تسعة
الرئيسية » حياة الأسرة » كيف يسهم تعليم الطفل النظافة في تنشئة جيل متحضر؟

كيف يسهم تعليم الطفل النظافة في تنشئة جيل متحضر؟

إن تعليم الطفل النظافة والنظام لهو جزء مهم في تكوين شخصيته منذ الصغر؛ فالطفل النظيف المنظم يكون أقرب إلى التحضر والاحترام، وإما ذلك الفوضوي المهمل فلا يمكنه الجلوس في مكان ما دون إن يحدث الفوضى التي تؤذي ناظريها وتزعجهم.

تعليم الطفل النظافة

إن تعليم الطفل النظافة والنظام وهو في سن صغيرة يوفر على الأم الكثير من المعاناة والجهد المبذول لإصلاح ما يفسدونه، في حال لم يعتادوا على النظافة. ولعل الكثير من الأمهات يشكون الفوضى التي تهيمن على منازلهن ولا يكدن يسرن عدة أمتار داخل المنزل إلا ويتعرقلن في الأشياء الكثيرة الملقاة هنا وهناك. وبدلا من أن تظل الأم في طاحونة منذ بداية اليوم وحتى نهايته ترتب هذا وتنظف ذاك، يمكنها تعليم الطفل النظافة والنظام منذ اليوم الأول لولادته، حيث أن ذلك يظل راسخا معه ويكون النهج الذي يتبعه طوال حياته.

تعليم الطفل النظام

تعليم الطفل النظافة تعليم الطفل النظام

كلنا نحب الأطفال المنظمين الذين لا يتعاملون بأسلوب فوضوي يزعج المحيطين ويسبب الحرج للأبوين. وهناك بعض الطرق التي تساعد الأم على تعليم الطفل النظافة والنظام وهو في سن صغيرة، والتي نوردها كالآتي:

وضع روتين يومي ثابت

بحيث يعتاد الطفل أن لكل وقت نشاط معين، وهذا النشاط ينتهي بعد مرور مدة ثابتة، ما يشعر الطفل بالاستقرار والنظام. وقبل أن تقوم الأم بعمل روتين يومي لطفلها عليها القيام بعمل روتين خاص بها وتعمد إظهار ذلك أمام عيني الطفل عن طريق عدة أمور، منها كتابة ورقة بالأنشطة اليومية وتعمد وضعها في طريق الطفل بحيث يراها. ومع تقدم الطفل في السن يمكن اتباع الأسلوب نفسه معه، بحيث تقوم الأم بكتابة جميع الأنشطة التي يقوم بها الطفل في ورقة ووضعها في مكان قريب منه.

طلب المساعدة من الطفل

وذلك فيما يخص ترتيب المنزل ووضع كل شيء بمكانه؛ فليس من الجيد أن يكون الطفل دوره سلبيا يجلس أمام التلفاز ولا يكاد يشعر بأمه الذي تعكف على تنظيف المنزل وترتيبه طوال النهار.

تعويد الطفل على وضع لعبه في مكانها

بحيث تقوم الأم بتخصيص دولاب أو صندوق توضع به الألعاب بشكل مرتب ومنظم وتعود الطفل على عدم إخراجها منه إلا في وقت اللعب وإعادتها مكانها بعد الانتهاء منه. ومنذ سن صغيرة على الأم تعليم الطفل كيفية وضع الأشياء في مكانها، وذلك بأن تقوم هي بوضع بعضها أمامه وتطلب مساعدته في ترتيب الجزء المتبقي.

تعليم الطفل التخلص من الأشياء القديمة

فهناك من الأطفال من تتكدس غرفهم وخزانات الملابس لديهم بالأشياء القديمة التي لن يستخدمونها أبدا فيما بعد. ويستحب غرس روح التعاون في نفس الطفل وتعليمه مساعدة الغير وتقديم ما لا يحتاجه هو لهم.

عدم تأجيل العمل إلى الغد

حيث أن هناك الكثير من الأطفال الذين يتكاسلون عن أداء ما عليهم ثم يأوون في المساء إلى فراشهم المليء بالفوضى لأنهم أصبحوا مرهقين وليست لديهم القدرة على ترتيب الغرفة.

وضع جدول يناسب سن الطفل

تعليم الطفل النظافة بحيث يكون مشتملا على كل ما يحتاجه من لعب ومرح وذهاب خارج المنزل للتنزه ومذاكرة وتنظيف وترتيب، وهكذا. ويفضل أن يكون هناك جدولا يوميا وآخر أسبوعيا حتى يكون الطفل مهيأ للقيام بما عليه.

