عندما كان محمد علي كلاي يرقص على الحلية كالفراشة، كان ضرباته هي التي تلسع كالنحلة، ولكن في جميع مؤتمراته الصحفية كان دوما لسانه الذي يلسع وليس يديه، كان دوما يردد( انا الافضل، انا الاقوى، انا لاسرع)، هذا المثال يمكن ان نتبعه بمقولة مشهور الى صاحب الفضل على نهوض مدينة ديترويت الامريكية، وهو هنري فورد والذي قال ( ان قلت انك تستطيع او قلت انك لا تستطيع فكلاهما صحيحان )، فهنا يطرح هذا الفورد نظريته الصحيحة والتي فيها انك تصنع ما تريد او لا تصنع أي شيء على الاطلاق فنظريته أن العقلية لديها تأثير قوي على قدرتك على النجاح، وهذا الامر اثبتته الكثير من الدراسات الحديثة والتي اشارت الى أن ثقة الاشخاص في انفسهم تساعدهم في التطور المهني والاتقاء في سلم النجاح والعمل على زيادة اجورهم ونجاحهم.
وهذه الثقة تأخذ أشكالا عديدة، فمنها ما يكتسي بثوب الغطرسة والتي يمكن ان نرى محمد علي كلاي قد جعل غطرسته تعم العالم ولكنها بذات الوقت تلك الثقة المتغطرسة المحببة لنا، وهناك ذلك النوع الهادىء من الغطرسات والذي يجبرك على التمعن في هذا الهدوء و الثقة بالنفس .
لكن لنقول الاتي انه عندما يتعلق الأمر الى الثقة، فإن هناك شيء واحد مؤكد الا وهو ان ثقة الناس حقا لها دائما اليد العليا على الشيء المشكوك فيه والغير مستقر والسبب في ذلك انك شئت ام ابيت فإن ثقتك في نفسك قد تكون مصدر إلهام للآخرين او مصدر لخيبة الامل ، ولهذا مع التعريف السابق لهنري فورد فهي ان شئت او ابيت مرة اخرى ستكون مصدر تغيير للاشياء.
تصرفات وسلوكيات تساعد على تعريف اشكال الثقة
ولهذا قد يكون من الواجب الى الذهاب الى دراسة تلك السلوكيات التي تساعد على تعريف الثقة بالنفس عن طريق دراسة تأثيرها على حياة الناس والاشخاص، اما اهم هذه التصرفات :
[icon type=”check” size=”32″ float=”right” color=”#3fce2c”] لا يعيشون على الحكم على الاخرين :
احد اسرار الثقة عن هؤلاء الاشخاص انهم لا يمررون الثقة و لا يقيمونها و لا يرفعونها عنان السماء بالنسبة لهم بواسطة الحكم على الاخرين، وبالتالي فإنهم لا يشعرون بالسعادة بناءا على اعطاء احكام سلبية عن الاخرين، فهذه المقارنات لا تعنيهم، ثقتهم بنفسهم مستمدة من كونهم يعلمون من هم ولهذا ، فهم يبتعدون عن الدخول في العديد من المناقشات مع الاخرين لغايات اصدار الاحكام عن اشخاص قد يعنون لهم شيئا او قد لا تعنيهم، ولهذا فمبدأ النقة عندهم انهم هم من يحكمون على انفسهم لا يحكمون على الاخرين.
[icon type=”check” size=”32″ float=”right” color=”#3fce2c”] هم يستطيعوا ان يقولوا ( لا ) متى ارادوا :
هناك العديد من الاشخاص الذين تمرسوا على الخوف من قول لا، وهذا الخوف له العديد من المنابع والاسباب، فمنها الخجل، او الخوف بصورة فعلية، او القصور في فهم انفسهم وتبعات هذا الفهم وما يتخلله من نواحي اخرى، كل هذه الامور وغيرها، تجبرهم على اجابة الطلبات القادمة من الاخرين، ولكن الشخص الذي يعرف نفسه حق المعرفة، والشخص الذي يعرف من هو، بالتأكيد سيكون قادرا على ان يقول لا وان يقول نعم حسبما يرى المناسب له، وهذا الامر مبني على ثقته بنفسه وعلى منظوره للامور والحكم عليها بصورة عقلانية ومنطقية.
