تحفيز الموظفين في العمل من الأشياء الضرورية التي يجب على كل مسئول أن يقوم بها، فمن خلال عملية التحفيز يمكننا أن نضمن تحقيق نتائج جيدة في العمل، ومساعدة الموظفين من أجل الوصول إلى مستوى أفضل في طريقة أداء وظائفهم. تحفيز الموظفين ليست عملية صعبة، لكنها تعتمد على قدرة الشخص المسئول على تأديتها بأفضل شكل ممكن، لذلك فإننا في هذا المقال سوف نتعمق في الحديث عن تحفيز الموظفين والأسباب التي تدفعنا إلى فعل ذلك، والنتائج المتوقع الحصول عليها، وفي النهاية سوف نتحدث عن كيفية تحفيز الموظفين بأفضل شكل ممكن.
أفضل أساليب تحفيز الموظفين في العمل
لماذا نحتاج إلى تحفيز الموظفين في العمل؟
على الرغم من أن الموظف يؤدي المهمة المطلوبة منه في العمل، إلا أنه مع الروتين اليومي والاعتياد على تنفيذ بعض المهام، فإن ذلك قد يؤدي في النهاية إلى شعور الموظف بحالة من الملل، تجعل ذلك يؤثر على طريقة الأداء.
كذلك في بعض الأوقات، قد يكون لدينا عدد من الموظفين الذين يُطلب منهم تأدية مهام معينة، وهي مهام زائدة على مهامهم الأصلية، وبالتالي هذا يضع الموظفين في ضغط شديد، وقد يؤثر على النتيجة النهائية التي يقدمونها في العمل.
أيضًا تحفيز الموظفين يؤدي إلى شعورهم بأنهم ليسوا آلات تؤدي مهام معينة فقط، بل إن هناك من يهتم بهم ويسعى إلى دعمهم ومساعدتهم.
في الوقت الحالي، يوجد اهتمام كبير من الشركات العملاقة بالموظفين، لأن هؤلاء هم رأس مال الشركة الحقيقي، ومن خلال الاهتمام بهم، فإن ذلك يؤدي إلى زيادة الناتج من العمل بشكل غير متوقع.
كذلك فإن تحفيز الموظفين يحافظ على بيئة ومناخ العمل بشكل مميز، مما يعني شعور الموظفين بالراحة أثناء تأديتهم الأعمال المطلوبة منهم.
كيف يمكنك تحفيز الموظفين في العمل؟
بعد أن انتهينا من ذكر الأسباب التي من أجلها نحتاج إلى تحفيز الموظفين في العمل، علينا أن ننتقل إلى إجابة سؤال هام جدًا، وهو كيف يمكننا القيام بعملية التحفيز.
في البداية لا تعمل كل الوسائل مع الجميع بنفس الجودة، فهناك من يؤثر فيه التحفيز المعنوي، وهناك من يؤثر فيه التحفيز المادي، وبالتالي ليس ضروريًا أن تنجح كل الوسائل مع جميع الموظفين. ومن هنا عليك أن تدرك أنه يجب توفير وسائل مختلفة للتحفيز، بحيث تكون قادرًا على إرضاء الجميع طوال الوقت.
يُفضل أن يكون لديك برنامجًا خاص بعملية تحفيز الموظفين تعمل عليه من البداية، وهذه تعتبر مسئولية فريق الموارد البشرية داخل المؤسسة. فمن خلال وجود هذا البرنامج، سوف تتأكد أن ما تريده يحدث بالفعل.
لكن بالطبع عليك أن تعرف بأنه ليست جميع الأشياء ستتواجد في البرنامج، لأن هناك بعض وسائل تحفيز الموظفين تعتمد عليك أنت في المقام الأول وكونك المسئول، وأنه مهما كان البرنامج متميز، فإن تنفيذك له ومحاولتك أن تصنع به تأثيرًا حقيقيًا على الموظفين هو الأهم.
سنتحدث في الفقرات القادمة عن بعض وسائل تحفيز الموظفين التي يمكنك استخدامها في العمل، ليس شرطًا أن تستخدم جميع هذه الوسائل، المهم هو أن تختار ما يناسب طبيعة العمل.
كلمة شكرًا طوال الوقت
من الأشياء التي يمكنها أن تؤثر مع بعض الموظفين هي كلمة الشكر البسيطة التي تخرج منك بصفتك مسئول عن العمل. فنحن أحيانًا كثيرة نقع في فخ أن هذا هو العمل المعتاد للموظف، وبالتالي فلا يحتاج إلى أي شكر على هذا العمل. وهذا خطأ، لأن تأثير الكلمة في حياة الناس جميعًا هو تأثير كبير جدًا، وأحيانًا كلمة “شكرًا” التي يقولها المسئول تساهم في تحفيز الموظفين وزيادة الحماس والطاقة لديهم، لأنهم يشعرون معها بأنهم يحصلون على بعض التقدير من المسئول.
