينا نظرة على ملعب مباراة الافتتاح في موسكو، ملعب لوجنيكي، نطمئن متابعينا على 11 ملعب آخر، ليصل مجموع الملاعب التي سوف تستضيف مباريات كأس العالم روسيا 2018 إلى 12 ملعبا موزعين على 11 مدينة روسية، حرصت روسيا على أن تكون مدنا تاريخية عريقة، تجمع بين آثار روسيا القيصرية، والمزارات التاريخية والثقافية، وأيضا اتساع مجال الترفيه والتسوق بشكل كبير. وهذه الملاعب هي:

ملعب لوجنيكي

بمدينة موسكو، ويتسع ل 80 ألف متفرج، وستقام عليه مبارتي الافتتاح والختام.

أوتكريتي أرينا

وهو الملعب الخاص بنادي سبارتاك بموسكو أيضا، ويتسع ل 45 ألف مشاهد، تم إنشائه عام 2014.

ملعب كريستوفيسكي

في مدينة سان بطرسبرج، وهو ملعب ذو تصميم فريد، يشبه المركبة الفضائية، تتسع مدرجاته ل68 ألف مشاهد، وقد تم تجديده بالكامل، وإدخال العديد من التعديلات عليه ليتلاءم مع استضافته لمباريات كأس العالم.

ملعب قازان أرينا

وهو الملعب الخاص بنادي روبين قازان، ويتسع لأكثر من 45 ألف مشاهد، وتم افتتاحه في عام 2013

ملعب فيشت

وهو ملعب أوليمبي، ويقع في مدينة سوتشي الواقعة على البحر الأسود، وتتسع مدرجاته لأكثر من 46 ألف مشجع، وقد أقيمت فيه حفلتي الافتتاح والختام للدورة الشتوية للألعاب الأولمبية 2014.

الملعب المركزي يكاتروينبورج

ويقع في مدينة يكاتروينبورج القريبة من جبال الأورال ذات الطبيعة الساحرة، كما تبعد عن موسكو بمسافة 1500 كم، ويعتبر أبعد الملاعب عن العاصمة موسكو.

وقد أجريت العديد من التجديدات والتجهيزات الفنية، لكي يكون مؤهلا لاستضافة مباريات كأس العالم، وهو من الملاعب العريقة، حيث بني في عام 1957، ويحمل طابعا تاريخيا أثريا.

ملعب فولوجراد أرينا

وتتسع مدرجاته لعدد 45 ألف مشاهد، ويقع في مدينة يطلق عليها فولجوجراد، وهي مدينة ستالينجراد القديمة، التي كانت مسرحا لمعارك طاحنة في الحرب العالمية الثانية.

ملعب موردوفيا أرينا

ومدرجاته تستوعب 45 ألف مشاهد، ويقع في مدينة غير مشهورة تسمى سارانسك، وهي مدينة صغيرة جميلة، الهدف من إقامة المباريات بها محاولة تسويقها سياحيا، وانتهاز فرصة تنظيم كأس العالم في موسكو ليكون ذلك أحد المكاسب التي تسعى إليها المدينة، وعلى ذلك فالعمل في المدينة و الإنشاءات في الملعب تقوم على قدم وساق للانتهاء منها في الموعد المناسب قبل انطلاق البطولة.

ملعب كوزموس أرينا

وهو في مدينة سامارا الواقعة على نهر الفولجا الشهير، ويتسع الملعب ل45 ألف مشاهد، وقد بدأت الاستعدادات والإنشاءات في الملعب منذ عام 2014، وقد بلغت هذه التكاليف مبلغ 300 مليون دولار أمريكي.

نيجني نوفجورود

هذا الملعب كان في السابق منطقة عسكرية، وكانت منفى للمعارضين، ولكن مع فاعلية تنظيم كأس العالم، تسعى روسيا إلى غلق الصفحة القديمة، وإنشاء واقع جديد، وقد تمت بالفعل كل التجديدات والتعديلات التي تتناسب مع التحولات الجديدة، رغم ضخامة المبالغ التي أنفقت على هذه التعديلات.

ملعب روستوف أرينا

موجود في مدينة روستوف أون دون وتبعد عن شرق أوكرانيا بمسافة 50 كم، ويتسع ل45 ألف من المتفرجين، وبعد انتهاء البطولة، سوف يؤول الملعب ضمن منشئات نادي روستوف.

كالينجراد

ويقع بين ليتوانيا وبولندا في الجزء الأوروبي من روسيا، وتتسع مدرجاته ل35 ألف متفرج، وسوف يستضيف الملعب 4 مباريات من المونديال.

عائدات روسيا من تنظيم كأس العالم

تنظيم كأس العالم عائدات روسيا من تنظيم كأس العالم

فاز الملف الروسي بشرف تنظيم كأس العالم 2018، بعدما تخطى ثلاثة منافسين أشداء، فقد قدمت أسبانيا والبرتغال ملفا مشتركا، كما تقدمت بلجيكا وهولندا بملف مشترك أيضا، إضافة إلى ملف تقدمت به بريطانيا.

ولا شك أن الاهتمام الكبير، والتنافس على تنظيم كأس العالم له دوافع عدة، وعلى الرغم أن ميزانية تنظيم كأس العالم تبلغ أرقاما ضخمة، من إنشاء الملاعب وفق شروط قياسية، وعمل بنية تحتية من إنشاء الطرق وتجهيزات المطارات وتطويرها، إضافة إلى سلسلة الفنادق وأماكن الإقامة والتي بلغ عددها 62 فندقا تضم عشرة آلاف غرفة.