[icon type=”check” size=”32″ float=”right” color=”#3fce2c”] يستمعون اكثر مما يتكلم :
هناك البعض من يظنون انهم ان تكلموا اكثر واكثر فأنهم سيحوزن على ثقة الذين من حولهم ويتحول هذا الخاطر لديهم الى ما يشبه السير الجارف، ولهذا عندما يتكلمون لا يمكن في أي حال من الاحوال ان يتوقف هذا اللسان عن اللهاث الى ان يتعب من حولهم من هذا الامر، ولكن الشخص الواثق من نفسه فلا يحتاج الى اكثر من مراقبة من حوله ودراسة ردود افعالهم قبل القيام بالاتصال بهم بالكلمات، فالمبادرة الاولى لديه ان يبادر بالاتصال التعبيري والدراسة لردود الافعال قبل ان يقوم بتوجيه الكلمات الى الاخرين.
[icon type=”check” size=”32″ float=”right” color=”#3fce2c”] ما هو الانتصار لديهم :
بالرجوع الى البند السابق ، فإن البعض قد يفرح كثيرا من مجرد بعض الانتصارات الصغيرة والتي لا تعبر عن الكثير من الجهد والعمل ولهذا اراه يعبر عن انتصاراته ونجاحاته البسيطة بكل فرح وبكل انتباه امام الاخرين، على العكس من ذلك الشخص الذي يبدأ بالحديث عندما يحقق اهدافه الكبيرة والتي يضعها امام ناظريهن فهو ينظر الى الامور بعين المراقب والفاعل، ومن ثم المنتصر .
[icon type=”check” size=”32″ float=”right” color=”#3fce2c”] التحدث في امور يعلمونها جيدا ويقينية :
هل حدث مرة وتابعت احد الاشخاص الذين تعرف حق اليقين طباعهم وماهية شخصيتهم وبالتالي انت تدرك ما لديهم من كيمة من الثقة بالنفس، وهل ادركت انك لم تسمع قط منهم تلك الجملة ( والله انا مش متأكد ) ( بجوز ، يعني ممكن )، بالتاكيد ان مثل هذه الجمل وما يتبعها على شاكلتها لم تكن ابدا من الكلمات التي تكون على قواميس هؤلاء الاشخاص على الاطلاق، فهم لا يتكلمون ابدا الا بما يعلمون ويقينا، فهم اشخاص يهمهم جدا ان لا يصل الامر الى ان ينعتهم البعض بصفات لا تليق بهم، هذا الصفة فيهم هي صفة اكيدة، انهم اشخاص لا يتكلمون الا يقينيا وعلى ثقة بهذا الامر الذي يتكلمون عنه.
[icon type=”check” size=”32″ float=”right” color=”#3fce2c”] يحصلون على السعادة من داخلهم :
هذا النوع من الاشخاص يتشربون السعادة من داخلهم وينشرونها حولهم، فهم لا يحتاجون الى البحث عنها عند الاخرين، انهم يعلمون اين تقع مناجم السعادة الداخليه فيهم، ويعلمون كيف يجدون تلك المعادن النفسية التي تشع عبر ارواحهم لتعطيهم السعادة التي ينشدون دون الخوض في الكثير من المهاترات والابحاث التي يخشونها، فهي سعادتهم وهي ما يدركونها وهي ما تجعلهم يحبونها دون الخوض في امور هم في غنى عنها .
[icon type=”check” size=”32″ float=”right” color=”#3fce2c”] هم لا يبحثون عن الانتباه من الاخرين :
وهي صفة اخرى تطغى على هؤلاء الواثقين بأنفسهم فهم ليسوا من هؤلاء الذين يبحثون عن الانتباه من الاخرين، حتى يحصلوا على الثقة بنفسهم بل هو عنصر اضافي بقدر ما يدركون انهم منتبهون الى انفسهم، ولهذا اذا ما رجعنا الى ما سبق عندما ذكرنا انهم لا يتكلمون بقدر ما يستمعون فهم لا تعنيهم تلك النظرات الفارغة من الاخرين اذا لم تكن تشير الى حقيقتهم.
[icon type=”check” size=”32″ float=”right” color=”#3fce2c”] لا يخشون ان يكونوا على خطأ :
فهم من الاشخاص الذي ينتهزون الفرصة و لا يقبعون بحساباتهم خارج اللعبة فقط يقومون بحساب مدى قدرتهم على التعامل مع الامر، وماذا سيحدث ان كانوا مخطئين، هم يدركون انهم بإستطاعنهم الاعتماد على انفسهم وحساباتهم، ولهذا لا مبرر في التفكير في الفشل .