تسعة
الرئيسية » حياة الأسرة » أمور الاسرة » كيف يمكن تعديل سلوكيات الأطفال بدون استخدام العنف؟

كيف يمكن تعديل سلوكيات الأطفال بدون استخدام العنف؟

من أجل تعديل سلوكيات الأطفال لا بد من إتباع بعض الطرق والوسائل الهامة، ولا بد من الابتعاد تماما عن أسلوب العنف لأن مساوئه أكثر من فوائده، والأفضل استبداله بالطرق التربوية الصحيحة بتشجيع الطفل وتحفيزه واللعب معه.

تعديل سلوكيات الأطفال

من الضروري أن يكون تعديل سلوكيات الأطفال مبنيا على أسس سليمة، وقائما على التوجيه بالحب والاهتمام والاحترام، ويجب الابتعاد تماما عن أسلوب التعنيف والضرب فهذا يؤدي لتفاقم المشكلة وعدم حلها، فهناك الكثير من البدائل لأسلوب العنف مثل استخدام اللعب وأسلوب المكافآت والتعزيز، ويمكن أيضا اللجوء للعقاب في بعض الحالات مع ضرورة الابتعاد عن العقاب البدني واستخدام أساليب أخرى للعقاب مثل التجاهل أو الحرمان.

تعديل سلوك الأطفال باللعب

هو من أفضل الأساليب لتعديل السلوك السيئ لدى الطفل وإكسابه السلوكيات الصحيحة، فهو يساعد الطفل على تفريغ طاقته والتعبير عن مشاعره ومخاوفه، ويساعد على منحه الشعور بالأمان ويزيد من ثقته بنفسه، ومن أمثلة العلاج باللعب استخدام العرائس المتحركة والرسم والكتابة وتمثيل المسرحيات، فمثلا يمكن استخدام الدمى المتحركة لتعديل سلوك معين لدى الطفل عن طريق الحوار بين هذه الدمى، والذي يتضمن الحديث عن هذا السلوك ومساوئه وكيفية تعديله، ومن الممكن إشراك الطفل في تحريك الدمى حيث يساعد ذلك في تعزيز قدرته على التعبير عن نفسه ومشاعره وينمي لديه الثقة بالنفس.

تعديل سلوك الطفل العدواني

تعديل سلوكيات الأطفال تعديل سلوك الطفل العدواني

أسباب السلوك العدواني لدى الأطفال

السلوك العدواني هو من أكثر السلوكيات المنتشرة لدى الكثير من الأطفال والذي يسبب القلق الشديد لدى الوالدين، وهذا السلوك يكون ناتجا عن عدة عوامل فقد يكون ناتجا عن غيرة الطفل من أخيه وخاصة الطفل الأكبر عندما يجد أخيه الأصغر يحصل على الاهتمام أكثر منه، وكذلك من أسباب السلوك العدواني هو رغبة الطفل في لفت الانتباه وفي فرض شخصيته على إخوته أو زملائه، أو قد يكون هذا السلوك نابعا عن رغبته في تقليد والده مثلا عندما يكون دائم الصراخ والضرب لأولاده، وقد يكون هذا السلوك مجرد رد فعل لدى الطفل ناتجا عن تعرضه للإحباط أو منعه من تحقيق رغباته، وقد يكتسب الطفل السلوك العدواني نتيجة لتشجيع من من والديه عند تشجيعه على قول الكلام البذيء على سبيل المزاح، أو تشجيعه على رد العدوان والقيام بضرب من يضربه، وكذلك فإن التلفزيون والإنترنت وبعض ألعاب الكمبيوتر تشجع الطفل على السلوك العدواني.

وسائل تعديل سلوكيات الأطفال العدوانيين

المبدأ الأساسي في علاج السلوك العدواني لدى الطفل هو التوقف عن التعامل معه بعنف وقسوة، وأيضا تجنب الخلافات العائلية أمام الطفل وجنب إظهار العنف أمامه، حيث أن هذه الخلافات تؤثر على نفسيته كما أنه قد يرغب في التقليد، ولا بد من توجيه سلوكيات الطفل ومناقشته ولكن ليس أمام الآخرين حتى إخوته، وإبعاد الطفل عن البرامج التلفزيونية والألعاب التي تتضمن العنف، وأيضا تشجيع الطفل وتحفيزه ومنحه الاهتمام وتعزيز سلوكه الجيد بالمكافآت، واللجوء إلى بعض الأنشطة والرياضات مثل الجري أو قيادة الدراجات لتفريغ طاقات الطفل الحركية، وكذلك منحه الشعور بالاهتمام والحب والسعادة وزيادة ثقته بنفسه.

