ما هي طرق تحديد النسل ؟ وكيف يتم تطبيقها بشكل أمثل؟ فالعالم كله الآن أصبح يتجه لوسائل تحديد النسل بشكل كبير رغبة من الدول والحكومات في محاربة الزيادة السكانية التي تقضي على الأخضر واليابس من موارد الدولة؛ وعلى ذلك فقد انتشرت حملات التوعية للأسر وللأشخاص المقبلين على الزواج بمدى أهمية تحديد النسل ووسائله المختلفة وبيان مزاياها وعيوبها، كما لجأت بعض الدول إلى حرمان المرأة التي تنجب أكثر من 3 أطفال من الحصول على إجازة وضع أو رضاعة لدى إنجابها لطفل رابع أو حرمان الطفل الرابع من حقوقه في مجانية التعليم والخدمات الصحية وهي خطوة قد تبدو قاسية بعض الشيء ولكنها رادعة للكثافة السكانية المرتفعة. تنقسم وسائل تحديد النسل التي يمكن تطبيقها في المنزل إلى وسائل تستخدمها المرأة وأخرى للرجل، وتعد وسائل تحديد النسل لدى المرأة أكثر عدداً عن مثيلاتها للرجل.
تعرف على كل ما يخص طرق تحديد النسل
الحبوب الطبية
الوسيلة الأكثر شيوعاً والأكثر استخداماً بين وسائل تحديد النسل لدى النساء، وتستخدم مرة واحدة كل يوم فبالإضافة لكونها من وسائل تحديد النسل فهي أيضاً تخفف من آلام الحيض عند النساء وتجعل تشنجات الرحم أقل حدة وتجنبك الإصابة بتلوث القناة المهبلية نتيجة وسائل تحديد النسل التي قد تستخدم عن طريق إدخالها للمهبل.
ولكن إذا توقفت المرأة عن أخذ الأقراص فغنها قد تعاني من اضطرابات بالدورة الشهرية لعدة شهور بعد التوقف عن الحبوب قد تصل إلى 6 أشهر خاصة في النساء اللواتي كانوا يعانون من تلك الاضطرابات قبل استخدام الحبوب.
الحقنة الطبية
صورة أخرى من صور وسائل تحديد النسل والتي تعتمد على استخدام المرأة لها، ولها نفس التأثير الذي تنتجه الأقراص الطبية ولكن عن طريق الحقن تحت الجلد وتتراوح مدة فاعليتها ما بين شهر إلى 3 أشهر متتالية؛ وهذا ما يجعل النساء تستخدمها عادة وتفضلها عن الحبوب لأنها طويلة المفعول ولا تحتاج لتذكرها كل يوم كما أنها تجنب المرأة الشعور بالغثيان أو الدوار والذي قد ينتج عن استخدام الأقراص، فضلاً عن الميزة الأكبر لها وهو أنها آمنة الاستخدام في فترة الرضاعة فلا تؤثر على إفراز اللبن لدى الأم سواء من حيث نقص الكمية المنتجة أو تغير في نسب المواد بها.
المضخة الطبية
تعمل المضخة بنفس الطريقة السابقة وهي إفراز مواد كيميائية مشابهة في التركيب والتأثير للهرمونات الأنثوية والتي تسهم في تحديد النسل، وطريقة تركيبها هي عن طريق وضع المضخة تحت الجلد في منطقة الذراع من الأعلى بحيث تكون المرأة تحت التخدير أولاً. وتعطي المضخة الطبية مفعولاً لمدة أطول تصل إلى 3 سنوات تحتاج بعدها إلى تبديلها بأخرى جديدة.
اللاصقة الطبية
وتعد من أعلى وسائل تحديد النسل أماناً؛ فهي عبارة عن مجرد لاصقة مربعة الشكل يتم وضعها على الجلد في أي مكان بالجسم مرة كل أسبوع لمدة 3 أسابيع في الشهر مع عدم وضعها في الأسبوع الرابع من نفس الشهر، ثم تعمل اللاصقة على إفراز مواد كيميائية تنتقل عبر مسام الجلد إلى مجرى الدم في الجسم لتمنع حدوث الحمل في الأنثى.