تخصيص أماكن وأوقات ثابتة

فالطفل لو اعتاد على أن هذا الشيء له مكان معين لا يتغير، وهذا النشاط لابد من القيام به في محدد فإنه سيعتاد على النظام وسيعمد إلى وضع كل شيء بمكانه من تلقاء نفسه.

مشاركة الطفل في الأعمال المنزلية

والتي تشمل التنظيف والترتيب وإعداد الطعام. والهدف من ذلك هو أن يكون الطفل قريبا من الأم ويراها وهي تقوم بكل هذه الأشياء بشكل منظم مرتب، وهو بفطرته سيقلدها.

ترتيب الفراش في الصباح

وهو أمر مهم للغاية. وفي حال كان الطفل غير قادر في البداية على القيام بهذه المهم، فيمكن للأم مساعدته حتى يتمكن من ذلك بشكل جيد.

تعويد الطفل على الحفاظ على متعلقاته

بحيث يشعر بقيمتها ولا يكون من السهل عليه التفريط فيها. وعند قيام الطفل بكسر لعبته، على سبيل المثال، فلابد وأن نشعره بأن الأمر ليس بالهين ونحاول مشاركته في إصلاحها ونخبره بأنه لن يتمكن من الحصول على واحدة جديدة إلى بعد وقت معين، وهكذا.

توزيع المهام على الأطفال بالتساوي، بحيث لا ينتهي اليوم إلا وكل منهم قد قام بما عليه القيام به. وهذا يعودهم فيما بعد على المشاركة والمنافسة وعدم ترك الحمل كاملا على الأم.

تعليم الطفل النظافة

بعد أن تحدثنا عن النظام وأهميته في حياة الطفل، نتحدث في هذه الفقرة عن تعليم الطفل النظافة العامة، سواء كانت داخل المنزل أو خارجه. وإليك بعض الطرق التي تساعد على ذلك فيما يلي:

مشاركة الطفل نظافة المنزل

بحيث يمكن الاعتماد عليه في بعض أعمال النظافة التي يستطيع القيام بها، مهما كانت بسيطة؛ فهي على الرغم من بساطتها تعلمه شيئا مهما للغاية، وهو التعود على تنظيف المكان الذي يعيش فيه وعدم الاعتماد على أمه في كل شيء.

تعويد الطفل على النظافة

ونعني بذلك الاهتمام دوما بملابسه ومظهره ونظافة حجرته، بحيث يعتاد على أن يكون نظيفا في كل الأوقات ويعرف أن النظافة هي جزء من شخصيته. فالطفل الذي يكون متسخ الملابس أو الجسد ينسلخ من طبيعته وفطرته التي تميل إلى النظافة ويعتاد على القذارة ويراها شيئا طبيعيا عاديا.

تعويد الطفل على تنظيف مكانه بنفسه

بحيث تقوم الأم في البداية بتنظيف مكانه بعد أن ينتهي من تناول الطعام، على سبيل المثال، وتطلب منه مشاركتها ثم بالتدريج تعوده على القيام بذلك بنفسه.

ترك الطفل يتعامل بحرية

وأقصد بالحديث هنا أن الطفل بطبيعته يحب تقليد الكبار فيما يقومون به من أنشطة، وخاصة أمه. وعند رؤيته إياها تقوم بتنظيف المنزل سيعمد إلى تقليدها. وقتها لا يستحب منعه وتوبيخه لأنه يفسد ما تقوم به، بل الأفضل تشجيعه وإشعاره بقيمة ما يفعل حتى يصبح ذلك هو الطبيعي بالنسبة له.

الاهتمام ب تعليم الطفل النظافة الشخصية

بحيث يتم برمجة الطفل على أنه من اللازم غسل الأسنان والأيدي والقدمين والوجه في أوقات معينة والحفاظ على ملابسة نظيفة دوما.