وهذا لا يعني أن تقول كلمة الشكر وأنت لا تشعر بها، بل عليك أن تكون مدركًا لأهمية هذه الكلمة، وأن تضعها حقًا في موضعها الأساسي الذي تستحقه، حتى يشعر الموظفين بأنك تفعل ذلك تقديرًا لهم لا لمجرد أنه يجب عليك أن تقول لهم كلمات شكر تقليدية.
مشاركة الإنجازات مع الموظفين
الوسيلة الثانية التي سوف نتحدث عنها من أجل تحفيز الموظفين هي وسيلة بسيطة جدًا، وقد لا تكون وسيلة ذات تكلفة عالية.
في الغالب العمل يُدار بطريقة أنه يوجد لدينا بعض المهام التي نريد تحقيقها خلال فترة زمنية معينة. وبالتالي قد تجد أن بعض المؤسسات تحتفل بالأمر عند إتمام كل هذه المهام، وهذا ليس أمرًا خاطئًا، بل إنه من الأمور المطلوبة في العمل بالتأكيد.
لكن نظرًا لطبيعة العمل، وأن الوقت قد يطول حتى الوصول إلى الهدف النهائي، فإنه يمكن لك أن تعمل على مشاركة الإنجازات الدورية مع الموظفين. مثلًا كلما أنهيت مرحلة معينة، تبدأ في الاحتفال بذلك الأمر مع الموظفين، لأن هذا يعمل على تحفيز الموظفين ويجعلهم يشعرون بأنهم يقدمون منتجًا حقيقيًا وله تأثير على تقدم الشركة.
يمكنك أن تفعل ذلك ببساطة من خلال الخطة التي تسير عليها، حيث يمكنك أن تضع بعض النقاط والتي هي بمثابة نقاط رئيسية في رحلة هدفك داخل الشركة، بحيث تضمن أن الإنجاز الذي تشاركه هو شيء يستحق المشاركة بالفعل.
برامج للتدريب والترقية
الوسيلة الثالثة التي يمكن الاعتماد عليها في تحفيز الموظفين هي برامج التدريب والترقية.
أي موظف يعمل معك يفكر دائمًا في أنه يسعى إلى شيئين: أن يطور من المستوى الذي يقدمه، وأن يحتل مكانة أعلى في العمل.
وبالتالي أنت يمكنك أن تعمل على هذين الشيئين، حيث يمكنك وضع برامج تدريب دورية، وتكون مبنية على تقارير أداء للموظفين، بحيث يمكنك أن تعرف مواطن النقص الموجودة لديهم بالتحديد، وكيف يمكنك أن تساعدهم في تطوير أدائهم.
في الغالب تكون المؤسسة عبارة عن أقسام متعددة، لذلك يُفضل أن يكون هناك تدريب يجمع كل الموظفين معًا، مما يسمح بالاحتكاك مع الكل وبالتالي تزيد الروح بين الموظفين. هذا الأمر سيساعد في تحفيز الموظفين لأنه سيجعلهم يشعرون بأنهم عائلة واحدة تعمل معًا من أجل هدف واحد.
الشيء الثاني وهو الترقيات الدورية التي تحدث في المؤسسة، ويجب أن يكون الجميع على دراية بالنظام، أو على الأقل يدرك كل منهم ما الذي يجب أن يفعله من أجل الحصول على الترقيات، مما يمكنه أن يترك حافزًا داخليًا لديه يدفعه إلى العمل.
برامج دورية من أجل المرح
كما ذكرنا في النقاط الماضية، الموظفون في المؤسسة ليسوا مجرد آلات تعمل فقط، بل إنهم في حاجة إلى الشعور بالراحة من أجل العمل وإمكانية تقديم أفضل ما لديهم.
وبالتالي من الأشياء التي نعتمد عليها في تحفيز الموظفين هي وجود برامج دورية من أجل المرح.
هذه البرامج قد تكون تجمعًا أسبوعيًا لمشاهدة فيلم معين، أو ممارسة مجموعة من النشاطات بين أعضاء الفريق. كذلك من الممكن أن تكون عبارة عن رحلة تحدث كل شهر إلى مكان مختلف.
بالطبع توجد العديد من الأفكار التي يمكن الاعتماد عليها، ويتم تحديدها بناءً على طبيعة العمل وإمكانياتك الشخصية. لكن المهم أن تكون هذه البرامج موجودة بشكل مستمر.
