في هذا الجزء من هذه السلسلة التي نتحدث فيها عن فيروس الايبولا المرعب المنتشر كما ذكرنا في الجزء الاول في مناطق وسط افريقيا بامتداد النطاق الذي يحده شمالا خط الاستواء وجنوبا مدار الجدي, سوف نخصص الحديث عن سبب وسر التسمية التي يخص بها العلماء وبالتحديد العلماء والباحثين المتخصصين في علم الفيروسات Virology الفيروس المرعب “ايبولا”.
لماذا سمي بفيروس ” ايبولا “
قبل حوالي بضع واربعون عاما وبالتحديد في قرية فقيرة من القري المنتشرة في احراش جنوب السودان ظهرت حالة مرضية محدودة في الانتشار ولكنها خطيرة في اعراضها المرضية ومعدية. كانت الحالة تظهر وتتطور لمراحلها المتقدمة في خلال فترة بسيطة لا تتجاوز الشهر وربما قضي على المريض بالموت قبل هذا الشهر على اثر نزيف حاد بالدورة الدموية. يمتد هذا النزيف داخل الجسم في اعضاء الجسم المختلفة وهذا ما يسميه العلماء “النزيف الداخلي” بالاضافة الى حدوث نزيف من كل فتحات الجسم الخارجية وهي الفم, الانف, فتحة البول وفتحة الشرج. ولأن الحالات الاولي ظهرت في العام 1974 بمنطقة تسمي ايبولا تقع في جنوب السودان, ومن بعد ذلك شخص العلماء اعراض المرض واسبابه فقد تم الاتفاق على تسمية هذا الفيروس المسبب للمرض اللعين باسم نفس المنطقة التي ظهر فيها المرض لأول مرة وجاء من هنا سر الاسم “فيروس الايبولا”.
أسباب انتشاره في افريقيا
حتى هذه اللحظة لا يعرف العلماء بالتحديد ما هو السبب الاساسي الذي يجعل من مناطق وسط افريقيا اماكن موبوءة بهذا المرض الفتاك. لكن من البديهي ان ينتشر المرض في اي نطاق لسببين وهما:
-
سرعة وسهولة انتشاره :
ونقصد هنا الطريقة التي ينتشر بها الفيروس من شخص الى شخص, وقبل ذلك طريقة انتشار الفيروس من الحيوان الى الانسان. وكذلك نقصد سهولة انتشار الفيروس نفسه. وحتى نوضح هذه النقطة نذكر مثلا ان فيروس الايدز وهو فيروس خطير وقاتل الا ان طرق انتشاره تعتبر قياسا الى فيروس الايبولا تظل محدودة جدا حيث تقتصر على نقل الدم الملوث بالفيروس, والعلاقة الحميمة بين طرفين احدهما حامل للمرض, ومن الام الحامل للجنين. أما في حالة فيروس الايبولا فهو ينتشر من شخص الى اخر من خلال كل سوائل الجسم سواء العرق او الدم او الرذاذ وحتى من ملامسة الجلد. ومن هنا نتفهم لماذا يصاب العالم اليوم بذعر وخطر محدق من هذا الفيروس الخطير.
-
معدلات انتشاره :
ونقصد هنا معدلات انتشار المرض في النطاق الجغرافي الذي ظهر فيه ونشير هنا الى منطقة وسط وجنوب افريقيا. ففي حالة كانت معدلات الانتشار مرتفعة فهنا تزيد نسبة احتمالات انتشاره خارج هذا النطاق الجغرافي. والسبب هو ان كثير من البشر يسافرون من موطنهم الاصلي الى خارجه لأسباب عديدة. ويضع العلماء حسب معدلات انتشار المرض نسب محتملة لخروج الفيروس في اجساد اشخاص مصابين به من بلد موبوءة الى بلد اخرى لا توجد فيها حالات مرضية بهذا الفيروس قبل ذلك. وهذا هو بالضبط ما حدث في الحالة التي ظهرت في الولايات المتحدة الامريكية مؤخرا. وبمناسبة الحالة التي ظهرت في ولاية تكساس الامريكية فقد تجدون بعض الاحصائيات التي ظهرت مؤخرا على شاشات المحطات التليفزيونية الامريكية وهي تظهر عدد الافراد المحيطين بالمريض وحددوهم بالعدد 80, أي ان الشخص المريض هذا كان على علاقة قريبة ويحيط به ويتعامل معه حوالي 80 شخص ما بين زوجة, وابناء, واباء وامهات, وموظفين, ومسئولين وما الى غير ذلك. وهؤلاء جميعا تم اخضاعهم للفحص الدقيق لاكتشاف اصابتهم بهذا الفيروس من عدمه للاطمئنان عليهم وتأمين البلاد من انتشار هذا المرض الخطير.
