ترجمة النصوص من الأمور التي نحتاج إليها في حياتنا، بسبب طبيعة العمل الذي نؤديه، أو بسبب المتطلبات الدراسية، أو حتى لأغراض شخصية في التواصل مع من حولنا. وعملية ترجمة النصوص يوجد لها أنواع مختلفة، نستخدم هذه الأنواع حسب طبيعة المهام التي يكون مطلوبًا منا تأديتها. والعمل في مجال الترجمة يكثر في الوقت الحالي، سواءً كانت وظيفة المترجم في شكلها المعروف للجميع، أو من خلال الاتجاه إلى العمل الحر عبر شبكات الإنترنت، فالأمر ليس صعبًا على الإطلاق، لكنه يحتاج إلى بذل بعض المجهود للنجاح في ذلك، فإن نجحت في إتقان عملية ترجمة النصوص دون مشاكل، ستكون قادرًا على تحقيق الربح من الترجمة، وهذا ما نتحدث عنه في مقالنا اليوم.
كيف تحقق الربح من ترجمة النصوص ؟
ما هي الأغراض من ترجمة النصوص في الوقت الحالي؟
بالطبع توجد أغراض متعددة من عملية ترجمة النصوص كما تحدثنا في بداية المقال، ونحن غالبًا نستخدم هذه الأغراض في حياتنا بشكل دائم ومستمر. فعلى المستوى الشخصي نحن نحتاج إليها للتواصل مع من حولنا من الثقافات المختلفة، فتخيل أنك تراسل شخص من خارج بلدك، كيف يمكنك أن تتواصل معه إن كنت لا تفهمه؟ أو حتى لو كنت تريد قراءة كتاب، أو مشاهدة فيلم، فإن كل هذه الأشياء ستعجز عنها بدون قدرتك على ترجمة النصوص بالشكل الصحيح.
أما الدراسة فهي الاحتياج الأكبر الموجود لدى الأغلب في الوقت الحالي، فهناك العديد من الأفراد الذين يدرسون بلغة مختلفة عن لغتهم الأساسية، مثل دراسة الطب، والكليات التي تكون فيها الدراسة بالإنجليزية أو الفرنسية أو غيرها من اللغات. بجانب أنه يكون هناك احتياج دائم في الدراسة لعمل أبحاث، وللأسف فإن المصادر العربية على شبكات الإنترنت قليلة، فتضطر إلى عمل أبحاث بلغات أخرى، وهذا الأمر يعرفه أي طالب، وجميعنا جربنا هذه المعاناة في دراستنا من قبل.
كذلك من الأغراض الأخرى لعملية ترجمة النصوص هي العمل، فهناك من يتّخذ من الترجمة وظيفة له، تساعده على توفير دخل في حياته، ونحن هنا سوف نتحدث عن كيفية تحقيق ربح من الترجمة، سواءً كانت هذه الوظيفة الأساسية للشخص، أو وظيفة جانبية.
ما هي الأنواع المختلفة لعملية ترجمة النصوص؟
توجد لعملية ترجمة النصوص العديد من الأنواع، وإدراكك لهذه الأنواع يمكن أن يساعدك على اختيار المناسب بالنسبة لك في العمل. النوع الأول من ترجمة النصوص الذي سوف نتحدث عنه هنا، هو الذي يعتمد على ترجمة النصوص في اللغة الواحدة، ويكون الغرض الأساسي هنا هو التبسيط لسهولة الفهم، فعلى سبيل المثال نحن نرى أن اللغة العربية التي كان العرب يستخدمونها في الماضي لغة صعبة جدًا، وبالتالي فإننا أحيانًا نحتاج إلى من يصيغ لنا هذه المفردات حتى نفهمها. أحيانًا كثيرة تجد هذا النوع وأنت تقرأ كتب قديمة، حيث يلجأ الشخص الذي قام بمراجعة الكتاب إلى توضيح معاني بعض الكلمات في هوامش الصفحات.
أما النوع الذي سوف نركز عليه هنا هو النوع الثاني من ترجمة النصوص والذي يختص بالترجمة من لغة إلى أخرى، وهذا النوع له شكلين محددين. الأول منهما هو “الترجمة المكتوبة” وتعتمد هذه الترجمة على تحويل المحتوى المراد ترجمته بين اللغتين، مع محاولة الحفاظ على نفس الشكل للمصدر الأساسي، هذا النوع نراه في الكتب المترجمة أكثر شيء. النوع الآخر هو “الترجمة الشفوية” وهي تعتمد على نقل المحتوى بشكل منطوق، سواءً كان المحتوى مكتوب يتم قراءته ثم نقله، أو كان عبارة عن حديث بين مجموعة من الأفراد، ويتواجد المترجم معهم للنقل، يمكنك أن تجد هذا النوع من ترجمة النصوص في الاجتماعات بين مبعوثين من دول مختلفة، ويكون دور المترجم هام جدًا في هذه الحالة، لأنه يجعل عملية التواصل ممكنة بين هذه الأطراف، ومن هنا تأتي صعوبة هذا النوع من كونه يحتاج إلى الاستماع الجيد، والسرعة في نقل الحديث.