ومع ذلك تتسابق الدول للفوز بها، حيث تتعدد المكاسب الناتجة عن تنظيم كأس العالم وتتوقع روسيا أن تحقق عائدا من تنظيم كأس العالم يبلغ أكثر من 23 مليار دولار أمريكي، بزيادة مقدارها 10 مليار دولار عما تم إنفاقه على تنظيم البطولة، إضافة للعديد من المكاسب سوف نتعرف عليها بالتفصيل.

المكاسب السياحية من تنظيم كأس العالم

أظهرت الإحصائيات أنه من المتوقع أن يفد على روسيا مالا يقل عن مليون زائر خلال فترة المونديال، يمثلون المشجعين من الدول المشاركة وعددهم 32 دولة، إضافة إلى عشاق كرة القدم من جميع أنحاء العالم.

وقد تعمدت روسيا أن توزع المباريات على ملاعب منتشرة في عدة مدن روسية، تتميز بالبعد التاريخي والثقافي والترفيهي، فالبطولة لن تقتصر على مشاهدة المباريات، بل سوف يرتبط بها مزارات سياحية وترفيهية، لمناطق تاريخية، وأسواق عامرة بالهدايا والتذكارات المحببة، مما ينتظر منه حالة من الانتعاش السياحي والترويجي في هذه المدن، ومن المتوقع أن يحقق إيرادات إشغال الفنادق مالا يقل عن ستة مليارات دولار أمريكي. هذا بخلاف العوائد الكبيرة المنتظرة لشركات السياحة والطيران التي سوف تقوم بتنظيم الرحلات من اجل نقل المشجعين من جميع أنحاء العالم.

الاستثمارات المتوقعة على هامش المونديال

من المتوقع أن تصل حجم الاستثمارات التي تحققها الحكومة الروسية ما يزيد على 100 مليار دولار أمريكي، إضافة إلى إيرادات بيع تذاكر البطولة التي تتعدى 5 مليار دولار أمريكي. هناك أيضا حقوق نقل المباريات إلى جميع أنحاء العالم، ولن تقل أرباحها عن 10 مليار دولار أمريكي.

الرعاة و تنظيم كأس العالم

يلعب الرعاة دورا كبيرا في زيادة حصيلة عائدات كأس العالم، فهناك عائدات الإعلانات الهائلة، وبيع الهدايا وتميمة البطولة بحد أدنى 100 دولار لكل سائح بما يعني دخول 100 مليون دولار.

فاعلية هامة على هامش كأس العالم

وقد أقامت روسيا فاعلية على هامش كأس العالم فقد قرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عمل جولة لكأس العالم، بعد أن أقام احتفالية في ملعب لوجنيكي الذي سوف يشهد مبارتي الافتتاح والختام للبطولة، وبحضور عدد من أعضاء اللجنة المنظمة وبعض سفراء الدول المشاركة في البطولة، وكون لجنة تطوف الدول المشاركة في البطولة عارضين عليهم الكأس مع أخذ الصور التذكارية معه، وذلك ضمن خطة الترويج للحدث الكبير، وقد حققت هذه الفاعلية نجاحا كبيرا.

فوائد كأس العالم تعم على الدول المشاركة

والواقع أن العوائد المادية الكبير من تنظيم كأس العالم سوف تعود أيضا على الدول المشاركة وفقا للبيان التالي:

  • سوف تحصل كل دولة وصلت إلى دوري المجموعات على مبلغ 9.5 مليون دولار، منها 8 مليون نظير المشاركة في البطولة، و1.5 مليون دولار للأنفاق على إعداد الفريق المشارك.
  • عند الوصول إلى دور الـ 16، سوف يحصل الفريق الذي تم تأهله على مبلغ 12 مليون دولار أمريكي.
  • وتزداد المكافأة مع وصول الفريق إلى الربع نهائي إلى 16 مليون دولار أمريكي.
  • وتختلف الحسبة مع الفريقين الخاسرين في النصف نهائي، وسوف يلعبان على المركزين الثالث والرابع حيث يخصص لهما 46 مليون دولار، يحصل الفائز على المركز الثالث على 24 مليون دولار، والفائز بالمركز الرابع على 22 مليون دولار أمريكي.
  • ومع التصفية النهائية على المركزين الأول والثاني، سوف يحصل حامل اللقب على 38 مليون دولار، أما صاحب المركز الثاني فيحصل على 22 مليون دولار.
  • وبذلك تبلغ مجموع الجوائز التي تمنح للمشاركين في بطولة كأس العالم 400 مليون دولار أمريكي.

أما المكاسب الأخرى للدول المشاركة على هامش المونديال، فهي الترويج السياحي، وتنظيم رحلات السفر إلى روسيا وحجز الفنادق، وبيع التذكارات والأعلام والملابس الرياضية، وعوائد القنوات المشفرة التي تنقل المباريات، والدعاية والإعلان المصاحبة للبطولة سواء ما يدفعه الرعاة أو ما يحصلون عليه من مكاسب.

هكذا نكون قد ألقينا الضوء على تنظيم كأس العالم، وتعرفنا على الملاعب والمدن التي تقام فيها المباريات، واستعدادات روسيا لإقامة هذا الحدث الكبير، سواء من إنشاء الملاعب أو البنية التحتية، وتجهيزات الفنادق والطرق والمطارات، وتعرفنا على المكاسب المتوقعة من تنظيم البطولة، وأيضا المكاسب المتوقعة للدول المشاركة، إضافة إلى الفاعليات المقامة على هامش البطولة والمكاسب الترويجية للحدث الكبير.

نرفانا إدريس

احب التطلع والاستطلاع واكتشاف الجديد اهوى المطالعة والكتابة في كل المواضيع التي تثير إنتباهي.

أضف تعليق

18 − ثلاثة =