تفسير الأحلام للنفس يعتمد على عدة قواعد بسيطة سواء من العلوم الدينية أو علم النفس وأشهرهم عالم النفس فرويد الذي كان يولي الأحلام اهتمام خاص ويعزي إليها كثير من المشاكل النفسية، والطموح والأحلام الخاصة بالمرء والكامنة في عقله الباطني، كما أن تفسير الأحلام للنفس فقط يحتاج منك علم بسيط ببعض المراجع من القرآن والسنن النبوية لتغذي روحك بشيء من المعرفة الخاصة بعالم الرؤى والأحلام، وستجد بنفسك شيء من الاتساق بين التفسيرات الدينية للأحلام وبين التفسيرات العلمية، لكن عليك أن عرف الفرق بين الحلم والرؤى، والأنواع المختلفة للأحلام، كذلك بعض الحقائق عن الأحلام، وي تلك المقالة نأخذك في جولة سريعة للإجابة على كل التساؤلات، حتى تستطيع بعد الانتهاء منها، من تفسير الأحلام للنفس بدون أن تضطر أن تعرض أحلامك وأسرارك للكشف مع آخرين لتحصل على تفسير، يمكنك فك اللغز بنفسك وفهم ذاتك بشكل أعمق.
استكشف هذه المقالة
كيف تتعلم تفسير الأحلام للنفس ؟
لتتعلم تفسير الأحلام للنفس عليك أن تتفهم الفارق بين الحلم والرؤية، ويمكن اعتبار الأحلام وكذلك الرؤى هي مجموعة من الخيالات، والإشارات الكهربائية التي يبثها العقل الباطني على شاكلة صور سواء خيالية، أو ممتدة من أشياء واقعية، تعطي دلالات معينة عند تفسيرها، وتختلف على حسب واقع الزمان والمكان وحالة الشخص نفسه، أما الرؤيا فهي في الاعتقادات الدينية رسالة روحانية من عالم آخر وليس من داخل الشخص، تعيد توجيه اتجاه مسألة ما، أو تنذره من شر قريب، وللرؤيا قواعدها وأحكامها لتكون رؤيا وليس مجرد حلم، وسواء رؤيا أو حلم كلاهما فارق في مستقبل الإنسان ليتفهم أكتر دواخله ودوافعه، وإذا أردت تعلم تفسير الأحلام للنفس فعليك أن تعرف حقائق عن عالم الأحلام وأنواعها في البداية.
حقائق عن الأحلام
العالم الوحيد الذي لم يصل العالم إلى قاع له بعد بالرغم من كل الأبحاث والتقدم والدراسات، هو عالم الأحلام، ولتتعلم كيف تتمكن من تفسير الأحلام للنفس عليك أن تعرف عدة نقاط عن الأحلام في البداية:
- خمسون بالمائة من حلمك تنساه فور استيقاظك، وبمضي بعض الوقت تنسي أغلبية حلمك وتفاصيله ويبقى جزء معين منه تعتقد أنه الكل.
- لو رأيت في الحلم وجوه لأشخاص لا تعرفهم فهم في الغالب ممن عبروا سبيلك أثناء يقظتك بشكل عابر في طريقك أو المواصلات، وخزن الصور عقلك الباطني.
- يمكنك التحكم في أحلامك خاصة السيئ منها، لو استطعت تفهم الأحلام ومحاولة السيطرة على عقلك الباطني.
- أثناء الحلم يحدث للسم حالة من الشلل المؤقت بالكامل.
- الأحلام تتكون من رموز وعلامات كلها لها دلالات يمكنك تفسيرها بدقة مرتبطة بحالتك النفسية والاجتماعية وعدد مختلف من الأمور.
- الأحلام عالم سري وتجربة يخوضها الجميع سواء المبصر أو فاقد البصر، ويجب عند تفسير الأحلام مراعاة أحلام المبصر وغير المبصر.
- بعض المخترعين والمؤلفين تلقوا إلهاماتهم لأعمالهم أثناء النوم عن طريق حلم، تلك قوة العقل الباطني.
