تخفيف الصدمات العاطفية : كيف تخفف صدمات أصدقائك العاطفية ؟

دائمًا ما نواجه هذا الموقف وهو محاولاتنا المضنية في تخفيف الصدمات العاطفية على الأصدقاء، حين يتعرضون لأزمات عاطفية أبرزها على الإطلاق الانفصال.. لابد أن انفصال شخص ما عن شخص آخر ربما سيثير أزمة نفسية عند الجانبين ولكن عند الطرف المتروك أو الطرف الذي تلقى قرار الانفصال ولم يكن هو من أخذ القرار يكون وقع هذه الأزمة أقوى، فما بالك إن كان هذا الشخص صديقنا؟ لا شك أن واجب الصداقة يحتم علينا أن نقف بجواره ونساعده حتى آخر لحظة حتى يتجاوز هذه الأزمة ويتخطاها ويمضي قدمًا في الحياة، ودائمًا ما يكون الأصدقاء سندًا وعونًا ودعمًا وتتجلى فائدتهم الحقيقية في موقف كهذا ولكن ما الذي ينبغي علينا فعله عند مواجهة الأصدقاء أزمات من هذا النوع من أجل تخفيف الصدمات العاطفية عليهم.

دليل تخفيف الصدمات العاطفية للأصدقاء

الاستماع إليهم دون ملل مهما تحدثوا وكرروا الكلام

تخفيف الصدمات العاطفية على الأصدقاء يأتي عن طريق كونهم مستمعون جيدون يستطيعون الإنصات بإظهار الاهتمام عن الأشخاص الذين يتحدثون عن علاقتهم السابقة وذكرياتها، وليكن في العلم أن هذا أمر طبيعي جدًا في بداية العلاقة ومفروغ منه بالطبع لأنه يدخل في حالة عدم تصديق أو استيعاب أن علاقة بهذا الحجم استمرت كل هذا الوقت تنتهي بهذه السهولة وأن شخصًا كان موجودًا بغزارة وحاضرًا في كل تفصيلة في حياتك ينسحب بهذه السرعة كأنه لم يكن موجودًا من قبل؟ في الحقيقة هذه حالة صعبة أعان الله على من مر بها، وبالتالي يجب على الأصدقاء المخلصين أن يكونوا بجوار أصدقائهم حتى النهاية وألا يتركونهم للضياع أبدًا، وليعلموا كم أن هذا الأمر مؤثرًا في تخفيف الصدمات العاطفية وفارقًا لأنه إن وجد من يستمع له قد يحدث هذا اختلافًا في حالته النفسية بالإيجاب أما إن لم يجد من يستمع له ويجد أن الجميع يتخلى عنه فإنه قد يدخل في موجة اكتئاب حادة قد تصل إلى إيذاء نفسه وشعوره أن لا أحد يحبه وأنه سيء لدرجة أنه لا أحد يقبله ولا يقبل أن يظل على علاقة به مهما كانت شكل هذه العلاقة.

أخذهم للتنزه في مكان مفتوح

الأماكن المفتوحة عادة تغير النفسية للأفضل وتساهم في تخفيف الصدمات العاطفية على الأصدقاء، لذلك من أفضل الحلول لتخفيف الصدمات العاطفية على الأصدقاء الذين تعرضوا لها مؤخرًا هو اصطحابهم لمكانٍ مفتوح ويستحسن أن يكون به خضرة، وذلك لما تحتوي عليه الخضرة من جمال تعوضه عن الجمال المسلوب منه والذي كان يتجسد في العلاقة العاطفية التي انتهت فجأة، وبالتالي، تركه للظلام والعزلة في حجرته قد يجعل هذا الشعور يتضاعف ويتكاثف ويجعله يدخل في حالة اكتئاب مرضية قد تطول وقد تترك أثرًا لا يزول حتى نهاية العمر، لذلك من أفضل الحلول لتخفيف الصدمات العاطفية على الأصدقاء هو اصطحابهم للأماكن المفتوحة والخضراء.

تعريفهم على أصدقاء آخرين وعدم تركهم للعزلة

يفقد الإنسان ظهيرًا عاطفيًا كبيرًا وشخص يملأ عليه حياته بالكامل على أثر الانفصال وبالتالي يفقد جزء كبير من علاقته بالبشر ويشعر أنه قد فقد عدة أحباء دفعة واحدة لا حبيب واحد فقط، وبالتالي يجب تخفيف الصدمات العاطفية عن طريق تعويض هذا الفراغ في العلاقات، بالطبع الحديث عن التعويض هنا ليس بالاستبدال، ولا يوجد أي شخص الآن قد يحل محل الشخص الآخر الذي اختار الرحيل، ولا يملأ الفراغ الذي تركه بأي شكل، ولكن هنا نتحدث عن تخفيف الصدمة حتى تمر فترة ما بعد الانفصال مباشرة لأنها أصعب فترة وأسوأ فترة واحتمالية الدخول في اكتئاب فيها كبيرة والفرص كثيرة، وبالتالي تركهم للعزلة تعبث بهم من أسوأ الأشياء التي قد تحدث لهم ويجب إخراجهم من هذه الحالة وعدم تركهم للفراغ والعزلة الذي سيسلمهم حتمًا إلى اكتئاب مرضي.

