تأخر المشي واحدة من المشاكل التي قد تقابلك كأب أو أم. بمجرد ولادته يتابع الآباء بشغف نمو طفلهم لحظة بلحظة ويلاحظون متى تطور مهاراته الحركية منتظرين بفارغ الصبر تمكنه من النطق والكلام بشكل واضح وكذلك قدرته على الحبو أولاً كمرحلة انتقالية تسبق نجاحه في المشي؛ لذا إذا عانى الطفل من تأخر المشي ولو بقليل عن المعروف قد يصاب الآباء من ناحية بحالة من الفزع تجعلهم يهرعون بطفلهم للعديد من الأطباء ليروا سبب تأخر المشي عنده وكيفية علاجها سريعاً حتى يلحق بأقرانه، أو على صعيد آخر قد يجهل الآباء والأمهات بالموعد العمري الذي ينتظر فيه وصول الطفل لمرحلة المشي فبالتالي لا يدركون وجود مشكلة لدى الطفل تتعلق بمهاراته الحركية.
خطوات علاج مشكلة تأخر المشي عند الأطفال
ما هي مراحل نمو مهارات الطفل الحركية؟
في البداية يجب أن نوضح مراحل نمو الطفل حركياً من حيث قدرته على الجلوس ثم الوقوف ثم تمكنه من المشي وفي أي مرحلة عمرية تحدث كل هذه الأمور:
- عند إتمام شهر ونصف: يتمكن الطفل من الجلوس ولكن مع الحاجة لمساعدة إما بالإمساك به أو بوضع مسند خلف ظهره حتى لا يسقط للخلف.
- في الشهر الثالث: يتمكن من تدعيم رأسه عند الجلوس فلا تنحني للخلف أو للأمام.
- في الشهر السادس: يتمكن من الجلوس وإذا تم وضعه على الأرض بحيث يكون وجهه وبطنه مواجهين لها ينجح الطفل في رفعهما عن الأرض مستخدماً ذراعيه (الخطوة الأولى في الحبو).
- في الشهر التاسع: يصبح الطفل قادراً على الجلوس وحده دون وجود مساعدة ودون الحاجة لمسند خلفي كما يتمكن من الزحف والحبو بشكل ممتاز.
- عند إتمام العام الأول: بعض الأطفال تتمكن بعد عام واحد من المشي منفردين دون الحاجة لوجود شخص بالغ يمسك بيدهم أثناء المشي والبعض الآخر يحتاج للمساعدة قليلا لمدة شهر أو شهرين ثم بعدها ينجح في المشي وحده دون مساعدة من أحد.
- بعد عام ونصف العام: بعد تخطي الطفل لمرحلة المشي منفرداً يتحسن مشيه كثيراً وتزداد سرعته كما يستطيع صعود السلالم والركض وكذلك إجلاس نفسه في مقعد مناسب لحجم جسمه.
- بعد عامين: لا يحتاج الطفل لأي مساعدة في صعود أو هبوط السلالم ولكن مع وضع القدمين على نفس درجة السلم، كما يتمكن من قذف الكرة بقدمه بشكل جيد جداً.
- 3 أعوام: يبدأ الطفل في الصعود والهبوط واضعاً قدماً واحدة فقط على الدرج، كما ينجح في الوقوف على قدم واحدة لعدة ثوان.
ما هي الأسباب التي قد تؤدي إلى تأخر المشي عند الأطفال؟
تأخر نمو الجهاز الحركي عند الطفل: ولا يعد ذلك السبب مرضاً في حد ذاته فقد يكون تطور الوظائف الحركية للطفل يسير بالتسلسل الطبيعي ولكن بتأخر قليل عن المطلوب وفي أغلب الأحيان يعود سببه لعوامل وراثية، وفي تلك الحالة لا يوجد أي نوع من أنواع التدخل الطبي بل فقط يخبر الوالدين بالانتظار بضعة شهور حتى يكتمل نمو الطفل الطبيعي وتزول مشكلة تأخر المشي لديه.
ضعف عام في العضلات: وقد يكون مرضاً بعينه أو عرضاً لمرض آخر.
عوامل بيئية: كتعرض الأم خلال فترة الحمل للعدوى أو تناولها دواء خاطئ سبب تأثر الجهاز العصبي والحركي للجنين أو تعرض الطفل نفسه للأسباب ذاتها ويضاف عليها إصابات الرأس في مقدمة العمر؛ فعظام جمجمة الطفل لم تكن قد بلغت الصلابة الكاملة بعد وبالتالي قد تؤثر الصدمات أو الارتطامات على مناطق عديدة بالمخ، أو قد ينتج تأخر المشي كذلك من سوء تغذية الطفل.
