تُعاني بعض السيدات خلال فترة الطمث من آلام شديدة غير مُحتملة ونزول كتل دموية غريبة الهيئة، بينما تُعاني أُخريات من تأخر الحمل بدون سبب واضح رغم أن كل فحوصاتها المخبرية تؤكد كونها بصحة جيدة ظاهريًا. ولا يُدرك أولئك أن السبب الرئيسي لكل هذه الأعراض هو حاجتهن إلى تنظيف الرحم من آثار ولادة أو إجهاض سابق أو بعض ترسبات الدورات الشهرية السابقة. ونظرًا لتأثير تلك الرواسب غير المرغوبة على صحة الجسم وإعاقتها للحمل يُقدّم لكِ المقال عدة طرق طبيعية وطبية لتنظيف الرحم والتخلص من شوائبه الضارة.
استكشف هذه المقالة
تنظيف الرحم بعد الدورة الشهرية
تُعد الدورة الشهرية وسيلة ذاتية يُنظّف الرحم خلالها نفسه بل والجسم كله من السموم وجرعات من الدم الفاسد التي يؤدي انحباسها إلى متاعب بجهاز الحمل للمرأة، تأخر الحمل ومشاكل تعوق حدوثه، متاعب بدنية كانتفاخ وآلام مِعدية وحب شباب وغيرها. ومع ذلك ينصح بعض خبراء التداوي بالأعشاب السيدات بضرورة إتباع وصفات طبيعية لتنظيف الرحم من باب الاحتياط خاصةً إن كُنّ يُخططن للحمل أو كانت دوراتهن الشهرية غير مُنتظمة فقد يعني هذا وجود كُتل من الدم المُتجمّد بالرحم تظهر في صورة نزول دم غزير ذي سماكة زائدة ولون أسود قاتم مع آلام شديدة خلال الدورة الشهرية. وعادةً ما تلعب البدانة والحالة النفسية، جنبًا إلى جنب مع الاضطرابات الهرمونية دور كبير في تجمُّع الدم الفاسد المُتجلط داخل الرحم.
تنظيف الرحم بعد الولادة
تحتاج السيدات بعد الولادة إلى تنظيف الرحم بالأعشاب الطبيعية في المقام الأول للمساعدة في التخلص من بقايا المشيمة والأنسجة التي تظل مُتعلّقة بالرحم وبطانته بعد ولادة الطفل والتي يتم التخلص منها في الأساس بصورة طبيعية من خلال دم النفاس الذي يستمر طيلة 40 يوم بعد الولادة. وفي حالات نادرة فقط تحتاج السيدة لإجراء عملية الكشط بعد الولادة كما هو الحال في استمرار النزيف الشديد، أو أورام عنق الرحم الحميدة أو الرحوية أحد أشكال الحمل الكاذب.
تنظيف الرحم بعد الإجهاض
وكما هو الحال في المرحلة التي تلي ولادة الطفل، تحتاج النساء بعد عمليات الإجهاض وخاصةً تلك التي تتم بدايةً من الشهر الثاني أو الثالث من الحمل إلى عمليات تنظيف الرحم للتخلص من بقايا الأنسجة الجنينية والمشيمية العالقة به لجعل عملية الحمل مرة أخرى أسهل.
طرق طبيعية لتنظيف الرحم
فإلى جانب العمليات الجراحية المُتعارف عليها في بعض حالات تنظيف الرحم خاصةً تلك التي تتبع الإجهاض أو الولادة أحيانًا مع بعض حالات تراكم الجلطات الدموية، هناك مجموعة من الأعشاب الطبيعية التي تُساهم في التخلُّص من الرواسب والدم المُتجمد من الرحم مثل:
تنظيف الرحم بالبقدونس
يُساهم منقوع البقدونس في تنظيف الرحم من الدم الفاسد خلال الطمث ومنعه من التعلّق بجدار الرحم. ويُمكنك تحضيره من خلال غلي البقدونس الطازج وتركه منقوعًا في ماء الغلي لليلة كاملة قبل تصفيته وتناوله، ويُنصح بتناوله طيلة أيام الطمث أو خلال أيام النفاس أو بعد الولادة.