وتعتبر اللاصقة الطبية من بين وسائل تحديد النسل التي لها مزايا عديدة عن غيرها حيث توفر على المرأة عناء تناول الحبوب كل يوم فتوضع اللاصقة لفترات متباعدة في الشهر، كما أن وضعها على الجلد الخارجي من دون الاقتراب للأعضاء الداخلية من الجسم يحمي من الإصابة بالعدوى أو الآثار السلبية التي قد تنتج عن حبوب الهرمونات الطبية.
الحلقة المهبلية
وتشبه في طريقة عملها اللاصقة الطبية حيث تقوم الحلقة بإنتاج هرمونات مختلفة تمنع حدوث الاتصال بين البويضة والحيوان المنوي وبالتالي تمنع حدوث الحمل وتنجح خطة الزوجين في تحديد النسل. لكن استخدام الحلقة يختلف عن اللاصقة فقط في المكان الذي توضع به حيث تقوم المرأة بوضعها داخل المهبل لمدة 3 أسابيع متتالية كل شهر مع نزعها في الأسبوع الرابع من الشهر. ويعيب تلك الحلقة أنها قد تسبب حدوث جروح والتهابات بالقناة المهبلية وتكرار حدوث النزيف أثناء حركة الحلقة في الداخل.
الواقي الأنثوي
من ضمن وسائل تحديد النسل والتي تحتاج إلى تثبيتها بداخل الرحم، فالواقي الأنثوي هو عبارة عن حقيبة بلاستيكية لها حلقتان: الأولى صغيرة الحجم يتم إدخالها إلى المهبل والثانية أكبر حجماً تبقى بالخارج؛ بحيث يشكل ذلك الواقي حاجزاً يمنع الاتصال بين الحيوانات المنوية وجدار المهبل وبالتالي يمنع وصولها للبويضة. ويعيب تلك الطريقة من بين طرق تحديد النسل أنها غير ثابتة بنسبة 100% فمن الممكن انزلاق الواقي خارج المهبل أو حدوث قطع به، كما أنه قد يسبب تقرحات والتهابات لدى الذكر والأنثى على حد سواء.
الرضاعة الطبيعية
تعد الرضاعة الطبيعية من الوسائل الطبيعية والأكثر أماناً في تحديد النسل، ولكنها بالطبع لا تصلح في كل الأحوال، وأساس عملها يعتمد على أن الرضاعة الطبيعية بانتظام تمنع إفراز الهرمونات المسئولة عن حدوث التبويض للمرأة (جاهزية البويضة داخل الرحم للتزاوج) وبالتالي تؤدي الرضاعة الطبيعية عملها كوسيلة تحديد النسل بدون أي تدخل خارجي.
وتنجح الرضاعة الطبيعية كوسيلة تحديد النسل بضمان عدة شروط أهمها:
- تنجح الرضاعة الطبيعية في الستة أشهر الأولى فقط من الرضاعة، بعد تجاوز تلك المدة يبدأ الطفل في الاعتماد على أغذية أخرى بجوار لبن الأم فتقل نسبة حصوله على اللبن وبالتالي لا تصبح الرضاعة منتظمة.
- يجب أن تكون الرضاعة الطبيعية كل 6 ساعات في الليل وكل 4 ساعات في النهار مع تمام التأكد بعدم إنهائها إلا بعد إشباع الطفل.
- أن يكون لبن الأم هو مصدر الغذاء الوحيد للطفل خلال تلك الفترة حتى نضمن إفراز الكمية المناسبة منه والتي تنجح في تأثيرها كوسيلة من ضمن وسائل تحديد النسل.