الفرق بين الحلم والرؤيا
يقول أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا اقترب الزمانُ لم تكد رُؤيا المسلمِ تكذبُ، وأصدقُكم رؤيا أصدقُكم حديثًا، ورؤيا المسلمِ جزءٌ من خمسةٍ وأربعين جزءًا من النبوة والرؤيا ثلاثةٌ: فرؤيا الصالحةُ بشرى من الله، ورؤيا تحزينٌ من الشيطان، ورؤيا مما يُحدِّثُ المرءُ نفسَه، فإن رأى أحدُكم ما يكره، فلْيَقُمْ فلْيُصلِّ، ولا يُحدِّثْ بها الناسَ)، ومن الحديث يمكن تفهم الفرق بين الحلم والرؤيا، فإن الرؤيا وفقاً للحديث تكون رؤيا خير أو تنبه لشر ما، وتكون صادقة، وتأتي للإنسان الصادق القريب من الله، وتنقسم لرؤيا صالحة، ومكروهة، أما الحلم فهو مجرد خطر داخلي من العقل الباطني، له علاقة بشهوات الإنسان ومراده في الدنيا.
كما قال أيضاً رسول الله صلى الله عليه وسلم (الرُّؤيا مِن اللهِ والحُلْمُ مِن الشَّيطانِ فإذا رأى أحدُكم الشَّيءَ يكرَهُه فلْينفُثْ عن يسارِه ثلاثَ مرَّاتٍ إذا استيقَظ ولْيتعوَّذْ باللهِ مِن شَرِّها فإنَّها لنْ تضُرَّه إنْ شاء اللهُ) قال أبو سَلمةَ : إنْ كُنْتُ لَأرى الرُّؤيا – هي أثقلُ عليَّ مِن الجبلِ – فلمَّا سمِعْتُ هذا الحديثَ ما كُنْتُ أُباليها)، وغالباً يشعر الإنسان عن كان ما يراه رؤيا أم حلم، ويركها بسهولة عند استيقاظه وغالبا لا ينساها بسهولة، وتترك في الإنسان حالة روحانية، يدرك فيها أن ما رآه كان رسائل من الله له بشكل خفي.
أنواع الأحلام
لتتمكن من تفسير الأحلام للنفس يجب أن تعرف بشكل سريع أنواع الأحلام والرؤى المختلفة لتتمكن من تفسيرها، وهي:
- أحلام سيئة “كوابيس”، وهي في الغالب ناتج صدمة شعورية أو شعور سلبي ما يسيطر على الفرد.
- أحلام الصحوة الكاذبة، وهي تحدث غالبا في ميعاد الاستيقاظ وفي حالة التعب، مثل أن تحلم أن المنبه الخاص بك قد ضرب وأطفأته وتحركت للحمام، ثم تمضي دقائق فتجد أنه كان مجرد حلم، هذا هو حلم الصحوة الكاذبة.
- أحلام اليقظة أو الشرود، وهي نوع من الخيال يحدث للفرد ويذهب بعقله لمكان معين مع أشخاص ورغم أنه يكون مستيقظ إلا أن عقله يكون في حالة الحلم.
- الأحلام المتكررة، من أكثر ما يشغل الواحد ونحول فيه تفسير الأحلام للنفس هي الأحلام التي تتكرر، وغالبا تكون مرتبطة بعقدة أو مشكلة في الواقع لم يتم حلها.
- الأحلام الملحمية: وهي نوع نادر لكن مثير، تكون ممتلئة بالأحداث والمغامرات وطوية وبها دلالات كثيرة.
- الأحلام التقدمية: تجد حلمك أشبه بحلقات المسلسل كل ليلة ترى كمالة لما سبق، وتكون بمثابة مقترحات من عقلك الباطني لفكرة تشغل بالك.