كيف تتقن ترجمة النصوص بسهولة؟
نحن تحدثنا في الفقرة الماضية عن أنواع عملية ترجمة النصوص وذكرنا أننا سوف نركز على النوع الثاني، النوع الذي يختص بالترجمة من لغة إلى أخرى. وإتقان الترجمة ليس أمرًا صعبًا، لكنه يحتاج إلى الصبر والمثابرة والمحاولة بشكل دائم.
تجنب الترجمة الحرفية
من الأمور التي يجب أن تحرص عليها هي الابتعاد بشكل كامل عن الترجمة الحرفية باستخدام مواقع الترجمة، لأن الترجمة الحرفية قد تدمر النص الأصلي تمامًا، وكذلك تقضي على أي فرصة ممكنة بالنسبة لك للتعلم، وقد تجد أن النص الذي حصلت عليه غير صالح للاستخدام، وبالتالي فإنك يجب أن تعتمد على أسلوبك في الترجمة، بدون أن تضيّع النص الأصلي بالطبع.
التدرج في عملية الترجمة
إتقان ترجمة النصوص لا يحدث من أول مرة، ولذلك يجب أن تكون حريصًا على التدرج في عملية الترجمة، حيث يمكنك أن تبدأ بمواضيع صغيرة تقوم بترجمتها، ثم بعد ذلك تتطور إلى مواضيع أكبر، فهذا سوف يسمح لك أن تراجع ما قمت بترجمته بسهولة، وتعديل الأخطاء التي وقعت فيها. كذلك فإن البداية بالمواضيع الطويلة قد يصيبك بالإحباط بسبب عجزك عن فعل ذلك أحيانًا، بينما المواضيع القصيرة سوف تمنحك ثقة في قدرتك على الترجمة.
معرفة الفوارق بين اللغات
من أكثر المشاكل التي تواجه أي شخص أثناء محاولته إتقان عملية ترجمة النصوص هي وجود فوارق بين اللغات، خصوصًا من يسعى إلى إتقان الترجمة الشفوية، فاللغة العربية تختلف عن العديد من اللغات في طريقة تكوين الجملة على سبيل المثال، فعندنا في اللغة العربية نجد أن الفاعل في الجملة الفعلية لا يأتي في بدايتها، في حين أنه في اللغة الإنجليزية يكون الفاعل في بداية الكلام. وبالتالي يجب أن تكون على دراية بالاختلافات الموجودة بين اللغات، وتبدأ في تدريب نفسك على التعامل مع هذه الفوارق بحيث لا تشكل مشكلة بالنسبة لك.
الممارسة
من أكثر الأشياء التي تساعد على إتقان الشيء هي الممارسة، وكذلك الحال بالنسبة لعملية ترجمة النصوص سواءً كانت مكتوبة أو شفوية. يمكنك أن تفعل ذلك من خلال محاولة قراءة كتب باللغة التي تريد تعلم الترجمة منها، أو تشاهد أفلامًا وتستمع إلى أغاني بدون ترجمة، وتعتمد على نفسك بوجود قاموس يساعدك بالطبع في معرفة معاني الكلمات التي يصعب عليك استنتاجها من مجرى الحديث. كذلك فإن الممارسة سوف تعلّمك كيفية استنتاج معاني الكلمات الواردة في النص، وكيف تصيغ المعنى المناسب بالنسبة للغتك، وهذه الأشياء ضرورية عندما تقوم بعملية الترجمة.
كيف تستخدم عملية ترجمة النصوص في تحقيق الربح؟
في الوقت الحالي يوجد العديد من الأفراد الذين يلجؤون إلى ترجمة النصوص لتحقيق الربح، وإن كنت تريد بإمكانك أن تصير واحدًا من هؤلاء. الأمر يبدأ من اختيارك نوع الترجمة الذي تريد العمل به، سواءً كنت تريد العمل في الترجمة المكتوبة، أو الترجمة المنطوقة. الأهم هو أن تتأكد من إتقانك للنوع الذي تريد العمل به، وأن يكون لديك أسلوبك الخاص في الترجمة، وهو ما سوف يجعل الناس تعتمد عليك كاختيار أساسي في العمل.