تعليم الطفل النظافة الشخصية

تعليم الطفل النظافة تعليم الطفل النظافة الشخصية

بالطبع تحب كل أم الاهتمام بنظافة طفلها الشخصية. ويعتبر تعليم الطفل النظافة الشخصية والاهتمام بها منذ الصغر يجعلها جزء لا يتجزأ من حياته؛ وهو ما يوفر الكثير من الجهد على الأم. ومن خلال الإرشادات الآتية يمكنك الاهتمام بنظافة طفلك الشخصية:

  • تعويد الطفل على الاستحمام مرة إلى مرتين في الأسبوع في فصل الشتاء وثلاث مرات في فصل الصيف، على الأقل، حتى لا يسبب تراكم العرق على الجلد نمو البكتيريا والتهاب الجلد. ويفضل عند الاستحمام استخدام منظف لطيف على بشرة الطفل.
  • غسل اليدين والفم قبل تناول الطعام وبعده وفركها جيدا بالصابون والاهتمام بتنظيف ما بين الأصابع.
  • غسل الوجه واليدين والقدمين بعد الانتهاء من اللعب أو لمس الحيوانات الأليفة، لو كان اللعب يصيبها بالأتربة والقذارة.
  • الاهتمام بنعومة بشرة الطفل ومتابعة طبيب أمراض جلدية في حال كانت بشرته جافة حتى تعرفين الكيفية الصحيحة لتنظيفها، فربما كان هذا الجفاف لا يسمح باستخدام المنظفات العادية.
  • الاستعاضة عن المناديل المبللة بالماء في معظم الأحوال وعدم اللجوء إليها إلا عند الضرورة القصوى، حتى يعتاد الطفل على استخدام الماء ولا يتكاسل عن القيام بذلك.
  • الاهتمام بتقليم الأظافر للطفل حتى يتمكن هو من قصها، حيث أن الأظافر الطويلة تساعد على نمو البكتيريا تحتها وتصيب الطفل بالأمراض وتجعل الشكل العام للطفل غير لطيف.
  • تعويد الطفل على غسل فمه وأسنانه منذ سن صغيرة. وقبل ظهور الأسنان تقوم الأم بتنظيف لثة الطفل بعد الرضاعة أو تناول الطعام باستخدام قطعة من الشاش أو القماش القطني. وبعد ظهور الأسنان يستخدم الطفل فرشاة مخصصة للرضع، ولكن لا يستخدم المعجون قبل تمام العام الثاني من عمره. وبعد العام الثاني يستخدم الطفل الفرشاة وقطعة من المعجون لا تتعدى حجم حبة البازلاء.

أنشطة لـ تعليم الطفل النظافة

يمكن للأم القيام ببعض الأنشطة التي يشاركها فيها طفلها لتعليمه النظافة منذ الصغر. ولكن تعليم الطفل النظافة وتحبيبه فيها يتطلب أن يكون الأمر ممتعا بالنسبة له وليس واجبا ثقيلا عليه. ويمكن القيام بتنظيف المنزل مع تشغيل أناشيد يحبها الطفل حتى يحب هو جو التنظيف والقيام بالأمر وكأنه لعبة مسلية؛ ولكن مع الحزم والجدية في التنظيف ووضع مكافأة وعقاب بعد الانتهاء منه. وهناك بعض الأنشطة التي تساعد على تعليم الطفل النظافة وتحبيبه فيها، ومنها ما يلي:

  1. استخدام مسدس الماء للرش به على الزجاج ومسحه بقطعة من القماش أو المناديل الورقية. والطفل هنا يشعر بأنه يقوم بلعبة مسلية، وفي الوقت ذاته يتعلم شيئا ذا قيمة. وحتى لو لم يكن التنظيف كما تحب الأم، فالاستفادة بالنسبة للطفل كبيرة، وبمرور الوقت وتقدمه بالعمر سيتطور كثيرا.
  2. مكافأة الطفل بشيء يحبه ويكون من اختياره، كأن يقوم هو باختيار فيلم كارتون تشاهدونه أو مكان تتنزهون فيه أو شخص تزورونه، وهكذا.
  3. تحويل عملية التنظيف إلى لعبة يحبها الأطفال ويكون فيها روح التنافس الذي يشجعهم. وعلى سبيل المثال، لو كانت اللعب ملقاة على الأرض، فيمكنك عمل مسابقة بينك وبينهم لرؤية من منكم سيلتقط أكبر عدد من اللعب ويضعها في أماكنها في وقت وجيز. وبالطبع تكون هناك مكافأة للفائز.
  4. توكيل مهمة اختيار المكان الذي يقوم الطفل بتنظيفه لنفسه. ويمكن أن يكون الأمر ممتعا لو قامت الأم بكتابة أسماء الأماكن التي تحتاج لتنظيف في ورقات صغيرة، على أن يكون الأطفال قادرين على القيام بذلك ولا يوجد خطورة عليهم، ويقوم كل طفل بالتقاط ورقة وتنظيف اسم المكان المكتوب عليها.