تعلم تفسير الأحلام للنفس من القرآن والسنة
تفسير الأحلام للنفس يحتاج إلى علم فقهي بالإضافة لعلم نفس، فهذا العلم قائم على الرمزية والدلالات، فينبغي أن تكون على علم كافي بالقرآن، فإن لم تكن تحفظه فعلى الأقل تكون قادر على استرجاع معاني الآيات، فهناك بعض الرموز دلالتها من القرآن مثل ظهور مركب أو سفينة هي دلالة على النجاة من مأزق مثل قول الله في سورة الأعراف “فأنجيناه وأصحاب السفينة”، والغرق يدل على كثر المعاصي لقول الله “مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا ناراً” (سورة نوح) ورؤية الأحجار تدل على القلوب الغير صافية مثل الآية الكريمة “فهي كالحجارة أو أشد قسوة” (سورة البقرة)، لذلك فإن الخطوة الأولى لمعرفة تفسير الأحلام للنفس هي الدراية الكاملة بالقرآن، كذلك كثير من الأحاديث النبوية، تساعدنا في فك ألغاز الأحلام، فمثلاً القوارير تدل غالبا على النساء لقول الرسول “رفقاً بالقوارير” للدلالة على رقتهم، وغيرها من التشبيهات التي تنطبق على الأحلام من دلالات مرتبطة بثقافتنا الدينية فيستخدمها عقلنا الباطني في الأحلام ومنها نستطيع تفسير الأحلام للنفس .
تفسير الأحلام للنفس من علم النفس والاجتماع
يتوقف تفسير الأحلام للنفس سواء بمرجعية دينية أو علمية في كلا الحالتين على وجوب معرفة حالة الحالم، الاجتماعية والنفسية بل والصحي أيضا قبل أن تستطيع أن تفسر معنى الحلم، ويرى عالم النفس الشهير فرويد، أن الأحلام تنبع من قوى داخلية دفينة فينا لا نسيطر عليها من مشاعر مكبوتة ورغبات وتسمى “اللاوعي” هذه القوى تختفي عن الأنظار لكنها تتربص بالجهاز العصبي للإنسان وتخرج متنكرة في رموز ونبضات عصبية في هيئة الأحلام، ويرى فرويد وكذلك عالم النفس السويسري كارل يونغ، أن الأحلام هي في الغالب رغباتنا المكبوتة، ومشاعرنا العميقة، ويطلق عليها عملية “التاعي الحر للأفكار”، وهي حالة من الرجوع الحر للذكريات والمشاعر التي قد يظن الفرد أنه تخطاها إلا أنها تكون محجوزة في “اللاوعي” بداخله وتؤثر فيه بشكل غير مباشر في كل شؤون حياته.
ويربط فرويد بين الأحلام والنوم نفسه في مقولته “ما الذي ينبغي لنا أن نقوم به عندئذ لكي نظل نائمين سوى أن نتخيل أن رغباتنا قد لُبيت وأُشبعت؟ وهكذا فإننا نتذوق حلاوة الانشراح والإشباع بدلًا من أن نعاني وطأة الكبت والقمع”، حتى الأحلام اللاعقلانية أو المخيفة، فإنها يعزيها إلى مخاوف ورغبات مجنونة أثناء فترة الطفولة وخزنها العقل وتعود إلينا في الحلم اليوم، ومع ذلك فإن فرويد وكارل كلاهما يرى أنه حتى في الحلم تظل الرقابة موجودة، لذلك تأتي الرغبات بشكل رمزي كأنها تكتب بالحبر السري، ليبحث الإنسان بنفسه ويكشف عنها قناع الحجب ليفهمها، ومن هنا يجب أن يكون الفرد صريح مع نفسه ليتمكن من تفسير الأحلام للنفس بشكل سعده على فهم نفسه.
إلى هنا نكون قد ذكرنا لمحة سريعة عن علم تفسير الأحلام، وتكون امتلكت مفاتيح بحثية تستطيع منها التمكن من البحث أكثر وتقدر على تفسير الأحلام للنفس بشكل صحيح يساعدك على فهم الإشارات التي يبثها لها عقلك أثناء النوم سواء كانت من عالم آخر أم من عقلك الباطني، وكثير من الناس يفضل أن يعرف كيفية تفسير الأحلام للنفس ليبقي شيء من الخصوصية حول مشاعره ورغباته الدفينة والرسائل حتى التي حظي بها سواء تحذيرية أم تحفيزية على شأن خاص في حياته، ونظن أنه بعد قراءة تلك المقالة، ستتمكن من امتلاك مفاتيح البحث في لتفسير الأحلام وتتمكن من تفسير حلمك بنفسك.
الكاتب: شيماء سامي
أضف تعليق