الغطاء المهبلي
وهو عبارة عن أداة مصنوعة من مادة السيلكون على شكل فنجان صغير الحجم يتم وضعها في قمة القناة المهبلية للأنثى بحيث يغلقه بالكامل في وجه الحيوانات المنوية فيمنع وصولها للبويضة. ولكي ينجح الغطاء المهبلي في أداء وظيفته بشكل كامل يجب إقران استخدامه بسائل طبي مميت للحيوانات المنوية خوفاً من أن تنتقل تلك الحيوانات المنوية إلى داخل الرحم ثم تتمكن من الوصول للبويضة بعد إزالة المرأة للغطاء المهبلي. ومزايا تلك الوسيلة في تحديد النسل أنها سهلة الاستخدام ولا تحتاج لاستشارة طبيب وكذلك لا تعيق الاتصال الجنسي بين الرجل والمرأة وتتجنب من خلال استعماله المرأة حدوث اضطرابات بالدورة الشهرية أو بمستوى الهرمونات في الجسم.
ولكن عيوب الغطاء المهبلي مثلها مثل كافة وسائل تحديد النسل والتي تستوجب إدخالها للرحم حيث قد تسبب تلوث وعدوى ونمو بكتيريا وطفيليات داخل المهبل أو حدوث تشققات وجروح والتهابات للمرأة، كما أن المرأة التي أنجبت من قبل قد لا تفلح تلك الوسيلة معها في تحديد النسل لأنها تعرضت لاتساع في الرحم والمهبل على حد سواء أثناء الولادة مما يجعل من عملية إغلاق المسار في وجه الحيوانات المنوية صعباً وغير مضموناً بالمرة.
اللولب
اللولب هو أداة بلاستيكية الصنع على هيئة حرف T (ذراع رأسي يحمل ذراعين أفقيين) يتم تثبيتها داخل رحم الأنثى بحيث ينقسم عمل اللولب إلى محورين يصنف على أساسهما إلى نوعين:
- النوع الأول الذي يعمل في حد ذاته كعائق أمام الاتصال بين الحيوان المنوي والبويضة، فيقوم الذراعان الأفقيان في اللولب بإغلاق فوهة قناة فالوب من جهة الرحم وبالتالي لن يتمكن الحيوان المنوي من الوصول للبويضة. يستمر ذلك النوع في العمل لمدة طويلة الأجل جداً تصل إلى 12 عاماً.
- النوع الثاني الذي يعمل بنفس تأثير الأقراص أو اللاصقة أو المضخة حيث يقوم بإفراز مواد هرمونية تزيد من كثافة وسمك الإفرازات الموجودة أعلى المهبل والتي يصعب على الحيوانات المنوية اختراقها. وتصل مدة فاعلية ذلك النوع من اللولب إلى 5 سنوات كحد أقصى.
الإسفنج الطبي
هي إحدى طرق تحديد النسل والتي يكثر استخدامها في الغرب عن الدول العربية، وهي عبارة عن قطعة إسفنج معقم يتم وضعها لفترة عند الأنثى قبل الجماع حيث تعمل على إفراز سائل يسبب موت الحيوانات المنوية حال وصولها للقناة المهبلية كما تقوم هي نفسها بإغلاق الطريق في وجه الحيوانات المنوية فتمنع وصولها للبويضات.
ومن مزاياها أنها سهلة الاستخدام وآمنة فلا تشكل خطراً على صحة أي من الجنسين ولا يستلزم شراؤها وجود روشتة طبية كما أنه يمكن استعمالها لمدة تصل إلى يوم كامل. ولكنها على الجانب الآخر لا تضمن عدم انتقال الأمراض المعدية من الرجل للمرأة أو العكس وقد تفشل بعض السيدات في وضعها بالشكل الصحيح فيصعب إزالتها فيما بعد مما قد يحتاج إلى المساعدة الطبية.
دراسة حالة الخصوبة
وهي طريقة علمية يكثر شرحها في مراكز التوعية بوسائل تحديد النسل حيث تتعلم المرأة من خلالها طبيعة التغيرات التي تحدث داخل الرحم والتي تؤهل البويضة لتكون صالحة للإخصاب، فهناك فترة معينة من كل شهر تكون فيها البويضة على أتم الاستعداد لذلك وبمعرفة كل امرأة لتلك الفترة يمكنها تجنب حدوث الحمل.