اصطحابهم للسفر في مكانٍ لم يذهبوا إليه من قبل

السفر إحدى مجددات روح الإنسان مهما كان السفر بالتالي رغبة الإنسان في اكتشاف جوانب أخرى من الحياة وإقباله على الحياة وشغفه يكون في ذروته لذلك أفضل ما يمكن فعله من أجل تخفيف الصدمات العاطفية على الأصدقاء هو الوقوف بجوارهم وملازمتهم قدر الإمكان واصطحابهم للسفر إلى مكان لم يذهبوا إليه م نقبل من أجل تجديد روحهم وتجديد قدرتهم على المقاومة وعدم تركهم للاكتئاب أو العزلة وتعريفهم أن الحياة تحتوي أماكن جديدة ومن الممكن أيضًا أن تحتوي أشخاصًا جديدة من الممكن أن يبدأ معهم حياته، وأنه من المستحيل أن تقف هذه الحياة بكامل عظمتها وبثقل تجربتها وبسعة أماكنها وبكثرة البشر الذي فيها على شخص واحد، أو تتغير مصائرنا حسب غيابه أو وجوده، ربما هذه هي الغاية الأسمى للسفر إلى مكان جديد، وحل ذو فاعلية من حلول تخفيف الصدمات العاطفية على الأصدقاء.

اقتراح أفلام مبهجة لهم تخرجهم من هذه الحالة

الفنون دائمًا وجدت لمساعدة الإنسان ومعاونته وتخفيف وطأة الحياة عنه، وتخفيف الضغوطات التي يواجهها يوميًا لذلك هي بمثابة صديق آخر وإحدى عوامل تخفيف الصدمات العاطفية الفعالة جدًا وربما فيلم واحد يجد فيه الإنسان مأساته متجسدة أمامه قد يشعره هذا بالألفة والمؤانسة أفضل من جلوسه مع مائة شخص وحكي مأساته لهم، وفي الحقيقة أقترح فيلمًا يعتبر راعي أفلام الانفصال في العالم بأجمعه وهو فيلم 500 days of summer لأنه مبني على قصة حقيقية لمؤلف الفيلم بالفعل، وأنه يحدث في الفيلم مثلما يحدث في الواقع، انفصال ثم تحطم ولكن بداية جديدة مع شخص جديد قد تجعل الأمور أفضل بكثير.

عدم فتح الموضوع ما لم يتحدث هو فيه

ربما فترة التعافي من حب سابق قد تأخذ فترة كبيرة، وقد يقوم الشخص – كما أشرنا سلفًا – الشاعر بالصدمة بالحديث كثيرًا في بداية الأمر عن مأساته في هذه العلاقة وذلك ناتج من عدم استيعابه وقد يتكرر حديثه هذا كثيرًا ولكن بعد فترة يشعر بسخافة تكراره لهذا الحديث عن العلاقة السابقة ويكون بالفعل قد قرر المضي قدمًا وتجاوز هذه الأزمة وبالتالي في هذه المرحلة، إحدى عوامل تخفيف الصدمات العاطفية على الأصدقاء الذين يعانون من أزمة عاطفية، أن يتم تجنب فتح الموضوع معهم، لأن ذلك سيشعرهم أن الأمر طبيعي جدًا وأنه ليس هناك داعي لذكر الأمر لأنه لا يحتل المساحة التي تستدعي ذكره من الأساس.

دعوته في مطعم يحبه لتناول أكلة يحبها

الطعام دائمًا إحدى مبهجات الحياة، وكفيل بتغيير المزاج السيئ إلى الأفضل دائمًا ولا ريب أن كل شخص لديه أكلة يعشقها ولا يمل من أكلها أبدًا وإن أكلها كل يوم، وقد يكون شبعانًا ولكن متى وضعت أمامه لا يستطيع مقاومتها، ولو ذهبنا أعمق من ذلك سنجد أنه يحب أن يأكل هذه الأكلة بطريقة معينة يقوم بطهيها بهذه الطريقة التي يحبها مطعم معين، لذلك من حلول تخفيف الصدمات العاطفية على الأصدقاء دعوتهم في هذا المطعم لتناول الأكلة التي يحبونها حتى يشعروا أن الحياة بها الكثير من المبهجات والأشياء المفرحة.

خاتمة

تخفيف الصدمات العاطفية على الأصدقاء من الواجب الذي يتحتم على كل صديق مخلص ويجب أن يكون هذا نابعًا من حب ومن رغبة في أن يكون هذا الصديق أفضل ويتخطى هذه الأزمة، خصوصًا في الفترة التي تلي الانفصال مباشرة لأنها أصعب فترة.