تأكد أنه في حالة وجود مثل هذه البرامج في العمل، فإن ذلك سيساعد كل من يعملون معك على تجديد طاقتهم، ومن ثم العودة إلى مباشرة العمل بأفضل مستوى ممكن.
مكافآت مالية
تحفيز الموظفين من خلال المكافآت المالية هي من أكثر الأشياء شيوعًا في الوقت الحالي، وذلك بسبب أن المال أصبح أكثر شيء يسعى الجميع إلى الحصول عليه، بسبب ضيق الحال أو الظروف الصعبة التي يعيشها الموظف.
لذلك فإن وجود مكافآت مادية قد يعني له الكثير، وقد يساعده في إتمام العمل بصورة أكبر من قبل.
هذه المكافآت لا يجب أن تكون موجودة كل يوم، بل إنها يجب أن ترتبط بإنجاز معين بالفعل، بحيث أن الشخص الذي يريد الحصول على المكافأة، سيعمل من أجل ذلك الأمر. على عكس إن كان الأمر سهلًا ومتاحًا للجميع.
لذلك مع شيوع المكافآت المادية كوسيلة من أجل تحفيز الموظفين في العمل، فإن كل مؤسسة تضع لها نظامًا خاص بالمكافآت، حتى تضمن تحقيق أهدافها في العمل.
إشراك الموظفين في وضع برامج العمل
من الأمور الهامة جدًا في العمل هي شعور الموظفين بأنهم جزء من العمل لا مجرد شخص يقوم بالتنفيذ فقط، وهو ما يُعرف بالتمكين.
تمكين الموظفين في العمل يساعدهم في الشعور بأهميتهم، وأن وجودهم في المؤسسة مؤثر بالفعل. وبالتالي عندما يشعر الشخص أنه شريك في العمل، فإن ذلك قد يساعده في تحسين مستواه بصورة مختلفة عن ذي قبل. ولذلك فإن تحفيز الموظفين من خلال إشراكهم في وضع برامج العمل هو من الأمور الذكية التي يمكن لك أن تقوم بها.
يمكنك أن تفعل ذلك من خلال اجتماعات دورية مع الموظفين، ومناقشتهم في مستقبل المؤسسة، والأفكار الموجودة لديهم التي يريدون تنفيذها، ونقاش هذه الأفكار من أجل الوصول إلى أفضل تصور ممكن عما يمكن للمؤسسة عمله.
بعد أن تقوم بذلك الأمر، عليك أن تأخذ خطوات فعلية لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه مع الموظفين، ويمكنك أيضًا أن تسند لهم المهام لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه. كل ذلك من شأنه العمل على تحفيز الموظفين وحصولك على ناتج أفضل من المتوقع.
تهيئة بيئة العمل بشكل مناسب
في الغالب تؤثر بيئة العمل بشدة على أداء الموظفين، فمن خلال شعورهم بالراحة في العمل، يمكنهم أن يقوموا بتقديم مستوى أفضل. لذلك عليك أن تفكر دائمًا في المناخ وبيئة العمل المناسبة لك وللموظفين، وأن تعمل على توفيرها لهم.
بعض الشركات مثلًا تقوم بتوفير غرف ذات إمكانيات كبيرة من أجل راحتهم، كاختيار مقاعد معينة، أو توفير أجهزة حديثة تساهم في تحفيز الموظفين وشعورهم بالراحة.
يمكنك أن تفعل ذلك من خلال سؤالك للموظفين عما يجعلهم أكثر راحة في العمل، وأيضًا من خلال الاعتماد على أسئلة لمختصين في الأمور النفسية، بحيث يخبرك بالوضع الأكثر راحة والذي يلائم طبيعة العمل الذي تقوم به.
أيضًا يجب أن يكون لديك برامج من أجل صحة الموظفين، وجدول الإجازات المتاحة لهم يكون شيء مناسب بالفعل للعمل الذي يقومون بتأديته.
يجب عليك أن تدرك جيدًا أن تحفيز الموظفين واهتمامك المستمر بهم، على الرغم من كونه شيئًا مكلفًا عليك، إلا أنه سيساعدك كثيرًا في حصولك على نتائج أفضل في المستقبل. فالمؤسسة يجب أن تبحث دائمًا عن الاستمرارية والنجاح على المدى الطويل، لا مجرد التفكير في النجاح على المدى القصير.
تحفيز الموظفين من الأمور التي يجب علينا أن نهتم بها دائمًا، وأن نضع لها برامج خاصة بها، فمن خلالها سوف نضمن النجاح في العمل، وكذلك سوف نضمن الشعور بالراحة في التعامل مع الموظفين، وأننا نعمل جميعًا كعائلة واحدة تسعى إلى هدف واحد.
اين نحن من هذا