بعد ذلك يمكنك أن تبدأ في البحث عن الوسيلة المناسبة التي سوف تصل من خلالها إلى العملاء المحتملين بالنسبة لك، تذكر أن ترجمة النصوص حاليًا هي وسيلة للربح للكثير من الأفراد، وأنت لن تكون الأفضل في هذا المجال بسهولة، كل ما عليك فعله هو أن تتحرك وفقًا لخطوات محددة أنت تعرفها من البداية.
تعتبر الوسيلة الأشهر التي يلجأ إليها الجميع في الوقت الحالي للعمل في مجال ترجمة النصوص هي اللجوء لمواقع العمل الحر، فعلى هذه المواقع يوجد العديد من الأشخاص الذين يبحثون عن أشخاص للعمل معهم في مجال الترجمة، وإن كنت تريد أن تصير واحدًا من هؤلاء عليك الالتزام بالمذكور في الخطوات التالية.
اختيار القناة المناسبة
توجد في الوقت الحالي العديد من مواقع العمل الحر كما ذكرنا، ومن ثم تجد أن هناك من يقوم بالتسجيل في كل هذه المواقع ظنًا منه أنه سوف يحصل على فرصة أكبر للعمل في ترجمة النصوص في هذه الحالة.
في وجهة نظري فإن فعل ذلك لن يكون فعالًا أبدًا، لأن الأهم من أن امتلاكك لحساب على الموقع، هو أن يكون حسابك مشجعًا للعملاء للتعامل معك، وبالتالي إن قمت باختيار قناة أو قناتين فقط، وقمت بتقوية حسابك على هذه المواقع، سوف تحصل على فرصتك بشكل أسرع من وجودك في العديد من المواقع.
حاول دائمًا أن تدعم حسابك بما يجعله قويًا، مثل إضافتك لخبراتك السابقة، وبعض هذه المواقع يوفر شهادات إن حصلت عليها تزيد من احتمالية اختيارك للأعمال المختلفة. بعد ذلك يمكنك أن تبدأ في البحث عن الفرص المتعلقة بمجال ترجمة النصوص حتى تجد ما يناسبك، ثم تسجل رغبتك في العمل عبر هذه الفرصة، فإن حصلت على الفرصة سوف يتواصل معك صاحب العمل للاتفاق على المطلوب والسعر اللازم لإتمام المهمة.
العمل الحر يتطلب بحثًا دائمًا
العمل الحر يعتمد في الأساس على التقييمات التي يحصل عليها الفرد عندما يقوم بتأدية مهمة ما، ولذلك قد تجد أن الأمور صعبة في البداية، وحصولك على فرصة في مجال ترجمة النصوص لا يأتي بسهولة، لا سيما وأنت لا تملك تقييمات سابقة عند البداية، لكن عند حصولك على المهمة الأولى وتأديتك لها بالشكل الصحيح سوف تحصل على تقييم جيد إن أجدت تنفيذ المطلوب منك.
وهنا نؤكد عليك أن تحرص على ثلاثة أشياء: الأولى ألا تفقد الأمل وأن تتحلى بالصبر والمثابرة حتى يمكنك متابعة بحثك طوال الوقت، وبالتأكيد سوف تحصل على فرصتك في وقتٍ من الأوقات ما دمت تبحث. الثانية أن تتأكد من إجادتك للمهمة المطلوبة منك، فالحصول على تقييم عالي لن يحدث إلا من خلال إتقان المهمة، وبالتالي كن حريصًا على أن يكون لك أسلوبك المتميز في ترجمة النصوص مما يجعلك تضمن تقييمًا عاليًا. الثالثة ألا تقوم بالتقليل من نفسك أبدًا فتقبل تنفيذ أي مهمة ترى أن المقابل المادي منها لا يناسب المجهود الذي سوف تبذله، بالطبع يمكنك أن تضحي بالقليل من المال، لكن لا تجعل تضحيتك تجعلك تختار مقابل قليل جدًا بالنسبة للمجهود الذي سوف تبذله.
ترجمة النصوص كما رأينا من المقال ليست عملية صعبة أبدًا قدر احتياجها إلى المجهود والعمل الدائم، فإن كنت ترغب في العمل في هذا المجال، عليك أن تبدأ وتأخذ خطوتك الأولى من الآن، تدرب نفسك على الترجمة بالشكل المطلوب، وتسجل حسابك في مواقع العمل الحر التي ترى أنها قد تحتوي على الفرصة المناسبة بالنسبة لك، ومن ثم انتظر الفرصة التي تناسبك لتحقيق الربح وأنت موجود في منزلك.