تنظيف الرحم بالقرفة والزنجبيل
فالاثنين من أهم المشروبات العُشبية التي تُساعد على تنقية الجسم من السموم وتنشيط الدورة الدموية وبالتالي التخلص من التراكمات والرواسب الدموية بالرحم وعلاج الالتهابات وآلام الطمث. يُمكنك تناول كوب من مغلي القرفة أو الزنجبيل مُحلّى بالعسل على الريق صباحًا للمُساعدة على تنظيف الرحم.
التمر والحلبة لتنظيف الرحم
فكلاهما مُحفّز للانقباضات الرحمية التي تُساعد على طرد تراكمات الدم الفاسد خلال الطمث أو النفاس أو بعد الإجهاض. يُمكنك تناول 3 تمرات أو كوب من الحلبة بالحليب المُحلّاة بالعسل لتنظيف الرحم من الرواسب والأنسجة الضارة.
خليط الكمون وحب الرشاد لتنظيف الرحم
ويتم تحضير الخليط بمزج مقدار ملعقة طعام من الكمون ونصفها من حب الرشاد وثماني حبات من الحلبة وحبة البركة وإضافته إلى ماء دافئ مُحلّى بملعقة كبيرة من عسل النحل، يتم تناول هذا الخليط على الريق لمرة واحدة فقط للتخلص من الدم المُتجّمد المُترسب بالرحم.
الفواكه وتنظيف الرحم
تُساهم الفواكه والخضروات الغنية بالحديد مثل الطماطم، الخيار، التوت الأحمر، الأفوكادو، السبانخ، الفلفل الرومي، وكذلك شرب المياه والرياضة والنوم المُنتظم في التخلص من رواسب الرحم غير المرغوبة.
عملية تنظيف الرحم
وهو إجراء جراحي يقوم الطبيب من خلاله بتوسيع عنق الرحم بأداة جراحية واستخدام أخرى لكحت الأنسجة غير المرغوب فيها بعد الإجهاض والولادة المُقترنة بنزيف شديد ومُستمر أو الأورام الليفية والرحوية، وقد تتطلب بعض الحالات بالإضافة إلى ذلك أخذ خزعة من الرحم للكشف عن وجود أورام خبيثة.
وتُعد عملية توسيع وكحت الرحم من الجراحات الآمنة في أغلب الحالات ولكن هذا لا يعني عدم وجود مُضاعفات وخطورة تقترن ببعض الحلات مثل: حدوث ثقب بالرحم، تمزق ونزف عنق الرحم، ندبات على جدار الرحم، الإصابة بالعدوى نتيجة تلوث الأدوات الجراحية مثلا وهي حالات نادرة. وتقترن عوامل الخطر جراء عمليات كحت الرحم بعدد من الأعراض والعلامات التي تتطلب الرجوع للطبيب وطلب المشورة والمساعدة الطبية مثل: ارتفاع بدرجة الحرارة مُقترن برعشة لمدة 48 ساعة بعد العملية، ألم لا يهدأ بل يزداد بمرور الوقت، إفرازات كريهة الرائحة، نزيف شديد مُستمر لدرجة تغيير الفوط الصحية كل ساعة.
وختامًا عزيزتي، نؤكد عليكِ ضرورة استشارة طبيبك أولًا للتأكد من مدى ملائمة تنظيف الرحم لوضعك الصحي مع الالتزام بالجرعات الآمنة منها، أما في حال كان الإجراء الطبي هو الأنسب لكِ فننصح باختيار طبيب ذي ثقة على درجة كافية من الكفاءة والمهارة في مثل هذه النوعية من الجراحات، دُمتِ سالمة.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.
أضف تعليق