تعديل سلوك الطفل العنيد

أسباب سلوك الطفل العنيد

العند هو من أسوأ السلوكيات لدى الأطفال وأكثرها صعوبة عند تعديلها، وهذا السلوك غالبا ما يكتسبه الطفل من والديه دون أن ينتبهوا لذلك، فمثلا قد يجد الطفل إصرارا من والديه على قيامه بأمر ما يتعارض مع رغبته، كأن تجبره والدته على ارتداء ملابس معينة على العكس من رغبته في ارتداء ملابس أخرى، وأيضا الاستمرار في إصدار الأوامر للطفل وعدم منحه الحرية في تصريف أموره، بل إن الوالدين أحيانا يتجهوا إلى العنف من أجل إجبار الطفل على الإذعان لأوامرهم، وأيضا بعض الأطفال يميلون إلى استخدام العناد من أجل لفت الانتباه وفرض الشخصية، فقد يعاني الطفل من عدم السماح له بالاعتماد على نفسه فيتجه للعناد لرغبته في الاستقلالية، وعلى العكس من ذلك فإن السماح للطفل بتحقيق رغباته باستمرار وعدم رفض طلباته يدفع الطفل للعناد، لأنه يرى مدى نجاح هذا الأسلوب في تحقيق طلباته.

طرق تعديل سلوك الطفل العنيد

من أهم وسائل تعديل سلوكيات الأطفال بالنسبة لمشكلة العناد هي تقليل الأوامر التي يتم إصدارها للطفل، وتجنب إجباره على فعل ما يتعارض مع رغباته على طول الخط بل السماح له بأخذ بعض القرارات، وكذلك لا بد من تغيير أسلوب التعامل والحديث مع الطفل بقسوة، وبدلا من ذلك إتباع أسلوب العطف واللين وإظهار الحنان حتى يستجيب الطفل لما يُطلب منه، وأيضا فمن الأساليب الخاطئة في تقويم هذا السلوك هو مقارنة الطفل بأطفال آخرين فإن هذا يؤدي لنتائج عكسية حيث يزداد عناد الطفل، والأفضل هو تشجيع الطفل وتحفيزه على السلوك الجيد، ولا بد من التناقش والتحاور مع الطفل وتوجيهه إلى السلوكيات الحسنة وإلى مساوئ السلوكيات السيئة، وإذا لم يفلح أسلوب العطف والمناقشة مع الطفل فعندها يمكن اللجوء لإتباع أسلوب الحرمان، عن طريق حرمان الطفل من الأشياء التي يحبها عند قيامه بسلوك سيء.

تعديل سلوك الطفل العصبي

أسباب سلوك العصبية عند الأطفال

العصبية عند الطفل هي أيضا من السلوكيات التي قد يكتسبها من والديه، فهو قد يكتسبها منذ وجوده في بطن أمه أو أثناء قيامها بإرضاعه إذا كانت الأم عصبية أثناء الحمل أو بعد ولادتها، ولذلك ينصح بتجنب كل ما يؤثر على الأم ويؤدي لإثارة أعصابها في مرحلة الحمل والرضاعة، كما أن الطفل قد يتجه إلى تقليد أحد والديه في سلوك العصبية، وعلى العكس فالطفل الذي ينشأ في أسرة يتميز أفرادها بالهدوء فإنه يصبح هادئا وسعيدا، وأيضا قد يكون تدليل الطفل والاستجابة لرغباته سببا في أن ينشأ الطفل على الأنانية وحب الامتلاك، وبالتالي فإنه يصبح عصبيا ويثور ويغضب عندما يجد ما يتعارض مع رغباته وعدم منحه كل ما يطلبه، وأيضا فإن الطفل الذي يفتقد إلى الحب والحنان من والديه ولا يجد منهم سوى القسوة والعنف فإنه يصبح شديد التوتر والعصبية وتنعدم ثقته بنفسه.

طرق تعديل سلوكيات الأطفال العصبيين

لا بد من التحلي بالصبر عند علاج سلوك العصبية لدى الأطفال فلن يجدي العنف والصراخ في حل هذه المشكلة بل على العكس فإنه يزيدها سوءا، كما أن تعديل هذا السلوك يحتاج إلى وقت طويل من أجل أن يتحسن سلوك الطفل تدريجيا، وأول قواعد تعديل هذا السلوك هو الاتجاه إلى توفير بيئة نفسية صحية للطفل يشعر فيها بالحب والاهتمام ويجد من يمتص غضبه ويحتويه، كما يجب تجنب الخلافات الأسرية أمام الطفل والحرص على إظهار الحب والتفاهم أمامه، وكذلك لا بد أن يكون الوالدين قدوة لأبنائهم عن طريق تخفيف سلوك العصبية، وخاصة عندما يكون الطفل عصبي فعندها يجب على الوالدين الاحتفاظ بالهدوء، ومن المفيد كذلك في بعض الأحيان تجاهل سلوك العصبية عند الطفل وعدم إبداء اهتمام تجاهه، فمن الممكن أن يؤدي هذا التجاهل إلى تخلص الطفل من هذا السلوك مع الوقت لعدم جدواه في تنفيذ طلباته، ولا بد من تجنب العنف تماما مع الطفل وخاصة أمام الآخرين لأنه يولد لديه مشاعر سلبية سيئة، وبشكل عام فإن علاج هذا السلوك لدى الطفل في السن الصغير يكون أسهل، فمجرد أن تقوم الأم باحتضان طفلها وتقبيله والابتسام له واللعب معه والتعبير عن حبها له يكون كافيا لتهدئته وتخليصه من العصبية تماما.

