الرقم (تسعة) هو أحد الأعداد الطبيعية، الصحيحة، الموجبة، الفردية، كل ما سبق لا يجعل من “التسعة” أكثر من مجرد عدد، يستخدم لإحصاء الأشياء، أو لوصف مقدار معين أو حجم ما، لكن هذا ليس كل شيء عن تسعة، أما عن لفظ تسعة نفسه لم يُعرف له تفسير حتى الآن، بعكس أرقام أخرى عُرف لألفاظها معاني، لكن ليس لفظه فقط ما يحتاج إلى تفسير، فثمة أمور أخرى متعلقة بهذا الرقم تحتاج أيضاً للتفسير، الذي تربطه علاقة وطيدة بمختلف حضارات العالم القديم.
تسع معلومات قد تجهلها عن الرقم (9) تسعة
مسمى متقارب :
بعكس أغلب الأرقام فإن مسمى “تسعة” يستخدم للتعبير عن العدد 9 في أغلب اللغات القديمة، وإن طرأ عليه تغيير فيكون طفيف ناتج عن تغير طريقة النطق، فهو في اللغة العربية (تسع، وتسعة)، وينطق بالشكل ذاته في اللهجة السبئية القديمة، وكذلك في لغة مملكة لحيان القديمة، أما في اللغة العربية والسريانية فإن التغيير الوحيد باللفظ هو أن حرف السِّين يُقلب إلى شِّين فيصير (تشعة).
ضربه يُنتج مجموعه :
من بين كافة الأعداد الطبيعية فإن 9 يتميز بخاصية فريدة، وهي إنه الرقم الوحيد الذي حين يتم ضربه في أي رقم آخر فلابد أن يكون مجموع الرقمين المكونين للناتج يساوي 9.. أي أن ضرب (9 × 3 = 27) والناتج 27 يُجمع بـ(7 + 2 = 9)، وكذلك (9 × 9 = 81) و81 (1 + 8 = 9) وهكذا هو الحال مع باقية الأرقام عند ضربها بـ9.
رمزاً للحب :
الشاعر “دانتي” الذي تعتبر ملحتمه “الكوميديا الإلهية” الإنتاج الأعظم في حقبة القرون الوسطى، كان يتخذ في شعره من الرقم 9 رمزاً للمحبوبة، كما ورد في بعض النصوص الآخر كرمز للسماء.
رقم ديني :
نجد في الحضارات القديمة أن رقم (9) يرمز إلى القداسة، وكذلك الرقم (3) الذي يعد هو مضاعفه، وأيضاً الرقم (18) الذي هو مضاعف الـ9، وبالنسبة للأديان السماوية فنجد:
- الإسلام : رقم 9 بالنسبة للمسلمين يمثل لهم يوم الحج، حيث أن الحج في الإسلام يكون باليوم التاسع من ذي الحجة، وحين تحدث القرآن عن آيات موسى -ليه السلام- وعددها، وردت “تسع آيات بينات”، والغزوات التي شارك بها نبي الإسلام محمد (صلى الله عليه وسلم) بنفسه يبلغ عددها 9 غزوات.
- المسيحية: في المسيحية يرمز الرقم (3) إلى الكمال الإلهي، وهو الرقم الوحيد الذي يقبل الـ9 القسمة عليه، وكذلك وفقاً لتفسير سفر الخروج فإن الرقم 9 يرمز إلى نهاية عمل الإنسان وخاتمته، كونه آخر الأرقام الفردية في التسلسل.
آلهة الفراعنة :
وفقاً للأسطورة الفرعونية “أوزيريس”، فإن عدد الآلهة الذين حضروا إلى مجمع مدينة الشمس “آون” كان عددهم 9 آلهة.
الميثولوجيا اليونانية :
ذُكر الرقم (9) أكثر من مرة بأساطير اليونان القديمة، فأفعى الهيدرا كانت تتميز بتسعة رؤوس، بأسطورة أخرى فأن مينوس حاكم كريت قد لاحق بريتومارتيس تسعة أشهر ليعبر لها عن حبه، وأسطورة مينوس أيضاً ورد بها أنه مكث تسع سنوات يتلقى التعاليم من زوس كبير الآلهة.
التراث الصيني :
الرقم (9) هو أكثر الأرقام المحببة بالنسبة للصينيين، وذكرها -بحسب اعتقادهم- يُبشر بطول العمر، وكانت تؤدي التحية للامبراطور بالانحاء تسع انحناءات، ونجد التراث الصيني يشير إلى وجود تسعة آلهة، وأن أقدم وأول من حكموا الأرض كانوا تسعة حكام.
حضارات أمريكا الجنوبية :
الحضارات التي قامت بقديمة بدول أمريكا اللاتينية تأثرت أيضاً بالرقم (9)، فكان الاعتقاد الشائع لدى المكسيكيين أن السموات عددها 9، ويؤمنون بأن النفس البشرية أمامها تسع مراحل بالحياة إن اجتازتهم يتحقق لها الخلود، وكان أصحاب بعض الاعتقادات الدينية يرون في الرقم 9 عدداً مقدساً يشير إلى الإله القمر.
ضربه في تسلسل الأرقام :
عند ضرب تسلسل الأرقام الطبيعي (1-2-3….) في الرقم 9، فإن الناتج يتكون من رقم متغير وباقيته من رقم (8)، وعدد أرقام (8) المتكررة يساوي قيمة الرقم المتغير، بمعنى:
987654321×9= 8888888889، الناتج يضم رقم 9، ورقم 8 تكرر بجانبه 9 مرات، وإذا حذفنا رقمين من التسلسل، فيصبح 9876543×9= 8888887، وهكذا في كل مرة سنجد رقم 8 يتكرر بنفس عدد الرقم المُتغير.