قبل أن تعرف عن كيفية تشخيص الاكتئاب وكيف نفرق بينه وبين الأمراض والمشاكل الأخرى علينا أن نعرف ما هو الاكتئاب وكيف يصيب الإنسان، فالاكتئاب هو عبارة عن مجموعة من الأحاسيس الحزينة والسلبية المحبطة التي تصيب الإنسان، فتجده يحاول تجنب كل شيء ولا يريد مناقشة الآخرين، وأيضًا يشعر بالحزن والتشاؤم طوال الوقت حتى لو في موقف مفرح فهو لا يعنيه شيء وفاقدًا للحماسة، وعن كيفية إصابة الإنسان به فتوجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى ذلك وبالطبع لن يكون جميع المصابين متفقون على سبب واحد، فهناك من يكون سبب إصابته هو التعرض للإحباط وخيبة أمل كبيرة كان يعلقها على أحد الأمور الهامة في حياته الشخصية أو المهنية، وهناك من يصابون بسبب الوحدة القاتلة التي يعيشون فيها منذ ولادتهم، ويعادل الوحدة القاتلة سن التقاعد عن العمل، والعنوسة بالنسبة للفتيات، وغيرها من الأسباب الأخرى التي تؤدي إلى الإصابة بمشكلة الاكتئاب ونحن هنا سوف نتناول المشكلة وكيفية تشخيصها بشيء من التفصيل، فلا تذهبوا بعيدًا.
استكشف هذه المقالة
معايير تشخيص الاكتئاب
يقوم الطبيب النفسي المختص بالقيام بعمل تشخيص لحالة المريض حتى يعرف ما إذا كان مصاب بالاكتئاب أو أي مرض أخر مشابه له، فهناك بعض المعايير من أجل تشخيص الاكتئاب فمثلًا الاضطراب الفصامي العاطفي، وهو يشمل مرض الانفصام العقلي واضطرابات المزاج التي تأتي معه، وأيضًا اضطراب الإحكام وهو مشابه لما قبله بعض الشيء ويأتي كرد فعلي على حدث مؤلم قد مر به الشخص المصاب، فتجد اختلال في الأفكار والعواطف والسلوكيات لدى المريض بجانب التوتر الشديد الذي يظهر عليه، بعد ذلك لدينا اضطراب ثنائي القطب أو ذو الاتجاهين كما يسمى ويكون فيه الشخص متناقض ومذبذب وذو أراء متغيره ومتناقضة من وقت لأخر، ولدينا أيضًا الاضطراب الدوري المزاجي وهو يندرج ضمن اضطراب الإحكام الذي ذكرناه مسبقًا.
بعد ذلك نرى أنواع الاكتئاب مثل الاكتئاب الذهاني وهو الذي تظهر معه مشكلة الهلوسة ويعد اكتئاب حاد ومؤلم، ويوجد أيضًا اكتئاب ما بعد الولادة وهو الذي يظهر بعد الولادة بشهر تقريبًا لدى بعض النساء، واكتئاب الشتاء وهو واضح من الاسم، والاكتئاب الجزئي الذي يلقب بخلل التوتة وهو غير حاد أو مؤلم مثل بعض الأنواع الأخرى، ولكنه للأسف مزمن ويصعب التخلص منه.
أعراض الاكتئاب الجسدية
عليك أن تعلم عزيزي القارئ أن الاكتئاب لا تتوف أعراض على الجانب النفسي فقط بل هي تمتد لتشمل العديد من الأعراض الجسدية، وهو ما يسأل عن الطبيب المختص عند إجراء عملية تشخيص الاكتئاب ، وأولى هذه الأعراض هي التعب والإرهاق حيث أن المصاب بالاكتئاب قد يتعرض لتعب جسدي رهيب ومرهق يجعله لا يقدر على ممارسة الأعمال اليومية الاعتيادية بالنسبة له، وأيضًا لدينا من الأعراض الجسدية أن يصاب الشخص بالصداع النصفي كثيرًا، فتقول الدراسات الطبية أن المصابين بالاكتئاب هم الأكثر عرضة للصداع النصفي بمعدل أربعة أضعاف الأشخاص العاديين، ولدينا أيضًا الشعور بالألم في المفاصل والعضلات يعد أحد الأعراض الجسدية لمشكلة الاكتئاب، ففي الغالب يكون المصابين بتلك المشكلة يعانون من ألم في المفاصل والعضلات بشكل شبه مستمر.