تعديل سلوكيات الأطفال المعاقين عقليا

من أهم طرق تعديل سلوك الأطفال المعاقين عقليا هو استخدام أسلوب التعزيز الإيجابي، وذلك عند الرغبة في اكتساب الطفل المعاق لأحد السلوكيات المرغوبة فيها مثل تعليمه الكلام وارتداء ملابسه بنفسه وآداب تناول الطعام، أما وسائل التعزيز الإيجابي فتشمل الألعاب والهدايا الرمزية والأطعمة التي يحبها أو الحلوى والتعزيز الاجتماعي، وهناك أيضا طرق تعزيز سلبية فبالرغم من قسوة هذه الطرق إلا أن نتائجها تكون ناجحة بالنسبة للمعاقين، فعلى سبيل المثال يمكن استخدام جهاز للتنبيه لمنع قيام الطفل بالتبول على نفسه، وكذلك استخدام أسلوب العقاب مع الطفل مثل استخدام الصدمات الكهربية عند قيام الطفل بأحد السلوكيات السلبية، مثل مص الأصابع وإيذاء النفس واللعب بالأدوات الخطرة، ويمكن أيضا عقاب الطفل المعاق بطرق أخرى مثل طريقة التصحيح الزائد، فمثلا عند قيام الطفل بإفساد ترتيب شيء ما مثل سريره فعندها يتم إجباره على ترتيب ما أفسده بالإضافة إلى غيره من الأشياء كترتيب جميع الأسرة، ومن وسائل عقاب المعاقين كذلك هو حرمانهم من الحصول على الأشياء التي يفضلونها، وخاصة الأكل فهو مهم بالنسبة للمعاقين حيث يتلذذون بتناول الكثير من الأطعمة، كما أن من أفضل طرق تعديل سلوك المعاقين هو دفعهم لتقليد السلوك الجيد، عن طريق عمل هذا السلوك أمامهم وتشجيعهم على تكراره.

تعديل سلوكيات الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة

تعديل سلوكيات الأطفال تعديل سلوك الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة

يحتاج ذوي الاحتياجات الخاصة إلى أسلوب تعامل يختلف عن التعامل مع الأطفال العاديين، فهؤلاء الأطفال يوجد لديهم العديد من المشكلات السلوكية التي يجب التعامل معها بالأساليب الصحيحة، وهذه المشكلات السلوكية تشمل التبول اللاإرادي والمشي على أطراف الأصابع ومص أصابع اليدين وكثرة الحركة والعنف مع الآخرين وتقليد تصرفات الآخرين، ويفضل عدم استخدام العقاب الجسدي أو اللفظي مع هؤلاء الأطفال، فالأفضل منه هو استخدام التشجيع باستمرار وتوجيه الطفل على الدوام بما هو متوقع منه في جميع المواقف، ويجب دائما استخدام إجراءات الأمان والوقاية من حدوث المخاطر المتوقعة وذلك بإبعاد كل ما قد يستخدمه الطفل لإيذاء نفسه، كما يجب أيضا توفير العديد من النشاطات لهؤلاء الأطفال باختلاف أعمارهم، فعند انشغالهم بالأنشطة سوف يبتعدوا عن التخريب والإيذاء لأنفسهم، وعند قيام الطفل ذوي الاحتياجات الخاصة بأحد السلوكيات الغير مرغوبة يمكن عزله أثناء ممارسة الأنشطة واللعب كعقاب له حتى يتعلم أن هذا السلوك غير مرغوب فيه، ومن الممكن أن يحتاج الأمر إلى التكرار فعندما يجد أنه دائما يتم إبعاده عند قيامه بهذا السلوك، فسوف يفهم مع الوقت ويتوقف عنه، وفي نفس الوقت فإن مكافأة الطفل الذي يقوم بالسلوك الجيد يعمل على تشجيع الأطفال الآخرين على تقليد هذا السلوك، فإن من أهم ما يميز الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة هو تقليدهم للآخرين باستمرار والذي يمكن استغلاله كما ذكرنا سابقا لتعزيز السلوك الإيجابي.

تعديل سلوكيات الأطفال يحتاج إلى التحلي بالصبر والهدوء والسيطرة على الانفعالات، فقيام الوالدين بتعنيف الطفل والتعامل معه بقسوة ليس مفيدا لعلاج المشكلة، بل على العكس فإنه يزيد الأمر سوءا، والأفضل من ذلك هو منح الطفل الاهتمام والحب وتوجيه سلوكياته برفق ولين، فمن أهم طرق تعديل سلوك الطفل هو تعزيز السلوك الإيجابي واستخدام وسائل التحفيز، وأيضا استخدام أسلوب الحوار والمناقشة لإقناع الطفل بالمطلوب منه، وفي كثير من الأحيان يفيد بعض التجاهل في تعديل سلوك الطفل الغير مرغوب فيه.

منال محمد

كاتبة مقالات ومترجمة. لدي اكثر من 150 مقالة على موقع تسعة تغطي مواضيع الصحة والعافية والعناية الذاتية والغذاء والتغذية السليمة مثل العناية بالبشرة والشعر

أضف تعليق

اثنا عشر + ستة عشر =