نظافة الوجه للأطفال

تعليم الطفل النظافة تعليم الطفل النظام

منذ اليوم الأول لولادة الطفل لابد من العناية ببشرة وجهه وتنظيفها على الدوام، وهو ما يعتبر جزء من تعليم الطفل النظافة الشخصية فيما بعد. وهذه المهمة ليست بالصعبة، على الرغم من أنه يجب على الأم معرفة أفضل طريقة لها، حتى تنجح في تنظيف وجه طفلها جيدا ولا تسبب له الأذى في الوقت نفسه. وإليك خطوات تنظيف وجه الطفل فيما يلي:

  1. استخدمي قطعة من القطن المبلل بالماء الفاتر ومرريها على محيط الوجه، بحيث تمسح الذقن والجبين والوجنتين وتنظفهما جيدا.
  2. استخدمي قطعة أخرى من القطن النظيف وبلليها بالماء نفسه وقومي بتنظيف إحدى العينين من الداخل إلى الخارج بحيث تعمل على إزالة أي أوساخ في محيط العين. وبعد الانتهاء من العين الأولى قومي بالشيء نفسه في العين الثانية، ولكن باستخدام قطعة قطن أخرى، حتى لا تكون هناك احتمالية انتقال ميكروب من عين لأخرى.
  3. استخدمي المحلول الملحي الموجود في الصيدلية لتنظيف أنف الطفل من الداخل، حيث تكون هناك الكثير من الإفرازات المخاطية العالقة به. ويكون ذلك ببخ القليل من المحلول الأنفي ثم شفط السوائل بشفاط الأنف المخصص للأطفال أو بقطعة من المناديل الورقية، إذا لم يتوفر الشفاط.
  4. استخدمي قطعة من القطن المبروم أو الشاش الملفوف المضغوط لتنظيف أذني الطفل من الشمع المتراكم فيها. وحذار من استخدام الأعواد القطنية في سن صغيرة. وبالنسبة لمنطقة خلف الأذن فيفضل غسلها بالماء وسائل الاستحمام عند تحميم الطفل.
  5. عند تنظيف وجه الطفل لابد من تنظيف رقبته أيضا، حيث أن الحليب يتسرب إليها عند قيام الطفل بالرضاعة، وهناك طيات بها تعمل على تجمع الأوساخ، مما قد يسبب تهيج الجلد والتهابه في هذه المنطقة. وتنظيف الرقبة يكون باستخدام قطعة من القطن أو القماش القطني الناعم المبلل بالماء الفاتر.
  6. في الأيام الأولى لولادة الطفل تكون هناك قشرة برأسه، ما يعرف بقلنسوة المهد. وهذه القشرة لابد من إزالتها بالتدريج حتى لا تسبب تراكم الأوساخ في رأس الصغير. ويكون ذلك بتدليك رأس الصغير يوميا بزيت مخصص للأطفال ثم تمشيط الشعر في عكس اتجاه نموه برفق حتى تزال القشرة شيئا فشيئا.
  7. هذه الطريقة تناسب الأطفال حديثي الولادة. أما بالنسبة للأكبر سنا فتقوم الأم بتنظيف الوجه يوميا كل صباح ومساء بالماء العادي أو الفاتر، ودون استخدام أي مستحضرات تنظيف.

أدوات النظافة الشخصية للأطفال

تعليم الطفل النظافة أدوات النظافة الشخصية للأطفال

هناك العديد من أدوات النظافة التي تستخدم للأطفال منذ الولادة. وهذه الأدوات تشمل الآتي:

  1. مستحضرات التنظيف: وهي الشامبو وسائل الاستحمام واللوشن المرطب للجلد والزيت المخصص للأطفال والكريمات المرطبة والمضادة للالتهاب.
  2. أدوات التنظيف: وهي القطن والقماش القطني واللوفة المخصصة للأطفال والفوطة الناعمة التي يتم بها فرك الجلد أو تجفيفه من الماء والقصافة والمقص الصغير والمشط الخاص بالأطفال.

ولا تنسي عزيزتي الأم أنه عند تعليم الطفل النظافة لابد من مساعدته حتى لا يكون الأمر مملا ومرهقا عليه فينفر منه. وهذه فرصة جيدة لتعليمه قيمة التعاون ومساعدة الغير، إلى جانب النظافة والنظام.

سارة الدالي

مترجمة وكاتبة، تخرجت في كلية اللغات والترجمة الفورية بجامعة الأزهر الشريف. محبة للقراءة والكتابة في جميع المجالات، وخاصة مجال الرواية.

أضف تعليق

خمسة × ثلاثة =