وتعد آلام الصدر هي أيضًا ضمن الأعراض الجسدية ولكن هذا لا يعني أن الاكتئاب هو السبب الرئيسي لظهور تلك الآلام، بل أن الاكتئاب هو الذي يزيد من شدة آلام الصدر وهذا ما تؤكد نوبات القلب التي تحدث في الغالب عند الأشخاص المكتئبون، وآلام الظهر والرقبة تعد ضمن أعراض الاكتئاب الجسدي أيضًا فالمصابون بالمشكلة هم الأكثر عرضة لتلك الآلام، وأيضًا لدينا حدوث مشاكل في الجهاز الهضمي مثل الغثيان والإسهال والإمساك وعسر الهضم وفقدان الشهية، وذلك لأن الجهاز الهضمي مرتبط بشكل رئيسي بالدماغ، زد على تلك الأعراض مشكلة عدم النوم والشعور باضطرابات دائمة عند محاولة النوم، وغيرها من الأعراض الأخرى الأقل شيوعًا.
أعراض الاكتئاب والقلق
تتشابه أعراض الاكتئاب والقلق كثيرًا مع أعراض الاكتئاب المزمن والأعراض الجسدية للاكتئاب وغيره، فكلهم يدورون نحو نقطة واحدة وهي الاضطراب المزاجي النفسي، وأعراض الاكتئاب والقلق هنا هي عدم التركيز على فعل أي شيء، بل وعدم الرغبة في القيام بفعل أي شيء حتى الأمور الاعتيادية اليومية لا يقوم بعملها، وتلك الرغبة ناتجة عن الإحساس بعدم القدرة على فعل أي شيء فهو يحتاج النوم أو الجلوس في المنزل فقط، وأيضًا الشعور بالحزن والكآبة والعصبية على أتفه الأسباب، حدوث مشاكل في الجهاز الهضمي من إسهال وإمساك وغثيان وعسر هضم وفقدان للشهية بشكل شبه دائم، الإصابة بالصداع النصفي مرات عديدة بعكس الإنسان الطبيعي، وإذا كان الاكتئاب والقلب في حالة شديدة فقط يشعر المصاب بحاجته إلى إيذاء نفسه فتراوده الفكرة من حين لأخر.
وأيضًا حدوث مشاكل في الجهاز التنفسي والقلب، والشعور بآلام في الظهر والعضلات والمفاصل، الإحساس بالملل والفراغ طوال اليوم بجانب الخمول والتعب الشديد الذي يصيب جسده، ولا ننسى فقدان الأمل والشعور بالذنب واليأس وعدم الاهتمام به من قبل الموجودين من حوله، وغيرها من الأعراض الأخرى ولكن تعد هذه الأعراض هي الأشهر لمن يصابون بالاكتئاب والقلق، ويجب عليهم سرعة الذهاب إلى الطبيب المختص لكي يقوم بعملية تشخيص الاكتئاب والقلق ومعرفة الأسباب التي أدت إلى ذلك، ومعالجتها سريعًا قبل أن تتطور المشكلة وتدخل في طور الاكتئاب الشديد أو المزمن.
تشخيص الاكتئاب المزمن
يختلف الاكتئاب المزمن عن الاكتئاب العادي والبسيط بسبب أنه يستمر لفترة كبيرة تصل إلى ثلاثة أعوام أو أكثر، وأثناء هذه الفترة من الممكن أن يتعرض المصاب لاكتئاب شديد ومؤلم وهنا يتم تشخيص الاكتئاب بأنه اكتئاب من النوع المزدوج، وتوجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب المزمن مثل الوراثية، أو الخلل الذي يضرب الوصلات العصبية، أو تناول عقاقير معينة بشكل مكثف، أو الضغوطات الحياتية والعلاقات الاجتماعية، وتظهر أعراض الاكتئاب المزمن على المصاب كالتالي، الرغبة في النوم كثيرًا، الشعور بالألم والتعب والأرق والحزن واليأس بشكل شبه دائم، عدم القدرة على التركيز وأخذ القرارات السليمة حتى ولو كان الأمر بسيط وواضح، الرغبة في إيذاء النفس والشعور بالندم والذنب، عند ظهور أيًا من هذه الأعراض فلابد من الذهاب إلى الطبيب النفسي المختص لكي يقوم بعملية تشخيص الاكتئاب لديك ومعرفة هل هو اكتئاب مزمن فعلًا أم هي أعراض لمشكلة أخرى.
وهذا التشخيص لا تجري فيه أي تحاليل أو أشعة بل عن طريق التحدث فقط، فسيسألك عن تاريخك المرضي وتاريخ العائلة فيما يتعلق بالأمراض النفسية فالعامل الوراثي له دور كبير في تلك المشاكل النفسية، وأيضًا استبعاده لأي أمراض أخرى جسدية من المحتمل أن تكون السبب في ظهور هذه الأعراض مثل ضعف في هرمونات الغدة الدرقية وغيره، وبعد تشخيص الاكتئاب يقوم الطبيب بإعطاء العلاج المناسب للمصاب سواء نفسي فقط أو علاج نفسي ودوائي.
أضف تعليق