صعوبة التعلم: يعد من الأسباب الشائعة المؤدية إلى تأخر المشي عند الأطفال حيث ينشأ الطفل في مكان يفتقر إلى مهارات التعلم الحركية، فالطفل يحتاج بلا أدنى شك إلى تعلم المشي ممن حوله ففي البداية يساعده أحد البالغين عن طريق إمساك يديه أو دعمه من الخلف مراراً وتكراراً حتى ينجح في تعلم المشي.
التمهل أولاً
بداية إذا كان نمو طفلك سليماً ويسير بالمعدل الطبيعي المطلوب على كافة المستويات والتي تشمل النطق والإشارة والألعاب وخلافه باستثناء المشي فيمكنك الانتظار لمدة شهر واحد فإذا تمكن من المشي فهذا جيد ويحدث للعديد من الأطفال أما إذا كان ما زال يعاني من تأخر المشي فيجب عليك عرضه على طبيب مختص.
العوامل الوراثية وتدخلها في تأخر المشي
قد يكون تأخر المشي عائد لعوامل وراثية وجينية عند الأبوين؛ فإذا كان أطفال العائلة قد عانوا من نفس تلك المشكلة مسبقاً وعولجت من تلقاء نفسها دون تدخل طبي فيمكنك حينها الاطمئنان إلى أن مشكلة تأخر المشي عند طفلك ستحل وحدها.
تعليم الطفل وتدريبه
يمكنك كذلك محاولة تعليم طفلك المشي عن طريق الإمساك بذراعيه جيداً ووضع كلتا قدميه على قدميك ثم التحرك بخطوات بسيطة بحيث يعتاد عقل الطفل على حركات المشي وكيف تتم، ثم بعد تكرار ذلك التمرين لعدة أيام تبدأ في الإمساك بذراعيه فقط وتترك قدميه على الأرض مع تشجيعه للقيام بنفس الحركات التي قمت بها من قبل.
تجنب الإجبار
ابتعد تماماً عن الإجبار أو إقران تأخر المشي بعقوبات معينة تفرضها على طفلك، واترك له المجال ليكتسب تلك المهارات وحده برفق دون عنف.
تقييم وظائف المخ
قد تكون مشكلة تأخر المشي لدى طفلك عائدة لسبب مرتبط بقدرات الطفل على التعلم والاكتساب، وعادة ما تكون تلك المشكلة مصحوبة بتأخر بعض الوظائف الأخرى كالسمع أو النطق أو الإدراك؛ بالتالي يجب عليك عمل تقييم شامل لوظائف المخ الحسية والحركية إما وحدك في المنزل أو عن طريق الذهاب لعيادة الأطفال وعرضه على طبيب مختص.
العلاج الطبيعي
ويعرف أيضاً بالفسيوثيرابي حيث يقوم المعالج عن طريق عدة جلسات بعمل عدة حركات تشمل الذراعين والقدمين تعمل على تنشيط عضلات الطفل وتقوية الارتباط بين الجهاز الحركي المتمثل في العضلات والجهاز العصبي المتمثل في الأعصاب المغذية لها مع زيادة قوة العضلة مما يمكن الطفل من تحريك قدميه بحرية وبالتالي يسهل عليه تعلم المشي، ويتم اللجوء للمعالج في حالة ما إذا كان سبب تأخر المشي عائد لضعف أو ضمور في عضلات الطفل وكذلك نقص الإمداد العصبي لها.
الإكثار من شرب اللبن والتعرض المستمر للشمس
فكلاهما يعمل على زيادة نسبة الكالسيوم في العظام مما يقويها ويمنحها الصلابة المطلوبة ليرتكز جسم الطفل عليها وكذلك يشتد اتصال العظام بالعضلات فكلها عوامل تساعد الطفل على اجتياز مشكلة تأخر المشي بنجاح.
الاهتمام بكافة الوظائف المخية في آن واحد
أي أنه يتوجب على الآباء متابعة نمو الطفل من حيث الوظائف الحركية العظمى والوظائف الدقيقة التي تتم بالأصابع ومهارات النطق والتخاطب والتواصل والمهارات الاجتماعية، كل ذلك يتم على اتساق واحد فلا يركز الأب أو الأم على مهارة بعينها مهملين أوجه النمو الأخرى؛ وذلك لأن حدوث تأخر في نمو وتطور إحدى المناطق بالمخ لا يؤثر سلباً فقط على الوظيفة المتعلقة بها ولكن قد يمتد إلى المناطق المجاورة مما يسبب تأخر الطفل في العديد من الوظائف والمهارات معاً. أما عملية التقييم والمراقبة لنمو تلك المهارات فيمكن إتمامه بمنتهى السهولة عن طريق المواقع الإلكترونية التي تعرض مراحل نمو الطفل العمرية أو بسؤال طبيب مختص.
أضف تعليق