فيروس ايبولا وانسحاب المغرب
تحدثنا في الجزء السابق عن الازمة التي تسبب فيها فيروس الايبولا في شأن تنظيم المغرب لبطولة الامم الافريقية التي من المنتظر انطلاق فاعليتها في شهر يناير القادم في العام 2015. والاحداث تسارعت واعلنت المملكة المغربية انسحابها رسميا وتراجعها عن تنظيم هذه البطولة بسبب مخاوف حكومتها من الجماهير واللاعبين القادمين من البلاد الافريقية التي تقطن في نفس المناطق التي ضربها اعصار المرض الخطير , وللحق نقول ان هذه المخاوف مشروعة خاصة بعد ان اعلنت منظمة الصحة العالمية ان المرض قد يخرج عن السيطرة فعلا للدرجة التي اضطرت معها الولايات المتحدة الي ارسال مجموعة من الجنود للحماية وحصار المناطق الموبوءة اتقاءا لشر هذا المرض الغامض. ولكن هل سارت الامور مع المغرب بشكل طبيعي وراشد من منظمة الاتحاد الافريقي لكرة القدم؟
مصر تتراجع عن التنظيم
وقد ذكرنا سابقا ان مصر اعلنت بعد انسحاب المغرب وتراجعها عن تنظيم البطولة انها مستعدة لتنظيم هذا الحدث الكبير علي اراضيها وفي ملاعبها بالرغم من خطورة الموقف, وبالرغم من الظروف الداخلية للبلاد التي تشهد اضطرابات ومواجهات مع الارهاب منذ اكثر من عامين ولم تخرج بعد من هذه الفوضي حتي الان. وبعد ان تسابقت الحكومة المصرية في انتشال هذه البطولة قبل الوقت الضائع تراجعت فجأة عن هذا القرار واعلنت انها لن تستطيع تنظيم هذه البطولة علي اراضيها في هذه الظروف الامنية الصعبة. بالاضافة الي ان الحكومة المصرية لن تستطيع بامكانيتها المحدودة من حماية الشعب المصري والشعوب التي ستأتي جماهيرها لمتابعة البطولة من امكانية انتقال المرض لاقدر الله وانتشاره في نطاق جغرافي جديد وخطير ويكتظ بالسكان وهو اقليم الشرق الاوسط, وشمال افريقيا.
البطولة في غينيا
وبعد قرارات اعتقد انها انفعالية من جانب الاتحاد الافريقي لكرة القدم ضد المغرب فقد اعلنوا شطبها من البطولة القادمة وتغريمها مبلغ مالي كبير بسبب تراجعها المتأخر في التوقيت عن تنظيم الحدث الافريقي الاهم علي مستوي كل انواع الرياضات المختلفة وهو بطولة الامم الافريقية لكرة القدم التي تدور منافستها بين 16 فريق يمثلون 16 دولة افريقية وتقام كل عامين, ويصنفها الفيفا “الاتحاد الدولي لكرة القدم” بأنها البطولة رقم 3 من حيث القوة والمنافسة بعد بطولة كأس العالم وبطولة امم اوروبا لكرة القدم. ظهرت مبادرة جديدة حظيت باهتمام كل دوائر الاعلام الرياضي في افريقيا وهي مبادرة دولة غينيا لتنظيم البطولة علي اراضيها واستعدادها الكامل لاستضافة هذا الحدث الكبير, واخذت الحكومة الغينية علي عاتقها هذه المخاطرة لتنظيم حدث ضخم اعلاميا ورياضيا تحوطه مخاطر بانتشار مرض هو الاخطر حاليا في افريقيا.
والان ليس علينا الا ان ننتظر ونتابع هذا الحدث الرياضي الكبير وايادينا علي قلوبنا وندعو الله باخلاص ان ينعم علي كل الجماهير والمتابعين والاعلاميين بكل الصحة وتمام الحال وندعو الله ان يكون في قرار المملكة المغربية كل الخير لأهل المغرب وشمال افريقيا والذي لا زلت اعتقد انه بالرغم من العقوبات التي وقعت علي هذا البلد الشقيق الا ان قرارهم السيادي بالانسحاب من تنظيم هذه البطولة كان ولايزال ويظل قرار حكيم حتي لو جاء متأخرا فالافضل ان تأتي متأخرا عن الا تأتي ابدا.
ايبولا الخطر المرعب : الجزء السابع