وتعد تلك الطريقة على الرغم من بساطتها إلا أنها غير مضمونة 100%؛ فقد تخطئ المرأة في حساب الأيام بالشهر أو تمر باضطرابات هرمونية داخل الجسم تغير من طبيعة الخصوبة لديها، لذلك يفضل استخدام إحدى الوسائل السابقة مع دراسة حالة الخصوبة لدى المرأة لضمان عدم حدوث الحمل تماماً.
الأقراص الصباحية
هي وسيلة تحديد النسل الوحيدة التي يمكن استخدامها بعد حدوث الاتصال الجنسي بين الرجل والمرأة، فقد يصادف أن ينسى كلا الطرفين استخدام وسيلة تحديد النسل المعتادة لهما، فيمكن للمرأة حينها استعمال تلك الأقراص والتي تؤخذ في الصبح بمجرد الاستيقاظ من النوم. بالطبع ليست فعالة 100% فهي لن تلغي حدوث الحمل إذا كان قد حدث بالفعل، أي أن تأثيرها لا يشمل حدوث الإجهاض ولكنها تمنع الاتصال بين الحيوان المنوي والبويضة إذا لم يكن قد حدث مسبقاً.
السوائل المميتة للحيوانات المنوية
يطلق عليها ذلك الاسم مجازاً فهي لا تعمل على قتل الحيوانات المنوية بل يقتصر تأثيرها فقط على إبطاء حركتها أو منعها تماماً فتعجز الحيوانات المنوية عن الوصول للبويضة، وغالباً ما تستخدم تلك الوسيلة بالإضافة لوسيلة أخرى كالغطاء المهبلي أو اللولب أو غيرهما.
عملية الربط
تهدف عملية الربط إلى منع حدوث حمل بشكل دائم مدى الحياة عن طريق ربط قناة فالوب لدى المرأة- وهي القناة التي تصل بين المبيض والرحم- وبالتالي تمنع وصول البويضة لنهاية القناة أي تقف حائلاً بين البويضة والحيوانات المنوية، وقد تتم تلك العملية إما بربط القناتين أو بقطعهما تماماً.
وتستخدم تلك الوسيلة كضمان تحديد النسل في عدة حالات كأن يشكل الحمل خطراً على صحة الأم أو الشكوى المستمرة من الآثار الجانبية للوسائل الأخرى.
الواقي الذكري
ببساطة شديدة يعمل الواقي الذكري كغطاء لمنع وصول الحيوانات المنوية لداخل المهبل وبالتالي يمنع حدوث الحمل ويساهم في تحديد النسل كما يمنع انتقال الأمراض المعدية والتي قد تنتقل بالاتصال الجنسي كمرض الزهري والإيدز، كما تستخدم الواقيات الذكرية في كثير من الأحيان كوسيلة إضافية لمنع حدوث الحمل بجوار وسائل أخرى تستخدمها المرأة لزيادة عملية التأمين.
عملية الربط
تهدف تلك العملية إلى ربط القناة الناقلة للحيوانات المنوية داخل الرجل وبالتالي منع انتقالها خارج الجسم ومنع حدوث الحمل، وبالطبع فإن تلك الوسيلة دائمة المفعول أي أن الرجل الذي يخضع لعملية ربط القناة لن يتمكن من الإنجاب مدى الحياة إلا بوسيلتين وهما:
تخزين الحيوانات المنوية داخل بنوك خاصة قبل إجراء العملية، ولكن لا تتواجد تلك البنوك في الوطن العربي فقد يضطر الشخص للسفر خصيصاً إلى إحدى دول أوروبا أو أمريكا للقيام بذلك، فيقومون هناك بتخزينها في درجة حرارة مناسبة تحفظها لمئات السنين وعند الحاجة يتم استعادتها مرة أخرى وزرعها داخل رحم الأنثى أو اللجوء للتلقيح الخارجي.
عملية إزالة الربط ولكنها صعبة ومعقدة ومكلفة للغاية أكثر من عملية ربط القناة، كما أنها لا تضمن النجاح والتمكن من الإنجاب إلا بنسبة ضئيلة جداً؛ لذلك إذا كنت تفكر في اللجوء لذلك الخيار عليك بالتفكير جيداً في الأمر قبل الموافقة.
أضف تعليق